.. وما تزال " ملحمة هاشم صديق " نشرة اخبار الثورات الشعبية

** يا هاشم صديق .. بعد نصف قرن تقريبا هاهى الملحمة وكانها نشرة اخبار الثورات الشعبية
** الشعوب تستلهم الثورة من روح القصيدة
** فى شارع الحبيب بورقيبة وفى قفصة والقصرين
او منزل سيدى بوزيان فى جنوب تونس
**فى ميدان التحرير فى القاهرة و شوارع السويس او من شواطىء
الاسكندرية او من حقول المنوفية
**من زناقى ليبيا فى الزاوية وراس لانوف وبنغازى ومصراته او البيضاء
فى جبال اليمن وحواريها ومن ميادينها
لكل هذه الثورات والهبات الشعبية قيمتها الاخلاقية وثوارها اللذين
اشعلوا الشرارة
**ولكن تبقى للثورة الشعبية تواريخ ومواقيت اخرى
فكل ما كنا نغنيه فى سنوات اكتوبر وابريل و حتى الهموم
والاجندة الوطنية التى ترفعها الثورة فوق هامتها وكانها سيناريوهات معادة لما
كانت عليه الخرطوم فى تلك الحقبة التى لا يخبوء بريقها وان ظن بها الظنون
نتيقن الان من ان لقب معلم الشعوب لم يكن منا من احد على الشعب السودانى العظيم
عندما هب الثوار التونسيون توحدت حناجرهم خلف ابيات من قصيدة شاعرتونس ابو القاسم الشابى

اذا الشعب يوما اراد الحياة
فلابد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي

الشابى وابياته الابية كانت هى الالهام الذى وحد الحناجر التونسية وهى تطالب بتغيير النظام ورحيل الرئيس
تلك الابيات ولدت قبل عشرات السنين ولكنها لاتزال قادرة على تحريك المشاعر وتلبية المطالب فى زمن غير الزمن الذى ابصرت فيه النور
وفى مصر كانت مجاميع الشعب الثائرة تتاسى بكلمات الشاعر نجيب شهاب الدين لتتوحد الامة بحنجرة الشيخ امام

يامصر قومى وشدى الحيل
كل اللى تتمنيه عندى
لا القهر يطوينى ولا الليل

وفى الخرطوم كان الشعر يستلهم روح الثوار فخرجت الملحمة من ضمير الامة ووجدان الشاعر الملهم هاشم صديق

يا اكتوبر انحنا العشنا
ثوانى زمان
فى قيود ومظالم
ليل وهوان

كان فى صدورنا
غضب بركان
وكنا بنهتف بالاوطان
نسطر اسمك ياسودان


ليل الطغاة ، لا ليل العاشقين هو الذى الهم هؤلاء الشعراء فى الطلب الملح لفجر الحرية والانعتاق ، وليل الطغاة الطويل وظلامه الدامس هو الذى حرك مشاعر
الشابى وشهاب وهاشم فخلدت اعمالهم وبقيت تجسد امال الشعوب واحلامها فى الحرية والحياة فى وجه الليل الظالم الذى بدا قاسما مشتركا بين القصائد الثلاث
ونظلم هاشم صديق لو لم نقل ان قصيدته الملحمية تحمل نفسا ثوريا وشعبيا
اكثر قوة ######ونة و فى نسق الالياذة ومؤلفها هيروديت وان كانت الالياذة قد ولدت وفى رحمها اكثر من عشرين نشيدا والالاف البيوت الشعرية ومع الاختلاف
فان الملحمة هى " الياذة " الشعب السودانى وملهمته فكل ما تناهت الى الاسماع وجدت طريقها سالكا الى الروح والوجدان
وطوال الايام الماضية من عمر الثورات التى تنتظم المنطقة كانت التداعيات التى تجرى الان فى 2011 وكانها رجع لصدى الاحداث التى عاشها السودانيون قبل اكثر من 40 عاما وهذا ينبىء عن شعب عظيم هو الشعب السودانى يغمطه الكثيرون حقه بعمد او بغيره
ولما عرفت الثورة فى اكتوبر " ليلة المتاريس " قبل اربعين عاما فان المصريين الان يتحدثون عن "الثورة المضادة" وان الحزب الوطنى يسعى للعودة بالاختباء خلف اللافتات وعبر مجموعة من رموز النظام التى لا زالت قادرة على الحركة من وراء الستار لاحداث البلبلة وخلق اتجاه معاكس للثورة
وفى ليلة المتاريس الاكتوبرية ولدت قصيدة بذات الاسم للشاعر مبارك حسن خليفة وهذا المطلع :


المتاريس التي شيدتها

في ليالي الثورة الحمراء

هاتيك الجموع

وبنتها من قلوب وضلوع

وسقتها من دماء ودموع

سوف تبقى شامخات في بلادي

وفى خضم الثورة المصرية ومع رفض الرئيس الرحيل كان الثوار ليل الخميس يهددون بالزحف الى قصر العروبة حيث الرئيس وسط الهتافات :
بكره الجمعة
بعد العصر
حنروحلوا القصر

اما هاشم صديق فقد قال بلسان ثوار اكتوبر
خطانا تسير
فى درب النصر
هتافنا يدوى
يهز القصر

ان القاموس السياسى والثورى لدى الشعب السودانى كان دائما هو السباق فالمصطلحات التى عرفها شعبنا قبل نصف قرن تقريبا وكانت وقتها تبدو وكانها نشازا هاهى لغة اليوم فى محيط الثورات العربية التى تتوالى فى المنطقة فالقاموس السياسى فى السودان عرف مصطلحات " الرئيس المخلوع " و" النظام البائد " و حل " جهاز الامن " وغير ذلك كثير منذ ازمان بعيدة وهى تعيش فى وجدان الشعب ولم تمحى من ذاكرته كما يبدو للبعض الذى ظن ان الشعب قد تم تدجينه بالكامل وانه قد شطب مصطلحات الثورة من قاموسه الى الابد وظنى انها مازالت تعيش مابقيت " الملحمة " تزهر فى الوجدان السودانى

كمل يا تيتاوى
فكرة الربط جميلة
جنى

العزيز جنى
الود والتحايا
وارجوا ان نسلط مزيدا من
الضوء على الفكرة