قـــــــذافي يا حـــــــــبيبي

كان فتى ثائرا جريئا
أخرج ليبيا من النظام الملكي إلى النظام الجمهوري
استبد برأيه
نظر إلى نفسه في المرآة فرأى أنه أكبر من كل الكبار
لم يجد من يقول له ( بي قفاك )
أدخل الحداثة والتنمية في ليبيا
تغير المجتمع الليبي
تعليما وصحة ومعيشة
دعا للوحدة العربية بفهمه هو
ناوش الغرب
ثم العرب
اتجه للأفارقة وطرح نفسه لزعامة إفريقيا
اهتم بالتسليح
وقادته أفكاره إلى أن يصبح منظّرا
قذف بكتابه الأخضر في لجة التنافس الفكري
استبد به الراي
وضاقت عليه المشورة
لكنه لم يعدم من يهتف له
اجتمع معه أبناؤه والمنتفعين والمنافقين
وقالوا له كلاما منمقا
صدّقهم وما علِم أن عورته تتكشف للناس يوميا

لم يمنح معمّر الجمهورية حقها
لم يتقبّل الرأي الآخر
لم ينتقل إلى الديمقراطية والتعددية
بل قاومها
كان معمّر سيكون بطلا قوميا لو أنه توقف عند إزالة النظام الملكي
ركب مركب الثورية حتى أصبح أحد صانعي العداء مع الآخرين
لم يكن صادقا في ثوريته
كان ميّالا للمناطحة
كان مصابا بالغرور
استبدل عرش الملك بعرشه هو
أبناؤه ظنوا أنهم سيرثوا عرش أبيهم
صادم الغرب بروح الانتقام
بردّة الفعل
فكال له الغرب من نفس المكيال وزيادة
انحنى للغرب
وفقد تعاطف العرب
وبدأ يغازل إفريقيا

تحولت الجمهورية إلى الجماهيرية
وتم تفخيمها بالاشتراكية والعظمى
قال أن اللجان الشعبية هي التي تحكم
قال إنها لجان من القواعد
قال أنه لا يملك أي سلطات فالسلطة تم تسليمها للجماهير
لكن الجماهير وجدت أنها قد قبضت الريح
وأن القذافي كان يمسك بكامل السلطة مفاصلها وتفاصيلها
تغيرت أسماء الوزارات لتصبح أمانات
وتغيرت أسماء البلديات لتصبح جماهيريات
وتغيرت وظائف ومسميات أخرى عديدة دخلت قاموس ليبيا السياسي
أو أنه قاموس العقيد
تغير حرس العقيد من الرجال إلى النساء