Post: #1
Title: السودانيون ما بين قرش المعهد و قرش الكرامة .....
Author: Ridhaa
Date: 03-23-2011, 10:57 PM
Quote: المنتدى : منتدي السياسة في بداية السبعينات من القرن الماضي ، وبواكير عهد ثورة مايو بقيادة اللواء جعفر نميري رحمه الله ، ونحن في الثانوية العامة بعد أن تم تطبيق سلم محي الدين صابر التعليمي الجديد (3،3،6) . طلع علينا السيد/ الرئيس نميري في التلفزيون ليطلب من كل أفراد الشعب السوداني بدفع مبلغ قرش واحد لإسترداد كرامة السودان ودفع مديونية للعقيد القذافي طالب السودان بدفعها له فورا. وهذا الطلب جاء بعد أن رفض السودان، الذي كان مبدأه عدم التدخل في مشاكل مع جيرانه. رفض مرور الطائرات الحربية للسيد العقيد القذافي في أحد مغامراته الشهيرة، لمساندة الرئيس اليوغندي ضد الرئيس التنزاني بسبب خلاف حدودي بينهم وعلى وشك الدخول في حرب . وقد طالبنا المدرسون بدفع هذا القرش وإلا سنطرد من المدرسة. وليس لنا إلا مصروف الفطور إذا لم يعطيك أهلك مبلغ القرش خلال يومين . يعني اليوم تفطر بتعريفة وتدفع تعريفة لألفة الفصل وغدا تدفع التعريفة الأخرى . وفعلا كان هنالك إستنفار في كل المصالح والقرى والمدن ودفع كل الشعب السوداني هذا القرش وتم تسديد المبلغ للسيد العقيد وحفظت كرامة الأمة السودانية . وهذه الفكرة أكيد تكون من أم افكار مستشار السيد/ الرئيس ومنظر فكر الإتحاد الإشتراكي السوداني المرحوم جعفر محمد علي بخيت والتي استوحاها من قرش دفعه الشعب السوداني في زمن الإستعمار لإنشاء معهد القرش الصناعي لتعليم أبناءه ما يفيدهم من العلوم العربية والإسلامية والحرفية خلفا لمعهد المستعمر والذي بناه لتنصير أبناء الشعب السودان وتعليمهم العلوم التي يفرضها عليهم . وفي ذلك قال الشاعر يوسف التني في قصيدته المشهورة في الفؤاد ترعاه العناية .
ما بهاب الموت المكشر ... وما بخش مدرسة المبشر عندي معهد وطني العزيز . وهكذا هو العقيد القذافي دائما منذ أن عرفه العالم كثير المغامرات والتدخل في شئون الشعوب والقيام بأشياء مزاجيه غريبة ولا يعرف له حال أبدا .فهو يقطع علاقاته مع الدول بدون أي أسباب مقنعة وكذلك يصالحها. |
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:vf...ource=www.google.com
|
Post: #2
Title: Re: السودانيون ما بين قرش المعهد و قرش الكرامة .....
Author: Ridhaa
Date: 03-23-2011, 11:03 PM
Parent: #1
Quote: , 09:11 PM في نهار ذلك اليوم , كانت خمس طائرات نقل عسكرية ليبية تمر فوق سماء الخرطوم في طريقها إلى يوغندا ... التي كانت على وشك خوض حرب ضد جارتها تنزانيا , وذلك في صراع أطرافه نايرييري وملتون أوبوتي من جهة والرئيس عيدي أمين من جهة أخرى.
ولما كان السودان وقتها قد أكمل توقيع اتفاقيات تقتضيه بأن لا يتدخل في شؤون الأفارقة المجاورين له , فإنه أمر تلك الطائرات بالنزول في الخرطوم .. وبالفعل تم إنزالها ثم أعيدت إلى ليبيا.
وكانت تلك فاتحة الخلاف الذي امتد وتجذر بين السودان وليبيا - بل بين نميري والقذافي - حتى أصبح خلافاً شخصيياً بين الاثنين.
أسرعت ليبيا بإدانة الموقف السوداني الذي اعتبرته خيانة , فاتهم القذافي نميري بعدم الوفاء , مشيراً إلى الدعم المادي الليبي للسودان قبل ذلك بفترة قصيرة .. ثم مضى القذافي أبعد من ذلك حيث طالب نميري بإعادة مبلغ ثمانية ملايين جنيه كانت ليبيا قد أقرضتها للسودان.
وقد وجد نميري في تلك المطالبة فرصة طيبة لتحويل الموقف لصالحه , وذلك بدعوته للسودانيين للتبرع لتسديد الدين الليبي بالتبرع بقرش واحد وهو ما عرف يومها بحملة "قرش الكرامة".
ومنذ لك الحين تدهورت علاقات السودان بليبيا ولم تعد أبداً إلى حالها الطبيعي حتى نهاية زمان النميري.
نقلته لكم من كتاب (سنوات النميري) .. للكاتب محمود محمد قلندر. |
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:KU...ource=www.google.com
|
|