ناس تريزا ، يا خضر حسين

ناس تريزا ، يا خضر حسين


01-03-2011, 06:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=330&msg=1301592190&rn=13


Post: #1
Title: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: عبد القادر محمد
Date: 01-03-2011, 06:57 PM
Parent: #0



ماأقسي ان نكتب التاريخ ونحن لانتمكن من أدوات الكتابة!

Post: #2
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: أبو ساندرا
Date: 01-03-2011, 07:02 PM
Parent: #1

حاجز معاكم

Post: #3
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: خضر حسين خليل
Date: 01-03-2011, 07:05 PM
Parent: #2

بالأمس القريب روجينا ياقدورة
واليوم تريزا



سودان عجيب ياصاحبي ؟

ـــــــ
أحكي عن تريزا ياقدورة وسأحكي عن روجينا وميري
وشول وأتيم وقرنق ومايكل وأديسون الذي غادرنا دون وداع

Post: #6
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: عبد القادر محمد
Date: 01-03-2011, 07:27 PM
Parent: #2

Quote: حاجز معاكم


طواالي يا أبو ساندرا ،
وايه الدنيا غير ، لمة ناس في خير

أو ساعة حزن !

اتفضل يا صاحب ، شاركنا الوجعة

Post: #7
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: عبد القادر محمد
Date: 01-03-2011, 07:59 PM
Parent: #6

.....

....

...

كرصاصة اخترقت قلبي كان وقع هذا الخبر الاليم.
الصغيرات تناقلن الخبر باطراف الحي ، وطوفن به كأي حادثة أليمة تقلق صمت هذا الحي الرابض باطراف الخرطوم واطراف الحياة.

لرحيل تريزا حزنه الخاص ؛

كانت تريزا بملامحها الباهرة ولونها الابنوسي ، وفكرها النير ، وفصاحتها تدهش كل من يحادثها وتخلب الالباب.
فتاة تجاوزت ربيعها العشرين وهي لاتعرف اهلاً سوي أهل هذا الحي الخرطومي الشعبي الذي امتزجت فيه اعراق السودان وقبائله ،
وشكلت بذلك المزيج المدهش ثقافة سودانية أنيقة.

تنتمي تريزا لقبيلة النساء الجميلات ؛ وتحمل جنسية هذا السودان . يخمن البعض بأنها من الدينكا لطولها الفارع ،
ويقول آخرون بأنها من الزاندي لتلك التفاصيل الأنيقة التي تسيطر علي وجهها، ولكن تريزا لا تعبأ بسؤال القبيلة.
ولا تعتز إلا لإنتمائها لمهنتها الإنسانية التي أدخلتها إلي كل هذه القلوب التي تحبها بسخاء ، تريزا تنتمي إلي هذا التراب ،
وتحب أمي فاطنة وحبوبة آمنة ، تكاد تفقد أنفاسها وهي تقبل حمودي الصغير ، وتخالها ستلتحم برحيق في لحظة عناقهن الحميم
حين يلتقين بعد غياب سويعات. حينما تذهب سارا الي المستشفي ورحيق الي المدرسة.

تدهشك وهي تتحدث في الفن والسياسة ، في الطب والكيمياء ، في الفلك والحب والحياة.

تحدثك عن وطن بهي تحلم به ، تحيك حولك حبال الإلفة ، وترمي بك في عميق يم المحبة.

المحبة المغروسة في اعماق تريزا كشتلة في ضفاف النيل ؛
الناس هنا يحفظون لتريزا تلك الإلفة والمحبة التي تؤسس روحها ؛ كلما دار بيننا حوار كانت تريزا مثار دهشتي ،
كيف تحولت كل تلك الدهشة إلي حزن وفجيعة في هذا اليوم الكئيب؟.


كنت أسبر روح تريزا سؤالاً سؤالاً حتي أتبين من أين يتفجر نبع تلك المحبة الرحيمة ؛

في ذات صفاء ؛ قرأت لي تريزا آيات من كتابها المقدس :
" مياه كثيرة لا تستطيع ان تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها. ان اعطى الانسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقارا "(1)

المحبة في عرف تريزا ؛ فلسفة وتعاليم دين ؛ المحبة عند تريزا حياة.

" لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ"(2)

تريزا تعيش بالمحبة وعليها تؤسس روحها.



.....
تريزا لم تكن تعبأ بنيفاشا ، ولا ببتروتوكولات قسمة السلطة والثروة ...
كانت ثروتها محبة الناس ، وسلطتها تلك الانسانية الباهظة التي تسيطر بها علي قلوبهم!


.....
لم يدر بخاطر تريزا بأنها ستصبح يوماً عبئاً علي وطن بسطت فيه مخرجات علمها عافية
علي اهله ليمنعها محض حقنة ، او جرعة دواء! ، ويشهر لها كرت الاستغناء ويطالبها بالرحيل!



أف علي هذا الوطن الذي يطرد بنيه ؛ أو قل تُف عليه !


.
تُف عليهو شديد؛ هكذا ردد صديقي حينما أتاه حديث الرحيل

.....

....

...

..

.

في ذات فجيعة حملت لي الصغيرات صاعقة النبأ :

- يا خالو ما شُفتا ، ناس تريزا راحلين !

كانت عيونهن تزداد اتساعاً ، وهن يلقين علي مسامعي هذه الفجيعة .
كمن يحمل عبوة متفجرة ولا يعلم متي واين ستنفجر، يهمه فقط أن يتخلص منها وبأسرع ما تيسر .!

كان الوجوم يلف وجوههن البريئة ؛ والحزن يغيب ملامحهن الطفولية البهية



..........

ساد صمت واجم ، صمت له طعم الاسي ومرارة الفقد .



ناس تريزا راحلين!


أعاد الصدي حولي تلك الجملة ، وارتطمت بمسامعي كدوي الإنفجار ،


........ .. ..



......

عبر سماعة هاتفي ، كان الوجع يتسرب إلي روحي ؛؛؛


أتاني صوت تريزا الملائكي ، محاط هذه المرة بهالة من الحزن .

تريزا تحدثني بمرارة : ايوة حنمشي ، ولكين ....

.............................................

لكن ستتركيني هنا أتجرع مرارة الفقد وحدي ، يا لهذه اللوعة !
دموع تريزا تحبس عليها الآتي من حروف بعد تلك الـ (لكين) التي لم تكتمل.

تريزا تخبرني :

" حنمشي لأنو الأهل كلهم قرروا كدا ، أنا من قلبي ما عايزة أمشي عشان بيني وبين الناس هنا اشياء كثيرة ، أشياء كبيرة".
يلجم الحزن فصاحة تريزا ، يقسي عليها النطق ، تدمع مرة أخري :
...
" حنمشي ..... لأنو خايفين نبقي أجانب بين يوم وليل "


...
..
تردف بحروف باكية : احسن نمشي قبل دا ؛ عسانا نجد متسعاً من التراب لنبني وطناً للحلم والأمل ، للحب والحرية.


وحلم تريزا بدولة تحترم الإنسان حلمٌ لو تعلمون عظيم ؛

حلم نبيل وبهيج ؛
حلم تريزا بوطن رحيم كان مبتدأ ومنتهي حواراتنا التي لم ولن تكتمل بعد وداعنا فجر أمس في غسق الخرطوم الدامس ؛ الذي ما عدت احلم بزوال غشاوته من عيون هذه التراب!.


....

تريزا ، تغني لي اغنياتها الحزينة : كيف الفراق بعد الولف

تريزا ، ترتل لي آيات من كتابها المقدس :

" لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ"


......

تريزا تقرأ علي ما عمدتنا به محبة الناس ، وكتب الشعر المنحاز للبسطاء :

... " مَا الَحَالَة كُلَهَا مِنْ بَعَضَ

إِلا الَمَسَاخِيْت الَدِقُون

... خَتَوُهَا بين أَهَلَك قَرَضَ

... بالَمَيكْرَفُونَات بالَخُطَبَ

بالَبَنْطَلُونَات بالَرُتَب

بالَدِيِن وبالَطِين بالَنَسَب

فرِّق تَسُد

تَاخُدْ قَنَادِيلَك تَفُوت .. وإنْكَتَلُو فِى حِزْمَة قَصَب ..."(3)

...................

بكت تريزا في تلك العتمة كما لك تبكي من قبل ، بكت بحرقة آوان وداعها / وداعنا ...
بكي ذلك الحي المفجوع لرحيلها ... الأطفال كانوا أول من روعهم دمع تريزا ،
لأن عيونهم اعتادت علي اختلاس الفرح من عيون تريزا العامرات بالفرح ، دوماً.
....
وانا اعلم أنه بينها وبين الناس هنا العيش والملح والمحبة ..

...

هالهم بكاء تريزا ، فجعهم دمعها الغزير ؛ تقدموا نحوها وسألوها عن سر هذا السائل الرقرق الذي يشقق خديها ،
ابتسمت لهم تريزا وسط أحزانها ، وأخبرتهم:


- نحن راحلين ....




وتناقلت العصافير الخبر الفاجعة :

.....














ـــــــــــــــــــــــــــــ

1- نشيد الانشاد 8: 7
2- يوحنا 15:13
3- حميد

Post: #4
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: عبد القادر محمد
Date: 01-03-2011, 07:07 PM
Parent: #1

بالجد ما عارف اكتب شنو، ولا شنو يا خضر ، لكن كتابتك وتلفونك كانا طاقة دفع إلي التعبير عن وجع مقيم في الروح ، يا صاحبي!


؛؛؛؛؛

اتوكلت عليك ، وقلت :

اكتب هذه الفجيعة ؛ ولكن الاحباط يشل طاقتي ،

Post: #5
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: عبد القادر محمد
Date: 01-03-2011, 07:24 PM
Parent: #4

أتوكأ علي حُزني ؛ واكتب ..

فأغفروا لي إن كانت حروفي لا تلائم أذواقكم فهي بمقياس فجيعتي !..


؛؛؛


وأغفر لي انت يا خضر حسين، لأن كتابتك كانت ابدع من أن أجاريها

Post: #8
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: عبد القادر محمد
Date: 01-03-2011, 08:30 PM
Parent: #5

Quote: وأديسون الذي غادرنا دون وداع


هاتفني بالأمس من جوبا ياخضر ،

وكانت فجيعة أخري من فجايع هذا السودان العجيب يا صاحبي!


وكان الوجع أكبر من طاقتي علي الإحتمال ،

والحق لله ، لم استطع ان اتحدث معه - من فرط الوجع - بعد ان قال لي انهم حسموا امرهم وقرروا الاستقرار في جوبا!

ـــــ

أديسون ؛ أتمني لك وطناُ بقامة حلمك يا صاحبي


ولنا الفجيعة !

Post: #9
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: خضر حسين خليل
Date: 01-03-2011, 10:45 PM
Parent: #8

ياقدورة
الخميس عازمك حفل وداع صديقنا شول
أيوة الخميس الجاي يا قدورة

ــــــــ
(وطن ماليك فيهو وطن)

Post: #10
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: محمد عبدالرحمن محمد
Date: 01-03-2011, 11:06 PM
Parent: #9

خضر؛
يالماسميك انا بي طرطشتي: [المشتكي وما بك داء]؛

أشتكي الآن أنا وبي الداء [كله]!

صدقني وقد[لا]:

حايم كما [البه] (الذي به)!! مس من صباح رحماننا هذا!


_____
تشهد [إيناف] بنت [أختي]!

Post: #11
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 01-03-2011, 11:10 PM
Parent: #10

Quote: تريزا لم تكن تعبأ بنيفاشا ، ولا ببتروتوكولات قسمة السلطة والثروة ...
كانت ثروتها محبة الناس ، وسلطتها تلك الانسانية الباهظة التي تسيطر بها علي قلوبهم!




قدورة سلام ليك وتريزا

Post: #13
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: عبد القادر محمد
Date: 01-04-2011, 00:07 AM
Parent: #11

Quote: قدورة سلام ليك وتريزا


سلام يا معاوية ،،،


وسلام علي تريزا ؛ وأحلامها في العالمين

Post: #12
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: عبد القادر محمد
Date: 01-04-2011, 00:03 AM
Parent: #9

وطن ما لينا فيهو وطن ...


ـــــــــ

أتمني أن يسعفني القلب علي حضور مأتم الوطن ، ياخضر


يكفيه ألماُ ما حاق بتريزا وروجينا واديسون والشباب!

Post: #14
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 01-04-2011, 00:54 AM
Parent: #12

*

Post: #15
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: عبد القادر محمد
Date: 01-04-2011, 09:14 AM
Parent: #14

يلجمني الحزن يا محمد حيدر ،

ويستعصي علي الافصاح عن أوجاع الروح ياصاحبي


شكراً لمواساتك!

Post: #16
Title: Re: ناس تريزا ، يا خضر حسين
Author: عبد القادر محمد
Date: 01-05-2011, 11:03 PM
Parent: #15

أديسون يا خضر ؛

اديسون صديقنا الجميل ، ما زال هو هو برغم كل شئ

ما زال يحلم ( بالمحبة تشق دروبا ولي قلوب الناس تخش )

راسلني اليوم من جوبا عاصمة وطنه الجديد ،

مهموماً بالسلام والمحبة ؛؛

كتب في رسالته :

Quote: احتفالية الملتقي من اجل استفتاء سلمي في جوبا
المكان - نادي الملكية مدينة جوبا
الزمان اليوم الجمعة الموافق السابع من ديسمبر الساعة 7 مساء
يحتوي البرنامج علي : ندوة بعنوان الطريق الي استفتاء سلمي ، غناء بمشاركة
الفنان قبريال ارنست وفرقة لونقا
ويصاحب البرنامج ورشة في فندق هيرون عن التعايش السلمي عند الساعة 12 ظهر




عليك السلام يا اديسون وأنت تحلم بالسلام والتعايش السلمي