تقارب الأمة والوطنى

تقارب الأمة والوطنى


01-24-2011, 08:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1295897207&rn=1


Post: #1
Title: تقارب الأمة والوطنى
Author: Mudather Kunna
Date: 01-24-2011, 08:26 PM
Parent: #0

تقارب الأمة والوطني
جريدة الصحافه
بقلم محمد كامل
من الواضح ان حزب الامة القومي بزعامة الامام الصادق المهدي بدأ يتجه نحو تعضيد علاقاته مع المؤتمر الوطني بدليل اللقاء غير المعلن الذي جمع بين زعيم الأنصار ورئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية ، فاللقاء الذي جاء في وقت مهم كشف عن توافق الطرفين على امور عديدة مهمة قد تقود في مقبل الايام الى تحالف استراتيجي ربما يجئ خصماً على موقع الامة داخل تحالف قوى المعارضة الذي ينشط هذه الايام من اجل تعزيز وجوده عبر الدعوة الى اسقاط النظام بعد إعلان نتيجة الاستفتاء تأسيساً على قضايا وطنية بالغة الأهمية .
ومن الواضح ايضاً ان الازمة المحتدمة بين المؤتمر الوطني وغريمه المؤتمر الشعبي والتي تطورت مؤخراً بإعتقال زعيم الشعبيين د. حسن عبدالله الترابي كانت سبباً رئيسياً في تسريع خطوات لقاء الامة والوطني ، فالحكومة تعلم جيداً ان قوى التحالف تضم حزبين لا يمكن الإستهانة بالأدوار التي يمكن ان يلعبانها بإتجاه تصعيد الاوضاع الداخلية الهشة لتتفاقم الى ثورة شعبية على خلفية إنفصال الجنوب وارتفاع اسعار الضروريات وفشل الحكومة في ادارة امور البلاد ، وهذان الحزبان هما المؤتمر الشعبي وحزب الامة القومي ، ان إقناع اي من الحزبين في المشاورات التي تجريها حكومة البشير من اجل تكوين حكومة قومية ذات قاعدة عريضة على حد وصفهم تساهم تلقائياً في تنفيس بالونة الانتفاضة الشعبية دون ضجيج او فرقعات مزعجة وهذا ما حدث بالضبط في نتيجة لقاء البشير والصادق .
اذن الساحة السياسية موعودة بانتاج مشهد جديد قد يقلب الطاولة فوق الجميع ويفرمل اتجاه التحالف لتحريك الشارع ، ويبدو ان الحكومة وضعت حساباتها هذه المرة في سلة حزب الامة باعتباره اقوى التيارات المناوئة بعد الشعبي فالشعبي تمت فرملته باعتقال الترابي والامة سيق باتجاه آمال تحالف استراتيجي ربما يخرج منه كاسباً وغانماً بعض الحقائب الوزارية في الحكومة القومية العريضة المبشر بها ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يكتفي حزب المؤتمر الوطني بعقد صفقة مع الامة ينهي بها المخاوف تجاه التحالف ام ان عفاريت الحكومة تنشط في الخفاء لإقناع المزيد من احزاب قوى التحالف ( بطريقة إنفرادية ) للدخول في مولد الحكومة العريضة ؟ ان الضحكات والكلمات الطيبة المتبادلة بين الامام الصادق المهدي ود. نافع علي نافع نائب رئيس الوطني ومساعد رئيس الجمهورية فتحت شهية عدد من قيادات القوى السياسية المعارضة لتحذو حذو الامة .
واذا استقر الرأي على إشراك القوى السياسية المهمة في الحكومة القادمة وإستبعاد حزب المؤتمر الشعبي فهذا يعني ان بعضهم داخل المؤتمر الوطني يعمل بذكاء خبيث للإبقاء على حزب الترابي داخل خانة المعارضة الدائمة بدون جدوى وبالتالي يظل الحزب خارج دائرة التأثير لفترة جديدة قادمة ، اما على صعيد التأثيرات المحتملة لقوى تحالف المعارضة فإن تطوير لقاء الامة والوطني ينذر بذهاب تأثير المعارضة على الشارع السوداني أدراج الرياح وحينما يتم تعديل الدستور ويتم إشراك عدد من القوى السياسية الفاعلة في حكومة انتقال وطني فماذا يتبقى لتحالف المعارضة من حجج ؟ ان لقاء البشير والصادق تم بترتيب غاية في الذكاء ولكن تبقى السياسة كما كرة القدم فهي ( مدورة ) ولا يمكن الإمساك بطرفها او التكهن بمستقرها حينما تتقاذفها الأرجل والأقدام .
http://www.mugrn.net/sudannews/alsahafa.html