Post: #1
Title: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: ابو جهينة
Date: 04-11-2011, 10:10 AM
Parent: #0
بعد أن عاش ( سليم ) أعواما من الرخاء و رغد العيش بغربته يحتضن أسرته. توقفت فجأة تروس الترف و عشعشت الحاجة بين جنباته و أخذ الفقر يطرق بابه صباح مساء و العوز يمسك بتلابيه. اتخذ قراره سريعا بعودة أسرته لحضن الوطن . قاومت زوجته فكرة الرجوع بكل ما أوتيت من حجج و عناد ، توسلت إليه ، و عندما اصطدمت توسلاتها بإصرار ( سليم ) قامت بالاستعانة بالأجاويد و لكن دون فائدة ، فتصدّت شقيقتها ( حفيظة ) التي تعيش معها بنفس الغربة للأمر و وقفت في وجه ( سليم ) تناكفه و تحاججه و تارة تكيل له سيلا من الإهانات ، بل و أتهمته بأنه ربما ينوي أمرا و يتأبط شرا. كل هذا لم يغير من ما خطط له (سليم) فهو يعرف و يعي تماما أن قراره في صالح الأسرة. أذعنت زوجة (سليم) نهاية المطاف و عادت مع أطفالها و هي تعاني ألما نفسيا طال جسدها . شقيقة الزوجة ( حفيظة )، فاجأها زوجها يوما بخبر زواجه من إحدى قريباته يتيمة الأبوين و تعيش في القرية لا حول لها و لا قوة و أنه سيرسل في طلبها لتعيش معهم بالغربة تحت سقف واحد ، فما كان من ( حفيظة ) إلا أ طلبت الطلاق و عادت للوطن بعد أن جعلت بعلها يرى عدة ( نجيمات عز الظهر ) و بعد أن جردت البيت من كل ما خف حمله و غلا ثمنه. بعد معاناة مع المرض لم تدم طويلا ، فارقت زوجة ( سليم ) الحياة ، تاركة أطفالها لليتم. بعد أن أنقضت أيام العزاء ، جلس ( سليم ) يفكر في مصير أيتامه دون أم. لم يطل التفكير كثيرا ، و تم تقليب الأمر على نار هادئة كان وقودها العقل و الأمر الواقع و أشياء أخرى ، وافقت(حفيظة) شقيقة المرحومة على الزواج من(سليم) لرعاية أطفال شقيقتها. شرط (سليم) الوحيد كان أن تبقى (حفيظة) في السودان مع أطفاله و أطفالها إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. فقبِلت في التو و اللحظة دونما أي نقاش.
|
Post: #2
Title: Re: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 04-11-2011, 10:22 AM
Quote: فقبِلت في التو و اللحظة دونما أي نقاش. |
الأولويات يا ريِّس، الأولويات، ربما توصلت إلى قناعة أن لاصوت يعلو على صوت (الوطن)* .. حضن الوطن يوفر غطاءا تأمينيا لايتأتى في (الغربة) الشينة.. إختارت (الكتابة) لأن سجن (طرة) فادح التصحر وكاسح للروح..
أُثمِّن لها التضحية..
* الوطن المعني هو الوطن.
|
Post: #3
Title: Re: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: ابو جهينة
Date: 04-12-2011, 08:37 AM
Parent: #2
تحياتي أخي محمد
إختارت (الكتابة) لأن سجن (طرة) فادح التصحر وكاسح للروح..
تمعن في تشابك الإختيارات و تقلبات المصائر بين الأختين ، ستجد أن خيوط الأقدار أحيانا ينفرط عقدها هنا لتلتئم هناك .. لله في خلقه شئون.
تخريمة : سجن ( طرة ) الذي بقاهرة المعز بالفعل هو كغربتنا ... سجن فادح و كاسح
دمتم
|
Post: #4
Title: Re: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: ismeil abbas
Date: 04-12-2011, 09:06 AM
Parent: #3
ياريس لالوب بلدى ولا عنب غيرى...هذا ديدن بطل القصة.لك التحية على الواقعية.
|
Post: #5
Title: Re: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: ابو جهينة
Date: 04-12-2011, 01:22 PM
Parent: #4
ياريس لالوب بلدى ولا عنب غيرى...
هو في لالوب ؟؟؟
شوف المعادلة يا سمعة :
زوجة سليم + إصرار على البقاء في الغربة - سفر رغم أنفها = موتها بالوطن الذي رفضت الذهاب إليه شقيقتها حفيظة + وقوفها مع بقاء شقيقتها + زواج زوجها + إصرار زوجها ببقاء ضرتها معها بالغربة = رجوعها للسودان مطلقة حفيظة + زواجها من سليم الذي أهانته و أتهمته بالزواج من أخرى بعد تسفير أختها = تزوجته + بقيت بالوطن الذي كانت ترفضه لأختها
|
Post: #6
Title: Re: و ما الأيام إلا ... طرة و كتابة (2)
Author: ابو جهينة
Date: 05-18-2011, 07:36 AM
Parent: #5
دي طرة ؟ أم كتابة ؟ أم عُملة مسهوكة ؟
|
|