حتى لانفقد أكثر من الجنوب

وقوف القوى السياسية والشعبية بمنأى عن الأحداث وترك حكومة البشير وحدها تقرر هو ما أوصل السودان للانقسام ... رغم خلافي مع حكومة البشير إلا أن الأحزاب السياسية لم تستجب لدعواتها المتكررة بالمشاركة ... نيفاشا خطأ إستفزازي كبير ارتكبته الحكومة بعدم رجوعها للشعب والقوى السياسية ولكن ذلك لا يعني أن نقف موقف المتفرج ونحن نرى الوطن أمامنا يتشظّى ...
الآن حدث ما حدث وللقوى السياسية والشعب أن يتخذ القرار المناسب ولكن ..
لايجب أن يترك الأمر ... الحكومة استغاثت بالقوى السياسية وعلى القوى السياسية هذه المرة أن تستجيب رغم الخلافات وإليكم الأسباب :-
1- ذهب الجنوب ولكن هناك أشياء كثيرة يجب أن نلحق بها وهي تبعات ما بعد الانفصال
2- منطقة أبيي تحتاج وقوفنا صفا واحدا حتى لا تذهب كما ذهب الجنوب
3- دارفور تحتاج تكاتفا وتفهما حتى لا تلحق بالجنوب
4- جبال النوبة ينتظرها استفتاء
5- النيل الأزرق مهدد بالذهاب
6- الديون لابد للقوى أن تقف مع الحكومة صفا واحدا وحازما حتى لايتم تحميلها للشمال المثقل أصلا بأعباء كثيرة لأن الحكومة أوهنتها الضغوط الدولية وفي حال الانفراد بها مجددا من القوى الدولية فإن التنازلات ممكنة ونحن من يدفع الثمن
7- الأصول وكيف يتم تقسيمها
8- ملامح المرحلة المقبلة وكيف يتم رسمها
9- و....
ونواصل ..

الغبن دون شك كبير وأسباب الخلافات أكبر ولكن بنظرة وطنية يجب أن نكون عقلانيين ... جربنا الخلافات ولم تؤدي سوى لمزيد من الخسائر ... خسرنا عقودا .. وخسرنا شبابا ماتوا في حرب الجنوب .. وخسرنا جيلا بأكمله .. خسرنا أرضا بالجنوب ولانريد أن نخسر أكثر ... نعم لانريد أن نخسر أكثر ..السودان وطننا جميعا ولايجب أن نتركه أو ( نحرد ) المشاركة في حكمه .
مخطئة أحزابنا وقوانا السياسية التي جعلت الخلاف أكبر من السياسة .. السياسة ليس فيها عداوة دائمة ولا صداقة دائمة ولكن فيها مصالح وطنية إستراتيجية عليا ... يجب أن ننظر للأمام لا الخلف حتى لا تتحول دولة الشمال القادمة لبرميل أكبر من التخلف ... وحتى لانسدر أكثر في غي خلافاتنا التي عادت بنا كثيرا للوراء وأفقدتنا الجنوب ولازالت تقول ( هل من مزيد ؟؟؟ )

ونواصل ...

على الحكومة أيضا أن تدرك بأنه مضى وقت الانفراد بالحكم ... وأن السودان هو سودان الجميع .. وأن الوحدة والتراضي هما سيقودان الدولة نحو النمو والاذدهار وأن البلد تحتاج التكاتف والتفهم أكثر من الخلاف والعنجهية وتحتاج الحب أكثر من القبضة الأمنية
ونواصل ....

لقاء الصادق المهدي - البشير جاء في موعده تماما ... البلد تحتاج توافق .... تحتاج إجماع .... تحتاج تكاتف .... تحتاج بداية جديدة بخطوات مدروسة ... أؤيد هذه الخطوة بشدة وأتمنى لها التةفيق وأتمنى للصادق المهدي أن يلعب دورا في لملمة كل الصفوف ... أن نرى شمالا معافى يهتم بالتنمية والاستقرار والرخاء لا بؤرة مشاكل تعج بالخلافات والاقصاء والغبن .
ونواصل ....