كمال حسن بخيت اتصل بمسؤول كبير لحظة قصف مصنع الشفاء "تضرب لي ساعة صلاة المغرب انت ما بتصلي"

Quote: الغفلة.. أهم السلبيات التي تأتي من خلالها الكوارث والهزائم ليس في بلادنا فقط.. وإنما في كل البلدان العربية.. وكأن الغفلة صنعة عربية أصيلة. والغفلة وعدم الانتباه ثغرة كبرى تأتي بسببها كل المصائب لأي شعب تكون الغفلة صفة من صفاته. ويصاحب الغفلة احياناً سوء التقدير.. و عندما تلتقي الغفلة وسوء التقدير تكون المصيبة أكبر. كل الهزائم العسكرية والسياسية في بلادنا وفي بلدان الوطن العربي جاءت من تلك الثغرة.. الاعتداء الاسرائيلي الأخير على السيارة المدنية في مدينة بورتسودان لم يكن الأول.. ولن يكون الأخير.. فلماذا لم تراجع دفاعاتنا الجوية ويتم تعزيزها منذ الضربة الأولى.. وننتظر إلى أن تتكرر الضربة مرة ثانية ومرة ثالثة لنصدر قراراً بضرورة مراجعة تأمينات الدفاعات الجوية.. في تلك المنطقة.. وإذا كنا نعتقد ان الطائرات الاسرائيلية ستأتي في المرة القادمة من نفس الجهة.. يكون تقديرنا ليس في محله.. صحيح أن امكاناتنا.. ليست مثل امكانات اسرائيل.. لان كل التكنولوجيا الامريكية المتطورة مكرسة لخدمة اسرائيل وجيش حربها المتطور. وأعلم تماماً أن قواتنا الجوية في تلك المنطقة ليست مقصرة ولكن تنقصها الامكانات المتطورة التي تواجه بها الترسانة الامريكية المتطورة. ومشكلتنا الكبرى.. عندما يقع حادث مثل هذا.. لا نجد مسؤولاً يرد عليك ليعطيك المعلومة الصحيحة.. وأذكر عندما انطلقت صواريخ كروز لضرب مصنع الشفاء شاهدناها من امدرمان بالعين المجردة.. وهي تتجه إلى منطقة بحري.. واتصلت بمسؤول كبير.. ونفى لي بشدة.. وقال لي تضرب لي ساعة صلاة المغرب انت ما بتصلي واللا شنو؟.. قلت له يا سيادتك الصلاة ملحوقة هناك كارثة قادمة شاهدنا صواريخ تتجه نحو منطقة بحري.. لم يصدقني الرجل.. ثم اتصلت بمسؤول صديق آخر.. واستقبل كلامي بهدوئه المعروف.. واثناء حديثي معه.. قال لي دقيقة هناك اتصال من الخط الساخن.. تحدث وقال لي حديثك صحيح هذه قصفت مصنع الشفاء. وفي حادثة بورتسودان الأخيرة.. لم نجد مسؤولاً كبيراً ليطلعنا على الحقيقة.. بعد ان اتصل بي سائق تعرفت عليه اثناء زيارتي لبورتسودان وقال لي اسرائيل ضربت عربة بالقرب من ميناء بشائر.. أسأل عن التفاصيل لانني لا أعرفها، ووقتها لم نجد مسئولاً في حكومة البحر الأحمر ليعطينا الحقيقة.. لان الوالي في رحلة علاج خارج البلاد.. «شفاه الله» ونصف مسؤولي الحكومة في الخرطوم.. والبقية لا يمكن الوصول إليهم.. حتى الناطق الرسمي بوزارة الدفاع لم يرد على اتصالات مدير التحرير ولا رئىس قسم الاخبار.. بمجهود أضافي وليد جهد جهيد تحصلت على نصف المعلومات وليس كلها.. نحن نعاني.. من عدم توافر المعلومة ولا أقصد المعلومة العسكرية فقط. وإنما أية معلومة تريدها من الصعوبة بمكان الحصول عليها.. معظم المسؤولين يتهربون من اعطاء المعلومة المطلوبة بعضهم لا يريد ان يتحمل مسؤولية ما يقوله.. وبعضهم يكون احياناً خارج الصورة.. وفي الحالتين تصير المسألة «كارثة». الذين يعطون أرقام هواتفهم للصحافيين قلة على رأسهم سعادة الفريق عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع والباشمهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية.. والفريق أول هاشم عثمان مدير عام الشرطة واللواء عابدين الطاهر.. ومولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئىس البرلمان.. وبعضهم يتحدث معك بلطف ورزانة .. لكنهم يراوغونك في خط «6» مثل جكسا في الماضي.. ولا نخرج بأية معلومة.. وأقول لسيادة الرئيس.. أصدر توجيهاتك لكافة المسئولين بأن يطلقوا سراح المعلومات الضرورية فقط وليست السرية التي تضر بأمن وسلامة البلاد، لأن غياب المعلومة يشكل ضرراً بليغاً لبعض الأحداث التي تقع فجأة.