هذه الأموال لن تغطي فاتورة حرب التماس !

معنون إلي مولانا هارون

في مقال ٍ سابق وحينما أجرى دينكا النوك الإستفتاء على أبيي من طرف واحد ،وذلك عقب مذكرة أمبيكي التي اقترحت ضم أبيي إلى الجنوب ..
هذا السلوك السياسي من دينكا النوك الذي واجهه المسيرية بخطوة مماثلة .. وعملوا على تكوين دولة غرب كردفان في منطقة أبيي ..

عندها أيقنت أن كلا الطرفين يعملان دون تدبير وتفكير ودون أدنى حد لتفاصيل مآلات الأوضاع السياسية بعد انفصال الجنوب وأثر ذلك علي الساحة العسكرية واحتمال المواجهات .

لم يمض طويل وقت ٍ حتى دخل المسيرية بعد انفصال الجنوب في صراع ٍ ونزاعات وغارات متبادلة بين المعسكرات .. فيموت الناس هنا وآخرون هناك .
جنود الحركة الشعبية يرون بأنهم لم يهاجموا أحدا ً .. وأنه يحق لهم قانوناً أن يحرسوا حدود دولتهم التي اغرتها لاهاي وباركها المؤتمر والوطني والحركة الشعبية .
فكانت لهم معسكرات في أم بلايل وكل الأطراف التي قضمت من أبيي لصالح الجنوب ..
أما المسيرية فلا يريدون قبول الفكرة .. وأنهم يصفون قرارات لاهاي بالسياسية أكثر من كونها قانونية ..
ويقول ويهتف أبناؤها من الصفوة ( نحن يا داخلها أو خارجها ) حتى اغار المسيرية على معسكر أم بلايل .. فصدتهم جيوش الحركة الشعبية المجهزة .. نعم قبيلة ٌ تقاتل جيش دولة مدرب على فنون القتال ومزود بكل أنواع الأسلحة..
لا أقول كل المسيرية رهنوا مستقبلهم وحياتهم التي يحتاجونها الي التوغل اكثر داخل دولة الجنوب بحثا ً عن الكلأ .. أن أصحاب الأبقار وسكان التماس يراعون ويسعون الى مثل الاتفاقيات بينهم والجنوبين .. فحتما ً أن ابقارهم لن تشرب من النيلين الأزرق والأبيض .. ولكن الصفوة من ابناء المسيرية وزراء ونواب وسماسرة حرب ومقاتلو دفاع شعبي مسرحون من الولاية هم من يشعلون نار هذه الحروب .. يبتزون بذلك خزينة الدولة ويطلبون التنمية التي يرصد لها صندوق تنمية المناطق الغربية ملايين الجنيهات .. فتذهب 700 مليون جنيه لمعالجة أوضاع الجرحى بمستشفي المجلد توضع الاموال الطائلة عند احد التجار ويتولى صرفها على جرحى الحرب قادة ٌ من الدفاع الشعبي من ابناء المجلد !

فبدلا ً من نقل الجرحي الي الاردن او حتي الى السلاح الطبي الخرطوم .. فضلوا وضع جردل طحنية تحت سرير كل جريح ..
ألم أقل أن ال2% من مال المسيرية لن تغطي فاتورة هذه الحرب!!

غير ان الحمد من بعد ألله تعالي يعود لمولانا هارون والي ولاية جنوب كردفان الذي يعمل ليل نهار من أجل توطين السلم .

ربماقال قائلا ً: إن ما انفق حتي الآن علي جرحي النزاع وسط المسيرية لايتجاوز ربع القيمة من المال الذي تصدق بها أخونا الدكتور حمدي بمباركة مولانا هارون لإسعاف أهلهم ..وذلك عبر صندوق تنمية المناطق الغربية لولاية جنوب كردفان ..

ولكن بما إننا لسنا حراس نوايا .. يكفي الأخوين عزة ً أن أخرجوا هذه الأموال .. ولكن من الذي يقرع سماسرة الدفاع الشعبي بالمجلد من إيتلاعها ..


ألله يستر ..

فاتور ة وري فاتورة ..!!

الأخ أسامه
تحياتي وحبي
كيف تري ذلك منظور إستراتيجي ؟

شخصيا ً أعتقد أ ن الاخ هارون الذي أسس لبنيات تحتية في جنوب كردفان ومناطق المسيرية بصفة خاصة .. هذا الفعل لم يسبقه له كل المحافظين التاريخيين من لدن المرحوم حسيب إلي عهد أخيه الوالي السابق عمر سليمان ..
ولعل هذه الشهادة وتلك الحروب الذي أستطاع بمعاونة الأخوه المخلصين من أبناء الولاية .. تجعله أهل لولاية ٍ ثانية علي المنطقه ..
فهو علي الأقل أستطاع أن يحفظ التوازن السياسي والعسكري ..

دفع فاتورة السلام

منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل التي أفضت إلي سلام حقن الدماء بين إطراف النزاع ،فيما سالت دماء غزيره أخري في مواطن ومواقع كثيرة ، كنا نري بضرورة تبصير وتوعية الناس ، لاسيما مواطني التماس من المسيرية خاصة .
توعيتهم بنصوص ولوائح الاتفاقية التي يحملون علي موقعيها مسئولية إذابة الولاية والتهاون في حسم ملف أبيي .
ولما كان المسيرية قد التزموا جانب السلم ،في كليات الاتفاقية واستهجانهم الحرب التي أزهقت أرواح أبناء السودان وفرسان المسيرية في تراجيديا الموت القابع خلف الجروف وسفوح الجبال ،إلا أن تمسكهم بأبيي أرض أجدادهم ، جعل اتفاقية السلام أشبه بثوب شفاف نسجت خيوطه بعدم الرضا وإثارة النعرات التاريخية القديمة .
فكان تقرير خبراء ترسيم حدود أبيي الذين فشلوا في تحديد مواقع مشايخ دينكا الانقوك ألتسعه ، هو ما أجج ودفع بوتيرة الصراع والشك والريب وعدم الثقة بين أهالي المنطقة .
حني قطعت لاهاي بقرارها وتحكيمها كشح كل كاشح وتكهن كل متكهن فوجد الجنوبيون في الحركة من دون دينكا النوك مندوحتهم في الاحتفاظ بكامل القرار وتحكيم لاهاي ككرت ضغط علي سكان التماس إلي حتي عبد الانفصال !
هذا الوضع لم يكن مقبولاً بل كان مزعجا ًوغير متوقع لدي المسيريه من قبل الجنوب المنفصل ، فأخذتهم الظنون تجاه المؤتمر الوطني الذي يعتقدون أنه باعهم بالرخيص .
غير أن المسئولية التاريخية تظل تطارد أشباحها مثقفي القبيلة الذين يراهنون علي قطع بحر العرب للسقيا علي ألواح الطرور.. دون التفا كر مع جيوش الحركة التي ترابط في ما أعتقدوه هبة ٌ من المجتمع الدولي وجودهم داخل أراضي المسيرية بحكم لاهاي ..
المطلوب فتح حوار مع الحركة أولاً للسقيا .. فلم يكن دينكا الانقوك يوما ً غير متفهمين لمستقبل علاقاتهم الأزلية مع مستضيفيهم المسيرية ..
فلابد من أن ترد أبقار المسيرية البحر عبر نافذة الحوار المشترك .. لكيلا يكون للجنوب المنفصل علي رعاة المسيرية حجة ً من بعد التفاهم بين مثقفي أطراف النزاع في أبيي .. بحسبان أن دولة الجنوب هي العامل المشترك بين هؤلاء وأولئك .
bold

up