هل أجهضت الثورة ؟؟

ببيانها رقم (اثنين) الذي كان الناس داخل وخارج مصر ينتظرونه بفارغ الصبر ..تكون القيادة العليا للقوات المسلحة قد أعلنت انحيازها الكامل والتام للسلطة السياسية
ليسدل الستار على ثورة الشباب ، والتي تحولت في الايام الثلاث الأخيرة الى ثورة شعبية شاملة (كاملة الدسم) ..
ولم يبق في الأفق سوى خيارين ، أو احتمالين ، او سيناريوهين :
1/ أن يواصل الشارع اعتصامه ومظاهراته ، وأن يصعد ثورته ويدعمها بالعصيان المدني ، ليرمي بالكرة مرة أخرى في ملعب القيادة العليا للجيش
لتجد نفسها أمام أحد خيارين : الانحياز للشارع ..أو ممارسة أقصى درجات العنف لقمعه
(ولا أحد يجهل مغبة النتائج الكارثية للخيار الثاني في الحاضر والمستقبل .. وأقلها ان الشعب سيضيف وسائل جديدة أخرى للمطالبة بحقوقه المشروعة) .
ولن يكتفي بالهتاف والاعتصام والمسيرات السلمية!!.
2 / أن يستسلم الشارع ، ويسلم ثورته ويعلق ثقته في عنق تعهد القيادة العليا للجيش بتنفيذ مطالب الشارع ..
وفي هذه الحالة فان ضمانات الجيش تحتاج هي ذاتها الى ضمانات ..
لأن حسني مبارك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وبهذه الصفة فانه يملك حق تعيين هؤلاء القادة وطردهم
وهكذا يبدو وكأن قطار الثورة قد وصل الى طريق مسدود
فاعتبروا يا من تخططون للثورة الثالثة في السودان ...
أو ما تبقي من السودان .

من قصيدة
(تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات)
(1)
قلت لكم مرارا
إن الطوابير التي تمر ..
في استعراض عيد الفطر والجلاء.
(فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
لا تصنع انتصارا.
إن المدافع التي تصطف على الحدود ، في الصحارى
لا تطلق النيران ..إلا حين تستدير للوراء.
ان الرصاصة التي ندفع فيها ..ثمن الكسرة والدواء :
لا تقتل الأعداء
لكنها تقتلنا ..إذا رفعنا صوتنا جهارا
تقتلنا ، وتقتل الصغارا !.
(2)
قلت لكم في السنة البعيدة
عن خطر الجندي
عن قلبه الأعمى ، وعن همته القعيدة
يحرس من يمنحه راتبه الشهري
وزيه الرسمي
ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء
والقعقعة الشديدة
لكنه ..إن يحن الموت..
فداء الوطن المقهور والعقيدة :
فر من الميدان
وحاصر السلطان
واغتصب الكرسي
وأعلن "الثورة" في المذياع والجريدة !.

أمل دنقل

الحمد لله استطاع الشعب المصري البطل أن يقهر قوى الطغيان والاستبداد والفساد ..فألف مبروك
لكن أتعرف كيف نجحوا ؟؟
لقد استطاعوا أن يحاصروا القيادة العليا للجيش التي خرجت أمس ببيان بائس تعهدت فيه بالاشراف على الاصلاحات التي وعد بها مبارك ونائبه
كان موقفا لا يمكنك أن تصفه بالضبابية .. بقدر ما كان انحيازا مواربا وغير معلن عنه بوضوح للسلطة
والا فأي منطق هذا الذي يمكن أن يقنعنا بأن يعطيني المرؤوس تعهدا بأنه يمكن أن يلزم رئيسه بالوفاء بالتزاماته ؟
(طيب ولو ما وفى بالتزاماته حيقدر يعمل أيه المرؤوس؟!)
اذن كان الحل الوحيد أمام الشعب المصري أن يصعد من ثورته حتى يجبر المجلس العسكري على اتخاذ القرار التاريخي الصحيح تجنيبا للبلاد من الدخول في نفق مظلم
لقد أجاد المصريون ادارة لعبتهم مع العسكر..
برافو شعب مصر وألفف مبروك

وأنتم تعدون لثورتكم الشعبية الثالثة ضعوا الجيش في حساباتكم ..
فقد لعب أدوارا مؤثرة ، سلبا وإيجابا في ثورتينا : أكتوبر وأبريل ، أو ( ماريل ) كما يسميها الشاعر حميد .
ختو الجيش في حساباتكم
أدرسوا تركيبته وخلفياته الاجتماعية ، وأقرأوا جيدا عقيدته العسكرية والعقائدية .

طيب نلعبها أنحنا مع جيشنا كيف ؟؟
علما بأن جيشنا انتفت عنه صفة القومية ..
فمنذ أن جاء الاسلامويون الى السلطة ، وفي ثاني يوم من الانقلاب فتحوا أبواب الكلية الحربية وسرّحوا الطلبة الحربيين الفيها
ومنذ ذلك اليوم والى الآن هم لا يقبلون الا من كان موالي لهم في الجيش والاستخبارات
يعني باختصار كده : جيشنا بشكله الحالي هو "مليشيا" من مليشيات الجماعة ديل ...
طبعا هذا غير الأجهزة الأمنية الخاصة بهم
منها ما هو تابع لمؤسسات الدولة ومنها ماهو تابع للحزب
علما بأن الحزب نفسه هو طبقات ومستويات متعددة
فما هو الحل مع جيش مثل هذا ؟؟؟!