و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)

و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)


04-11-2011, 10:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1302513005&rn=1


Post: #1
Title: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: ابو جهينة
Date: 04-11-2011, 10:10 AM
Parent: #0

بعد أن عاش ( سليم ) أعواما من الرخاء و رغد العيش بغربته يحتضن أسرته.
توقفت فجأة تروس الترف و عشعشت الحاجة بين جنباته و أخذ الفقر يطرق بابه صباح مساء و العوز يمسك بتلابيه.
اتخذ قراره سريعا بعودة أسرته لحضن الوطن .
قاومت زوجته فكرة الرجوع بكل ما أوتيت من حجج و عناد ، توسلت إليه ، و عندما اصطدمت توسلاتها بإصرار ( سليم ) قامت بالاستعانة بالأجاويد و لكن دون فائدة ، فتصدّت شقيقتها ( حفيظة ) التي تعيش معها بنفس الغربة للأمر و وقفت في وجه ( سليم ) تناكفه و تحاججه و تارة تكيل له سيلا من الإهانات ، بل و أتهمته بأنه ربما ينوي أمرا و يتأبط شرا.
كل هذا لم يغير من ما خطط له (سليم) فهو يعرف و يعي تماما أن قراره في صالح الأسرة.
أذعنت زوجة (سليم) نهاية المطاف و عادت مع أطفالها و هي تعاني ألما نفسيا طال جسدها .
شقيقة الزوجة ( حفيظة )، فاجأها زوجها يوما بخبر زواجه من إحدى قريباته يتيمة الأبوين و تعيش في القرية لا حول لها و لا قوة و أنه سيرسل في طلبها لتعيش معهم بالغربة تحت سقف واحد ، فما كان من ( حفيظة ) إلا أ طلبت الطلاق و عادت للوطن بعد أن جعلت بعلها يرى عدة ( نجيمات عز الظهر ) و بعد أن جردت البيت من كل ما خف حمله و غلا ثمنه.
بعد معاناة مع المرض لم تدم طويلا ، فارقت زوجة ( سليم ) الحياة ، تاركة أطفالها لليتم.
بعد أن أنقضت أيام العزاء ، جلس ( سليم ) يفكر في مصير أيتامه دون أم.
لم يطل التفكير كثيرا ، و تم تقليب الأمر على نار هادئة كان وقودها العقل و الأمر الواقع و أشياء أخرى ، وافقت(حفيظة) شقيقة المرحومة على الزواج من(سليم) لرعاية أطفال شقيقتها.
شرط (سليم) الوحيد كان أن تبقى (حفيظة) في السودان مع أطفاله و أطفالها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. فقبِلت في التو و اللحظة دونما أي نقاش.

Post: #2
Title: Re: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 04-11-2011, 10:22 AM

Quote: فقبِلت في التو و اللحظة دونما أي نقاش.

الأولويات يا ريِّس،
الأولويات،
ربما توصلت إلى قناعة أن لاصوت يعلو على صوت (الوطن)* ..
حضن الوطن يوفر غطاءا تأمينيا لايتأتى في (الغربة) الشينة..
إختارت (الكتابة) لأن سجن (طرة) فادح التصحر وكاسح للروح..

أُثمِّن لها التضحية..








*
الوطن المعني هو الوطن.

Post: #3
Title: Re: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: ابو جهينة
Date: 04-12-2011, 08:37 AM
Parent: #2

تحياتي أخي محمد

إختارت (الكتابة) لأن سجن (طرة) فادح التصحر وكاسح للروح..

تمعن في تشابك الإختيارات و تقلبات المصائر بين الأختين ، ستجد أن خيوط الأقدار أحيانا ينفرط عقدها هنا لتلتئم هناك .. لله في خلقه شئون.

تخريمة : سجن ( طرة ) الذي بقاهرة المعز بالفعل هو كغربتنا ... سجن فادح و كاسح

دمتم

Post: #4
Title: Re: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: ismeil abbas
Date: 04-12-2011, 09:06 AM
Parent: #3

ياريس لالوب بلدى ولا عنب غيرى...هذا ديدن بطل القصة.لك التحية على الواقعية.

Post: #5
Title: Re: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: ابو جهينة
Date: 04-12-2011, 01:22 PM
Parent: #4

ياريس لالوب بلدى ولا عنب غيرى...

هو في لالوب ؟؟؟

شوف المعادلة يا سمعة :

زوجة سليم + إصرار على البقاء في الغربة - سفر رغم أنفها = موتها بالوطن الذي رفضت الذهاب إليه
شقيقتها حفيظة + وقوفها مع بقاء شقيقتها + زواج زوجها + إصرار زوجها ببقاء ضرتها معها بالغربة = رجوعها للسودان مطلقة
حفيظة + زواجها من سليم الذي أهانته و أتهمته بالزواج من أخرى بعد تسفير أختها = تزوجته + بقيت بالوطن الذي كانت ترفضه لأختها

Post: #6
Title: Re: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: ابو جهينة
Date: 05-18-2011, 07:36 AM
Parent: #5

دي طرة ؟ أم كتابة ؟
أم عُملة مسهوكة ؟