بعد التمكين ... عاد الكيزان كما في السابق ... متشنجين

تنتاب الكيزان هذه الايام موجة من التشنج ذكرتني أيام زمان، أيام كنا تلاميذ صغار.

فمنذ أن كنا تلاميذ - نحن خريجي السبعينات - كانت صفة التشنج تلتصق بالكيزان في نفس الفترة التي أطلق عليهم زعيمهم فيها اسم الكيزان.

في بحثهم عن (السلطة والجاه)، دخلوا وخرجوا وغيروا جلودهم عدة مرات حتى بلغ بهم الأمر أن دخلوا مع سئي الذكر نميري في اتحاده (الاشتراكي) فيما عرف بالمصالحة الوطنية.

سقط الدكتاتور فأخذت صحفهم تهاجم الديموقراطية الوليدة وتبشر بالدكتاتورية حتى تسنى لهم إغتيال الديموقراطية بليل وارتكاب جريمة الانقلاب بليلة مشئومة.

بعد الانقلاب جاءت الفترة التي أطلقوا عليها هم أنفسهم وبلا حياء، فترة التمكين – أي نهب المال العام ورسائل الدكتوراة المعدة سلفا ومنظمات النهب مرة باسم دعم الشريعة ومرة منبر السلام العادل ومرة باسم أسطورة اسمها (الشهيد) الذي أصبح له سعر معلوم عند تجار السياسة.

واخيرا اكتملت حملة التمكين يتزوير الانتخابات حتى يببقوا أطول فترة ممكنة في السلطة.

حسنا، لقد تم لهم ما أرادوا والمفروض ان أعصابهم قد هدأت، فلماذا هذه الموجة الجديدة من التشنج الآن؟؟

لماذا أفردوا للتشنج صحيفة وتيار من داخل حزبهم؟

لماذا عينوا للتشنج موظفا كبيرا من الحزب؟

لماذا نشهد هذا الارتباك؟

Quote: لماذا أفردوا للتشنج صحيفة وتيار من داخل حزبهم؟ لماذا عينوا للتشنج موظفا كبيرا من الحزب؟ لماذا نشهد هذا الارتباك؟

هلا يا حامد حبابك يا قريبنا
عليك الله يا حامد في جنس الزنقة ونقة الجاتهم من إسرائيل دي
بتقول لماذا التشنج ؟؟؟
الخوفة والرجيفيبة يا ود امي
بكون من ساعة ضربة بورتسودان وهم ماسكاهم ام هلا هلا
خايفين ومرعوبين وما خفي اعظم

دحين يا خوي الايامات دي الجماعة ديل معذورين
فيهم المكفيهم
ربنا يشيلهم ويريحنا منهم
شالهم بلا

سلامي واشواقي الحارة للجماعة كلهم
نلتقي إن شاء الله في الإجازة

العزيزة أسماء
حمدلله على السلامة

الناس ديل ماشين على الحيطه والطريق أصبح مقفول أمامهم .
بي جاي أوكامبو
وبي جاي شباب الفيس بوك
وبي جاي ياسر عرمان
كل دي أسباب للتشنج
لكن السبب الرئيسي في إعتقادي هو إمكانية ضياع السلطة والجاه ونهب المال العام

في في تحليل مطول لنتائج إنتخابات 1985، نشر بصحيفة (عكاظ) التي تصدر بجدة، قلت ان في السودان (استقطاب سياسي معكوس). أي أن الاستقطاب السياسي حين يقع في السودان، فإنه لا يقع بين الكتلتين السياسيتين الاكبر في الساحة السياسية، وإنما يقع بين الحزبين الاصغر، حينها، في الساحة.

كنت أتجدث عن الشيوعيين والأخوان المسلمين.

وكانت تلك ظاهرة مشاهدة رغم عدم اتساقها مع المنطق البديهي.

كان ذلك عام 1985.

الآن اختلف الوضع جذريا وجرت مياه كثيرة تحت الحسر وصارت المعادلة تقف على رجليها بدلا عن الوقوف على راسها كما في السابق.

فبانقلاب 1989، نصبت الحركة لاسلامية نفسها ناطقا رسميا باسم أشياء كثيرة، نذكر منها:

الشمال
العروبة
الاسلام
الهيمنة الدينية والعرقية
الرأسمالية الطفيلية
الاستعلاء الثقافي ......... الخ

بالمقابل، ومن خلال النضال المسلح، نصبت الحركة الشعبية نفسها ناطقا رسميا باسم اشياء كثيرة مضادة بالضرورة لما تعتمد عليه الحركة الاسلامية. فقد نصبت نفسها ناطقا رسميا باسم:

المناطق الطرفية المهمشة
الانصاف في العلاقات التعددية الدينية والعرقية والثقافية
العدالة الاجتماعية
مكافحة الاستعلاء والتهميش.

هنا فقط وقف الاستقطاب السياسي على رجليه بدلا عن راسه.

وخلال ست سنوات هي الفترة الانتقالية التي حددتها اتفاقية السلام الشامل، عرف المؤتمر الوطني مدى قوة وخطورة أطروحات الحركة الشعبية ومدى تاثيرها على الجماهير.

لهذا كانت المماحكات والمضايقات التي مارسها المؤتمر الوطني لجعل الوحدة خيارا منفرا. ومن هنا كان الفرح المتخفي لدى عضوية المؤتمر الوطني بنتيجة الاستفتاء.

غير ان هذا الفرح لم يكتمل، فمازالت الحركة الشعبية باقية فيما تبقى من السودان، ولا تزال تمارس تاثيرها القوي.

من هنا يأتي هذا التشنج الذي عاد بالإسلاميين إلى وضعهم المتشنج في الستينات والسبعينات.

استاذنا الفاضل حامد بدوي بشير


لك التحايا الطيبة