فوز على مهدى بجائزة اليونسكو للمسرح

جاء إعلان لجنة التحكيم الدولية والأمانة العامة في المنظمة العالمية للعلوم والتربية “اليونسكو” لأسماء الفائزين في جائزة الشارقة للثقافة العربية في دورتها التاسعة ليضيء من جديد على الدور المهم والريادي للمسرح في الثقافتين العربية والعالمية على حد سواء، فالفائزان بالجائزة هما شريف خزندار، وعلي مهدي نوري، معروفان بتاريخهما الطويل في تأكيد مكانة المسرح الثقافية والفكرية والإنسانية داخل الوطن العربي وخارجه . وساعة الحديث عن هذين الرجلين يمكن القول إنهما حملاً هموماً مختلفة في مجال المسرح، لكنها هموم تصب في مجال السؤال عن تأصيل هذا الفن كمجال للتعبير الحيوي عن القضايا العربية المختلفة، ليس بوصفها قضايا معزولة ولا تخص سوى العرب أنفسهم، وإنما بوصفها جزءا لا يتجزأ من الحالة الحضارية العالمية ككل .



أسس خزندار دار ثقافات العالم في العاصمة الفرنسية باريس عام 1982 لتكون فضاء للتبادل الثقافي والإبداعي بين مختلف الثقافات العالمية، وأتى تأسيس خزندار للدار بعد مسيرة عقدين من الزمن على عمله في المسرح، فهو انطلق من سورية مع بداية الستينيات ليجوب عواصم عربية عدة بأعماله، وكان أول من قدم عمل “الاستثناء والقاعدة” لبروتلد بريشت في سورية، كما عرف الجمهور السوري بأعمال صموئيل بيكيت من خلال إخراجه مسرحية “بانتظار غودو”، كما ذهب خزندار إلى تونس وأخرج نص “الحلاج” للمؤلف عزالدين المدني الذي يعتبر أحد أعمدة المسرح التونسي والعربي، وجال خزندار بالعمل في عواصم أوروبية عدة معرفا العالم على إحدى أهم الشخصيات الشعرية والفكرية التراثية في التاريخ العربي .



لم يكن وجود خزندار في فرنسا وجوداً عابراً أو هامشياً، فقد أوجد لنفسه مكانة خاصة من خلال مشروع ثقافي يتجاوز الممارسة الفنية إلى الممارسة الحضارية وحول العمل الذي تقوم به دار ثقافات العالم يقول خزندار: “نحن نهدف يشكل أساسي إلى تعريف الجمهور الفرنسي والأوروبي بثقافات وفنون الشعوب الأخرى من مسرح وموسيقا وتشكيل وسواها من الفنون، ونحاول أن ننتزع اعترافا بهويات تلك الشعوب، فالتأثير الثقافي كان يمضي سابقا من الغرب باتجاه العالم، ونحن نريد أن يكون التأثير متبادلا” .



في هذا السياق جاء فوز خزندار بجائزة الشارقة للثقافة العربية كتأكيد على أهمية الفنون في حوار الحضارات في عالم يحتاج إلى المعرفة المتبادلة من أجل بناء المشترك الإنساني العام، وتجاوز حالات الصراع الناتجة عن نقص المعرفة بالآخر .



أما علي مهدي نوري فهو ممثل ومدير مسرح وباحث من السودان، وقد تجلى اهتمامه الأساسي في التركيز على الحالات الإنسانية التي تنشأ أثناء الحروب، وخاصة مشكلات الأطفال، ويعود عمل نوري على مشروعه لأكثر من ثلاثة عقود ركز فيها على مشكلات قلما تعامل معها المسرح العربي، و”ربما” تجاهلها في بعض الأحيان، وما هو مهم في عمل نوري هو تجاوز عمله المسرحي حدود الجغرافيا، حيث أسس مدرسة مسرحية خاصة بالشباب، وهو تأكيد على أهمية أن يكون لهذه الفئة دور في نقاش قضاياها من جهة، واكتشاف قدرتها في التأثير من خلال الفن .

الف مبروك الأستاذ علي مهدي نوري سعيد
ألف مبروك مسرحنا السُوداني
ألف مبروك سوداننا الحبيب
وشُكراً أستاذي محمد سيد أحمد