Post: #1
Title: شتلة موز وصور أخرى
Author: Osman M Salih
Date: 04-11-2011, 11:04 AM
شتلة موز وصور أخرى -----------------
لأن عودتي للبطانة سنة 2009 مصبوغ الشعر و الشعر بقدر من الشيب يعادل كفة أمد الغياب صادفت عرسا تشبعت له أركان بيتنا بروائح كعك و منين و قرقوش و فول سوداني محمص بقشره . و لإزدحام المكان بالنساء مابين زائرة مهنئة و معينة مقيمة, توجب علي الإنتقال إلى بيت جدي .
معبد بلا أرباب . جمر مطفأ , قدر مقلوب و حطب مبلول. في أي السنين كومت سيقان العدسي المحجوبة بالخيش في ركن من الحوش المقفز? . حبل الغسيل يوشك أن يلامس الأرض المتجهمة تقورت تربتها بجرف مياه الخريف لصورة إلتقطت في الستينات لأخوالي وهم يتحلقون حول شتلة موز و صور أخرى . أثر الماء المشلشل من ثنيات رداء الليل القديم المعطون بالدموع يسيل من أسقف الآسبتستوس المائلة , و يسحب قدمين من صورة الشتلة وأربع أقدام أخرى تخلد جميعها لنومة الضحى داخل علبة حلوى معدنية حفيظة لحزمة صور تؤرخ لحقبة سبقت مولدي مشبعة بالخوف و عامرة بالسحب الثقال. ثم ولدت وغبت وعدت مقتفيا أثر المطر الذي سحب الأقدام الستة النيام عبر مجرى جاف لتصريف ماء الخريف تنتشر على حافتيه بثور هي بيوت النمل وتتناثر في بطنه بقايا ذرات رمل من ساساريب و حصى دقيق , يشق الحوش قريبا من موضع العدسي الملثم بالخيش و يغطس تحت الجدار ليصب في السماء.
عثمان محمد صالح --------------
تعديل أعتذر عنه أملاه تصويب .
|
Post: #2
Title: Re: شتلة موز وصور أخرى
Author: Osman M Salih
Date: 04-11-2011, 04:24 PM
Parent: #1
نجمة ---
غير بعيد من بوابة بيت جدك حيث مبتدأ فضاء يتناهى عند مشارف حواشات الأملاك على يسارك وجدول أب ستة الذي يسقي حواشات نمرة أربعة على يمينك . هناك تمتد بين الحواشات سكة ترابية ضيقة تقودك في خط مستقيم إلى ترعة الميجر , عندها تنعطف يسارا محازيا الترعة والكمبو الجديد الذي نشأ في غيابك إلى حيث تشهد هبوط الشفق في زبد الدوامة أسفل القنطرة الحجرية .
ثم يبين لك الناس ويختفون بسرعة عجيبة كمالو أن فأرة كومببوتر هي التي تسير هذه الأطياف أمامك. لطول غيابك ستعجب في الأيام الأولى لحدة بصر أهلك وقدرتهم على تمييز بعضهم لبعض في جنح الظلام بقوة البصيرة إن ضعفت العين .
الكوب الفارغ من مزيج الشاي وحليب الأغنام غاطس إلى جوار مقعدك في تربة ليل يتقدم حثيثا لا يبين فيه أثر لنجمة لماعة من الخرز .
|
Post: #3
Title: Re: شتلة موز وصور أخرى
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-11-2011, 04:45 PM
Parent: #2
لن يغادرني البتة الافتتان بكيفية سرد للأشياء
الفتنة الحقيقة في السرد مغادرة الأمكنة الضحلة* في مناولة القارئ اللقطات المتتابعة
انتظر -إن بقينا- بلهفة ما تجود به علينا
محبتي وامتناني وشكري العميق
ــــ * المعني بها: الأدوات المزعجة (الكنكنة) والشرح الذي لا طائل من ورائه...
|
Post: #4
Title: Re: شتلة موز وصور أخرى
Author: Osman M Salih
Date: 04-11-2011, 06:57 PM
Parent: #3
أخي العزبز بله محمد الفاضل . سرني ما كتبت . طيب ومخفز . أشكرك عليه جزيل الشكر . تحياتي . عثمان
|
Post: #5
Title: Re: شتلة موز وصور أخرى
Author: Osman M Salih
Date: 04-12-2011, 05:05 AM
Parent: #4
دندنة =====
وسع معنى البر عنده موالاة الوالدين والجدتين والخالة بالحسنى والقول المعروف , والعناية بالضرع وراعيه, وبالزرع وساقيه . يهب من اللامكان على مقعدي الأثير المجلد من حبال السكينة والظلام . ـ منتظرنك للعشا . طريقته المألوفة المقتصدة في الإخبار. أنفض يدي من الغبار و نسير سويا في شارع شهد مولدي , محاذرين ألا نطأ عظمة أو زجاجا مهشما أو ثعبانا أو نصطدم بحجر مغروز . في طرف الشارع يرقد إطار شاحنة قديم تفاديناه فإصطكت أفرع شجرة اللبخ العجوز أمام بيت جدي لعصف الريح فيما قال : قبل وفاة خالنا عليه الرحمة بيومين ولاتلاتة كان في هوا شديد جاي من جهة قفلة وساساريب. الساعة كانت زي تمنية مسا , هوا شديد , غبار من النوع المايخليك تشوف صباعك , الناس كل واحد جاري لي بيتو ,انا برضو كنت خابي ولما وصلت المحلة اللي نحن فيها هسه مر بي زول لابس جلابية بيضا بياض عجيب ماشي على مهلو , الناس ماشين للبيوت وهو ماشي عكس . وكان بيصفر ويدندن بي غنية مابعرفا . في اليوم التاني سألت خالنا وإتأكدت أنو هو الزول الشاقي الهوا بدندن . بلغنا البيت .
|
Post: #6
Title: Re: شتلة موز وصور أخرى
Author: توما
Date: 04-12-2011, 06:28 AM
Parent: #5
عثمان محمد صالح
مفرحه عودتك..
و ممتعه كتابتك..
..
كالعاده
|
Post: #7
Title: Re: شتلة موز وصور أخرى
Author: Osman M Salih
Date: 04-12-2011, 07:43 AM
Parent: #6
أشكر لك ياتوما ترحيبك بي . لك مني التحية والإحترام.
|
Post: #8
Title: Re: شتلة موز وصور أخرى
Author: Osman M Salih
Date: 04-12-2011, 08:12 AM
Parent: #7
خوار و عفار -----------
لايوقظ خطوه منامي فهو من أهل البيت . يتوقف دوران المروحة بالبرندة لإنقطاع التيار الكهربائي فأصحو على إحتلاله للسرير المقابل . أتأمل الجلباب السمني اللون , القامة المائلة للقصر , الملامح البريئة الحيية , تلافيف الشعر الكث لم يخالط سواده شيب و القدمين المفلطحتين تكثر في كعبيهما الشقوق من خوض الماء الملوث بالبلهارسيا في جداول " أب ستة " و " أبوعشرين " و إقامة السدود الترابية و تهديمها لفتح الماء في الأنقايات بالليل وقت العطش . هو هو كأني لم أفارقه عشرين عاما . متى جاء ? . بجوار سريره سطل كبير فارغ تزين بياض لونه وردة زرقاء . بإقتراب الساعة من الخامسة مساء يتسيد الأفق خوار و عفار. يحمل السطل و يمضي .
|
|