عبد الواحد كمبال:حين اكتسا وجهك بنور بهى ، خلتك نائما ّ!

ذهبت واقفا كما الشجر أيها النبيل الجميل ، وانهدت الأوتاد وظل الجبل واقفا شامخا يقاوم ، وفى صمود وصبر صارعت المرض اللعين وصرعته مرات ومرات ولكنه هذه المرة أتاك من كل ناحية وأحكم قسوته وانتزعك ، ولم يك يدرى بأنه انتزع مزعة من قلوبنا !
يكفيك فخرا بأنه لم يسمع لك انين أو شكوى ! وكالصوفى تحوطك اليقين والقوة ! فرحلت فى صمت وعظمة !
والآن يعز على القلم نعيك ، وتتفلت الكلمات والحروف ، ولولا إرادة الله لما صدقنا رحيلك .
أعلم ان الدنيا قد تبدلت برحيلك ، فلم تعد هى الدنيا ، وأن الفرح من بعدك سيكون عصيا ،وسيكون الحزن صديقا ملازما ، وسيقتلنا الشوق الى محياك ، وسماع صوتك الجهور المتفرد !
وعزاءنا أنها حسن الخاتمة ! فقد خلتك نائما حين اكتسا وجهك بنور بهى ، وانطلقت أساريرك وأنت مسجى فى طمأنينة المستبشر بالرحيل !
فلم تفزعك فجاءة الموت وهول ملكه ، فذهبت النفس مطمئنة ومرضيا عنها ، كيف لا وكنية أمى لك ( المبروك) !
نعم - ذهبت نفسك مطمئنة يحملها حب الملايين ممن عرفوك فى بقاع الأرض بتراميها ، بحارها ،صحاريها ، وأصقاعها ، يعددون شمائلك و س خ ا ء يدك،نكران ذاتك وتعطفك على جميع من قابلوك فى حياتك الثرة القصيرة ،شهامتك وقوة عزيمتك ،نقاءك وحبك للخير !
لقد رحلت يا ابن أمى ولازال بك حب للحياة وشوق للصحاب والأهل.
ولازال قلبك العامر بحب الناس يذكر محاسنهم ويتمنى لهم كل الخير .
ولازال الأمل يحدوك فى ان يقوم الوطن من سجدته.
سكينة كمبال . الدوحة.

رحمه الله
كان جبلا في مواجهة المرض
لم يئن
وابتسامته كانت هي خط دفاعه الاول
على المستوى الشخصي سافتقد مناداته: يا شقي الحال انت وين تعالي دايرك
سافتقد قهقهاتنا في دروب ((باليما)) وازقة الرباط
كم هو مؤلم رحيلك يا جميل
تقبلك الله قبولا حسنا
وبنى لك الله محبة عنده بقدر المحبة التي كنت تنثرها

تعجز الحروف يا سكينة عن وصف الألم
والصمت احيانا يقول الكثير

يا الله !!!

ما أشدّ حزني يا ست البنات
لم أسمع هذا الخبر إلا الآن ، والآن فقط


ربنا يرحمو ويغفر ليه ويوسّدو الباردة

ألف رحمة ونور عليه

وقلبي معك يا أختي

إنا لله وإنا إليه راجعون

طارق ، اخى ،

لقد سكت الكلام والتجم اللسان ّ

ويعلم الله لقد فجعنا .

سكينة الحزينة.

أخى حبيب نورة ،
غادرت الرباط الأسبوع الماضى ، ولأول مرة لا يودعنى عبدالواحد ، ولا أسمع صوته وهو يوصينى ويطمئننى ويشد من اذرى حين يرى الدموع تتحدر لفراقه !
لأول مرة اغادر المغرب ولا ادرى متى ساعود اليها !بل لا اجد ذلك الرابط الروحى الذى يجذبنى اليها وفى عجل اعود !فلم تعد المغرب محطا للرحال والحبيب غائب!
ما أقسى هذا النوع من الرحيل القاسى .

شكرا لمواساتك.

سكينة.

Quote: إنا لله وإنا إليه راجعون تقبله الله قبولا حسنا خالص التعازي للجميع

Quote: تقبله الله قبولا حسنا خالص التعازي للجميع

حزنت لرحيل اخي عبدالواحد
لك الرحمة والغفران
واحر التعازي لاخواتي ام الخير ومريم وسكينة
وجميع ال كمبال

رحم الله شقيقكم الكريم عبدالواحد يا سكينة وأحسن مآله في الجنة مع الصديقين والأبرار..

العزاء لكل الأسرة.. والبركة فيكم جميعا


إنا لله وإنا إليه راجعون

الأخت رجاء،
الأخوان خالد العبيد ،
العوض ،
وكمال ،

شكرا لمواساتكم ،
ولا اراكم الله فاجعة مثل هذه ،

اللهم أرحم عبدالواحد وثبته عند السؤال.

سكينة كمبال.

رحم الله فقيدكم واسكنه فسيح جناته
والزمكم واسرته صبرا جميلا

وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله

البركة فيكم يا سكينة وفي ذريته
سيفتقده أصدقاءه وزملاءه ، سيفنقده الوطن.

تقبله الله أحسن القبول وأكرمه بكرمه .
إنا لله وإنا إليه راجعون.

له الرحمة والمغفرة وعالى الجنان
البركة فيكم

البركة فيكم يا سكينة وفي ذريته
سيفتقده أصدقاءه وزملاءه ، سيفنقده الوطن.

تقبله الله أحسن القبول وأكرمه بكرمه .
إنا لله وإنا إليه راجعون.

الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الجنة مع الابرار ونبتهل له تعالى ان
يلهمكم والاسرة الكريمة الصبر وحسن العزاء
خالص التعازي يا ست البنات
انا لله وانا اليه راجعون

الأخت أمينة ،
والأخوان ، أسامة ، عمر ، مسعود ، ونيازى ،

لقد كان للناس كافة ، لم يفرق بين صديق أو ذى رحم ، وقد تغلغل حب الوطن فى دمائه ، فصار همه وشغله الشاغل ، يتمنى لفقرائه الخير ولقمة العيش الهنية !
وكأن اقلاله للطعام ظل تضامنا مع الغارمين وأطفال الوطن الجوعى !
لكم الشكر .

سكينة كمبال. الدوحة .

ايماننا انها سنة الحياة
وقضاء الله وقدره في خلقه
العين تدمع والقلب يجزع وفراق العزيز قاسي

أللهم أرحمه واغفر له واغفر له كل زلاته وابدلها له حسنات
أللهم هون عليه عذاب القبر وضمته واسقه وفك ظمأه يا رب

أللهم اسنكه جنانك العُلى مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفقيا

العزيزة سكينة كمبال وكل اسرة كمبال يشهد الله الخبر احزننا ولا نملك إلا الترحم عليه
ربنا يرحمه ويغفر له

Quote: رحم الله فقيدكم واسكنه فسيح جناته والزمكم واسرته صبرا جميلا وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله

Quote: ذهبت واقفا كما الشجر أيها النبيل الجميل ، وانهدت الأوتاد وظل الجبل واقفا شامخا يقاوم ، وفى صمود وصبر صارعت المرض اللعين وصرعته مرات ومرات ولكنه هذه المرة أتاك من كل ناحية وأحكم قسوته وانتزعك ، ولم يك يدرى بأنه انتزع مزعة من قلوبنا !

نم يا صديقى وصديق اصدقائى.......... نم بخير
لن نساك ...وارثك النبيل ووقفتك مع الاصدقاء
بعد انقلاب الاقزام على السلطة..
تاريخك وارثك زاد كل الشرفاء ايها الشريف
لك الرحمة والمغفرة
احر التعازى ال كمبال فى الداخل والشتات
صبرا ست البنات وام الخير وسكينة وخديجة
والاهل عموم

لقد كان محاربا جميلا

حمل قلمه سلاحا فى وجه الجهل والظلم

كان انسانا جميلا

لم يذكره اصدقاءه الا بالحب والصدق والهدوء والبال الطويل

كان أبا جميلا وأخا جميلا وصديقا جميلا

لم أحسب أنني سأعزيكم يا ست البنات وأم الخير في رحيله

وقد تجمل فى مرضه وتماسك في محنته حتى ظننا أنه تماثل للشفاء

البركة فيكم

رحمه الله يا ست البنات وألهمكم فيه الصبر الجميل

حزنت لرحيله كثيرا

رحم الله عبد الواحد واسكنه فسيح جناته
والزمكم واسرته صبرا جميلا

صادق العزاء يا ست البنات

وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله

اللهم ارحمه واغفر له.

ربنا يصبركم يا ست البنات ويجبر كسر اسرتكم.

ألف رحمة ونور عليه



إنا لله وإنا إليه راجعون

امانة ما مات راجل يا سكينة

الف رحمة ونورتنزل عليه
وربنا يصبرك يابت امي على المصاب الجلل


وجعني بالحيل

البركة فيكم جميعا

بكيتنى ياست البنات

ليو الرحمة وجنات الخُلد, وليكم الصبر وحُسن العزاء.

البركة فيكم ياسكينة وفي أولادو
رحمه الله وجعل مثواه الجنة
وصبركم على فراقه
وجعل صبره على المرض حسنات

http://www.facebook.com/group.php?gid=116260438492&ref=ts


الاخت سكينة
احسن الله عزاءكم
للفقيد الرحمة ولكم حسن العزاء
هذا حال الدنيا كلنا لها
انا لله وانا اليه راجعون
صدق الله العظيم


http://www.facebook.com/group.php?gid=116260438492&ref=ts

انقر على الرابط

رحم الله فقيدكم واسكنه فسيح جناته
والزمكم واسرته صبرا جميلا

وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله

الاخت سكينة
احسن الله عزاءكم
للفقيد الرحمة ولكم حسن العزاء
هذا حال الدنيا كلنا لها
انا لله وانا اليه راجعون
صدق الله العظيم

رحم الله شقيقكم الكريم عبدالواحد يا سكينة وأحسن مآله في الجنة مع الصديقين والأبرار..

العزاء لكل الأسرة.. والبركة فيكم جميعا


إنا لله وإنا إليه راجعون

الأخوات ، تماضر، راوية ،أحلام ،تراجى ، ندى ، د.نجاة ،مهيرة ،

والأخوان ، خالد ،معاوية ، الكيك ،طارق ،نادر ، معروف ،بلة،

شكرا لمواساتكم لنا .

حقا فالمصاب جلل ! ولا راد لقضاء الله ،

فقد كان عبدالواحد أخا ، أبا ، صديقا ، حاديا وحبيبا !!

مات يحمل كما من حبنا له وحب وتقدير أصدقئه والعارفين بقدره !

ارتحل من هذه الفانية كما الأنبياء
فلم يترك سوى الحب والسيرة العطرة .

اللهم ارحمه ، وأنزله منزلة كريمة ، وثبته عند السؤال .

سكينة كمبال . الدوحة .

رحم الله عبدالواحد يا سكينة وأحسن مآله في الجنة
مع الصديقين والأبرار.
العزاء لكل الأسرة.. والبركة فيكم جميعا
إنا لله وإنا إليه راجعون

الأخوات ، تماضر، راوية ،أحلام ،تراجى ، ندى ، د.نجاة ،مهيرة ،

والأخوان ، خالد ،معاوية ، الكيك ،طارق ،نادر ، معروف ،بلة،

شكرا لمواساتكم لنا .

حقا فالمصاب جلل ! ولا راد لقضاء الله ،

فقد كان عبدالواحد أخا ، أبا ، صديقا ، حاديا وحبيبا !!

مات يحمل كما من حبنا له وحب وتقدير أصدقئه والعارفين بقدره !

ارتحل من هذه الفانية كما الأنبياء
فلم يترك سوى الحب والسيرة العطرة .

اللهم ارحمه ، وأنزله منزلة كريمة ، وثبته عند السؤال .

سكينة كمبال . الدوحة .

العزيزة / ست البنات

للمرة الثانية احر ايات العزاء في استاذنا وصاحب القلم الانيق
والحرف المترع والمواقف الابية في بلاط صاحبة الجلالة الذي افنى
نواضر سنوات عمره في ردهاتها مقاتلا بالقلم والراي والفكر

رحمه الله واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ..

ولك ولكل فرد بالاسرة كبيرا وصغيرا عزائي بلا حدود .

ملحوظة : لا ندري ان كنت انت بالدوحة فعلا .

مع تحيات وسلام خضر والمدام

Quote: ذهبت واقفا كما الشجر أيها النبيل الجميل ، وانهدت الأوتاد وظل الجبل واقفا شامخا يقاوم ، وفى صمود وصبر صارعت المرض اللعين وصرعته مرات ومرات ولكنه هذه المرة أتاك من كل ناحية وأحكم قسوته وانتزعك ، ولم يك يدرى بأنه انتزع مزعة من قلوبنا ! يكفيك فخرا بأنه لم يسمع لك انين أو شكوى ! وكالصوفى تحوطك اليقين والقوة ! فرحلت فى صمت وعظمة ! والآن يعز على القلم نعيك ، وتتفلت الكلمات والحروف ، ولولا إرادة الله لما صدقنا رحيلك . أعلم ان الدنيا قد تبدلت برحيلك ، فلم تعد هى الدنيا ، وأن الفرح من بعدك سيكون عصيا ،وسيكون الحزن صديقا ملازما ، وسيقتلنا الشوق الى محياك ، وسماع صوتك الجهور المتفرد ! وعزاءنا أنها حسن الخاتمة ! فقد خلتك نائما حين اكتسا وجهك بنور بهى ، وانطلقت أساريرك وأنت مسجى فى طمأنينة المستبشر بالرحيل ! فلم تفزعك فجاءة الموت وهول ملكه ، فذهبت النفس مطمئنة ومرضيا عنها ، كيف لا وكنية أمى لك ( المبروك) ! نعم - ذهبت نفسك مطمئنة يحملها حب الملايين ممن عرفوك فى بقاع الأرض بتراميها ، بحارها ،صحاريها ، وأصقاعها ، يعددون شمائلك ######اء يدك ،نكران ذاتك وتعطفك على جميع من قابلوك فى حياتك الثرة القصيرة ،شهامتك وقوة عزيمتك ،نقاءك وحبك للخير ! لقد رحلت يا ابن أمى ولازال بك حب للحياة وشوق للصحاب والأهل. ولازال قلبك العامر بحب الناس يذكر محاسنهم ويتمنى لهم كل الخير . ولازال الأمل يحدوك فى ان يقوم الوطن من سجدته. سكينة كمبال . الدوحة.

يالك من خنساء
ومثل اخوك لانبكيه ولكن نقول ونتحدث عن انسان المد الانسانى ...

ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته

الأخوان عبدالمنعم ، خضر ، بدرالدين ، شوقى ،

شكرا لمواساتكم ،

كان عبدالواحد كمبال جيلا من الوعى والتسامح ، مفعم بالحياة وحب الناس ،

كان شحنة من الفطنة ، لماح ، وبريئ كما الأطفال ، يستبشر خيرا بكل الناس ، ولم تدخل قلبه ذرة من نفاق ، عاش طوال عمره وفيا لأصدقائه لم يخنهم ولم يخن الوطن أبدا ّ،
فأنا فخورة بك اخا فاضلا ، ووالدا رءوفا ، وصديقا مخلصا ، وزميل مهنة كريما ، عاش نزيها ، عفيفا متعففا و رتحل عن دنيانا فى صبر وشجاعة .
اللهم أرحم عبدالواحد رحمة واسعة ، وادخله الفردوس مع الصديقين والشهداء والأبرار ،
فقد كان رحيما بالناس ، مهموما بأحوالهم فى نكران ذات ، وطيب معشر ،
اللهم انه ضيفك ، فاكرم وفادته وثبته عند السؤال ، واجعل قبره روضة من رياض جنتك ، ووسع له فى مرقده .
اللهم آمين .

سكينة كمبال . الدوحة .

له من الله ألف رحمة

ولكم أختي الصبر الجميل

ست البنات:

كنا من حواريه، ونجلس حوله مشدوهين، وضحكاته تجلجل بالمكان، ونلعن الاوضاع
التي جعلته يتغرب عن السودان، لكمية الحنين والولع ، في رواياته عنه.
ثمة بشر في هذه الحياة، ليسوا مجبلون علي الغربة، او العيش بعيدا، عما يسمي
مسقط الرأس.
كمبال احدهم، لم يفارقه السودان بغربته عنه يوما، يتذكره تماما، اصدقائه أسمائهم
الثلاثية،والابادماك، والدوش في امبدة،والحوري ويحي فضل الله.
كنت مسؤلا عن اصدارية الطلاب السودانيين< عزة> ذهبت اليه مسترجيا كتابة مقال
اندهشت وغيري، من أحالة مقالته ومرجعياته.
لا نلتقي نحن الطلاب الذين درسوا بالمغرب، في تجمعات منافينا الثانية، الا حديث كمبال
وطرائفه محور حديثنا وشجونا لمنفانا الاول.
ولكل منا قصة مع الكمبال، تنثر كثير من المداد، لكنني علي تجاذب انساني معه، الروح
السمحة تجذبك جذبا سلسلا، هكذا هم الانبياء الاجتماعيون، ينثرون سماحتهم ويرفدون
الانسان بما لايجده بسهولة.

رحمك الله ايها الانسان عبدالواحد فقد جعلت منفانا الاول سهلا بصحبتك، وصنعت
فينا حياة لم نكن نألفها، ونعدك بالسير فيها.

مؤاساتي لك والينا اختي ست البنات، فالفقد واحد.

أخى الفاضل ،

شكرا على كلماتك الطيبات ،

كان جميلا يحب الجمال ، وكان فكها خفيف الظل يهوى الطرف ، ويحفظ كثيرا من الملح ، ولم يك مجلسه يخلو من انس وجلجلة وضحكات ، تنسى الجالسين ألق الحياة والأحزان .

له الرحمة ،

سكينة ، الدوحة .

وداعا كمبال، فارس أباداماك:

وَطن الكُل، والكُل وَطن



محجوب التجاني



عاشت أجيال ما بعد الإستقلال حياة مشبعة بالحرية، مترفة المعاني. ورثوا في السياسة نضالات مؤتمر الخريجين والجبهة المعادية للإستعمار. تسابق منهم الصغار قبل الكبار رشق الدخيل بالحجارة، وأنهكوا بوليسه بمباريات اللهث ورآءهم للقبض عليهم من حي لآخر دون طآئل. ولمن يقع في أيدي الغلاظ بطولة ترددها حكايات القري البعيدة وأناشيد المدارس بالفخار:"المجد للوطن، هذا ندآء الجيل".



نهضت أجيال ما بعد الإستقلال في ظلال الحركة الجماهيرية الحديثة في شوارع العواصم السودانية، وتذوقت ازدهارها وأحلي ثمارها علي أيدي نقابات عمال السودان واتحادات موظفي خدمته العامة، هيئات مستقلة مكتملة الشخصية، تتحدي، تتصدي لا تهاب الأنظمة، وتخشاها السلطات. فهي لسان حال الشعب. الساهرة علي خدمة البلد. الكفيلة بإحترام أهله، وترقية عمله. هي حكومة الشارع، وسلطانه الحريف.



في كنف الحريات الغالية والحقوق أرفع مراقيها، نشأت أجيال ما بعد الإستقلال وفيها جيل فقيد الأدب والفن السوداني عبدالواحد كمبال، رحمه الله : الشارع يفور بالليالي السياسية. المدرسة تغلي بالمدارس الأدبية. البيت مُترعٌ بالتكافل والتراحم في حضن الأسرة القريبة والعوائل البعيدة. والدين ملكٌ لرب واحد، أحدٌ أحد. لا شريك له ولا ولد. فما الوطن؟ الوطن كونٌ بملء السموات والأرض؛ عَالمٌ لا حد له من المعاملات المختلفة، معقدة. متحدة. برغم كل تناقض ٍ،علي امتداد ألأفق:



الشارع والمدرسة والبيت في السودان معهدٌ علمي كبير. لكل جمع ٍفيه هيئة فريدة تناغم وعيها الصاحي والدفين. هاهنا سودان "وطن الكل، والكل وطن": النقابي العليم بحق الغلابة. خطيب الحداثة البارز بالبراعة. أزهري الإتحاديين. وكبار الأمة، مهديهم وميرغنيهم. وأوليآء القباب سكن.



تعلم الحبيب الراحل الأديب الفنان عبدالواحد كمبال مع أبناء جيله حب الشعب والوطن في هذه الأجواء السياسية والثقافات الوسيعة منذ نعومة الأظفار. واستزاد عليها من نغمات الربابة بأنامل والده الفنان وتنقله مع أسرته في رحاب الشعب الواحد، مليون ميل وألفين بلد. حبا لا يماثله حب للسودان الواحد الحر، المستقل المتعدد، السعيد الأسعد.



فارس "أباداماك" الجميل. لم تفارقه بسمة الضيافة، والضحكة المغردة عند التقائه الأصدقاء: "أحبابي. بالله عليكم. كيف أنتم والجميع. والبلد". كانت داره في كسلا محط الزائرين، وفي مقدمة المحتفين الشايقية "أمه"، لا تكف عن إطعام "الأولاد" ولو كفوا. وظل يسألنا عبر الصحاري، وقد جعل المنافي سنين عمره الوديع في المغرب الشقيق مودعا. لم يشأ أن يري حبه الوليد إنتفاضة أبريل الوسيمة، مخلعة السنون، ينخر في لحمها الطري السوس، وفيروس القومية العرقية البغيضة يدمر بالسرطان خلاياها - ينهب الدولة والمجتمع، ويبدد قيم الحياة ومعاني الدين.



لم يكف فناننا بإحساسه المرهف ثانية واحدة عن حب عشقه القديم: "وطن الكل، والكل وطن". يحلق في مكتب إعلامه بالرباط، وفي بيته صالون سوداني عبقٌ بالأدب. ناقدين في عوالمنا المنكوبة بالأنظمة المستبدة حمقآء حكوماتها الجهلة، يتأمل وصحبه من كل دربٍ في القصة والشعر واللوحة والمقالة أجواء الحريات السياسية والحقوق المدنية - تلك التي ُتورق بها حياة الشعب الأدبية، وتنبع العقول الذكية للبحث والتجديد والإبتكار.



يتأملون في المنافي ونتأمل في الوطن – أي عبقري شعبنا الذي لا تنضب جيناته. تنطلق من تحت رماد التعصب والجهالة والعداوة طاقات شبابه وعلمائه، وساسته وأدبائه؛ يعدون العدة كلها لثورته؛ للكشف عن خصائصه، أصالة معدنه وطهر كنهه؛ يمجدون ذاته وينطلقون بصنع حاضر جديد لمستقبله، علي خطي حضاراته الزاهية التليدة. لكل نقش ٍقيمة. وتحت كل حجر ٍأثر آن له أن يُحتفر، ولو كان علي رأسه هراواتٌ وبنادقٌ ومٌعتقل.



عاش عبدالواحد آثار أسلافه المرويين. وكان وجيله يسعون جاهدين لإكتشاف أصول سودانيتنا المتحضرة في عمقها التاريخي السحيق. تعلم الكل من أستاذنا البروفسور محمد عمر بشير، سليل حضارة مروي الشمالية: "نحن السودانيون. من البركل ماضينا. نحن أقدم حضارات القارة، وأطولها عمرا". ما فارقت صورة السوداني المتحضر القديم أبحاثه الثمينة. جعلها مؤسس المنظمة السودانية للحقوق معلما ألهم علاقاته الكثيرة في الإدارة الإفريقية بوزارة الخارجية ومعهد الدراسات الآسيوية والإفريقية وكلية الدراسات العليا بجامعة الخرطوم، وروحا تحلق فوق جامعة أمدرمان الأهلية.



جعلت إحدي جماعات بحث "السودانيوية" عقب ثورة أكتوبر الشعبية الهائلة رمزا لها "أبادماك"، الأسد الخرافي ذا الثلاثة رؤوس، أحد طلاسم حضارة مروي السودانية، الرابض مثل خطها الفريد بسره المخبوء جنوبها الواقع جغرافياً في المصورات اليوم، أعالي سوداننا الأوسط. إنه عشق الوطن الذي أسس به جون قرنق أيديولوجية حركته السياسية وتمسكها بالوطن الواحد. والقائمة في إعتقاد عبدالواحد السياسي طويلة لا تنتهي، جيلا من بعد جيل. "فما أنت فاعلٌ بسوداننا يا دخيل؟ لا بد لليل أن ينجلي" كثيرا ما كان يقول.



ومن أحباب الراحل الحبيب، رحمه الله، الأديب السفير محمد المكي إبراهيم، الكاتب في الفكر السوداني، أصوله، وتطوره. لامس المكي بأنغام الشعر جذور غاباتنا الإفريقية العريقة، تخصب صحراء عروبتنا المورقة. يتواصل إعجابنا بالأكتوبريات الرصينة، لحاقا من جيل "أمتي" في دوحة حرياتها الوريفة. كان، وكانت، مرقد راحةٍ وفيرة للفنان كمبال إثر جدب الثقافة السودانية من حسنها القديم. يتأسي مطرقا من إحمرارها عبر الصحاري المنطرحة بآلام دارفور الجريحة، وسكاكين الديكتاتورية المجرمة متخمة بدم الفقراء وآنات المساكين - مليون ميل مربع.



كان عبد الواحد كثير التحدث عن فرسان الغابة والصحراء، وأشعار المبدع عبدالحي، وحوار النفوس السمحة والعقول الكبيرة تثبت إفريقية البلاد، وتحمل سودانيتها ثقافة وطنية عميقة في وجدانيات المعلم جمال محمد أحمد، وثلة من اللاحقين. هذه جماعة مخلصة دبّجت أدبيات ما بعد أكتوبر بصنع ٍبليغ و فكر ٍمستحيل... أي سودان كنا، وما سوف نكون! أدبيات الثورة السودانية، كم هي غائصة في أرواح السودانيين وأمانيهم، جليلة القدر بفكرهم وفنونهم الجميلة...



لربنا الأعلي نصلي، أن يرحمك وإيانا أيها الراحل الحبيب. الله نسأل أن يجعل البركة في أسرتك المكلومة والفنانة أم الخير وسكينة والآل ويلهمهم السلوان. ولأصحابك العديدين، ولكل الحاملين هموم أدبيات شعبنا وفنونه الأديبة، حسن العزأء. وداعا كمبال، فارس أباداماك:وَطن الكُل، والكُل وَطن

أحزنني رحيل عبدالواحد صديق الكل المحبوب من الجميع

حين هاتفته لم اكن اعلم انها ستكون اخر كلماته معي

كنت اطمئن عليه وهو يطمئن علي الاخرين بالسؤال عنهم

ولم ينسي ارسال تحاياه واشواقه لهم ..رحمك الله ياعبدالواحد

وانزل السكينه في قلب اهلك واصدقائك

البركة فيكم ياسكينة وام الخير ومريم ودكية ويا كل الاصدقاء

حاولت الاتصال عدة مرات ولم انجح سأحاول مرة اخري

له وارف الجنان ولكم الصبر وحسن العزاءز

يا منايا حوّمي حول الحمى واستعرضينا واصطفي
كل سمح النفس بسام العشيات الوفي
الحليم العف كالأنسام روحا وسجايا
أريحي الوجه والكف إفتراراً وعطايا
فإذا لاقاك بالباب بشوشا وحفي
انشبي الأظفار في أكتاــ فه واختطفي
وأمان الله منا يا منايا
كلما اشتقت لميمون المحيا ذي البشائر .. شرّفي
تجدينا مثلا في الناس سائر
نقهر الموت حياة ومصائر

الا رحم الله عبد الواحد كمبال واسكنه فسيح جناته
وحياته الجميله الحافله سيقابلها نعيما لايزول في جنة عرضها السموات والارض

الأخت مريم ، والأخ مطر ،

شكرا لمواساتكما ،

فقد كان عبدالواحد نقيا ، نبيلا ، طيب القلب ومسماح وشهم ،

اللهم ارحمه واغفر له وثبته عند السؤال ،

سكينة كمبال . الدوحة .

البركه فيكم ياسكينه
خبر مؤسف رحيل اخ الكل عبدالواحد
اعلم فقدكم له وعبد الواحد كان اخ وصديق ورفيق
للكل
له الرحمه فقيد الوطن المبدع الجميل سيد الكلام
لم اجد اى تلفون لاأعزيكم اتصلته على ام الخير

لقيت النمره العمدى ما شغاله

تعازى الحاره ليك ولى ام الخير وخديجة
والاهل عموم
والى كل اصدقاءه
محاسن

شكرا أختى محاسن ،

أعلم حزنكم جميعا ، فهو فقد لنا جميعا بل فقد للوطن ،

فقد كان أخى أمة كاملة ، وكان محبا لنا كلنا ،

سكينة كمبال - الدوحة .

البركة فيكم يا سكينة وفي أنجاله حزن آل كمبال تواتر : الوالدين والأخ الآخر محمد طه
وفقد عبدالواحد لنجله في حادث فاجع وهاهو عبدالواحد متّكاكم في الغربة الطويلة يرحل.
اصدقاؤه في كل أنحاء العالم آلمهم هذا الرحيل . عزاءً آل كمبال.

الحبيبه سكينة
عند فقد احبائنا .........يلازمنا احساس قوى باننا فقدنا عضوا مهما من اعضائنا
حينها يخيم الجزن بديارنا ...وتصبح الحياة بلا طعم ولا لون ولا رائحه بالنسبه لتا
ولكن حبيبتى
هذه هى الاقدار .........وللاقدار حساباتها النافذه
ومن رحمة الله بنا .......ان كل الاشياء تبدو صغيره ثم تكبر
ولكن الاحزان تبدو كبيره ثم تصغر ............الى ان تتلاشى
كم تجدينى حزينه لحزنك ولم استطع مواساتك عبر الهاتف
فالفقيد ضحى كثيرا من اجل مبادئه ومن اجل وطنه
بعيدا عن ترابه الغالى
الى ان انهك المرض جسده النحيل
وانتقل الى جوار ربه راضبا مرضيا
لك جميل الصبر وجسن العزاء
ونسأله تعالى ان يتغمده بواسع الرحمه والمغفره
وان يدخله فسيح الجنان

الأخت فتحية ،

شكرا على المواساة ،

فما أعظم فقدنا وفجبعتنا ،

اللهم ارحمه واغفر له وثبته عند السؤال .
سكينة كمبال ، مالبورن .

إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم ارحمة واغفر له واجعل الجنة مثواه
اللهم ألهم أهله وذويه القبط وحسن العزاء
أحر التعازي لكم و لاسرته الكريمة
وجبر لله كسركم

العزيزة/ ست البنات
كم هو مؤلم رحيل الأعزاء عنا وقد كان عبد الواحد متوحدا مع الآخرين حضورا أنسانيا وصدقا فى التعامل. ودوما عندما يتحدث الناس عن المثقف الملتزم والصارم تجاه القضايا الكبيرة فأنهم يبحثون عن النموزج النادر, وفى هذا الصدد فأن عبد الواحد كان متامهيا مع حالة الألتزام والصدق وهما ديدنه الأساس.رحم الله عبد الواحد وألزمكم الصبر فيه" وقد كنت أنت وام الخير خير الأخوات لعبد الواحد من خلال الدعم الكبير الذى قدمتناه له أثناء صراعه مع المرض اللعين. لم تمنعكما الدياسبورا ان تكونا بجواره و فى أصعب الظروف وتمنحاه الأمل. أشهد أن الفقد عظيم والمصاب أعظم, لكنها الأرادة ولا نستطيع الأعتراض عليها, لكن ما نستطيعه هو الدعاء له بالرحمة ولنا جميعا الصبر والسلوان.

أخوك
أحمد محمود/أمريكا

حار التعازي لك ولام الخير والاسرة
ياسكينة
انه المصير المحتوم وكل نفس ذائقة الموت
رحمه الله رحمة واسعة والهمكم جميل الصبر

الاخت امانى والاخوان احمدوالموصلى
شكرا لمواساتكم
سكينة

احسن الله عزاءكم يا سكينه ورحم الله عبد الواحد
كنا عزينا فى بوست فتحه احد الاخوان هنا وسالنا
عن تلفونك ولم نجد من يرفدنا به..
رحمة الله الواسعه تتغشى عبد الواحد،،،

النور أحمد علي






نشرةارسل: الاحد فبراير 20, 2011 11:17 am موضوع الرسالة: الي عبد الواحد كمبال رد مع اشارة الى الموضوع

عزيزي عبد الواحد كمبال

كنت علي يقين من رحيلك، كما انا علي يقين من رحيلي، ما ينقصني، فقط، هو التوقيت وجدول الرحلات.
الصديق عبد الواحد،لا ادري ان كانت الابجدية القرشية هي المعتمدة لديكم في تلك الديار، ام انكم تعتمدون لغة اخري وابجدية مغايرة
ان كانت هي هي نستطيع ان نتواصل، علي الرغم من جهلي لعنوان اقامتك، كما تجهل انت عنوان اقامتي، الذي كنت تعرفه.
لا ادري ان كنت اصطحبت معك معارفك الثرّة، ام انها حجزت هناك في صندوق الامانات - ان كان لديكم - وبدأت رحلة معارف مغايرة
صديقي عبد الواحد
لا ادري ان كنت مازلت تحتفظ بإسمك، ام بدلته بآخر يتناسب مع الاسماء المعتمدة هناك، وحتي اتمكن من معرفة اسمك الجديد - ان كان - ساظل اخاطبك بالاسم المعتمد عندنا.
اعرف انك تحب القراءة ، وتحب ملازمتها الكتابة، ان كانت الكتابة والقراءة احدي محفزات عالمك الجديد، ولذلك قررت الذهاب ، هكذا الذهاب.... ولهذا انا اهديك هذا النص [الشعري] لصديقك «ادونيس» والذي اعرف انك تحبه وتقرأه. وهو مازال ، حتي هذه اللحظة من سكان «المدينة كاف» احدي المدن الكثيرة التي اشادها لنا باريحية باهرة، وهو مازال يشيد الكثيرمنها ويبذلها لنا ،بلا من، وارغب ان يتعرف عليه اصدقاؤك هناك، حتي إذا جاءكم لايكون غريباً. ربما تكون قد تعرفت عليها اثناء إقامتك الفاعلة بيننا، ولكنني ارغب ان يتعرف عليها وعليه، اصدقاؤك من غير الاعاريب - هذا إذا كانت لغة الاعاريب هي المعتمدة - وإلا فعلقها علي جدران احد معابدكم، او محاريبكم، كوثيقة آتية من هنا. او انقشها علي حجر اسود، بازلتي التكوين، حتي ينضم اليكم احد الشامبليونات من هنا ويحسن ترجمتها

والي لقاء

المدينة كاف

«طاب لي في المدينة كاف
ان اقطع الغصن الذي اجلس عليه
***
يمكنك في المدينة كاف ان تستغني عن نصف ، فهذه المدينة نفسها هي الليل
***

في كلِّ انسان شئُ من نيرون، خصوصاً في كلِّ ما يتصل بفنون الذبح والطبخ والأكل، وهذا ما يخفيه بعضهم، ويبرأ منه آخر، غير، أنه ويا للعجب، موضع اعتزاز لدي الناس جميعاً في المدينة كاف. خصوصاً ان الإنسان فيها مأخوذ بأكل اللحم، وتتفتح شهيته وتبلغ متعته أوجها عندما يأكل لحم أخيه « نيئاً»
***
لكل شئ في المدينة كاف نهاية. إلاّ شئ واحد:قتل الآخر بشكل او آخر.
***
انا اوسع بيت في المدينة كاف: يقول السجن
***
لن تقدر ان تقابل ايِّ شخص في المدينة كاف إلّا من وراء حاجز
***
يعتقد الاشخاص الذين يقودون المدينة كاف انهم لم يولدوا من إمرأة ، بل من فكرة،ورسالتهم التي يعملون لها بإصرار هي: علي ابناء المدينة كاف ان يولدوا هم ايضاً من هذه الفكرة
***
يقال ان المدينة كاف تسير علي طريق عالية، ربما، ولكنها بدلاً من ان تنظر الي الامام، لا تنظر الي الي الوراء.
***
قبل ان يدخل العابر الي المدينة كاف، يكون شكه ضعيفاً. بعد ان يخرج منها،يكبر شكه ويقوي. هو حاضر في المدينة كاف، لكنه غير موجود في غيرها.
***
الصفر هو الرقم واحد في المدية كاف. ويحار علماء الرياضيات في تفسير ذلك.
***
اينما اتجهت في المدينة كاف، تري كتباً مصلوبة، وتري دماً ينزف من الثقوب التي احدثتها المسامير في جسد الكتاب، واحياناً لا تقدر ان تميز بين شكل الكتاب وشكل الجسد.»
***
ادونيس
الكتاب
امس المكان الآن
( الجزء الثاني ص 245ـ246)

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

اللهم أرحمه وأسكنه فسيح جنّاتك
اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقّه من الخطايا والذّنوب كما يُنَقّىَ الثّوب الأبيض من الدّنس
اللهم أغسله بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
اللهم أجمعنا وإيّاه في مستقرّ رحمتك
اللهم إنّا نسألك بإسمك الأعظم أن توسّع مدخله
اللهم آنس في القبر وحشته
اللهم ثبّته عند السُّؤال
اللهم لقّنه حجّته
اللهم باعد القبر عن جنباته
اللهم أكفه فتنة القبر
اللهم أكفه ضمّة القبر
اللهم أجعل قبره روضةً من رياض الجّنّة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم إن كانت محسناً فزد في إحسانه ، وإن كانت مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته
اللهم ألحقه بالشُّهداء
اللهم أفتح عليه نافذة من الجّنّة وأجعل قبره روضةً من رياضه

إنّا لله وإنّا إليه راجعون

عبد الواحد كمبال ..أحدوثة في ذم الزمان البخيل
بيان اليوم

[عبد الواحد كمبال] أعتذر من قامتك، ومن هامتك الممتدة فينا إلى هناك حيث البقاء الأبدي، أعتذر منك أيها الزميل والصديق عبد الواحد، لأقتبس منك هذا العنوان الذي كتبته ذات مرة في رثاء صديق لك أسمه حافظ محمد فاضل، وها أنا أستعمله لنفس الغاية، ليس لضيق الكلمات، ولا فقر قاموس الرثاء، بل لأنني كنت دائما أثق في عمق وبلاغة تعابيرك.
ودع الجسم الصحافي المغربي، زميلا رائعا وأحد الأصدقاء المخلصين للمغرب، الصحافي والأديب السوداني عبد الواحد أحمد كمبال الذي وافته المنية صباح أمس الاثنين بأحد مستشفيات العاصمة الرباط، بعد معاناة طويلة مع المرض.
لقد نسج الفقيد منذ حوالي الأربعين سنة علاقة خاصة مع المغرب، خاصة مع مثقفيه وإعلامييه وأدبائه. استقر في الرباط منذ سنة 1990 قادما إليها من دولة قطر التي اشتغل فيها في العديد من المنابر الإعلامية.
جميع من جايل عبد الواحد كمبال، يعرف أن له خصالا عالية، فقد كان نبيلا، وجوادا، ووفيا وناكرا لذاته، كان يفكر في الجميع، يحمل كل الأسئلة الحارقة حول الناس والوطن.
لن تكفيك قواميس الدنيا لتعداد خصال وشيم الراحل عبد الواحد كمبال، «الصحفي والإعلامي الشامخ وهرم من أهرام الصحافة. يبكيه السودان والمغرب على حد سواء»، حسب شهادة أدلى لنا بها صديقه السوداني المقيم بالمغرب صلاح الأحمر، الذي قال لبيان اليوم «إن عبد الواحد كمبال علم من أعلام السودان، إعلامي فذ صادق ونزيه، ووطني صادق قوي الشكيمة، قلمه هو سلاحه وضميره الذي يدافع به عن المبادئ والمثل التي يؤمن بها، لصالح شعب السودان وقضايا بلده» . وأضاف الأحمر، أن الفقيد «كان جديا صادقا، صديقا لكل الإعلاميين وكل من عرفه في كل أرجاء المعمور، وصلبا لا يلين. وقف في وجه الديكتاتورية والقمع، وحارب القبح بكل أشكاله وأصنافه. وكان دائما مناضلا شهما ومناصرا لكل القضايا العادلة، مدافعا عن الخير لصالح السودان وشعب السودان، ولا تثنيه عن قول الحق لومة لائم».
وذكر الإعلامي السوداني طلحة جبريل في تصريح لبيان اليوم، أن الراحل عبد الواحد كمبال، «كان ينتمي إلى جيل من الصحفيين التقدميين في السودان، خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي، اشتغل حينها في جريدة الأيام السودانية. تسببت له مواقفه، ضد نظام جعفر النميري، في العديد من المضايقات، وتعرض في كثير من المرات للاعتقال، لم يكن يخف انتماءه للحزب الشيوعي السوداني، اضطر لمغادرة السودان واستقر في الخليج.. وبعد سنوات انتقل رفقة أبنائه إلى المغرب». وأوضح طلحة جبريل، أن الراحل كان، إلى جانب مواقفه السياسية، «من الصحفيين الذين لهم اهتمام كبير بالأدب، فقد كان يعتبر جزء مما يسمى بجماعة (الغابة والصحراء) حيث كان يعمل على خلق نوع من التزاوج بين العروبة والإفريقية».
طلحة جبريل الذي صعق لخبر وفاته، قال بحزن شديد: «إنه واجه المرض بكبرياء وقوة نادرة، وكان يقظا وواعيا إلى أن نقل إلى المستعجلات يوم السبت الماضي».
من جانبها، اعتبرت الإعلامية والنائبة البرلمانية فتيحة العيادي، رحيل عبد الواحد كمبال، خسارة للمغرب والمغاربة، مشيرة إلى أن الرجل كان أحد أعمدة الصحافيين المعتمدين في المغرب، وكان عاشقا لهذا الوطن الذي قضى به أزيد من ثلاثة عقود، فقد كان مغربيا أكثر من المغاربة، تقول فتيحة العيادي.
ووصف الفنان عبد الحق الزروالي، الراحل عبد الواحد كمبال بالرجل الذي «يتقن صناعة الكلمة، ودود إلى أقصى حد، شرس في وداعته»، وأضاف الزروالي أن «عبد الواحد كمبال من السودانيين القلائل الذين لمعت أسماؤهم في المجال الثقافي والإعلامي والفني، كحسن عثمان وطلحة جبريل، كل هؤلاء بالإضافة إلى المرحوم، شكلوا جسرا للتواصل مع السودان ليس كبلد فحسب، ولكن كحضارة وكامتداد إفريقي وامتداد ثقافي».
كان بالنسبة إليه مرجعا وسندا معنويا ومستشارا في كثير من الأوقات، فقبل سنتين، يتذكر الزروالي أنه كان في حالة من القلق في بحثه عن موضوع جديد لعمل مسرحي جديد، فأخذه الراحل عبد الواحد كمبال من يديه وأهداه السيرة الذاتية للشاعر العالمي «بابلو نيرودا» وهي النسخة الوحيدة التي كانت بحوزته، وقال له: خذ إقرأ هذا الكتاب، وستجد في كلماته وبين سطوره ما يعطيك ويفتح لك مجالات لكتابة عشر مسرحيات وليس مسرحية واحدة. وأضاف الزروالي أنه بعد قراءة الكتاب، كانت مسرحية «واش فهمتي» المستوحاة من تلك السيرة الذاتية للشاعر العالمي بابلو نيرودا، وحازت على جائزة أحسن نص مسرحي في المهرجان الوطني للمسرح بمكناس.
رحمه الله الفقيد، فقد كان قلقا لا على نفسه، ولكن على الوضع العام الذي يعيشه المثقف والمبدع في الوطن العربي، وكان يضحي بنفسه إلى حد الإفراط في الانتقام من ذاته الصغيرة بطرق متعددة لكي يعمق الإحساس بهذه المأساة التي نحن فيها، على حد تعبير الفنان عبد الحق الزروالي الذي قال أيضا: «إن عبد الواحد مات وفي نفسه، شيء لا من حتى، كما قال سبويه، بل من الحرقة على تهميش دور المبدع والمثقف في نسج خيوط وصور هذا الوطن وفق التطلعات التي نحلم بها جميعا» .

محمد حجيوى -صحفى مغربى

الاتحاد العام للصحفيين السودانيين يحتسب الصحفي عبدالواحد أحمد كمبال
02-15-2011 12:18 PM
يحتسب الاتحاد العام للصحفيين السودانيين عند المولى تعالى الصحفي عبدالواحد أحمد كمبال الذي وافته المنية بالمغرب عن سن يناهز 62 عام بعد معاناة طويلة مع المرض

المغفور له باذن الله تعالى كمبال كان من الصحفيين المميزين الذين عملوا في مواقع مختلفة داخل وخارج السودان وكانت له صلات قوية مع المجتمع ومؤسساته المختلفة وأنه عرف بدماثة الخلق وطيب المعشر

وكان الراحل قد اختار المغرب لإقامته منذ بداية تسعينيات القرن الماضي

وسبق للفقيد أن عمل في العديد من المنابر الإعلامية في الصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووكالات الأنباء ، خاصة بكل من السودان ومصر وقطر وبريطانيا ، كما قام بتغطية العديد من التظاهرات العربية والدولية ، خاصة القمم العربية والإسلامية واجتماعات قمة مجلس التعاون الخليجي ودول عدم الانحياز ، فضلا عن تغطية بعض الأحداث الكبرى بالسودان وحرب الأوغادين بين الصومال وإثيوبيا والحرب العراقية الإيرانية

ونعت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عبد الواحد كمبال في بلاغ لها ، مبرزة أن الراحل كان "مؤمنا بالنضال والدفاع عن القضايا العادلة متشبعا بروح القيم الصادقة, وكان صديقا مخلصا للصحافيين المغاربة"

الا رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جنات و(انا لله وانا اليه راجعون)

سونا

ست البنات
مازالت تلك االلحظات الرهيبة في صبيحة وفاة الراحل الغالى بمستشفى الشيخ زيايد بالرباط
ماثلة فى الذهن ونحن نحتشد لنقل الجثمان الى مثواه الاخير
كانت الحسرة والدموع تغمر القلوب والعيون
وكانت ست البنات
في تلك اللحظات الصعبة اسما على مسمى { ست بنات } { واخت الرجال }
تواسينا قبل ان نواسيها
تكفكف دموعنا
وتصبرنا بدعواتها وابتهالاتها
نسال الله عز وجل المواساة لكل آل كمبال
والمغفرة والرحمة لفقيدنا العزيز عبدالواحد
وانا لله وانا اليه راجعون