كيف نوقف المناحة ونحول الإنفصال { ولما وقع } إلى قوة دفع إيجابي ... جنوبا وشمالا؟

فالحصل ... حصل.

وما من رجعة ... بالساهل كده.

ولن يحرك الإنتحاب على السودان { الذي كان } قيد أنملة.

ولما لم يكن السودان { الكبييير } على أحسن حال, بل تداعت في مسرحه كل منيبات التدهور ومغارز الإختلاف, فتخلفت الأمة السودانية وأثبتت في سياق { هبوطها } ... أن ما يزال وقتها باكرا, على تسخير التنوع والتعدد لأجل التواؤم والتقدم والوحدة.

والإنفصال أصبح حالة قانونية لا يمكن منازعتها قانويا.

وللملامة هنا وهناك ... جيش من المثقفين والمؤرخين والسياسيين الذين سوف يحاولون سبر غور الموضوع, وإلى مداوات مستطيلة... كما سوف تحط ثقافة شعبية تعبر عن حال البسطاء فيما حدث للسودان... فالتاريخ موعود بكثافة عالية لتوقيع أحوال إنفصال السودان.

ببقى الأهم ... هو الحضور الآني والفاعل للدولتين { شمالا وجنوبا } حتى تجد طفلة في يامبيو دوا ملاريا, وحتى يجد شيخ في بربر حرف قراصة وحتى يصل طالب في حي مايو إلى مدرسته في قلب الخرطوم,... فما في طريقة لإلغاء أو تأجيل إلتزام الدولة إلى حين الفراغ من النقاش حول تاريخ وحاضر و مستقبل السودان... فكل شئ عاجل ومتصل ومترقي لمصاف المسئولية الجوهرية... فليباشر حكام السودان { القديم والجديد } مسئولياتهم في ذلكم السياق.

أما كيف نحول الإنفصال إلى قوة دفع إيجابي؟

بالإعتراف بمفضيا ت الإستفتاء, وبقيام دولة جديدة في جنوب السودان.

بتقرير أن الإستفتاء عملية ديمقراطية وخيار عصراني جدير بالإحترام.

بربط الإنفصال كنتيجة بمشروع السلام الشامل كمقدمة.

بإعتبار أن الإنفصال هو ثمن السلام ما تعذرت الوحدة.

بفرضية مباشرة حق الحياة عبر الإنفصال, دون الموت على وحدة تعسفية.

بتذكار أن إنفصالات جمة حدثت وقريبا , بين شعوب أوربية وآسيوية أكثر تطورا وتقاربا من حالنا السوداني المتخلف

بإعتبار أن الإنفصال هو فاصلة جوهرية إقتضتها المسيرة الوعرة والمتعرجة للدولة السودانية.

وعبر هذه الفاصلة, سوف يواجه شعب الجنوب واقعه الجديد, وربما يكون في إستقلاله حافز قوي لإثبات ذاته وكينونته.

وعبر هذه الفاصلة كذلك سوف يواجه شعب الشمال واقعة القديم, لإحداث تغييرات ضرورية تميلها فرضية الحفاظ على { ما تبقى من السودان } ... خاصة وأن شبح التشرزم الآن في أفضل أحواله مظهرا وجوهرا.

ولأنه إنفصال حدث عبر آلية ديمقراطية, فهذا مؤشر ذو مغزي حضاري, يؤهل الدولتين لرعاية الشئون والعرى المشتركة بينهما وبما يوفر للشعبين منافعا وقيما متبادلة.




... ومرحب بآراء القراء