رسالة لم تصل من الشاعر عالم عباس إلى الراحل / المناضل خالد الحاج وهو يخطو نحو الفردوس !!!!

[

Quote: glow]الرحيل المباغت في وداع خالد الحاج موجع هذا الرحيل المباغت حين زرتك بالمستشفى، ولم يسمح لي بالدخول، تركت أسطراً خجلى، على أمل أن أعودك وقد انقضت تلك الحراسة المتشددة عنك وما يزعمون من عناية مركزة( وما هي إلا محبس لطير طليق، لا يزيده إلا انعزالاً قاتلاً)! لم أعد حاولت الهاتف بعدئذٍ مرات، ولم أفلح قلت لنفسي ستطيب وتصحو ويغلبك الشوق إلينا ، إذا أرخى المرض قبضته عنك ونامت عنك النواطير! كانت روحك تشرئب لغير لقائنا وإلى موعد آخر، أكثر حضوراً وإعظم مشهداً وأنبل فقداً! كنت تترصد الموت وتضرب معه، معاً موعداً للقاء والرحيل! لماذا بالذات والتحديد، هذا السابع من فبراير! لماذا، واخترتما يوم التشظي هذا ويوم الفرقان، يوم الهول ويوم الحزن الأعظم؟ لماذا يا خالد، آثرت الهروب من المعركة ونجوت بروحك وكنا قد عهدناك مقاتلاً صندبداً، ومناضلاً شرساً في دأب النمل وشراسة النحل وصبر الأنبياء ؟ أهو الملل، أم اليأس أم العجز؟ وما كان أي من هؤلاء بقادر أن يطاولك؟ آثرت أن تمضي في صمت ولا تشهد جنازة الوطن الممزق وهو يشيع إلى مصير قاتم الظلمة، ومن حول بقاياه ترانيم الجماعة الذين يقتلون القتيل ويمشون في جنازته، من شريكي جريمة الاغتيال وشهود المذبحة! يا لخيبة جيلنا الذي فته العجز وهو يرى ما يرى ثم يبكي...، وها أخواتنا وأمهاتنا يقلن شامتات فينا.... (فابك مثل النساء ملكاً مضاعاً، لم تحافظ عليه مثل الرجال) آثرت ألا تشهد هذا اليوم تتدثر (سودانيات)، و(سودان راي) بالسواد، وأنت تغادرنا إلى عالم الخلود ستبقى في ذاكرتنا، اختلفنا أم اتفقنا، ذلك الخالد الذي ألفناه وأحببناه وربما اختلفنا معه ولكن بمحبة وبصدق, وباحترام. تركت تراثاً وأثراً نتكشفه ونكتشفه كل يوم، ونذكر بك أياماً جميلات في (سودانيات)، ملؤها المحبة والتآصر والإبداع والأدب الرفيع. وحين تفرقت السبل ب(سودانيات)، وانفرط العقد، بقي دائماً، للصلح مجال وللمودة طريق ولتطييب الخواطر محل! الآن تغيب، بلا أمل في اللقاء في هذه الفانية، ونشهد أنك كنت تبادرنا بالزيارة والسؤال، وتضفي علينا من إنسانيتك وثوريتك وحماسك لهذا الوطن ونضالك المشهود الآن وأنت تغيب، ويغيب لبعض الوقت وجهك الحبيب، في كالحات أيام الحداد الوطني هذا، نعاهدك بأننا سنتذكرك قريباً حين يهل علينا طلائع النضال من بين جحافل هذا الشعب الأبي، مبشرين بالانعتاق وبالحرية، الثوار الذين يخرجون من رحم التقانة المدهشة من الفيس بوك وسودانيز اونلاين وسودان فور اول وسودان راي والراكوبة الطلائع التي ستطيح بالمومياءات والديناصورات وكناسات التخلف والقهر والاستبداد، يومها، ستبتسم في قبرك وتقول، كما تردد دلئماً، (هلا ابتكرت لنا كدابك حين بأس اليأس معجزة، تطهرنا بها وبها تطهر أرضنا من رجسها حتى تصالحنا السماء وتزدهي الأرض الموات) وعندئذٍ، سنضع زهور السلام والثورة على قبرك ونقول لك، نم هانئاً، فما قد غرست من بذور النضال والثورة وحب الوطن الواحد المتوحد قد أينعت وازدهت وربت وانبتت من كل زوج بهيج

* المصدر: نشرت الرسالة فى بوست كمال على الزين " عضو منبر" المنشور بموقع سودانرى الالكترونى ...
* عالم عباس علم وأشهر من كلمات تعريفة به له اكثر من 3 مؤلفات شعرية معلقة على استار ذاكرة الأدب السودانى عضو بمنبر سودانراى ومنبر سودانيات كذلك عدد مداخلاته فى إحدى هذين المنبرين لاتتجاوز 44 مداخلة رغم أنه يملك قواميس من المفردات والصور والمعانى ولوشاء لأفرد لها أسفيرا خاصا لكنه ضنين بالحديث فى عصر الثرثرة ...
** تنبية :
مصدر هذه الرسالة منبر سودانراى وصلتى الخاصة بعالم عباس تسمح لى بنشر كل مايكتب دون أن استأذنه فى ذلك !!!!

Quote: لماذا بالذات والتحديد، هذا السابع من فبراير! لماذا، واخترتما يوم التشظي هذا ويوم الفرقان، يوم الهول ويوم الحزن الأعظم؟ لماذا يا خالد، آثرت الهروب من المعركة ونجوت بروحك وكنا قد عهدناك مقاتلاً صنديداً، ومناضلاً شرساً في دأب النمل وشراسة النحل وصبر الأنبياء ؟

هو صهد من الحزن المنقى يا أحمد .. بيد أنه يأبى الهزيمه
عالم عباس .. وروح خالد

Quote: الآن وأنت تغيب، ويغيب لبعض الوقت وجهك الحبيب، في كالحات أيام الحداد الوطني هذا، نعاهدك بأننا سنتذكرك قريباً حين يهل علينا طلائع النضال من بين جحافل هذا الشعب الأبي، مبشرين بالانعتاق وبالحرية، الثوار الذين يخرجون من رحم التقانة المدهشة من الفيس بوك وسودانيز اونلاين وسودان فور اول وسودان راي والراكوبة الطلائع التي ستطيح بالمومياءات والديناصورات وكناسات التخلف والقهر والاستبداد، يومها، ستبتسم في قبرك وتقول، كما تردد دلئماً، (هلا ابتكرت لنا كدابك حين بأس اليأس معجزة، تطهرنا بها وبها تطهر أرضنا من رجسها حتى تصالحنا السماء وتزدهي الأرض الموات)

ألا رحمك الله ياابا جعفر ... !!


تصحيح :

المصدر الأول في هذه الأحرف الثكلى للعالم عالم عباس ... هو منتديات سودانيات .. فقد كتبها بنفسه هنا :

http://sudanyat.org/vb/showthread.php?t=18415&page=10


عليك شآبيب الرحمة ياصاحب

الحبيب أحمد،
وشاعرنا عالم عباس...

كان خالد صديق الجميع، حتى شجر البطانة، وجبال الدلنج، وأراك الشرق..

وعلى جاه الملوك نلوك، استمحيكم بإرسال أول رسالة له، بعد ان شرعت في الكتابة في منتداه سودانيات..


*****

عزيزي، واخي خالد الحاج..

سلام ومحبة....

طبعا، كعاده غريزة التصور، مجرد أن يذكر اسمك (تنبع في الحنايا، وليس تلافيف العقل)، صورة خالد الحاج (الجمهوري العتيد، والمفكر الباسل)، كنت متوتر "كعادتي"، فمضيت لرفاعة، لرؤية العش الذي حلق منه الفكر الجمهوري، في منتصف التسعينات، ولا أزال اذكر أول لقاء، (كان في رمضان)، وهذه أول مرة أرى استاذ خالد في حياتي، وتكلم عن (الأدب مع الأرملة)، التي تفقد زوجها، وعن الثورة المهدية (كعمل سياسي، وكعمل في العرفان)، الأول مبذول للسياسيين والمحلليين، والثاني محتاج ل(رجل من قوة الفكر، بحيث يغرق الدانة، ويطفح المسحانة)، ، وأذكر اني اطلعت على خطاب من الاستاذ مرسل لاستاذ خالد الحاج، (كنت احلل الخط، وشكله، واتخيل الانامل التي كتبته، والفكر الذي يأوي في عش تلك الحروف المكتوبة بقلم حبر )، وما اذكره في ذاك الخطاب (نحن تكلمنا عن الرسول في مقام النبوءة، ولو تكلمنا عن الرسول في مقام الولاية مافي زول بصدقنا!!)...


كل هذه التداعيات، اثارها اسمكم الجميل، (وتظل التصورات سيدة الموقف)، ويظل الواقع الحقيقي عصي عن التصور، مهما شفت الحواس، ورقت، وراقت، وشحذت (لو تجلى عن ناظريك الغبار)، لرأيت الكئوس كيف تدار....


أخي العزيز، خالد، كم سعيد بهذا الباب المتفوح، على حقول الآخرين، وخضرتهم، ويبابهم، وجمالهم، وتهورهم، وحيواتهم، ونبضهم، طبعا دلني لهذا المنبر عزيزي، واخي الشاعر الجميل، والكاتب المتميز المعتصم الطاهر، وأحسست بأنها الورقة الخضراء، والتي رمتها الحمامة من منقارها الحنون، للنملة الغريقة في النهر، كي تنجو، ياله من إخاء، وياله من حكي عظيم، من "إيسوب"، آدم الحكي الحكيم، في تاريخ الإنس والجن، أهما شئ مختلف؟... ألم تسكن مئات الجن جسد شكسبير فيبدو وديعا كنسمه، وهائجا كثور، وبركان!!

أعمق المحبة، "ولي قدام"، وسعداء بالتعرف على إبداع سوداني جميل، في كوكبنا الجميل، المحزون، الأليف، والوحشي، معا

اخوك عبدالغني كرم الله
12/7/2007م


أول رسالة للمقيم بداخلنا، عبر النت، حين شرعت في الكتابة في منتداه العامر بالفكر والذكر..



...

خطاب آخر.. (في ذات الموضوع)، وكان عنوان الخطابات (السلام عليكم)..


******

عزيزي، وأخي استاذ خالد الحاج..

صباحك طيب، ونادر (بطريقته)، كما يقول كاتبنا الكبير، خالق (الزين، وعرسه، ومصطفى سعيد ومعاناته)، سادي مش كدة، وفي النهاية قتله ام شرده الله اعلم (الله هنا الطيب صالح)، فختام المأسأة (النجدة النجدة).... وهو لو لم يرى شئ، كي يستنجد به، لما قال (النجدة النجدة)، هناك ملائكة، بلاشك، يمكن ان تراهم في حالات الخوف الشدييييييييييييييييييييد، وفي حالات العشق الشديد برضو، والله اعلم (الله هنا الذات العصية، على ال كل)،....

انت عارف، كانت عندي فكرة لكتابة نص (عن عودة مصطفى سعيد)، ففوجئت بأن الاخت المبدعة، تماضر شيخ الدين كتبت عن عودة (حسنة بت محمود)، فخليت الموضوع، وتخلصت من منظر مصطفى سعيد وهو واثف في قبر حسنه، وقربها قبر ود الريس، وهو يدعو لهما، لأننه تسبب بموتهما الاثنين.... وفي نفس اليوم كنت في حاور ماسنجري مع الاخ عبدالله ابراهيم، وقال انو حضر فليم عن (عودة فان جوخ)، لإكمال بعض لوحاته، فاستغربت ده شنو، تشابه خواطر، تناص، الدنيا دي مليانة استحالة، ومع هذا لا نرى سوى (جانب العادية)، فيها، حتى المايكروسكوب، يسخر من عيوننا... ومحدوديتها...

...
طبعا اسمك، يضع على عتبة الذكرى، لتشابهه باستاذ خالد الحاج (الجمهوري )، الكثير، الكثير، أول مرة اشوف استاذ خالد الحاج كان في رفاعة، ودار حديث جميل في رمضان، في بيته المعمور، واذكر من ذلك الحديث كلامه عن الثورة المهدية، وعن شخصية المهدي بالذات (كقائد سياسي، وكقائد روحي)، وبأنو الكتابه عنه (كتجلي جمالي)، يحتاج لرجل من قوة الفكر (بحيث يغرق الدانة، ويطفح المسحانة)، على ما اذكر، وقرأت خطاب بخط الاستاذ محمود، مرسل له، وفيه، على ما اذكر ( نحن تكلمنا عن النبي في مقام النبؤة، ولو تكلمنا عنه في مقام الولاية ما في زول بصدقنا)، هكذا يقول النص، والمعنى....

وبرضو، عارف (السلام عليكم ردوا السلام)،دي اغنية لفرقة الوان الطيف، واخوك كان عضو في الفرقة، بقيادة الاستاذ عبدالحميد الشبلي وبمعية امين صديق، وقصي السماني، ولوي حامد، وكانت البروفات في مدرسة امتداد ناصر النموذية للبنات، ومنظر الشبيلي، وهو يقود البروفات، وخاصة اللحن :
السلام عليكم، ردوا السلام،)، :
ياريان، وهيام، وسحر، وطيبة، قولوا( السلام عليكم من جوه، من جوة شديد، عشان تتذوقي اللحن.. وكنا نمضي للدار، ونحن نغني، حتى مستوى الخواطر، السلام عليكم، ردوا السلام.. وطبعا اول مرة اشوف كيف بتخلق الالحان، من اصوات نائمة، داخل القلب، ويظل اللحن يتردد، بلا وعي، (ويتحرك الجسم راقصا، قصبا عنه)، فالقلب هو العود، والجسم الظل المسكين، المطيع، الراضي، المستسلم، (لو كانت النفوس، ....تعبت بمرادها الاجسام)......

والله اخي خالد سعيد، بكم، وبالمعرفة، وطبعا قطنا فيك (انا واخوي المعتصم)، قلت ليهو ياخي خالد دي منو، كدي وصفوا، (والاوصفوك)، بتاعت خضر بشير، تراءت في العين.. كان ده في عرس اخو معتصم،.... شفت كيف، وحدة الوجود دي، تلقى عينك يومها (رفت)، وانت ما عارف السبب.. الانسان لا ينسى، هناك من يذكرنا هنا، او هناك، او في الملأ الأعلى، زي (الليل)، هو موجود الآن في دولة، وبعد ساعة في دولة تانية، وأصلو ما بغيب عن الوجود، وكذلك الشروق، (شكل الكورة ده عجيب)..

اخي خالد، فرحي، وشوقي، ومحبتي، والسلام عليكم..


اخوك عبدالغني كرم الله
2007م

...


...

اخبرني الاستاذ محجوب شريف ان هنالك شاب سوداني جميل اسمه خالد الحاج مقيم في اوربا قد تبرع بتصميم موقع لمنظمة رد الجميل ... وعليك ان تتواصل معه ... بالفعل ارسلت له اول رسالة في مثل هذا الفبراير ... وتبادلنا الايميلات لفترة .... بخصوص الموقع ... وجدته انسان غاية في التهذيب والود ومستعد لتقديم اي مساعدة ممكنة في اي شان ... بعدها انقطعت المراسلات بيننا لسوء حظي ... حتي سمعت بمرضه وكنت اتابع حالته الصحية بكثير من القلق ... كانه احد افراد اسرتي ... بل كنت احكي لاصدقائي عن تطور حالته الصحية وتحسنها تبعاً لما اجده في البوستات ..... الي ان صعقت بخبر وفاته في ذلك الصباح الحزين .. حزنت عليه حزناً لا يوسف ... فقد فقدنا واحد من نجومنا اللامعة ... اعتاد الموت ان يختار افضلنا كانه يتحدانا ... الا ان امثال خالد الحاج لا يموتون ... بل يرحلون الي عوالم اخري قد تكون افضل لهم .... التحية لك اخي احمد الامين والتحية للشاعر الكبير عالم عباس ...ورحم الله خالد رحمة واسعة ....

سلام على خالد في عليين

شكرا استاذنا احمد الأمين
وشكرا الشاعر عالم عباس
يا من سطر:
(فن النهوض من الجراح)

.

وجع أول:
جفن عيون أحباب للووبة جافوا النوم
قتلو السهر خمدان وجه الفراق مهجوم
في دار الكلام سكت القليب مكتوم
اتفن وجع جراح في الجوف ومابي القوم
يا سيد الديار الحر يا ود شيوخ القوم
أبكن بنات العم الخال مفارق اليوم
حملك تقيل يا خال الله يقدر المكلوم
أخوانك وراك أسياد ويبرو اللوم
يبكيك البلد حراق لي يوم قيامتو تقوم

وجع آخر:
لست ممن يؤمنون بالغياب
والموت غياب ..
أو حياة أخرى نتمناها حين يسافر إليها حبيب
مدرسة تعلمنا أدب الشوق ومعاني الوفاء
يا صديقي اعتب على خداعك لنا
فقد وعدتنا يوما بالبقاء
علت جدران الغربة
فصارت أسوأ حبس للروح
حبس للعيون .. فالدموع وضوء الروح
حبس للصوت ..
فالصراخ يجعلك تسمع
ويجعلنا نعلن إغترابك
أقالد بيك منو ؟

وجع لي بكرة:
لكل أصدقائي وأحباب الخال في سودانيات والبركل وبكل المواقع وعلى الارض ومن في السماء أعزيكم في سفر الخال إلى دار نلحقه فيها يوما وإلى ذلك الحين نستودعه الله ليكن رحيما عليه موسعا لداره هو الرحيم لا إله إلا هو ولا حول لا قوة إلا بالله.