الخرطوم ليس تونس او القاهرة : ضربة اولى لنظام الصدمه و الترويع shock and awe doctrine

اشياء عدة لا بد من وضعها في الاعتبار و الناس تعد لمواجهة أولى ضد نظام الانقاذ,و أولى لا تعنى انه لم تتم مواجهات سابقه و بعضها لا زال مستمر كما في دارفور و الجنوب - الاستفتاء هو احد اوجه هذه المواجهة - , نعنى الاولى في حالة الصعود الحالى التى لها اسبابها العديدة الداخلية و الاقليمية.

نظام الخرطوم ليس دكتاتورية تقليدية كالاخرى القائمة في عديد من دول المنطقه عربيها و افريقيها, الديكتاتوريات التقليدية تعتمد على جهاز الدولة القائم و اجهزة امنها التقليديه و الولاء يكون فيها غالبآ مرتبطآ بالأجر و المرتب و الولاء ذاته ينقلب للدكتاتور الجديد ان حدث انقلاب و غالبآ ما تستمر تلك الاجهزة مع تغير شخص الدكتاتور, مثلما حدث و يحدث في مصر, الاردن, تونس ...الخ, و غالبآ تستمر الشرائح و المجموعات المرتبطه بالحكم في مواقعها رغم تغير واجهة النظام.

دون الدخول في تفاصيل سيرة الانقاذ لكنها تختلف عن مثيلاتها في مايلي:
- عمادها تنظيم سياسي واحد , لا نعنى الواجهة الواسعة المؤتمر الوطنى بل تنظيم الاسلاميين الذى لا زال قائم و فاعل .
- اجهزة الأمن و الجيش و الشرطة قوامها الاساسي من عضوية التنظيم.
- الارتباط و الاختلاط الكامل ما بين المصالح و المواقع و المناصب و بين النظام القائم, كل من اغتنى و اثري او ترفع في مناصبه تم ذلك مباشرة عبر النظام السياسي, في الدكتاتاتوريات التقليديه يختلف الامر.
- النقطة السابقه قيادات و عضوية التنظيم و النظام و اثرياءه على وعى بان بقاء مناصبهم و ثرواتهم بل و حياتهم مرتبطه بلا فكاك ببقاء النظام.
- الجرائم و البشاعة التى ارتكبتها الانقاذ لا وجه للمقارنة بينها و بين انظمة مصر و تونس كأمثلة لانظمة تنتفض شعوبها الان, دارفور و الجنوب و جبال النوبة تشهد.
- الانقاذ مستنده على مزيج ايديولوجى شائه و مسخ اسلامى/عصابي عنصري شوفينى و طفيلي بشع الشراهة (مستجد النعمة ضايق) , في كل مجالات الحياة اعتمدت الانقاذ بمزيجها اعلاه على استراتيجية الصدمة و الرعب في تنفيذ سياساتها , سنتعرض لها قدر الامكان لانها مهمة لاى افراد او مجموعات تقاوم الانقاذ باية وسيلة.

سلام عصام

Quote: دون الدخول في تفاصيل سيرة الانقاذ لكنها تختلف عن مثيلاتها في مايلي: - عمادها تنظيم سياسي واحد , لا نعنى الواجهة الواسعة المؤتمر الوطنى بل تنظيم الاسلاميين الذى لا زال قائم و فاعل . - اجهزة الأمن و الجيش و الشرطة قوامها الاساسي من عضوية التنظيم. - الارتباط و الاختلاط الكامل ما بين المصالح و المواقع و المناصب و بين النظام القائم, كل من اغتنى و اثري او ترفع في مناصبه تم ذلك مباشرة عبر النظام السياسي, في الدكتاتاتوريات التقليديه يختلف الامر. - النقطة السابقه قيادات و عضوية التنظيم و النظام و اثرياءه على وعى بان بقاء مناصبهم و ثرواتهم بل و حياتهم مرتبطه بلا فكاك ببقاء النظام. - الجرائم و البشاعة التى ارتكبتها الانقاذ لا وجه للمقارنة بينها و بين انظمة مصر و تونس كأمثلة لانظمة تنتفض شعوبها الان, دارفور و الجنوب و جبال النوبة تشهد. - الانقاذ مستنده على مزيج ايديولوجى شائه و مسخ اسلامى/عصابي عنصري شوفينى و طفيلي بشع الشراهة (مستجد النعمة ضايق) , في كل مجالات الحياة اعتمدت الانقاذ بمزيجها اعلاه على استراتيجية الصدمة و الرعب في تنفيذ سياساتها , سنتعرض لها قدر الامكان لانها مهمة لاى افراد او مجموعات تقاوم الانقاذ باية وسيلة.

ده كلام فيه قدر معقول من الحقيقة ... لكن داخل التنظيم الانتهازيين والنفعيين والمتسلقيين من غير اهداف واضحة ... وحتى التنظيم نفسه غير متجانس (شوف هيئة القيادة والقاعدة) . تونس صمد اطول من القاهرة حتى تنهار فيه الامن؟! ما سبب؟ لا اجد اجابة حتى الان، السودان دائرة الحكم للنظام فقط العاصمة المثلثة، هل تعلم ذلك ، اذا كان اي احد يعتقد غير ذلك عليه ان يعيد النظر في امن النظام ... فالتالي ... انهاك ثم الالتفاف عليه ... خلال 48 ساعة الخرطوم سيكون بلا حكومة .

* التعديل لاضافة كلمة (بلا قبل الحكومة)

الويكبيديا تقول:

Quote: Shock and awe (technically known as rapid dominance) is a military doctrine based on the use of overwhelming power, dominant battlefield awareness, dominant maneuvers, and spectacular displays of force to paralyze an adversary's perception of the battlefield and destroy its will to fight. The doctrine was written by Harlan K. Ullman and James P. Wade in 1996 and is a product of the National Defense University of the United States.

سلام يا بوش , متفق معاك برضو لحد كبير, دى محاولة بين للواقعية و ضد التهويل او التقليل و لفهم كيف بتعمل اليات الخصم, دخول خليل لامدرمان اكبر دليل على هشاشة الاجهزة القائمة, لكن نفس الاجهزة بتبالغ في الوحشية و البشاعة تجاه العزل افراد او مجموعات و دى ما صدفه. تحياتى

ترجمة مختصره: هو مذهب عسكرى يقوم على الاستخدام المهول للقوة و استعراضها لشل ارادة الخصم. المذهب امريكى الانتاج. العائد لمشاهد الحرب المهولة منذ فيتنام مرورآ بحرب البلقان و انتهاءآ بغزو بالعراق قد يجد شواهد قوية لتطبيق المبدأ اعلاه.
معظم قادة الانقاذ تدربوا و تتلمذوا على يد المخابرات و العسكرية الامريكية بعد المصالحة ابان حكم نميري , الاسماء معروفة و معلومة بل و خرجت بها بيانات من بينهم انفسهم تتهم بعضهم بالعمل لصالح امريكا. تطبيق المبدأ من قبل الاسلاميين بدأ قبل استلامهم للسلطة , طلاب الثمانينيات يتذكرون كتيبة الخرساء - لاحظ الاسم - التى يتم انتقاء اضخم اعضاء التنظيم جثه و قبح (و احداث لاحقه اثبتت ان لا ضخامة الجثة لا القبح دليل شجاعه) الفكره هى الارعاب و الصدمة.
الانقاذ ظلت منذ اللحظة الاولى تطبق في مبدأ الترويع و الصدمه هذا في استخدام مبالغ فيه للعنف ضد خصومها افراد او مجموعات, استخدام يبدو لا عقلانى في بعض الاحيان و هو احد اسباب رواج المقولة او التساؤل التبسيطى "من اين اتى هؤلاء؟" ,

الدكتور محمد سليمان في مقال بموقع سودان فور أول تناول المبدأ المذكور ليس فقط في تطبيقاته العسكرية و الامنية بل كشف عن تطبيقاتها على المستوى الاقتصادى :
http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=4485&sid=ecbd4eabb91bd9f7ba4e7b926d31e9bd

Quote: The guardians and creators of our culture are fighting back In her book The Shock Doctrine Naomi Klein describes the military doctrine for the US war on Iraq as a means to achieve rapid dominance. It is: Shock and awe are actions that create fears, dangers and destruction that are incomprehensible to the people at large. The shock and awe doctrine was developed by the CIA during the 1960s. It became more awesome when it was later combined with the teachings of Milton Friedman, the advocate of total capitalism. However, it was left to General Pinochet to apply it on Chile in 1973. In 1989, the Action Islamists employed the same doctrine and we saw barbarities completely alien to our culture. And same as in Chile, while the leaders of the people languished in terror in so-called ghost houses, their Friedman boys began plundering the Sudanese economy. The next attack was on the Sudanese culture. As in Chile thousands of professionals and intellectuals fled the Sudan. The onslaught on our culture was, however, on the name of Islam. The first to feel the pain were women and creative artists, writers, poets, politicians, trade unionists and of course many others.

الكاتبة نعومى كلاين الناشطه في حركة العولمة لها كتاب بعنوان "مذهب الصدمه" و تكشف فيه بتفصيل العلاقه الوثيقة بين تطبيق المذهب عسكريآ و اقتصاديآ و تقدم كابرز مثال لهذا انقلاب بينوشيه 1973 في شيلي الذي تزامنت معه سياسات التحرير الاقتصادى.
الانقاذ رغم تبجحها و جعجعتها بما تسميه الاقتصاد الاسلامى و شعارات الاعتماد على الذات و نأكل مما نزرع فانها و بمبدأ الصدمه نفسه طبقت سياسات تحريرية فظيعة قذفت بالغالبية العظمى من الشعب لقاع الفقر و اثرت قلة معظمها من عضوية تنظيمها. المبدأ العسكرى و الأمنى طبق و يطبق لحماية شرائح و فئات اجتماعية و لضمان تطبيق سياسات تصب في مصالحها.

الأخ عصام... حمدا لله على سلامتك. أتفق معك في وجود كثير من الفروقات بين نظام الإنقاذ و الديكتاتوريات التقليدية (إن صحت التسمية) لكن من حسن الحظ أن الإنسان مخلوق يتأثر بما حوله. و الفترة الطويلة التي بقيت فيها الإنقاذ في الحكم جرت فيها مياه كثيرة تحت الجسور على المستوى الشخصي لقواعد النظام... حاج ماجد محمد السوار طالب الجامعة المستعد للتنكر لأبسط القيم التي يتربى عليها السوداني المتوسط من احترام الأكبر سنا بالذات عندما يكون في مقام المعلم يكون على استعداد لفعل هذا من أجل تنظيمه رغم الخسارة الفادحة على المستوى الأخلاقي بانتهاك قيم مجتمعه و المادي بمخاطرته بمستقبله... هذا الحاج ماجد هو غير حاج ماجد الوزير الذي تقلب في المناصب و ذاق حلاوة السلطة و تقلب في نعيم مال الشعب المغلوب على أمره. أكاد أجزم بأنه ليس على استعداد للتضحية كما كان بالأمس و أمثاله كثيرون. و دي أجمل مفارقة في النظم الفاسدة حيث يتحول ولاء الشخص تدريجيا من ولاء للنظام إلى ولاء للنفس و المصالح الشخصية.

فوق يا عصام
لتكون (الصدمة) في كل المدن الآخري
في نفس اليوم
كل المدن تقوم و تثور في نفس اليوم و ليس من داعي أن تأتي الجموع كلها للخرطوم

لاتنسوا المساجد, استخدموها لكسر الهيبة الزائفة لهذه الحكومة المتهالكة, فالمساجد ليست ملكا للاخوان المسلمين, وليست لهم قدرة على السيطرة عليها.
فلنطلق المظاهرات من كل الاماكن, لا تستثنوا المساجد.
ايضا لاتصرواعلى مكان واحد للمظاهرات, تذكروا ما حدث ابان الانتفاضة: خرجت المظاهرات في كل الاحياء والأسواق وكل مكان, فصعب على الحكومة السيطرة عليها.

تذكروا أن الدكتاتوريات تستمر بهيبة الدولة وليس بقوتها وقدرتها على السيطرة, فالدولة لا قبل لها بجموع الجماهير الغاضبة... انها لا تستطيع - عمليا- أن ترصد لكل متظاهر فردا من قوات الأمن أو الجيش, فاذا خرج الناس للشارع وتحدوا الحكومة, وكسروا هيبة الدولة, يكون الأمر قد قضي, وتكون الثورة قد تحققت, هذه هو بالضبط ما حدث بدول المنظومة الاشتراكية واجدة بعد الاخرى, وهو ما حدث بايران, ومرتين بالسودان, وبتونس, وهو طات الدي يحدث الآن بمصر.
وفقكم الله, فنحن لانملك الا ان نحييكم ونحيي نضالكم من على البعد, فأنتم الساس والراس لكنس هذا النطام الطالم الباغي النتجبر المتكبر والدي سيقصم باذن الله وهذا الفعل الواعي لشعب السودان المعلم.

بشير اسماعيل

عصام

كيفك

يا عصام المبدا دا قديم جدا وكان معروف لدى الصينين القدماء
سن سو قبل اكثر من ثلاثة الف سنة اتكلم عن المبدا!
وقال : استعمل الاكثر صلابة لديك لتهجم على اضعف نقاط خصمك
"use the most solid to attack the most empty"
وارجع فعالية المبدا لعاملين هما: كمية الحركة "momentum" والتوقيت السليم"timing"
فقال: عندما تضعضع مياه السيل الصخور وتحركها ذلك لقوة حركتها
"when torrential water tosses boulders, it is because of momentum"

وقال: حينما يقصم الصقر ظهر فريسته انما لحسن توقيته
"when the strike of a hawk breaks the body of its prey, it is because of timing"

وعليه خلص للنتيجة: هكذا فان كمية حركة خبراء الحرب غالبة, وهجومهم معد بدقة!
"Thus the momentum of one skilled in war is overwhelming, and his attack precisely regulated"


يبقى كلامك صاح يا عصام عشان ننجح في معاركنا القادمة ضد الانقاذ, مفروض نستخدم المبدا دا.
نراكم اكبر عدد من المتظاهرين , وبسرعة, لمغالبة الكيزان وايضا تفادي نقاط قوتهم او عمل اي شي ممكن يكسبهم تعاطف الشعب يعني نبتعد عن التخريب و نمتنع من مهاجمة البوليس او الجيش
برضو المثابرة والاصرار وقوة التحمل (stamina)وسرعة الحركة مهمة لانهاك قواهم.



-----
وعشان انا عارفك ادبي (ههههههه) حا اشرح ليك مومنتم وهي مفهوم بتاع فيزياء
كمية الحركة= السرعة (مضروبة في) الكتلة
p=mv

---

استخدام مذهب الصدمة و الترويع قد يساعد بعض الانظمه في اطالة أمد بقاءها لكنه لا يديم ذلك, التاريخ ملئ بالدروس و العبر, فاشية هتلر التى استباحت دم و حياة كل مخالفيها فكرآ و لون و دم و دين, ابرتايد جنوب افريقيا و كل منظومة الدول الاشتراكيه و غيرها.
الجبهة الاسلامية بحثت بعناية و اهتمام عن المفاصل و الالحبال و الاوتاد التى تشد و تربط تكوينات المجتمع السودانى بصورته التقليديه القائمة حينها و بتعقيداته و ازماته المتشابكة لتستهدفها و تضربها و تخلخلها لا لتصلحها او تعالجها بل لتعميق هذه الازمات و توليد اخرى جديده من داخلها, المجتمع المفكك و المهزوز و المختل تسهل السيطره عليه و توجيهه بل و توظيفه ضد مصالحه, استخدم مذهب الصدمه و الترويع في تنفيذ هذه العمليات أيضآ, على سبيل المثال لا الحصر:
- الالغاء الشامل و السريع لمجانية التعليم و العلاج و رفع يد الدولة الكامل عن اية مسئولية تجاه المواطن.
- العسكره الشامله للحياة -الدفاع الشعبي و الخدمه الالزاميه- , العمل, المدارس, الاعلام و اشاعة مناخ الحرب و القتال في كل مجالات الحياه.
- السيطره الكامله (او محاولتها) على كافة انشطة المجتمع الحيوية بالتركيز على الاقتصاد ..
الامثلة لا تحصي و تحتاج لدراسات في كل مجال

نواصل

الاخ عصام
سلام
من عناصر التمييز الايجابي (لمصلحة التغيير والثورة) ،اضمحلال مؤسسات السلطة
فالانقاذ عملت علي هلهلة الجيش كمؤسسة خوفا من الانقلابات ،وبعد خلافات البشير
والترابي ، تحسيا للولاءات المزدوجة. لذلك فان الاعتماد غلي قوة الامن فقط هو رهانها
الوحيد ، اضف ذلك تعدد مراكز القوي داخل السلطة ،ووجود جناح يظن انه غير والغ في الدم
اومطالبا دوليا . كذلك وجود فصيل غسكري متحفز وجسور يمكن ان يكرر محاولته السابقة
مستفيدا من امتداده السياسي في الداخل (الترابي) والمامه التام مواضع الصغف ومكامن القوة.

سلام
تحيه و احترام لجسارة الشابات و الشبان اللى بادروا بالدعوة و التنفيذ لتحرك 30 يناير و اى خطوات تلته , تحيه لطيش الشجعان و الشجاعات
تحيه للنبل الوطنى و للحوجه الانسانيه العاديه و الابديه للحياه في حريه و كرامه و كما يليق ببشررغم أصوات التهكم هنا و هناك و الضحكات الصفراء و الهمز الخبيث و تثبيط الهمم المعلن و الخفي و الخذلان ...
هى خطوة في درب طويل, فيه الصعود و الهبوط , الانتصارات و الهزائم , التقدم و التراجع .... الفرق الحاسم هو: هل نتعلم من تجربتنا ام نعيد و نكرر في نفس الاخطاء ...
هل توقفنا قليلآ و درسنا كل تجربة المقاومة ضد الانقاذ منذ يونيو 1989 و اسباب اخفاقاتها

و مرة اخرى: الانقاذ ليست نظام مبارك و بن على او نميري او عبود
لكنها في النهايه دكتاتوريه بائسه و معادية للبشر لذا و بحمكة التاريخ نفسها ستسقط مثلها مثل اى فاشيه و نازيه
نعم للمفاهمة و التبصر و طول البال و التحاور بجدية و مسئوليه و ذهن مفتوح بين جميع من ينادون و يؤمنون بمستقبل افضل لشعوب و اهل السودان ...

و نتفاهم