وااا حزني عليك يارانيه بدلاً من الجدله ألبسوك كفناً (رساله من والدها الاستاذ عبدالوهاب)

رانيا عبد الوهاب...........أقبلي فقد إشتقت إليك قبل أن أراك
المشهد الأول..........
كنت طفلة جميلة هادئة وديعة لا تفارق البسمة محياها.....تبتسم في وجه من تعرف و لا تعرف و لما
تبلغ من سنين العمر غير إثنتين.....لازلت أذكرك وأنت تستسلمين لكرسيك البلاستيكي وأنا أحكم وثاقة علي مقعد السيارة مخافة فجاءة الأقدار ولا أجد غير إبتسامة راضية وضحكة تنسيني شفقة الوالد .....غير أن الأقدار إدخرت ميقاتها ليوم أخر.....يوم’ إقتطفنا له من كل جميل أجمله ومن كل بهيج أبهجه ..... رسمنا له في أخيلتنا صورة رائعة لفتاة رائعة في ليله عمرها.....هرج ومرج.....كواكب تحتفل با لقمر.....و كواكب أخرتتلهف في خفر مثل ذياك الفرح..... الصحبه الفاضلة لمفضال الشباب علي صلاح الدين يبشرون و ينثرون الافراح في كل أرجاء الصالة الفاخرة.....ووالد يستقبل الاضياف تعتريه رغبة عارمة لمشاركة الشباب أفراحهم و يقف وقار الشيوخ بينه و جموح الرغبه..... إنها ليله زفاف إبنته ولكن.....وهذه ـ ايضا ـ مثل( لو) تفتح عمل الشيطان.....يقينى أن الوالدتين إجترتا ذكري أيام خوالى و السعادة تغمر كلتيهما من سبيب الراس حتي أخمص القدمين.....الضحكات و عبرات الفرح تضمخت بعبق الصندل و عطور الفرنجة.....و لكلتيهما نصيب في البيت الثالث و ربما اتسعت دائرة الاحلام لتفاعل مرتقب مع لفظ الحبوبة و شقاوة القادم أياً كان. فارس يحمل إرث الاجداد أم زهرة يجذب رحيقها الفرسان.
كنت اسعد الناس و أنا أزيل عنك أدران نداء الطبيعه عند طفولتك الباكرة فاشتم منها عبق عاطفه البنوة التي لا يدركها إلا من أكرمه الله بها .....تمضي الايام وأنا ادفع بك المرجيحة إقبالا و إدبارا فتتخلق نشوة عارمة تجتاح الدواخل يظنها البعض هبلا و عند العارفين سكرة الفرح وشكر النعمة بعطاء اللة فلذة الاكباد..... بلغت من الولف و الحنيه مبلغا لا أجد له رصيفا ووصفا.....حتي الحديد كانت له قسمة من ذلك..... أذكر إنك بكيت بكاء مراً عندما سلمت المشتري سيارتنا الصغيرة ( الهوندا ) وكنا إشترينا سيارة أُخري أكثر إتساعاً و أجمل منظراً و أكبر قيمة وصدق من قال ( الولف كتال) ....وكنت حينها طفلة لم تتجاوز ثلاثة الاعوام.
قفزاً عن تلك الثلاثة إلي يوم الاقدار فبينهما من الذكريات و نبل السلوك ما لا يحصي و لا يسبر غوره.....فالابتسار لازمة لتجفيف أدمع إكتحلت بها المآقي: حان ميقات الاقدار :و قبله بايام قليلة كنت أحدثك يا طرير الشباب ـ وأوصيك وصية ما ظننتها و صية مودع :وصية من يستودع قطعة من فؤاده إلي ذلك الشاب النبيل علي صلاح الدين..... كنت أحدثك عن كيفية التعامل مع أسرتك القادمة.....و صدق حكمتنا الشعبية تصويرا و تعبيرا حين تذكرنا إن من خالطنا نسبا خالطنا بالدم..... لم اكن أعرف المؤثر علي صلاح الدين معرفه دقيقة ولكن يقيني إن خيارك سيكون خيار الخيار..... وقد كان......إذ وجدنا علياً عليُ في نبله وشهامته.....ويبدو إن ذلك إرث متجذر عند أسرته و كرام أسلافه .....فقد أقترن بك علي سنة اللة و رسوله و أنت علي فراش الموت دون تحسب إلى ماقد تاتي به الايام من عطل في الذاكرة أو الجسد أو نحوهما.....ذكر لي أنه يريدك زوجة له في الفردوس الاعلي..... و فاضت عيناي دمعا سخينا وأنا أصغي الي هذا الشاب المؤثر المؤمن.....وصار هذا النبيل حديث الركبان و القواعد ممن نعرف و لا نعرف.....و العديد من الاباء تمناه زوجا لاحدي كريماتهم.
كنت أحلم باسباط اداعبهم و يداعبوني.....أعدو معهم فاسبقهم و يسبقوني و لا أجد حرجا فيما أقضى ..... أحملهم يومها و يحملوني غدها..... أراجع لهم دروسهم ويعلموني ما أستحدث من تقانات العصر الحديث خاصة أن والدتهم مهندسة كومبيوتر تساعدهم في إستيعاب ما أشكل عليهم.....تلك الاحلام وغيرها فجاة أصبحت مستحيلة المنال.... عصفت بها رياح الاقدار في تلك الليلة الشاتئة.
أخي أبا بشير لابد أن أحلامك في بشير كانت صنو أحلامي في وحيدتي رانيا ....و كم كنت صادقا و أنت ترسم موناليزا مرارة الرحيل.... أعلم إنك غوج اللسان بائن البيان تستظهرثقافة عاليه تنتزع مني الدهشة إنتزاعا و يزداد بها الإعجاب إعجابا.....و لا أنسي إنك قد تجرعت قبلي كاس مرارة الرحيل..... فقد فقدت بشير ولم يتجاوز من العمر منتصف العقد الثاني إلا بقليل..... عفوا أخي شرحبيل. ففي حلق كلينا قُصه و في النفس جرح غائر لا تزيده الايام إلا إيغارا وغرزا.....و الحزن ساكن فينا ليل نهار و الازمان لا تزيده إلا أواراً و أشتعالا..... أبا بشير .....إن النذر اليسير مما حسبته جلدا و صبرا كان تأسٍ بك يوم رايتك في دبي و أنت تعتصر الالم في غيرما ملمح من ذلك.....و أنت تستعد للذهاب إلي الخرطوم لتقبل العزاء في فقيدك تقول لي :( عندك أي حاجة أوصلها لي أهلك).....فاجبتك با لنفي و أسررت متعجبا القول المآثور: ( الناس في شنو و ال...نية في شنو!!) يا له من صمودٍ و إصطبار .
زوربا اليوناني رقص حتي الاغماء ليلة فقد عزيزه او عزيزته ــ لا أذكرــ و هنالك من الافارقة من إتخذ الرقص بلسما لمسح أحزان الموت أتراهم أصابو كبد الحقيقة.....تلك خاطره فلسفيه وحلقة مفرغه لايدري أين طرفاها فليس لكل سؤال جواب..... ديوجين حمل مصباحه في غائظة النهار وجاب المدينة اليونانيه بحثا عن الحقيقة فلم يجدها .....و لكنني و بصدق المؤمنين أصيح وجدتها وجدتها.....فالموت غراث لا يفني منه الثمر .
كانت وحيدتي رانيا ترسل لي رسائلها في كل المناسبات و كانت الاخيرة بمناسبة عيد الاضحي الفائت...( جعلك الله ممن تقول لهم النار أعبر فان نورك أطفا ناري و تقول لهم الجنة إقبل فإني إشتقت إليك قبل أن أراك....نسال الله أن يتقبل الطاعات وكل عام وانت بخير).....لا تعليق.....ولكن هاك بعض الافعال..كانت رانيا تبدا يومها بصلاة الصبح ثم الاستماع إلي إحدي القنوات الفضائية التي يبث أثيرها الدعاء و أيات و أحاديث الحفظ و التحصين....مساءً كانت تواظب علي مشاهدة القنوات الدينية (إقرا و غيرها) و كثيرا ما كانت تدعوني مشاركتها الاستماع إلي الداعية الإسلامي عمرو خالد وشاب أخر داعيا الشباب إلي الفضيله..... أما في رمضان فالتراويح و التهجد لازمتان من لوازمها.....فوق هذا وذاك كانت تتحري الحلال في شانها و شاننا كأُسرة.....أما براً فقد كانت باره بنا كأسرة برا يرقي بها مراقى الفردوس الأعلي إن شاء الله..... وأشهد الله أني راضٍ عنها رضىً لا يعلو عليه رضي والد عن ولده
عزيزي ــ أثابك الله ــ قارئ
هذه الرسالة أرجو الترحم علي روح رانيا و قراءة الإخلاص لها إحدي عشر مرة وإلي أن نلتقي في الرسالة القادمة
عبد الوهاب عبد اللة

تم التعديل لوجود أخطاء املائية

الرساله السابقة اتتني من العم عبدالوهاب ، متحدثاً فيها عن الزينه الخلوقه رانيا ، والله العظيم لم أستطع قراءتها، دموعي خالجتني ، اكتب وملْ الحزن يغمرني ، عفواُُ لا أستطيع الاكمال ، ولكني حتماً سأعود يارانيه

إنا لله وإنا إليه راجعون
تقبلها الله قبولا حسنا
خالص تعازينا يا عم عبد الوهاب

اللهم ارحمها واغقر لها واسكنها فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا



ربنا يصبر هذا الوالد المكلوم

الدوام لله

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير

ربنا إرحمها وإغفر لها ويجعل الجنة مثواها

وربنا إصبر والدها واهلها واحبابها

الدوام لله

ربنا يعوضها بشبابها الجنة ويصبرك اخي الكريم

في مصابك الجلل..

عظم الله اجركم احسن الله عزاؤكم و غفر لميتكم ..


نسال الله ان يتقبلها و يسكنها فسيح جناته

يالله يا حنان يا منان يا رحمن يا رحيم اللهم ان نسالك بانا نشهد بانك انت الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يلد ان تغفر لراينا و ان ترحمها و تجعل الجنة مثواها و ان تنقيها من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس و ان تغسلها بالماء و الثلج و البرد .. و ان تجعل قبرها روضة من رياض الجنة و ان تزيد في حسناتها و ان تبدل سئاتها حسنات ..


نسال ان يرحمنا و يرحم والديها اذا ما سرنا الى ما سارت اليه ... و ان يحمعها بوالديها في الجنة

إنا لله وإنا إليه راجعون
تقبلها الله قبولا حسنا
خالص تعازينا يا عم عبد الوهاب

إنا لله وإنا إليه راجعون
تقبلها الله قبولا حسنا
خالص تعازينا يا عم عبد الوهاب

رانيا رحلت عن دنياكم الي دار الخلود
ونسال كريم العطاء لها حسن المآب
ولتطمئن قلوبكم بانها في احسن حال
عند من هو ارحم واحن عليها من والديها
من خلقها واحسن خلقها واختارها الي جواره .
ربي اربط علي قلبي والديها صبرا جميلا .