هتافات الثورات – تنوّع يواكب الحدث

لا أظنني بحاجة للقول أن (هتافات الثورات) لا يندرج تحتها تلك الشعارات التي تتم صياغتها بعناية في المكاتب لإطلاقها من مكبرات الصوت على حشود مسيرات التأييد واللقاءات الجماهيرية التي يخاطبها القائد، على شاكلة (أبوكم مين) و(جبت الموية للعطشان) وما يماثل تلك الشعارات التي تمجّد وتجعل من الأفراد آلهة.

أود في هذا البوست إستعراض شعارات إنطلقت إبان ثورات جماهيرية، صاغها الشارع وهتف مؤمناً بها دون وصاية، كما حدث في الثورة التونسية في يناير الماضي والمصرية في يناير – فبراير ... وقبلهما الثورتين السودانيتين أكتوبر 1964 وأبريل 1985.

الهتاف/ الشعار الذي تهتف به الجماهير، يكون بالضرورة واضح في رسالته ولا يشوبه غموض، وإلاّ لن يؤدي الغرض الذي صيغ من أجله، والذي يحدث، أن الجماهير تبتدع شعارات عديدة، يظهر واحد هنا وواحد هناك أثناء المظاهرة، ثم تأتي بعض هذه الشعارات على هوى المتظاهرين وتعبّر عنهم فيعتمدوها دون إجراءات ديوانية. في ظني المتواضع أن شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) ولد بهذه الطريقة، فأصبح هو سيّد هتافات الثورة المصرية، لأنه يشير بصورة مباشرة لمطلب الشعب الأساسي. أيضاً كان هناك شعار من كلمة واحدة: (إرحل)، ولا يمكن أن يكون المعنى مباشر أكثر من ذلك. تجدر الإشارة أن الثورة المصرية بدأت قبل ذلك بسنوات، تحديداً الفترة التي نشأت أو أُعلن عن قيام (حركة كفاية) واسم الحركة (كفاية) واضح الدلالة معبراً عن ملل ربما أو حالة فوران بلغت ذروتها.

من هتافات الثورة المصرية:

''خالد سعيد مات مقتول ومبارك هو المسئول''

''واحد.. اتنين.. الشعب راح فين"

''بالروح بالدم نفديكي يا مصر”

''ارفع صوتك زى الناس.. إحنا كرهنا الظلم خلاص''

''صحي الخلق وهز الكون.. مصر بلدنا مش هتهون''

''بطل تمشى جنب الحيط.. أصل سكاتك مش هيفيد''

ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة فى كل شوارع مصر''


هتاف لمحاولة كسب العسكر:
''يا أبو دبورة ونسر وكاب.. إحنا إخواتك مش إرهاب''

لم تغب النكتة و(القفشة) التي عُرف بها الشعب المصري عن شعاراتهم وهتافاتهم في ثورتهم، منها:

إرحل يعني إمشي .... يمكن ما بيفهمشي

إمشي بقى يا عم .... خلي عندك دم


كما رأينا في الصحافة والمحطات الفضائية وعلى الإنترنيت لقطات كاريكاتيرية لشعارات مكتوبة مثل:

أرحل بقى .. إيدي وجعتني

كلموه بالعبري .. يمكن يفهم

عموماً، من كان بصدد حصر شعارات الثورة المصرية، سيلزمه صفحات.