كيف تتحدث ثورة عن شرعية دستورية لنظام تثور ضده؟

الثورة هي فعل عنيف يهد البناء الفاسد الذي انشأه نظام استثار الشعب لظلمه و فساده و عدم قدرته و لا رغبته في تمثيل المواطنين و تحقيق مصالحهم و حفظ امنهم و سلامة الوطن و صون كرامته بين الاوطان.. هذا ليس تعريفا علميا دقيقا و لا اسطلاحي شامل فقط هو رأي اعتقد ان اي حركة تغيير جذري لا تكتمل بدون تحقيقها لما ورد فيه..
الثورة المصرية الان تتعرض لمخاطر كثيرة قد تحيل بينها وبين تحقيق اهدافها السامية التي رفعهاشباب التغيير وقدم تضحيات كثيرة على مدى السنوات القليلة الماضية حيث كانت اجهزة النظام البوليسي تواجه الوقفات الاحتجاجية الصغيرة بعنف مفرط و هتك لاعراض الشابات الثائرات بتمزيق ثيابهن تمام في الشارع العام لكي لا يفكرن في الاحتجاج باي صورة مرة اخرى..

البداية الحقيقية للثورة استندت على النضالات التي استحدثتها الحركات الشبابية التي نشأت خارج اطر الاحزاب و الكيانات السياسية القديمة التي عجزت عن مواجهة سلطة نكلت بيها بها طويلا و تلاعبت ببعضها و استمالت بعضها الاخر حسب ضرورات المراحل...يومي 25 و 28/1 هزم الشباب الثائر اجهزة القمع بكل سمعتها المرعبة و تجهيزاتها و تسليحها الذي جعل البعض يصفها بانها بمثابة جيش موازي للجيش الرسمي الذي قلصته و قلمت اظافره اتفاقية كامب ديفيد مع اسرائيل.. اعتقد ان العقلية (البلطجية) لاركان السلطة و على رأسهم الرئيس مبارك ووزير داخليته السابق _الذي تلاحقة عدالة مبارك نفسه الان_ حبيب العادلي قد ساعدت في نجاح الثورة على مستوى الشارع و ذلك بسحبهم للشرطة و الاجهزة الامنية العديدة من الشارع عندما هداهم عقلهم الاجرامي المتخلف لهزيمة الثورة بالفوضى و غياب (الامن).. و عندما لم (ياكل الشعب بعضه) عمدوا الى دس عناصر امن بملابس مدنية و بلطجية الحزب الوطني التي اعتاد ترهيب الناس بهم خاصةفي فترات الانتخابات، و اكثر من ذلك اطلقوا المساجين و وصوهم بالتوجه للمتظاهرين بالضرب و ممارسة اعمال تخريب لتشويه وجه الثورة.. وقع ضحايا لهذه الافعال الاجرامية الحكومية لكن سمحت للثوار بالوصول لميدان التحرير بموقعه الاستراتيجي وسط القاهرة وبالقريب من معظم المؤسسات الحكومية كما ان للميدان قيمة رمزية حيث اجتمع فيه المصريون في نضالاتهم و التي كان آخرها انتفاضة 1977 فيما سمي بثورة العيش على عهد السادات.

في اعتقادي ان الفعل الثوري الحقيقي هو ماحدث يومي 25 و 28 من الشهر الماضي ليس فقط لسقوط ضحايا فقد قتل اخرون بعد ذلل لكن لقدرة الثوارفي هذين اليومين على فرض اراتهم و توصيل صوتهم يحمل بقوة و ثبات مطالبهم على انها مطالب كل الشعب يحملها و يقاتل دونها شباب متجرد من كل انتماء سوى للوطن و الشعب بكل طوائفه و تدرجاته العلمية و الاجتماعية و الاقتصادية..

كل المكاسب الاتحققت الفضل فيها ليومي الصدام
اماالبقاء في ميدان التحرير جعل الثورة
نهبا (للغاشي و الماشي) جماعة الاخوان الكانت
ضد التحرك يوم 25 احتقبت الثورة لتجلس تحت ظلال
صورة الرئيس مبارك الكبيرة في القاعة الكبيرة
مع الجاسوس الاكبر عمر سليمان
اغرب من ذلك ذهاب اشجع شعراء مصر المعارضين
لمبارك الاستاذ عبدالرحمن يوسف لمفاوضة سليمان
و هو القيادي الكبير في الحركة الوطنية للتغيير
ثم يأتي من التفاوض ثائرا في وجه من يسأله
عند الدافع و المبر
ويظهر اليوم اكثرا هدوءا و باحثا عن مخرج
و الاهم انه لم يذهب مرة اخرى الا اذا فوضه الشباب

نحن نجحنا عقب ثورة اكتوبر و انتفاضة ابريل في القطيعة التامة مع الانظمة المهزومة بفعل ثورة الشعب وفي الحالتين فشلنا في استدامة الديموقراطية بعد ان اكمل الشعب دوره بانتخاب ممثليه لادارة شئون البلاد المحررة من دنس الدكتاتورية.. يختلف الوضع في مصر الان حين نجد الثوار يبدون وعيا اكبر من المجلس العسكري الاكبر الذي يظهر ترددا و تصدر عنه قرارات يحاول ان تتسم بالتعقل الا انها تدخل الريبة في نفوس الثوار و الشعب المصري و المتابعين للحدث الاكبرفي تاريخ مصر الحديث..ابقاء حكومة الحزب الوطني المجرم امر مربك لدعاة التغيير وفيه اساءة لكل الوطنيين وضحايا نظام مبارك المهزوم على مدى حكمة السيئ.. الوزارات اصلا يسيرها وكلاء الوزارات و مساعدوهم و منصب الوزير هو منصب سياسي في المقام الاول وبذا ابقاء احمد شفيق و زرائه الذين ينتمون لحزب سيئ السمعة و ان اغلبهم كانوا وزراءفي حكومة نظيف الذي وجه له النائب العام اتهامات بالفساد و اساءة استغلال السلطة هو امر لا مبرر له حتى و ان اتى عن حسن نية من المجلس العسكري..