وداعا مصطفى عكر ..

سودانى كما يكون السودانيين ..قلبه ناصع البياض
كعمته التى يحرص على ان تكون فى تمام سودانيتها ..
واحد من اطيب من قابلت ..واصدق ...فى حقيقة الامر
كان كطفل فى براءته ..

ذهبت اليه مساء يوم العملية التى اجريت له ..
ذكر لى انه دخل الى هنا برجليه لايشكو من شيء
سوى صداع حاد ..وان الاطباء قرروا بعد عمل
الفحوصات اجراء عملية سريعه ..ذكر لى ان الاطباء
لم تكن لديهم الشجاعة الكافية لاخبارى ..امسكت احدهم
من يده ضاحكا (اسمع يادكتور انت قائل انا بعد عمرى
العشتو دا بخاف من الموت ؟!..تعال قول لى الحاصل
شنو بالضبط ..الموت مابخوفنى انا ) ..


فعلا لايخاف الموت ..كيف يخاف الموت من كان بهذا
النقاء والصفاء والوضوح ...

واحد من اطيب من قابلت ..واصدق ...فى حقيقة الامر
كان كطفل فى براءته ..

هذا هو الموت يختار الجياد
كماقال الابنودى:
يرمى أحلانا ساعة مايرمى
له الفردوس والسقيا والشفاعة ولاسرته الصبر

Quote: هذا هو الموت يختار الجياد كماقال الابنودى: يرمى أحلانا ساعة مايرمى

اقتطفه الموت يااحمد ..فى تمام نضوجه الانسانى ..
او لنقل حصده كما تحصد الايادى فى مشروع الجزيرة
لوزة القطن عند نضجوها وتفتحها ..مشهد ربما شاهده
مصطفى فى طفولته كثيرا وهو يجوب تفاتيش مشروع الجزيرة ..
كان مصطفى كلوزة القطن تمام البياض فى دواخله ..وسمار
يصبغ ماظهر ..


ياله من فقد ..

الآن وضع عصى الترحال ..سيبكيه رفاق طفولته فى الجزيرة..
فى تفاتيشها وبيوتها ومزارعها ..سيبكيه رفاق دربه فى
امدرمان حيث الصبا والتكوين ..وسيفقده زملاء دراسته
فى المغرب حيث حياته الجامعية ..ستبكيه مسقط ..
والدوحة اخر المحطات واقصرها ...سيذكر العابرين بهذه
المدن والمقيمين ان (زول سودانى طيب ) مر من هنا ..
اسمه مصطفى عكر ...

اللهم اغفر له وارحمه واجعل قبره روضه من رياض
الجنة ..اللهم لاتحرمنا اجره ولاتفتنا بعده ..اللهم
اجعل البركة فى ذريته ..واحسن عزاء اهله واصدقائه
ومحبيه ...الى جنة عرضها السموات والارض يامصطفى ..

وداعا يامصطفى ...

النقاء والصفاء والوضوح
صحيح يامحمد كلام يتطابق مع الحقيقة
والواقع

مصطفى عكر رحل عن الدنيا الفانية
بعد ان ضرب المثل فى الصبر على الابتلاء
والشجاعة والثبات
فعلا يامحمد لقد كان مصطفى عكر صامدا
حتى اللحظة الاخيرة ولم يجذع
وكلما زاره احد فى المستشفى والسرير
الذى رقد عليه شهورا طويلة كان مصطفى
صبورا وحبوبا ويمازح زواره فى احلك
الظروف واقسى اللحظات
لقد رحل مصطفى وترك لنا ذكرى عزيزة
لانسان طيب القلب وحبوب وجميل
ربنا يرحمك يامصطفى

يا محمد ربك ينتقي اصفياءه الى جواره
رحم الله ود عكر وتقبله الله قبولا حسنا

لا حول ولا قوة إلا بالله

إنا لله وإنا إليه راجعون

مالكم يا رفاق الدرب تتسللون واحداً إثر واحد؟ مالكم تتركوننا في هذه الفانية الى دار النعيم والخلود بهذه السرعة؟

لقد أقلقنا تواتر رحيلكم عنا.. لقد نُبهنا الى أن الموت قد تخطانا إليكم، وغداً يتخطى غيرنا إلينا..

في الوقت الذي بدأنا فيه تسجيل أسماء الطلاب السودانيين الدارسين في المغرب في دار الرابطة وفي بوست الأخ عمر عبد السلام (إلى الذين تسللوا الى جامعات فاس)، وبدأ عدد المسجلين يزداد، نجد أن عدد المفارقين يزداد بوتيرة تدعو للحزن..

لقد صدق أخي صلاح عباس فقير حين قال في بوست (إلى الذين تسللوا الى جامعات فاس):

Quote: هذا هو الغدُ يعيشه من مدَّ الله في أجله، وربما بدأت أولى فصول المصير تبدو في الأفق، في ظلال الشيب ومع تمدُّد الزحف الصحراويّ! فما أحرى أن نلتقي في هذا الزمان الآخر، وتتلاقح رؤانا الجديدة! ويا الله: حسنَ الختام!

فعلاً .. يا الله حسن الختام

اللهم اغفر لأخينا مصطفى عكر وأحسن إليه وارزقه الجنة بغير حساب.. اللهم ان كان محسناً فزد في احسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، ربنا لا تفتنا بعده ولا تحرمنا أجره، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم وسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد، اللهم ابدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله.. اللهم باعد بينه وبين النار بعد السماء عن الأرض..

اللهم ألهم زوجته وأبنائه وأسرته الكبيرة واخوته وزملائه وأصدقائه وجيرانه وزملاء دراسته بالمغرب وإيانا- كل خريجي المغرب- الصبر الجميل وحسن العزاء.. ولا نقول إلا ما يرضي الله.. إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عمر حسن غلام الله

Quote: فعلا يامحمد لقد كان مصطفى عكر صامدا حتى اللحظة الاخيرة ولم يجذع وكلما زاره احد فى المستشفى والسرير الذى رقد عليه شهورا طويلة كان مصطفى صبورا وحبوبا ويمازح زواره فى احلك الظروف واقسى اللحظات لقد رحل مصطفى وترك لنا ذكرى عزيزة لانسان طيب القلب وحبوب وجميل ربنا يرحمك يامصطفى

تعازى الحارة يااستاذ عامر ..

فعلا كان كما قلت واكثر ..قال لفيصل (البقولوا
ليك ماقادرين نزور مصطفى قول ليهم تعالوا
عشان ترفعوا معنوياتكم ..)

لم ارى صمودا كهذا ..انه تمام الائمان ..ذهب
الى ربه نقيا كما عاش فى هذه الدنيا ..

ياله من رحيل مر ...