دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1) عند ما بكت الاميرة مريم ..!!

دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1) عند ما بكت الاميرة مريم ..!!


03-10-2011, 01:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1299761031&rn=3


Post: #1
Title: دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1) عند ما بكت الاميرة مريم ..!!
Author: محمد امين مبروك
Date: 03-10-2011, 01:43 PM
Parent: #0


دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1)
عند ما بكت الاميرة مريم ..!!
محمد المبروك
الزمان : ابريل 2010 م
المكان : امبادر – شمال كردفان .
ابلغني الصديق الصدوق الريح محمود ، حيث كنت معاوناً له في حملته الانتخابية للدائرة (19) ، سودري – أُمبادِر ، أبلغني بأنهم بصدد استقبال الاميرة مريم المهدي في ربوع تلك البلاد الغربية في اطار سعيهم للفوز الغالي وتمتيناً لموقف حزبهم ، حيث يعتقد الريح انه لا يزال الناس على ما كانوا وجدوا عليهم اباؤهم الاولين ، متمسكين بالحزب العريق ولم تُغَيِرهُم الغِير، كما يزعم (نافع) وصحبه القابعين في النادي الكاثوليكي على مرمى حجر من المطار العتيد .
فتحركنا بسيارته العنيدة تلك ،من سودري إلى الابيض، اولى محطات الاميرة القادمة من الخرطوم ، وكنت أخشى عليها وعثاء سفرنا ذلك ، والذي هو قطعة من الجحيم او هو الجحيم ذاته في بعض الاحيان، فلا طرق ممهدة ولا إشارات يُهتدى بها ، سوى النجوم ونحو ذلك .. وكأنما عنانا مغني كردفان الاصيل عبدالباقي ودالبكري حين يغرد " أي حاجة ولا السفر ... لو صحيح قلبك عليا " .
وصلنا الابيض (أبقبة فحل الديوم) ذات مساء ووجدنها تغط في نوم عميق ، رغم ان اختها الخرطوم كانت في تلك الايام ، لا تنام ولا تترك احداً ينام ، بسببٍ من ضجيج وهجيج الانتخابات وتصريحات رجل الحزب الحاكم القوي ، الذي كان يوجه مدفعيته الثقيلة من ذات المكان .. الذي طُبِخَت فيه القصة كلها ... والابيض كانت في شغل عن هذا كله رغم المنافسة الحادة بين فرسان كردفان الثلاثة على كسب ودها والفوز برضاء اهلها وهم :ميرغني الحاج سليمان (اتحادي ديمقراطي)، د. محمد المهدي حسن (حزب امة)، ومعتصم ميرغني زاكي الدين (مؤتمر وطني)... رغم هذا وذاك .. وجدناها -الابيض- تنام ملء جفونها عن شواردها ، متمثلة بقول الاستاذ :
" أنامُ مِلء جِفونِي عن شَوارِدَها ... ويَسْهَر القَومُ جَرَاها ويَختَصِمُوا "


......... تابع

Post: #2
Title: Re: دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1) عند ما بكت الاميرة مريم ..!!
Author: محمد امين مبروك
Date: 03-10-2011, 01:50 PM
Parent: #1

واطلً علينا الصباح الكردفاني الصبيح واحتضنتنا المدينة السمراء .. عروس الرمال .. وكنا على ايام الطلب في الجامعة، وحين نقول الجامعة نعني جامعة الخرطوم ومن غيرها ..؟ ، احببناها تلك المدينة، ولم نراها بعد، لسبب لا يفوت على فطنة القارئ حين يعلم اننا كنا نترك مدارج وساحات كلية العلوم ونأتي الى (شجرة إقتصاد )، نطوف حولها طواف القدوم ، نود لو نظفر من تلك الحسناء الكردفانية بنظرة ويغني بعضنا :
( أسير غزال فُوقْ القِويز ..
كلام غَزَل مَعسُول لَذِيِذ ..
ودَمعَاتْ عِتَابْ مِن زولاً عَزِيزْ ..
سَالتْ عَسَل مِن كُردُفَانْ ) ..
حتى إذا تحقق المنى ، أفِضنا طواف إفاضة وعدنا إلى اينشتاين ونيوتن –لعنة الله عليهما- ونظرياتهم التي تصيب الرأ س بالدوار .. إذن فقد حبب الاوطان للرجال (مآربٌ قضاها الرجال هنالكا).. من القائل لله دره ؟!
وفي زنقة ذلك النهار والانتظار .. تحينا فرصة انشغال الريح مع اركان حزبه في كردفان ورئيسهم منصور ميرغني زاكي الدين (البديرية لم يتركوا شيئاً، فمنهم رأس الحكومة ومنهم رأس المعارضة)، وتجولنا في المدينة ، ليس طمعاً في مآرب وإنما نود لو نحمل زكريات و(جدعات) لأفراد الشلة في الخرطوم ، الذين لا شك سيسألون بشوقهم القديم إن كنا زرنا (القبة) والقبة اروبا .. ومحمد الفكي صاحب الشوق القديم وإن تعزى..!!
وصلت الدكتورة مريم وأصرت على ان نغادر الى امبادر مباشرة دون ان تأخذ قسط راحة .. أتراه شوقها العاصف لرؤية (امبادر) التي طالما سمعت بها وعنها من جدتها حفيدة عبدالله ود جادالله (كَسَار قلم مُكميك)، أم تظن بِت ملوك النيل ان المسافة بين المدينتين قريبه كل القرب ، ولا تحتاج هي القادمة من الخرطوم إلى راحة يستحقها المسافر قبل الانطلاق مجدداً .
وعلى اي حال، فقد إنطلق ركبنا ، فقد جاءت الانباء من امبادر بأن وفداً أخر من حزب الامة وصل الى (فوجا) أُم خَضَار..جَنَة، بقيادة دكتور محمد المهدي حسن ، حيث من المفترض ان يكونوا في امبادر مساء هذا اليوم لتقام ندوة هناك والمطلوب-حسب مهندس الرحلة الريح محمود- ان نكون أجمعنا هناك وبصحبة الدكتورة .
تحتاج الرحلة من الابيض الى امبادر، إلى يوم كامل في عُرف الكردافة ، فكيف للريح واركان وفده ان يكونوا هناك في الزمان والمكان المحددين؟ بلغة اهل الندوات وأركان النقاش .انطلقنا عبر طريق الانقاذ الغربي ..هذا الطريق الذي أختار ان يتلوى جهة الصعيد. متجانباً مدن صحراء الكبابيش الكبرى، جبرة الشيخ ، سودري ، وحمرة الشيخ. ادركنا المغرب في الخوي وبتصرف في قول المحجوب نقول(لو كنت تدري ما الخوي .. لطويت اليها الارض طي ) ومنها سرينا عبر دار حمر.. عبر الحَلالْ والمَرَاعِي..وأستقبلنا (أُم مراحيك) واتجهنا نحو الغرب الصريح وبعد طول جهاد كنا في (الهَور).. هور الكنيسة ..وهنالك سألنا القوم الذين استقبلونا بترحاب حذر، سألناهم عما تبقى من الطريق الى امبادر .. أطويل طريقنا أم يطول ؟ على رأي الشاعر العربي القديم .. " نَحنُ أدرَى وقد سَألنا بِنَجدٍ .. أطويلٌ طريقُنا أم يَطُول ..
وكَثِيرٌ من السُؤال إشتِياقٌ .. وكثيرٌ من ردِه تَعلِيلٌ...." فأجابونا بأن في ليلنا ذاك متسع للسرى .
ولا زلنا نسري حتى عبرنا إلى تخوم بادية الكبابيش عند مُقطعة (العنيبه)، وقادنا ابراهيم على المبروك ، دليلاً لكي نأخذ الطريق الى امبادر بعد تقاطع (الطليح)، أدركنا اُمبَادِر قرابة الفجر، فحمدنا السرى ليلاً .. يا الهي هذه المدينة محاطة بالجبال من جهاتها الاربع .. تُرى أي الجبال عناها المغني في اغنيتها الشهيرة التي عُرِفت بها ...؟
الزُول السَرَب سَرْبَه .. وختَ (الجبال) غَربَا
أدونِي لي شَربَه .. خَلُونِي آ نَقٌص دَرْبَأ
(ونواصل)
---------------------------------------------------
نقلاً عن صحيفة الجريدة السودانية

Post: #3
Title: Re: دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1) عند ما بكت الاميرة مريم ..!!
Author: محمد امين مبروك
Date: 03-12-2011, 10:44 AM
Parent: #2

up

Post: #4
Title: Re: دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1) عند ما بكت الاميرة مريم ..!!
Author: محمد امين مبروك
Date: 03-12-2011, 11:47 AM

( أسير غزال فُوقْ القِويز ..
كلام غَزَل مَعسُول لَذِيِذ ..
ودَمعَاتْ عِتَابْ مِن زولاً عَزِيزْ ..
سَالتْ عَسَل مِن كُردُفَانْ ) ..

Post: #5
Title: Re: دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1) عند ما بكت الاميرة مريم ..!!
Author: ibrahim fadlalla
Date: 03-12-2011, 02:27 PM
Parent: #4



لعمري أنه الرسم بالكلمات ، شكرا لك أستاذي محمد المبروك على هذا السرد البديع ...
والوصف بالكلمات ، بما يشغل الخيال برسم الصورة ، لعمري هذا شرك منك يصطاد القارئ
من ناصية الخيال ....تعجبني مثل هذه الكتابات ..المحفزة ....فشكرا لك ...
شكرا لك ...كثيرا ...

Post: #6
Title: Re: دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1) عند ما بكت الاميرة مريم ..!!
Author: rummana
Date: 03-12-2011, 04:19 PM
Parent: #5

سلامات أخي الكريم محمد
سرد ممتع واصل متابعين..

Post: #7
Title: Re: دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1) عند ما بكت الاميرة مريم ..!!
Author: هاشم محمد الحسن عبدالله
Date: 03-13-2011, 08:35 AM
Parent: #6

الأستاذ محمد مبروك، واصل الانيداح الجميل فالسرد مشوق ورائع، انا فى الانتظار ، مودتى .

Post: #8
Title: Re: دار أمبَادِر .. . يا حِلِيلا (1) عند ما بكت الاميرة مريم ..!!
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 03-13-2011, 09:11 AM
Parent: #7