ضرورة الفصل بين الدولة والحكومة لاستشراف الجمهورية الثانية

دعت الأستاذة سناء حمد العوض وزيرة الدولة بوزارة الإعلام لضرورة الفصل ما بين الدولة والحكومة لاستشراف الجمهورية الثانية والتي ستبدأ بإعلان دولة جنوب السودان في التاسع من يوليو القادم
وشددت في الحوار المفتوح الذي نظمه المركز القومي للإنتاج الإعلامي حول مفهوم الجمهورية الثانية والدعوة للتغيير على ضرورة إعلاء الاعتبارات الوطنية على ما دونها من اعتبارات لتعزيز الانتماء الوطني لأهل السودان ، مضيفة أن مشروع الجمهورية الثانية هو واقع فرضته المعطيات السياسية الراهنة والتي ستفضى حتما إلى تغيير في شريحة الدولة السياسية وتغيير في البعد الجغرافي للسودان
وساقت لذلك بعض الأمثلة والتجارب التي حدثت في بعض الدول مثل السعودية وفرنسا والتي أكدت أنها دخلت في نظام الجمهوريات بالبعد السياسي والتغيير الجغرافي
وتناولت التاريخ السياسي لأهل السودان من خلال الهوية السودانية بمحدداتها الأكاديمية والتي تشمل الدين واللغة والعرف على حد تعبيرها ، مضيفة أن اللغة العربية كانت سائدة في السودان منذ آلاف السنين ولم تكن عنصر اختلاف حتى في جنوب السودان بالرغم من وجود لهجات محلية مختلفة ، مردفة بأن العنصر العربي كان موجودا في السودان قبل دخول الإسلام
واكدت الوزيرة أنه ليس هناك نقاءا عرقيا في السودان ما عدا في جنوب النيل الأزرق وبعض المناطق في جبال النوبة ، مشيرة إلى أن السودان كان خاضعا لمفارقة تاريخية استعمارية ولم تتم ادارته مركزيا إلا في العهد التركي وفيما بعد الاستقلال
وقدمت الوزيرة سرداً تاريخيا عن الدولة السودانية منذ العهد التركي وحتى الثورة المهدية
وأضافت بأنه لابد من تصميم برامج خلال المرحلة القادمة لخدمة القضايا والأهداف الوطنية، مشيرة إلى أن السودان الآن يحتل المرتبة رقم 16 على مستوى العالم من حيث المساحة بعد انفصال الجنوب حيث تتضمن هذه المساحة بما يقدر بـ 200 مليون فدان صالحة للزراعة داعية إلى استغلال هذه المساحات لتحقيق الأمن الغذائي لأهل السودان والدول المجاورة
وقالت سناء إن من أهم مطلوبات الجمهورية الثانية هي مشاركة منظمات المجتمع المدني في إرساء دعائمها بعيداً عن النخب السياسية حتى تتم عملية إعادة هيكلة مؤسسات الدولة لصالح المواطنين
ودعت إلى تشكيل حكومة مدنية من تكنقراط وشخصيات عامة تكفل كافة الحقوق المدنية لأهل السودان مع تعزيز المبادئ السياسية للأحزاب في إدارة شؤون البلاد
ودعت أهل السودان والشباب بصفة خاصة للعمل على رفعة هذه البلاد بعيدا عن الانتماءات السياسية والجهوية والقبلية ، مضيفة أن هذه من أهم مطلوبات المرحلة القادمة تجنبا لعوامل تفتيت البلاد
وقالت إن عملية انفصال الجنوب هي عملية محزنة ولكنها عبرت عن إرادة أهل الجنوب ، مضيفة أنه لابد من استلهام الماضي والاستفادة من عبره ودروسه لاستلهام المستقبل
هذا وعبر عدد من ممثلي الأحزاب السياسية عن ارتياحهم لهذا الطرح والذي اعتبروه طرحا جديدا يهدف لحل أزمات الوطن، مشددين على ضرورة أن يفضى مشروع الجمهورية الثانية الى تغيير منهج الممارسة السياسية بالاحتكام للممارسة الديمقراطية الحقيقية
ودعوا لإدارة الدولة بمشروع وطني يستوعب الجميع دون أي أسقف لتجنيب البلاد مخاطر التمزق والاحتراب
كما حملوا مسئولية انفصال الجنوب والأزمات التي تمر بها البلاد للأحزاب السياسية كافة ، حاكمة ومعارضة ، مشددين على ضرورة إدارة حوار وطني شامل مع هذه القوى السياسية يفضي إلى نتائج ايجابية تعيد صياغة الدولة السودانية على أسس جديدة