نعيش على هامش الحياة وانت يا مناهل ملء السمع والبصر.. الله يديك العافية

نحن المهاجرات عن وطننا والمغتربات عن وطننا نعيش على هامش الحياة .. تنقصنا عناصر الحياة الاجتماعية والحياة السياسية ونعيش كالجماد باحساس متبلد وتمر الايام والاسابيع والشهور و لا نفكر إلا لقمة العيش واللهث وراء المادة والسنوات تجري وتتسلل الحياة من بين أيدينا .. وعندما رأيتا مناهل.. البنت السودانية الاصيلة في شريط فيديو وكيف هي تقف شامخة امام رجل الشرطة وتقف محاضرة امام جمع من الناس شعرنا بتفاهتنا واننا أقزام أمام هذه الشابة البطلة وندمنا على كل ثانية قضيناها خارج الوطن.. هربنا امام التحديات وبقيت هي تناضل من الداخل وتعيش حياتها ملء السمع والبصر.. نحن نناضل في الورق وهي تناضل بروحها .. البعض منا يفكر في الرجوع عندما تبدأ الديمقراطية وتنتهي ايام الطغيان والديكتاتورية.. ولكن كيف تبدأ الديمقراطية ونحن نناضل في الورق .. وكيف تبدأ الديمقراطية اذا لم تكن هناك ألف مناهل داخل لسودان... والعض الآخر منا يقول أن الأهم هو إفشاء الازدهار الاقتصادي والمعيشي أولا وتأتي الديمقراطية في الدرجة الثانية .. وهذا بالطبع تفكير خاطئ فليس هناك ازدهار ونمو بدون حرية تعبير وحرية فكر وإرادة حرة للشعب...نحن نضيع حياتنا في الغربة .. متى ننضم إليك يا مناهل لنعيش معك الحياة ولنعيش معك الدنيا .
والله يديك العافية يا مناهل فقد أعطيتينا درسا في الوطنية