هل فقدت احزابنا صلاحيتها ... دعوة للنقاش

بعد توقيع اتفاقية نيفاشا وما خلفته من هامش ديمقراطي لممارسة الفعل السياسي ... توقع الجميع ان تشهد الحركة السياسية زخماً يعيد للحياة السياسية حيويتها .... ومعروف عن الاحزاب السياسية انها تفلح في استقطاب الجماهير حينما تكون في المعارضة ... كانت النتيجة صفراً كبير ... لم نشهد اي حراك سياسي بل ظلت هذه الاحزاب تمارس رد الفعل وليس الفعل وحتي هذا يتم في بعض الاحيان ... ولم تجروء علي المبادرة والفعل السياسي الراشد الا في بعض المرات القليلة وعلي استيحاء وبمبادرات فردية وليس عمل سياسي منظم ... سنحت العديد من الفرص لتقوي احزابنا موقفها الجماهيري مثل قضايا الانفصال ، الفساد ، الغلاء وسوء الاحوال المعيشية ... الا نها لم تحرك ساكناً بل وقفت تتفرج وتترك الحبل علي الغارب لاعلام الانقاذ يصول ويجول كما يشتهي ... واكتفت بدور المعارضة الديكورية ... تكلس احزابنا له اسباب عديدة اهمها النظام الذي صادر الديمقراطية وعمل علي تقزيمها ... الا انها لم تحاول ان تقاوم هذه الهيمنة بل استكانت لها تماماً .. وذلك نتيجة لان قيادات هذه الاحزاب قد ولي زمانها واصبحت غير قادرة علي مواكبة العصر من حيث القدرة الذهنية او الجسدية ... ولا استثني اي من الاحزاب السياسية الفاعلة في الساحة ... اضافة لضعف الديمقراطية داخل هذه الاحزاب وليس انعدامها كما يحاول ان يصور النظام .... السؤال المحوري هل فقدت هذه الاحزاب صلاحية بقاءها في الاطار السياسي ... ام ان العافية يمكن ان تعود اليها متي ما ذهبت هذه الاسباب .؟ وهل آن الاوان لظهور قوي سياسية بديلة ذات برامج سياسية اجتماعية اقتصادية تستطيع ان تلف حولها الجماهير ... لديها القدرة علي قيادة البلاد في الفترة القادمة وتكون نداً لنظام الانقاذ المهترئ ... تحمل آمال وآلام الجماهير في حياة كريمة ... وتعبر بها للقرن الواحد وعشرين وقضاياه ومشاكله المختلفة تماماً عن مشاكل وقضايا القرن العشرين اوان تكون هذه الاحزاب وبزوغ نجمها ... خاصة اذا ما انتبهنا الي ان الكثير من قواعد هذه الاحزاب تتفق تماماً في الكثير من القضايا المطروحة في الساحة علي اختلاف احزابها .... اضافة للجماهير الواقفة علي الرصيف تبحث عن قيادات تعبر حقيقة عنها ...

موقف الاحزاب السياسية من قضايا المعتقلين وهم من عضويتها الشابة الفاعلة يثير كثير من علامات الاستفهام ... حول مدي فاعلية هذه الاحزاب ... من المعروف ان الشخص ينتمي لاي حزب لاسباب عديدة منها ان يجد الحماية والدعم وقتما يحتاج له في اطار مظلة الحزب ... الا ان هذه الاحزاب وقفت متفرجة وبل مفاوضة للنظام كما ترشح الاخبار من حين لآخر .... فهل مثل هذه الاحزاب تعبر عن جماهيرها ام عن احلام قياداتها ... للاحزاب الكثير من اوراق الضغط التي يمكن استخدامها لاطلاق سراح هؤلاء المعتقلين ... وايقاف تعذيبهم ...

اذا عدنا للوراء نجد ان قيادات الاحزاب السياسية الحالية الصادق ، ميرغني ، نقد ،الترابي قد تسلموا مقاليد هذه الاحزاب في ستينات القرن المنصرم اي قبل خمسة واربعون عاماً بالتمام والكمال عدا نقد فقد تسنم قيادة الحزب الشيوعي قبل اربعين عاماً فقط ... من لم يتجاوز الثمانين ... تبقي له عام او عامين ليدخل النادي ... اضافة لهؤلاء كل قيادات الصف الاول من نفس السن والعمر .... الحراك السياسي والفعالية العالية التي تميزت بها احزابنا في تلك الفترة تعود في المقام الاول للروح الشبابية التي تميزت بها تلك الاحزاب ... نعيد السؤال مرة اخري هل يمكن ان تعود لتلك الاحزاب حيويتها بتسلم الشباب للقيادة ... ام ان تلك الاحزاب قد انتهي ظرفها التاريخي ونحن الآن في حاجة لقوي سياسية جديدة ، ببرامج وحلول تصلح للقرن الجديد ... ؟؟

الاخ زهير

تحياتي

Quote: ام ان تلك الاحزاب قد انتهي ظرفها التاريخي ونحن الآن في حاجة لقوي سياسية جديدة ، ببرامج وحلول تصلح للقرن الجديد ... ؟؟

نعم لأن من يصعب عليه التطور فأنه لا محالة زائل لذا الحاجة الآن ملحة لتشكيلات سياسية غير كثيرة العدد تستوعب المهتمين بالعمل العام وأن تفرز وتميز فيها الصفوف تماما بحيث لا يجتمع التناقض في حزب واحد
وأن توضع برامجها وأفكارها بعناية تأمة يقودهاشباب مؤمن بالتغيير كنتيجة حتمية لتغير الزمن والعالم من حولناوأن تمارس فيها الديمقراطية بأوسع طرقها بحيث تتدرج القيادات بصورة متسقة مما يؤدي إلى تجديد دائم في دماء المنظومةالحزبية ومن ثم ظهور كيانات سياسية قوية تستطيع قيادة الشأن العام وفق فكر سياسي سليم وبناء

دمت

يا زهير ياخي للاسف هي كلها احزاب انتهازية ... وليست وطنية وكل مواقفها من اجل كرسي الحكم ولهط اموال الشعب ..

يا زهير


تحياتي

هكذا كان تعليقي بالنسبة للمعتقلين

ذكرت في البوست الخاص بذلك أو على الأصح طرحت سؤال أعتقد أنه مشروع ويستحق الإجابة من الأحزاب وكان كما يلي:

أين الأحزاب (الوطنية) من هؤلاء المعتقلين؟ عليهم أن يوجهوا عضوياتهم للخروج والإعتصام جنباً إلى جنب مع المعتصمين أو على الأصح المعتصمات


تجده في بوست إعتصام أمهات المعنقلين


ولكن لم يرد أي شخص على تساؤلي

هؤلاء يا اخي أصبحوا كالسائرين نياماً

ينتظرون فرجاً ياتيهم بدعاء صاحب كرامة

خليهم يندهوا الفقرا بعد دا مع إنها برضو الصوفية بيقولوا بدور ليها جكة

مع وافر تحياتي وإحترامي


عاصم فقيري

حمد سلامات .... يعني ذلك انك مع فكرة ان تكون هنالك احزاب سياسية جديدة ... الا ان السؤال الذي يطرا هنا هل يمكن صناعة احزاب سياسية ام تاتي نتيجة لمتطلبات تاريخية وظروف سياسية معينة .؟ ام خليط من الاثنين .؟

أكل عليها الدهر و شرب
إتغير كل العالم و هم زي ما هم
العالم تتطور إلا هم
الشعوب إتغيرت و هم في نفس النقطة اللي بدأو منها
العقول تفتحت و هم عقولهم مغلقة


أنسوها و إعتبروها غير موجودة علشان تتقدمو


تحياتي

الاخ زهير
سلام

ما أعنيه هو أحزاب جديدة فكرا وممارسة لانو طبعا من غير المعقول نقول للأحزاب دي خلاص حلي نفسك وسرحي العضويةبتاعتك وتعالوا أقعدوا في تربيزة نعمل أحزاب جديدة

المطلوب أن تنفض هذه الأحزاب عضويتها وأن تبعد التناقض من داخلها مثلا

الحزبين الكبيرين الامة والاتحادي تحوي في عضويتها تيارات مختلفة من أقصى اليمين لأقصى اليسار (الحزب الشيوعي نفسو بدأت تظهر فيهو بعض الممارسات اليمينية) تباين العضوية بخلق صراع تيارات داخل الحزب الصراع دا ما بكون همه تقوية الحزب بقدر ما بكون همه ابعاد الآخر ومحاولة السيطرة وايضا يؤدي الى بعض الاختراقات في صفوف الحزب والنتيجة النهائية هي التفكك والضعف وخصوصا مع بعض النزعات الجهوية والقبليةال بدأت تظهر بقوة في الساحة.

أنا في رأي أن تتكون ثلاثة أحزاب سياسية

حزب يساري علماني يزاوج بين الاشتراكية والعلمانية (طبعا ديل مدرستين مختلفتين ولكن ما صعب تزاوجهمها من أجل المصلحة الوطنية) ودا يضم كل من ينضوي تحت هاتين المدرستين بإيمان عميق

حزب يميني صاحب الطرح الاسلامي ويضم كل من ينضوي لهذا التوجه

حزب وسط يضم الرافضين للفكرتين أعلاه (رغم بعض التحفظ على تكوين مثل هذه الأحزاب)

وأن يكون على قيادة هذه الأحزاب أشخاص أعمارهم ما بين 35 -55 سنة (لتسريع الحركة)وتحديد أطار زمني لكل هيئة حزب قيادية ولأفراد القيادة أنفسهم بأنتخابات دورية منتظمة.

طبعا قبل دا كلو لا بد من توفر حسن النية لبناء وطن يسع الجميع ببناء دستور يحدد كيفية تداول السلطة وإشاعة الديمقراطية

قريب تولوس سلامات ...

قطع شك لن اتفق مع ما اوردته فهذه الاحزاب وطنية وقدمت لهذه البلاد الكثير ... فقط اصابها الاعتلال ونحن هنا من اجل ان نجد السبيل لشفاءها ...

Quote: أكل عليها الدهر و شرب إتغير كل العالم و هم زي ما هم العالم تتطور إلا هم الشعوب إتغيرت و هم في نفس النقطة اللي بدأو منها العقول تفتحت و هم عقولهم مغلقة أنسوها و إعتبروها غير موجودة علشان تتقدمو تحياتي

وهل يمكن ان ينطبق هذا الكلام علي المؤتمر الوطني .؟ اعتقد نعم وبشدة

Quote: وهل يمكن ان ينطبق هذا الكلام علي المؤتمر الوطني .؟

أكيد نعم

هذه الأحزاب ليست منتهية الصلاحية وحسب ..بل هي حجر عثرة في أي تحك يستهدف التغيير نحو سودان جديد ، أو نحو نظام سوداني جديد
ولمن يريد أن يتأكد من هذا الكلام أن يعود لقراءة تاريخها مقرونا هذا التاريخ بوعي وتطلعات الشعب السوداني