أسَبِّح باسمك الأعظم يا الله
وليس لنا سواك ما نخشاه
نعلم إن لنا قدراً مكتوباً سنلقاه
وقد علمتُ في صغرى بان سودانيتي شرفي
وناصيتي و بوصلتي وعنواني
وكنا في مدارسنا نردد بعض الحانِ
نردد بيننا مثلاً
بلاد الفور أوطاني - وكل النوبة اخوانى
وكنا نرسم منقو ممشوقاً بهامته
له صدرٌ يصُدُّ الريحَ إذ تعوى
مهاباً يحمل حربته
و كل قبيلته أبطالٌ
تحركنا مشاعرنا
ونسْرحُ في الحكاياتِ التي تروى بطولاتنا
وان بلادنا تمتد من حلفا إلى نمولي
وان حروبنا كانت لأجل هذه ( الـ عـَزّة )
و أنّا قد نلنا بفضل أبطالها العِزّة
و كنتُ أحلم بأنِّي و أنِّي
سأبحر بزورقي عندما اكبر
أمر بأزرق نيلنا في الفاشر
واجني التمر في عبري من الناصر
واعبر من توريت برا لمقاصِر
أسافر عبر كادوقلي نهرا الى الدامر
وكنت اخبىء الإشعار في قلبي ووجداني
بلاد الغرب اوطانى وكل الشرق اخوانى
وحين كبرتُ
وقفتُ أطل على بيتي من على تلِّ تماس
لم أبحر .... أصاب النهرَ خريفا بعضُ يَبَاس
أوقفني أسمُ قبيلتي و جيشٌ من الحراس
لم اعبر
حين كبرت عرفتُ
أنني لم أبحر ولن اعبر
كبرت إنا
وهذا الحلم لم يكبر
تُقاتِلُنا أحلامُنا الغرقى
تعلّمْنا مبادئنا على يدكم أيا ساسة امتنا
تعذّبُنا طموحاتنا
وأفكارٌ تعلمْنا مبادئها على يدكم أيا قادة امتنا
ألستم من نشأنا في مدارسكم
تعلّمْنا مناهجكم
تعلمنا على يدكم بان الثعلب المكار منتظر سيأكل نعجة الحمقى إذا للنوم ما خلدوا
منكم تعلمْنا بان العود محمى بحزمته ضعيف حين ينفرد
لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا ؟
ألستم من تعلمنا على يدكم إن اعتصموا بحبل الله واتحدوا ؟
انا سوداني و لا اخجل
ولدت بكردفان الخيرِ من أصل حلفاوي
وعمري زاد عن إلفٍ و أرضي ما تزل تحْبَل
إنا الدينكاوي فى أرقو لىَ نخلٌ
وفى أمدرمان شريانى
إنا محسي و شايقي و فواروي
مسيحي وسني و أنصاري و صوفي و علماني
إنا لا أحفظ الأسماء والحكام إذ ترحل
تشرذمْنا بعد أحلامنا كبُرتْ
وكل الناس تتكتّل
سئمنا من تشَتُّتِنا وكل الناس تتكتّل
هجرنا ديننا عمدا
فعُدْنَا الأوس والخزرج
نُوَلّى جهلنا فينا
وننتظر من غيرنا المخرج
أيا حكام امتنا يبقى الطفل في صدري يناديكم
ويُعلِنُ شعبنا كما كان متحداً
فلا السودان منقسمٌ
ولا دارفور تخْتلّ
ولا الشرق منكسرٌ يداوى الجرح منفردا
سنجمع لالوب الغرب فى الصحراء نزرعها
فينبت حبُّه قمحاً على جروف النيل متقداً
ينبئني التاريخ
بأن هذا الشعب موصولٌ
و حبائلنا وان ضعفتْ فحبل الله مفتول
سأكبر تاركا للأجيال فرشاتي والواني
ويبقى يرسم السوداني كما كان ممشوقا بهامته
ويبقى صوتُ الحاني
بلاد النيلين اوطانى
و أفخر بأني سوداني
***
( الشكر للأستاذ الشاعر هشام الجخ و نستميحه عذرا لمجاراة قصيدته النارية و إقتباس ما أقتبسناه )