السودان بلد غنى جدا.. ولكن جل خبرائه وعلمائه وكوادره المدربة مهاجرون!

تركناه وتركنا اهلنا من ورائنا وهو وطن واعد وزاخر بكل الثروات والموارد الاقتصادية المهولة وبرغم ذلك خرجنا اما بسبب القهر السياسي المباشر او بسبب الحاجة الاقتصادية الملحة وفي كلتا الحالتين هي الهجرة القسرية بسبب القهر والظلم والفساد الذي يعم الوطن!
أليس هذا دليل ناصع على فسادالاوضاع في السودان وهو امر بسيط لا يحتاج لنظريات سياسية واقتصاديةوهرجلة ومزايدات سياسية؟ واليس هذا مدخلا حقيقيا ومنطقيا لكل مهاجر سوداني كي يقيم حوارا داخليا صادقا مع نفسه
ينتقدها على صمتهاان صمتت على هذا الظلم والفساد ومحاسبتها حسابا عسيرا على موالاتها ان والت في هجرتها ذاك الذي قهرها وشردها بعد ان احتكر فرص العيش فقط لمواليه لان الهجرة بكل المقاييس حالة سالبة مهماكانت امتيازاتها ونفعها وهو امر مؤقت لا ولن يعوض ابدا فقدنا لحظة البقاء في الوطن احرارا بشرف وكرامة بين الاهل والاصدقاء والاحباب!؟
الا يمكن ان نعتبر ان قضية الهجرة السودانية بكل مسمياتها منطلقا حقيقيا لكل المهاجرين السودانيين للتفاكر بشكل جاد هذه المرة حول مصيرهم ومصير اسرهم داخل وخارج الوطن على ضوء المتغيرات الراهنة في الوطن والتي لا تشجع ابدا على العودة اليه حيث لا زالت الاسباب التي ادت الى الهجرة قائمة وبشكل متزايد و لا زالت تدفع المزيد من الاف السودانيين في الداخل الى الهجرة باعتبارها البديل الاوحد والمتاح لاجل البقاء؟

و بعد ان شخصت ان الهجرة بصفة عامة ظاهرة سالبة تعبر عن ازمة في الوطن ممااضطرت
بعض المواطنين للهجرة اما لتحسين اوضاعهم المعيشية او لحماية ارواحهم بسبب مواقفهم المناوئة للوضع السياسي
المتحكم في البلاد والذي اضطرهم لهذا الخيار لدواعي امنية,,, وفي كلتا الحالتين الفريقان متضرران من الاوضاع الداخلية.. فهل يا ترى بعد هذا يمكن ان نعتبر موقف اي واحد من هذين الفريقين المهاجرين حينما يعلن تاييده للاوضاع السياسية السائدة في الوطن والتي شردته واضطرته للهجرة ولدينا منها نماذج كثيرة بالمنبر هل هو موقف وطني واخلاقي سوى ام يعبر بالفعل عن انتهازية وربما خوف او جهل او غرض!؟