بين تونس والسودان .... والعراق واليمن !!

..
.
يتبع

لا استطيع الجزم بشئ ما مثل جزمي باستحالة اجهاض النظام في الخرطوم بنفس الطريقة التي حدثت في تونس لعدة أسباب .. أولها أن نظام زين العابدين بن علي في تونس وبرغم احتكاره للسلطة لربع قرن من الزمان إلا أنه لم يكرّس جل ميزانية الدولة في تجهيز المليشيات المسلحة والصرف على الأجهزة الأمنية بكافة مستوياتها سواءا كانت جيشا أو شرطة .. دفاع شعبي .. أمن وطني .... إلخ .. إلخ ، نظام زين العابدين وعلى فساده الذي يزكم الأنوف إلا أن جلّ ميزانية الدولة كانت تذهب في صالح تنمية البلاد على كل كافة الأصعدة .. أي نعم هو نظام ديكتاتوري شمولي ولكن حري بنا أن نعترف بأنه نقل هذه الدولة الصغيرة لمصاف أكثر الدول الأفريقية نموا وتطورا .. وهذه الطفرة التنموية التي حدثت في تونس إبان حكم الرئيس المخلوع بن علي اعترف بها الأعداء قبل الأصدقاء ..

ذهلت قبل كم يوم بمعلومة عن نسبة التعليم في تونس مرتفعة بشكل يكاد يكون الافضل في العالم العربي والافريقي

هذا على عكس ما يحدث هنا تحت ظل حكومتنا الراشدة .. فمنذ اندلاع ثورة الانقاذ الوطني في ذلك الصباح الحزين تم التكريس للهدف الأول لانقلابهم المشؤوم وذلك بزرع الرعب والخوف لكل من تسول له نفسه لمجرد التفكير في تغيير النظام .. ولو بنفس الطريق الذي أعطى الأنقاذ الإذن لامتطاء صهوة السلطة في البلاد .. وما إعدام شهداء رمضان إلا خير شاهد عل ذلك .. ثورة الإنقاذ الوطني ومن خلفها جماعة الإخوان المسلمين أولا .. ومن ثم حزب المؤتمر الوطني كان همها الأول والأخير هو الاستمرار وديمومة البقاء في سدة الحكم بأي ثمن ومهما كلف ذلك .. حتى ولو بتحليل ما حرم الله وقتل أولئك الضباط الذين أرداوا أن يشقو عصا المؤمنين

الانقاذ وأجنتها المتفسخة جاءت لتبقى .. لا لتحكم!!
انشأت جيلا كاملا لا يفهم عن الحرية سوى أنها فوضى تبيح السكر والتعري والتفسخ الجنسي ... لا يفهم عن العلمانية سوى أنها ممارسة الرذيلة على قارعة الطريق بلا حسيب أو رقيب .. وبزرع مثل هذه الأفكار وتغذيتها باسمدة الترهيب والإعتقال والاذلال لا تتوقعو جيلا قادرا على حمل لواء اكتوبر وابريل

إن الصرف البذخي على تجهيز واعداد ملاين الأفراد المنخرطين في الجيش والشرطة والدفاع الشعبي وبقية الأجهزة الأمنية لهو جدير بالذكر وبالثناء على ذكاء هؤلاء القوم الضالون المضلين .. إنهم جديرون باحترام ذكائهم .. فلو صرفت هذه الحكومة عوائد البترول على التنمية ونسوا أو تناست الجانب الأمني لها لتفرق دمها بين الجهات المعارضة منذ أمد بعيد ..