ليبيا !!

في صباح اليوم السادس من مايو 1991م ختم على جوازي عبارة (شوهد عند الدخول )
كان ذلك في منفذ امساعد الليبي ناحية مصر وما ان وطأت قدماي تلك المدينةحتى
شممت رائحة الدم من جاكت ممرض من منطقة النيل الابيض كان يغسله من دمه بعد ان
تعرض لاعتداء من بعض الشبان الليبين لم يعطهم (سبسة ) سيجارة ... تخيل تدخل
بلدة وتسمع عن حادثة مثلما سمعت
الرجوع لمصر لم يكن ممكنا لاني ودعتها بموقف لا احسد عليه فقد استفزني رجل امن
بطرح سؤال استفزازي اكثر من مرة :عاوزين تضربوا السد العالي ؟ بالاشارة الي
شعار مؤيدي الانقاذ ايام حرب الكويت والعتب على موقف مصر المساند للكويت
شعرت وقتها بالم حاد وليس في مقدوري عمل شيئ غير السكوت حتى لا ابلغه مقصده
كانت اللوحات تملأ الطرقات تمجيدا لثورة الفاتح من سبتمبر ومقولات من الكتاب
الاخضر الذي قال عنه المشير الراحل نميري (البطيخة) من خارجه اخضر وبالداخل
احمر وقرأت - السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب - شركاء لا اجراء -
وان الاجراء مهما تحسنت اجورهم فهم نوع من انواع العبيد
تذكرت حمل السلاح وليبيا اليوم مثل النار تاكل بعضها بعضا

كان الطريق الي مقصدي مدينة مصراتة طويلا مليئا بالهواجس
لهول ما سمعت عن ليبيا وما تفعل بها اللجان الثورية
لذا ساحاول اختصار الكثير حتى الخص شئيا من تلك التجربة المريرة
كانت العقوبات على ليبيا والحصار في اوجه لذا كانت اللوحات والاعلانات
في الشوارع تحكي مدى كره النظام للعالم من حوله وقد ملت اذناي عبارات
الامبريالية والصهيونية والهمجية والبربرية وخلافه ولا تستغرب مثلا ان تسمع
في نشرة الاذاعة او التلفزيون الرسمي خبرا مفاده (قامت مجموعة من رعاة الهمج
الصهاينة باعتقال فلسطينين )في اشارة لاسرائيل ومثلها للامريكان
ولد الشعب وغذي على كره العالم من حولهم لدرجة ان الغى العقيد لفترة من الزمن
تعليم اللغات الاجنبية او حتى التحدث بها
والملتزمون يطلبون من البقالة سبعة فوق بدلا من seven up
وعبارات مثل قوى البغى والعدوان ترسخت في اذان الشباب الذي امن بالثورة حتى وان اكره

منزل العقيد الذي ضربته امريكا في العام 86 م بقي كما هو عليه
دون ترميم بل جعل منه العقيد مزارا لكل القادمين لليبيا رسميين كانوا
ام افرادا تفرد لهم صفحات الاخبار (قام فلان بزيارة من العقيد الذي قصفته
الامبريالية الامريكية ووقع في كشف الزوار )وحاول ان يجسد فيه كره الشعب لامريكا
لسنوات خلت وتفنن النحاتون شعبا واجانب لرسم لوحات تجسد هذا الكره

سلام يا معاذ

Quote: منزل العقيد الذي ضربته امريكا في العام 86 م بقي كما هو عليه دون ترميم بل جعل منه العقيد مزارا لكل القادمين لليبيا رسميين كانوا ام افرادا تفرد لهم صفحات الاخبار (قام فلان بزيارة من العقيد الذي قصفته الامبريالية الامريكية ووقع في كشف الزوار )وحاول ان يجسد فيه كره الشعب لامريكا لسنوات خلت وتفنن النحاتون شعبا واجانب لرسم لوحات تجسد هذا الكره

ده ياهو نفس المنزل الكان واقف هو امس قدامو وبلقي في خطابو الما مفهوم ده؟

متابعين يا معاذ واصل السرد عشان نعرف اكثر عن المهووس القذافي

شكرا سامية
وراجع للسرد

اول ما تسلم العقيد مقاليد السلطة اوهم شعبه بانه مجرد مواطن
وليس له دخل في الحكم وان الشعب هو السيد والحاكم ولم يخلو آخر
خطاب له قبل يومين من هذا القول وبالفعل بدأ يقسم لهم في سنواته
الاولى ما اسماه عائدات النفط الليبي فهلل الشعب بهذا المنقذ واصبح
كله -فاتح .. جماهيرية .. فاتح سلطة شعبية ... الى ان جرت ايرادات
النفط وفاستكثرها على شعبه وبدأ يبحث عن اي تمرد على البسيطة فعمل
على دعمه وزعزعة امن تلك الدول وفهمه في ذلك دعم الحركات التحررية
في ارجاء المعمورة فجلب لنفسه عداوة العالم من حوله بدأ بجيرانه
السادات والنميري وقتئذ فانطلقت من بلاده حركات مناهضة لتلك الدول
وما رأيت احدا يتذبذب في قراراته مثلما كان يفعل العقيد فاليوم
يدعم نظاما يدعم بعد اسبوع معارضيه قال ان الحدود بين الدول العربية
وهمية وحرك الياته لهدم الحدود والبوابات بين جيرانه وترك الدخول
اليها دون تاشيرات فانت في بلدك الثاني وما لبث ان عاد وطرد هذا
وابعد ذاك وكثيرا ما كنا نسمع بالعالقين على الحدود المصرية او السودانية

نظام الاقامة في تلك الفترة كان على وجهين
ان يتم التعاقد معك وفق عبارة (يعامل معاملة العرب الليبين )
والوجه الاخر بعقد مغترب ... الاولى ستظلم عبرها مثلما ظلم العرب
الليبيون فليس لك الحق في تحويل مدخراتك بالدولار المدعوم وليس
امامك الا صرفها او شراء مقتنيات تخصك بينما يتمتع المغترب بامكانية
تحويل 50% من راتبه بالعملة الصعبة مع ملاحظة المفارقة التالية سعر
الدولار بالبنك 33% مقابل الدينار بينما سعر الدولار في السوق الموازي
3.33 دينار يعني اذا كان راتبك مئة دينار تحول لحسابك بالبنك وبامكانك
تحويل خمسين دينار منها بمبلغ 165 دولار وعند بيعها ذات المبلغ بالسوق
الموازي تحصل على 550 دينار تقريبا بمعني اوضح ان 50 دينار للمغترب
تساوي 550 دينارا لتبدأ مرحلة الظلم للاجراء

عندما ينعقد مؤتمر الشعب العام -بحجة انه الحاكم الفعلي - لوضح خطة العام للسنة
يقدم امين المؤتمر دعوة للمواطن معمر القذافي ليقدم مداخلة للمؤتمرين عبر التلفزة
ويستغرق ذلك زمنا طويلا من الهتاف والتصفيق والتمجيد للثورة وقائدها ويحدث ذات الشئى
اثناء الخطاب وما ان ينتهى العقيد من مداخلته المطولة والمتشعبة وغير المفهومة المقاصد
حتى يقوم احد الهتيفة ليقترح ان يعتمد المؤتمر مداخلة المواطن الثائر معمر القذافي
لتكون برنامجا لهذه الدورة وتعج القاعة بالهتاف والتصفيق
فاتح فاتح وينفض السامر
كيف لا والسلطة شعبية

النهر الصناعي العظيم
لست ادري من الذي استفز العقيد بان بلاده لاتملك انهار
فاصر على ان ينشئ نهرا صناعيا بطول اربعة الاف كيلومتر من الكفرة والسرير
حتى شمال وغرب ليبيا عبر انابيب قطرها اربعة امتار
كان الدعوة توجه للمواطنين ليكتبوا ذكرياتهم وامالهم داخل وخارج تلك الانابيب
قبل الايعاز بدفنها واعتقد ان تكلفة الابار ونقل المياه كفيلة بتحلية محيط

وهنا معلومات عن هذا النهر العظيم

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D...B9%D8%B8%D9%8A%D9%85

خطابات القذافي كانت مستفزة للعقلاء من سامعيه
كانت تتم بالساعات الطوال واحيانا بين الكلمة وما يليها مسافة زمنية
في الاحيان تنسيك ما كان يتحدث عنه وان اتجه الى الفقه والتفسير فعلى
الدنيا السلام واذكر انه ذهب الى القول بقراءة القرآن بحذف امر (قل )
والذي بحسب تفسيره موجه فقط للرسول فتقرأالاخلاص والمعوذتين بدونها
وليس مستغرب منه حين وجه الليبين بالتوجه للحج في بيت المقدس
ونسق مع الاسرائليين وتم ذلك الا ان جهات كثيرة كانت تتحدث عن لقاءات
سرية مع اليهود بعكس ما كان يزعم بحقده وكرهه لليهود

استراحة :
كلمات اللهجة الشعبية لبعض مناطق الجماهيرية اقرب للايطالية وهنا بعض امثلة
روشن - شباك / قجر - درج /كاقط للورقة /بطي - لتنكر المياه
جعبة - حنفية المياه / جرد للثوب رجالي ام حريمي
كندرة للحذاء /
دلاع - بطيخ / خربز للشمام
اما اذا اجتمعت الزاي والجيم في كلمة لن يستطيع احد نطقها الا بتدبيل حرف الزاي
نقول محزوزة بدلا عن محجوزة -زنزور لمنطقة جنزور / احزازي لحجازي
زوز لجوز كان معنا سوداني اسمه عبيد فساله ليبي عنصري عن اسمه فقال عبيد
فكان رد الليبي زوز فلم يفهم اخينا مقصدها الا بعد الشرح
ويصعب عليك فهم اشعارهم او ترديدها الا بعد عناء
فقد كانت هناك وحدة للشعراء الشعبين بامانة الاعلام التي عملت بها
يطلبوا مني ان اكتب لهم تلك القصائد وعلهم يصفوني بالجهل عندما يصعب علي ذلك
اما السلام فليس له حدود فترد السلام وتجلس تحكي لمسافة ثم تفاجأ باحدهم يسألك :
صار حالكم باهي ؟

طرفة
سكان ليبيا كان ثلاثة ملايين ويثبت ذلك قول شاعرهم
يابو عبا دونك تلات ملاين حالفين ما يدوس ترابك خائن
وتقول الحكاية ان القذافي زار مرة الصين فسأل واحد من المراسم
والصين كانت تقترب من المليار نسمة عن عدد سكان ليبيا فكان رده 3 مليون
فاستغرب السائل وقال : لماذا لم يحضروا معك
وهذا العدد وان زاد لاحقا يجعل الليبين يستغربون الحياة التي يعيشونها
مع العائدات التي قد تكفي لتمتع عشرة امثالهم بالدعة والراحة

المثابة الثورية
مبني يلتقي فيه اعضاء حركة اللجان الثورية والمبني مثل البطاقة الخضراء
التي تجعل من صاحبها يغير من مشيته ويخيف من حوله حتى ان كان غير ليبي
ويظهر ذلك في المؤتمر القومي العربي الذي يشمل عضوية غير الليبين في الحركة
وهؤلاء كانو يرهبون حتى الليبين بتصرفاتهم المسنودة بالبطاقة الخضراء
ومن بين السودانين المنضوين تحت هذه المظلة من بقي في الجماهيرية لعقود
اما الداخلين للمثابة فميزانياتهم مفتوحة والهواتف والمصروفات وتكتمل الصورة
بقلة الادب على العاملين من غير الليبين فقد كان عامل شاي مصري في مثابة مدينة بني
وليد لا يمر عليه يوم دون ان يتلقى صفعة من احدهم

الليبيون في عمومهم يحبون الشعر
خاصة في تمجيد العقيد ويتبارون في ذلك
والعقيد يلوح في خيلاء وصمت وهو يستمع لذلك المديح
اما الخدمة العسكرية فلك مواطن شهر في السنة يقضيه خدمة في الجيش الليبي
وقد قال احدهم من المفترض تجيشه في اول يناير
في واحد واحد يحين الواحد كيف يدير الواحد
يدير يعني يصنع
اما التطبيل فهو هواية محببة للغالبية منهم سماعا اوتطبيقا
حيث يجلس الثلاثة ويمسك كل واحد منهم (مطرق ) وضربون على طاولة او شئ اشبه بالنحاس
وتسمي بالطبيلة
مرة سألوا هندي عنها فاختصرها في كلمات(تلاتة نفر قعمز طاولة كسر )

اخي معاذ
متابعة لصيقة لسرد ممتع ومشوق
لك خالص تحياتي ولاسرتك

شكرا نازك وتحياتي لكم جميعا
الايام الليبية كلها مناسبات وغالبها صنعها القذافي اياما للحداد
لمقتل الشيخ فلان بايدي الطليان ويوما لخروجهم من منطقة كذا
وتشاهد الموظفين الليبين يرتدون الشارات السوداء غالب الايام اعلانا للحداد
الغريب في الامر ان العقيد يجمع في يوم معين من السنة لااذكره الان مجموعة من الليبين
ويركبون باخرة تتكفل الدول بكامل مصروفاتها وتتجه الى بلدة ايطالية بهتفون للعقيد
وينددون بما فعله الطليان باجدادهم فستقبلهم الايطاليون ويكرمون وفادتهم
وتحمل النشرة الرسمية بان الوفد ذهب ليندد بفعائل الطليان وقد اعتذرت ايطاليا عما حدث

الاخوان المسلمون
مثلما فعل الحكام المصريون فان العقيد قد شحن الليبين لكره الحركات الاسلامية
واطلق عليهم الكلاب الضالة واعدموا في الساحات العامة والميادين
وقد تأكد لي في العام 93 بان السفارة السودانية هربت بعض الطلاب السودانين
من الجماهيرية عبر الصحراء بعد ان وصلت معلومات تفيد بتوجهاتهم الاسلامية
دون اكمالهم لدراستهم بجامعة الناصر حتى لا يتعرضوا للتعذيب او الاعدام بواسطة النظام
وبينهم احد اقاربي وكنت ازوره بالجامعةوقتئذ
ولهذا كان يحذرنا من سبقونا للجماهيرية للتقليل من ارتياد المساجد وبخاصة صلاة الفجر

في ايام الانقاذ الاولى بدأ تعاون واضح للعقيد مع الحكومة السودانية
وقد استمعت لاحد الليبين ركبت معه صدفة سيارته من مدينة ترهونة الي بني وليد
عندما عرف باني سوداني سالني عن الوضع هناك وعن نظام الحكم
وقال لي بان الحرف الواحد بان الترابي هذا كذاب يقول بندير مؤتمرات شعبية بالسودان
فهو كذاب لم يطبق شئ واخبرني بانه رجل دولة وقد زار السودان وقام بزيارة لمزارع ارز
تابعة لياسر عرفات والفلسطينين فقد كانت المرة الاولى التى اسمع فيها بهذه الزراعة

معاذ والبوكس القادم من سوق ليبيا
عند تقاطع ود البشير
وكان بالفعل قد وصل من ليبيا الام...
زمن يا ابو التومات
اخبارك ايه
...
وشكراً على السرد الممتع
وبعد قول الصيني داك
اظن العقيد ناوي يحذف صفر من الرقم
تسلم وواصل يا حبيب

تحياتي ابو محمود
لسه فاكر كان ذلك في نوفمبر 1993
الان فقط ندمت باني قد عدت من تلك البلاد دون ان يكون معي حتى
رقم هاتف لصديق علي كنت تابعت مثل الجزيرة احداثها تتابعا
تحياتي للاسرة

بوست رائع يا معاذ
واااااااااااصل
تحياتي

شكرا ابو ادريس
ومواصلين

البوسنة والهرسك
عندما حدثت انتهاكات ومذابح البوسنيين كان نصيب ليبيا باخرتين من الاطفال
احضروا الى ليبيا باشراف العقيد واعدت لهم معسكرات خاصة لايوائهم سكنا
واعاشة وتعليم وبخاصة الكتاب الاخضر والنظرية العالمية الثالثة
وكانت معسكراتهم هي الاخرى احد مزارات القادمين لليبيا يوقعون في سجلاتها
ويشكرون العقيد على فعلته التى في اخرها ماهي الا ترويج لافكاره التي نرى
اليوم عكسها لارض الواقع فهو يريد من هؤلاء تغيير الغرب والشرق بما تعلموه
من افكار سلطة الشعب ونظريته العالمية الثالثة

السبق الصحفي
هواية مارستها مع العزابة في سكننااسفل الوادي
فقد عملت قبل اكتمال تعييني بامانة الاعلام في مكتبة يملكها
احد العاملين بالاوقاف وكنت انفرد يوم الثلاثاء بتصوير خطبة
الجمعة التى كانت توزعها امانة الاوقاف على مساجد المنطقة
فكنت احرق للعزابة موضوع الخطبة قبل يومين
فلم تكن للخطباء حرية الانفتاح والتعبير في خطبهم الا في الادعية

ثلاثي الفساد
سبق ان اشرنا الى انه ليس بامكان اي مغترب في ليبيا تغذية حسابه المصرفي
بغير ما يتنزل فيه من رواتب فان تعرضت حصتك في التحويل للانتقاص فليس مجال
لتعويضها لذلك نجد ان الكثير من السودانين المغتربين الحكوميين يلجأون للاستلاف
من غيرهم لتلبية مصروفاتهم حتى لا تتعرض حصتهم للنقص
وهنا يستغل ضعاف النفوس من المسئولين الليبين لتكملة النقص ان حدث وتحويله لمصلحتهم
بالتعاون مع اصحاب تلك الحسابات وهذه الشبكة اضلاعها الثلاثة (مدير جهة العمل التى فيها
العامل ومدير الجوازات بالاضافة لمدير المصرف الذي به الحساب ) وبذلك تضررت ليبيا ايما
اضرار بفقد مبالغ طائلة من النقد الاجنبي خاصة اذا علمنا ان هناك اقامات وهمية يتم اصدارها
احيانا على جوازات عاملين دون علمهم

الزي الرسمي لليبين الى وقت قريب لا يتعدى الزي الباكستاني الابيض
ولا اختلاف بين مدير وصغير الا بنصاعة ونظافة تلك اللبسة ويضاف اليها طاقية
بيضاء او ملونة فانت لا تستطيع التفريق بين من يقف امامك ومهامهم الا بعد الافصاح
اما كبار السن فيضيفون على اللبسة تلك الجرد وهو ثوب يتلفحون به مخلتف الوانه
مع عموم البياض منه
اما العقيد فكما تبين الصور فلبسه مختلف تماما من حيث اللون والزركشة وربما
طريقة ارتدائه فهو يسعى لما يلفت الانظار دائما

عندما ازيلت البوابات الحدودية مع دول الجوار بدأ الشعب الليبي المنغلق يتعرف
على اشياء جديدة في حياته هذا اذا استثنينا من سمحت لهم الظروف بالسفرللخارج
كل شيئ هو ليبيا والعقيد والفكر الجماهيري التلفزيون اما ان يعكس تحركات العقيد
او انجازاته او المديح والتغني له بالشعر او الموسيقى وجريدة الجماهيرية تفعل
ذات الشئ ودار النشر الجماهيرية تتفرد بنشر شروحات الكتاب الاخضر ومن كتبوا عنه
وترجمته الى جميع لغات العالم والمطابع تتسابق في طباعة صور العقيد التى ملأت
الامكنة وجميع الساحات صورا ورسما ونحتا
حتى بحوث الطلاب لا تتعدى البحث في مجال الفكر الجماهيري
في المركز الثقافي التابع لامانة الاعلام ببني وليد حيث عملت توجد مكتبة كبيرة
ومليئة بالكتب والمجلدات بعضها من المقتنيات الادبية النادرة لكن القراء على
قلتهم القليلة لا يبحثون الا عن ما صدر في الفكر الجماهيري فليس غيري من ينفض
عنها ذلك الغبار اما الموظفين معى فليس لهم هم سوى التوقيع على الحضور والانصراف
واحيانا يتم ذلك في لحظة واحدة حضورا وانصرافا وبعضهم فرضته العسكرية للعمل في
الاعلام مع انه امي

البرقيات
صادفت في اول يوم عمل لي في امانة الاعلام الجميع منهمك في كتابة برقية
للعقيد في احد ايام الحداد التى لا تنتهى فاستشاروني في الامر فحسب فهمي القديم
ان البرقية ملخص لكثير في قليل الكلام الا اني تفاجأت بان البرقية عندهم لا تقل عن
اربع صفحات تقريبا فاحسست ان نظرتهم الي تحتقر هذا الفهم للبرقية
لذلك وانت تستمع للاعلام الليبي تسمع دائما بعثت جماهير كذا ببرقية للاخ القائد
وقراءة طويلة طويلة لتلكم البرقيات

التقويم في الجماهيرية
كعادته في التفرد فقد اختار العقيد تاريخ وفاة الرسول (ص)بدلا عن هجرته
فيقول يوم كذا لوفاة الرسول بدلا من هجرية
اما اسماء الشهور فهي ترتبط بمواسم عندهم ليس كما هي الشمسية في بقية الدنيا
آي النار لشهر يناير /شهر النوار -فبراير /الربيع - مارس /شهر الطير - ابريل /
شهر الماء - مايو /الصيف - يونيو /ناصر - يوليو بالاشارة لثورة جمال عبد الناصر في مصر /
هانيبال - شهر اغسطس / الفاتح - سبتمبر لعلاقته بثورة الفاتح من سبتمبر 69 /
التمور -اكتوبر يكثر فيه انتاج التمور بليبيا /الحرث - نوفمبر وعندهم موسم الاستعداد للزراعة /
الكانون - ديسمبر وهو شهر يشتد فيه البرد والكانون رمزا للتدفئة
والتلفزيون الليبي يضع لوحة رمزية لكل شهر كانت تستمر حتى بداية الشهر التالي

الشاي الليبي
نسمع في السودان عن شاي يدعى دم الطالبات لخفته
واذا كان ذادت حموضة الشاي (تقل ) او (كرر) تجد ان شارب الشاي
لا يستطيع ابدا اكمال كوبه ويترك الباقي وتكون المداعبة من ام البنات
بتبور علينا بناتنا - ان كان الامر كذلك لملأت العنوسة ارجاء الجماهيرية
الحاصل ان الماء والسكر والشاى توضع مع بعضها في البراد وتوضع على النار
لزمن بالساعة والساعات حتى يتحول لونه لاشبه بالقطران ومن ثم يبدأ شربه
وطريقة صبه على الكوب لها طقوسهاحيث تكون مسافة بين الكوب والبراد حتى تحدث
رغوة بيضاء لنصف الكوب لتكمل بالشاي
مرة تبرعت بعمل الشاي للمجموعة واجتهدت لان يبدو(تقيل )الا ان العم فرحات المخزنجي
احرجني برده وقال : ياسوداني شاييك ما زال قاعد ني ما طابش )
بالمناسبة لا يخلو من مكان عمل من موقد للشاي ويكون في اي مصلحة بالدور الارضي
مكانا لموقد بالفحم لهذه المهمة

الاخ العزيز والصديق الصدوق/ الاستاذ معاذ منصور الجزولي
سرد شيق وذكريات عبقة
ترى هل يدور الزمان دورته ونراك مرة اخرى في ليبيا
او تذكر رسائلي التي اجتهدت في ارسالها لك وانت في ليبيا
بعد ان افتقدتك كثيرا عقب التخرج
اذ كنت بمثابة الاخ الذي لم تلده امي
ابان تواجدنا في امدرمان
بين استادي الهلال والمريخ

العزيز دكتور سيف لك التحية
واشكر مرورك وما دام التغيير قادم فلن نستبعد زيارة ليبيا
ولكن بفهم مختلف ما دام كل شيئ فيها سيتغير
كان معاناة الاتصال لا تحدها حدود
كنا حتى اواخر العام 1993 نقف في مباني الهاتف لساعات
دون ان نكلم احدا ونعود ادراجنا اما الخطابات بالشهور
وقد يسبقها احد القادمين من الديار فيطفئ ما كان فيها من جديد

انوه الى ان فترة هذه المذكرات تنتهي بنهاية اكتوبر 93م
وكنت اتمنى ان اجد من بين المتداخلين من يكمل ما استجد
من بعد هذا التاريخ ممن رمى بهم الزمان للعيش في تلك البلاد

زميل المنبر الصديق سليم عثمان الذي اضاع باسورد الدخول كتب عبر الايميل

الاخ الصديق الخلوق معاذ
والله الذى لا اله غيره استمتعت غاية الاستمتاع بقراءة هذ الخواطر والذكريات من ليبيا المجاهد عمر المختار قرأتها حرفا حرفا وتمنيت لو تواصلت وما انقطعت كنت سأرد فى الموقع لكني اضعت الباسوورد ولم اشأ ان ازعج الاخ بكري باعادة ارساله لذا اكتب لك هنا
على كل والله ذكريات جميلة وايام لها ايقاع وعجبني خالص انو شايك ما طابش لك لن تظن بمعرفتك بالعقيد انه سوف يجعل ليبيا تصبح حمرة وجمرا ام هى فرفرة مذبوح اقترح ان تتطور هذه الكتابات الرائعة وتضيف اليها بعض الوثائق وشيئا من شمارات اسرة القذافي بعد سقوطه وتصدر كتاباسوف ينفد بسرعة وتكون عوضت سنينك فى ليبيا
اخوك سليم عثمان

الملاذ البديل
عند تم الاجتياح المشترك على العراق في التسعينيات من العام الماضي
لم الكثير من السودانين المقيمين بالعراق بدا من البحث عن ملاذ بديل
فاتجهوا ناحية ليبيا لتكون معبرا اما للسودان او الدول الاوربية عبر
طرق الهجرة التي كانت سائدة انذاك عبر مالطا او عبر البحر خلسة
مجموعة من اولئك كانت تشركنا السكن وكانت حكاياتهم عن العراق تؤهلنا
لان نتكلم مثلهم عن ذاك البلد دون توقف
دحدوح -من منطقة سنار - جلس يوما يحكي عن العراق واسهب والجميع يستمتع
بحكايته عن الطرق والجسور وسعدون جابر وعن وعن قبل ان يقاطعه احدهم
دحدوح انت سافرت العراق
هنا ضحك دحدود طويلا وسط دهشة الحاضرين وقال بلهجته السوقية التى كان يمتهعنا
بها (ماخلاص طارتى كان هناك مش زي المشيت انا )..

طول الاقامة
غالبية السودانين الذين قدموا لليبيا بدون تعاقد المغترب تطول فترة
بقائهم هناك لان الرواتب لم تكن لتتعدى المصروف اليومي وقد حزنت لاحد
الاخوة من منطقة الحاج عبدالله الذي قال مرافقوه انه ماان غادرت العربة
التي اقلتهم من منطقة الحمرة باتجاه ليبيا حتى صرخ باعلى صوته :
عيييييييييك فقر وفارقناه
ولم يكن يعلم ما ينظره من مصير
تعرفت في منطقة بنى وليد على ديناصورات المغتربين هناك ومنهم من لم
يقم بزيارة السودان لاكثر من عشرين عام وصدق القائل (ليبيا واليمن ضياع زمن )
بعض اولئك ما يزال حتى الان بليبيا واندمجوا في المجتمع بل وفي لجانه الثورية
او ما سمي بامانة المؤتمر القومي العربي
محمد سليمان كان اكثر حظا لم تفلحه جهوده في الهجرة حيث تم ارجاعه من مطار
نيويورك الى مالطا ليلتقي بعجوز بريطانية توكل على الله وتزوجها وهاجر معها
الي لندن ليقضى ايامه هناك بعيدا من صخب ليبيا وضجرها

فأما أنا فكنت قد غادرتها في العام 1990 حيث قضيت خمس من الأعوام في بواديها ومدنها (ترهونة .تاجوراء .سرت وضواحيها وكل مدن الساحل الليبيي مصراته وأجدابيا ودرنة وطبرق وبالطبع بنغازي ) فقد شهدت (الضربة الامريكية في العام 1986م ورايت بأم عيني الفزع والخوف الذي تسرب الي الليبيين بما فيهم القذافي الذي لاذ بالصحراء قبيل ساعات من الغارة بعد أشارة تلقاها من اليونان علي ما أظن وظلت طرابلس بالذات مكسوة بالسواد بمعني أنهم دهنوا حتي مصابيح السيارات باللون الأسود (حتي لاتراها الطائرات المغيرة ) وكل الاشارات الضوئية ودليل الشوارع ..علما بأن الغارة في مجملها لم تستغرق سواء نصف ساعة وباربع طائرات غارات أثتنان منها علي باب العزيزية واثنتنان أخرتان علي مدينة بنغازي وفي اليوم ا لتالي ضخم الاعلام عدد الطائرات الحربية المغيرة بمائة وعشرون طائرة ويبدو بأن المسالة صارت مسلمة عندهم من وقتها حيث سمعت أحد مؤيدي القذافي يقول (بأن العقيد سلم من غارات بمائة وعشرون طائرة حربية ..أمريكا لم تشارك بمثل هذا العدد في أي عمل عسكري ربما تكون عدد الغارات متكررة كما حدث في العراق عشية بدء الهجوم الكبير في كلتا الحربين الاولي في العام 1991م بغية طرد صدام حسين من الكويت وفي الثانية في العام 2003 بغية طرد صدام حسين نفسه من السلطة ) ولكني أعترف بأن الشعب الليبي شعب طيب وسهل العشرة وكريم الأصل ولكنهم لايستحقون ظالما ومتعجرفا كالقذافي ورحيله قد يكتب تاريخ جديد لهذا الشعب الذي يقاسي الأمرين تحت سلطته وسلطة أبناؤه الذين فككوا الجيش الليبي وحولوه الي قطاع خاص كل منهم يقود كتيبة ليس هدفها هذه المرة ضرب تشاد (حسين هبري ) او ارهاب (النميري ) بل ضرب الشعب الليبي نفسه ..واصل أخي فأن المسألة الليبيبة تستهويني بقدر كبير ....

تبرزو
ياودي دوة قنينة
بالك عرفت حسن ناجي
ولا حسن هاليس
مقعمزين ومتهنين في بني وليد
صار حالك باهي

الحبيب معاذ
تحية شوق وسلام لك ولمن معك
ننتظر بقية السرد الممتع..
ونقول الحمد لله على الثورة الليبية الخلتك تتفشى..

حبيبي نصرالدين تحياتي
مالي ارى الجمال مشيها وئدا اجندلا يحمان ام حديدا
لقد تاخر دخولك الينا فقد علمت من تسريبات ويكليكس بانك من المفترض
ان تتداخل معنا قبل اربعة ايام عموما سرتنا طلتك عبر هذه النافذة فقد
افتقدنا قفاشتك وانتبه سوف نفتح ملف الجامعة الاسلامية وامسكوا الخشب
بالمناسبة من الذي يسعفنى بكراسة زكرياتي الاولى بليبيا والتى ارسلتها لكم من هناك
تحياتي

المسافر سلام
وين زكرياتك محتاجين دعم ياباشا
بنى وليد كانت عامر بالقدماء محمود كسلا وخضر الشايقى ويس عبدالحليم
مرة دخل علينا من اقدماء الاخ عبد العال برغم طولي كان ينظر الي من عل
اطول من يوم السبت وكان يود توصيل رسالة ثورية لنا بسكن العزاب
ولكى يبرز شخصيته اكثر قال : لنضع البطاقات الخضراء جانبا ونتفاكر
ياربي اين موقعهم بعد الاحداث الجارية الان ؟

الاخ شعبان اشكرك على المداخلة القيمة واتمنى مواصلتك
فليس راى كمن سمع
القذافي وزمرته دائما ما يضخمون كل شيئ لصالحهم
وعلك تذكر تنبؤات الكتاب الاخضر المزعومة عجز كل خبر دوالي في النشرات الاخبارية
خاصة تلك المتعلقة بالخلافات البرلمانية في الدول الديمقراطية ليؤكدوا ان نظام
المؤتمرات الشعبية الذي يتبناه كتابهم الاخضر هو الحل وكذلك الاخبار المتعلقة
بالقوميات
فعلا لاحظت ان اللوحات الارشادية على طول الطرق الطويلة قد تم طمسها وما عادت تهدي ضالا
بحجة تضليل العدو الامبريالي الرجعي كما يقولون

الاعلام منبر ثوري
هذه العبارة كانت مكتوبة على بطاقات العاملين بامانة الاعلام
والله العالم مايقرب من الثلاث سنوات عملتها فى الامانة ببني وليد
لم افهم هدف تعمل الامانة لاجله سوى البرقيات التى تبعث تاييدا للقائد
معمر القذافي في المناسبات الليبية التى لا تنتهي
الموظفون يوقعون عند العاشرة الحضور والانصراف في نفس الزمن
امين الامانة عبدالله ابوعزوم يزورنا في المركز الثقافي التابع للامانة
وعمله النظر في دفتر الحضور فيكتب حرف الغين كبيرا امام من وقع الانصراف
قبل موعده اما من يجلس منهم في المكتبة فليس له هدف غير ازعاج قرائها على ندرتهم
ويقود هذه المجموعة سويد الذي يحب الطرب فكان يعزف باعلى الاصوات على مكتبي بالمكتبة
اما رمضان لاميته كان يجتهد لحفظ توقيع يناسب مؤهله وحتى مغادرتي الامانة لم يوفق في ذلك
وقد اجتهدت بمفردي لعمل برنامج تثقيفي للمدارس حول المركز فكانوا عند خروجهم من مدارسهم
يزوروا المكتبة وخاصة من هم بالابتدائية فكنت اسلفهم المجلات وقصص الاطفال دون اي ضمانات
او معرفة يردوها في اليوم التالي وياخذوا غيرها رغم اعتراض الاخ معمر الذي اتهمني
بلم الزراري (الاطفال )
اما السودانين فقد عرفوا بحبهم للاطلاع فوجدوا ضالتهم عندي خاصة الروايات يقودهم قناوي
فالمركز كان مركزا وسط المدينة وفيه تجتمع (الشمارات )من جميع اطراف المدينة قبل المنتصف

وبدأ مسلسل الفضائح
العقيد الذي يتحدث عن جماهيرية السلطة فيها للشعب وانه مجرد مواطن
يظهر في السطح الان ابنه سيف الاسلام ليثبت للجميع انها سلطة الاسرة فاطلق
وعده ووعيده وتحدث بقتالهم لاخر رجل وآخر امراة وآخر طفل
ويلحق به الوالد الذي يصر على عدم تنحيه ومغادرته وانه سقاتل لاخر نقطة دم
بل انه سيسلح القبائل ليبقى ويحيل ليبيا الى نار وجمر وانه سيلاحق مواطنيه
دار دار بيت بيت زنقة زنقة
بينما تتبرأ المطربة الكندية نيللي فرتادو من تدنيس تاريخها بلهف مليون دولار
تسلمتها مقابل احياء حفل لاسرة العقيد بايطاليا وهي تبحث عن جمعية خيرية تدفع
لها هذا المبلغ وليتها صبرت لتعيدها لاهل ليبيا بعد ان تزول الغمة وينصلح حالهم
تخيل 45 دقيقة بمليون دولاد

المصدر
http://ainnews.net/66343.html

هل الصدفة جعلت هؤلاء الاربعة في المقدمة نحو الطوفان
فقد رحل بن على ولحقه مبارك والقذافي يحتضر بينما صالح في الانتظار

http://www.saudicom.net/ar/imageDetails.php?newsId=890

هنا توجد صور القذافي ونحتاج لطبيب نفسي من اطباء المنبر ليشرح
لنا دلالات هذا البس العجيب وارتباطه بتحليل شخصيته المتقلبة

شن الجو معاذ باهي؟
اني نتبع فيك راهو.
صح عليك.
انت تعرف هلبة
عن البلاد.
القدافي هدا
ما يتحشمش على روحا

اشبح هني سيف الاسلام شن يدير
http://www.youtube.com/watch?v=lzKPn99JKVc

الاخ احمد
صار حالك باهي
يبدو ان العائلة كلها مصابة بهوس التسلط وتغفيل الغير
وامكن عندما يظهر بقية الشباب الابناء سنمع ما هو اعجب
لك شكري

نسمع هذه الايام بان وزير الداخلية الليبي ووزير العدل انضما للثوار
والصحيح ان ليبيا لا تتعامل بنظام الوزارات من العام 77 بداية ما سمي بثورة الشعب
هناك امانات
امين اللجنة الشعبية العامة للعدل
امين اللجنة الشعبية العامة للامن
وعلى ذلك قس
والسفراء استبدلوا بامين المكتب الخارجي

مدن الجنوب تميل الى الافريقية ويسكنها الليبيون السمر
ودائما ما ما ينادون السودانين بعبارة ياخالي وفيها قبائل
مشتركة مع السودان واغلبها من سكان دارفور بالغرب فانت هناك
تحس بانك تتجول في اسواق مليط والحمرة
لذلك التخوف على المغتربين هناك ان تجتاحهم الموجة هناك فسيكونون
في صراع دائم فان كسبوا الثوار خسروا النظام والعكس
فربما تعرضوا اثر ذلك لما يسؤهم

ود عماري

مصراتة التي تحترق اليوم مدينة جميلة جدا وهي ما تزال عصية علي العقيد
فقد سبق له ان قتل فيها الكثيرين ممن ثاروا واحتجوا عليه في التسعينات
دخلت المدينة في اول ايامي في ليبيا قادما اليها من بنغازي قاصدا احد اقاربي هناك
كانت معلوماتي عن معاملة السودانيين بالخارج ضعيفة للغاية لدرجة اني طمعت في ان ياخذني
اول سوداني التقيته بمصرات للمبيت معه في داره برغم عدم معرفتنا ببعض فهي خلفية لما عرفناه
بالسودان وعندما لم يفعل ذلك ذهبت لاقرب فندق وانا غاضب على هذا الاستقبال الذي رايته فيه
انسلاخا عن عاداتنا السودانية الاصيلة
اخبرني احد السودانيين بان ميدان النصر هو مكان تجمع كبير للسودانيين ونادرا الا تلتقي من تبحث عنه
احمد صعوط من اعلام الميدان اتجهت نحوه وسالته عن قريبي فطلب مني ان اجلس فموعد مجيئه الثانية ظهرا
كانت العاشرة صباحا فاضطررت للبقاء عنده لدرجة اني بعت بدلا عنه اكياسا من (التمباك ) فلم يكن لدي
بد فهو من سيوصلني الي قريبي
وعندما مرت اللحظات عرفت ان احمد هذا اشترى شقة بالاسكندرية من بيعه هذا (التمباك)