إلي أصدقائي في "بلفم" جامعة جوبا

اخص منهم مكير وكبويتا وابرام ودي جينسون وماريا وملونق ودوت وين صباح واشول .

دخلنا جامعة جوبا في منتصف التسعينات ، وكان وقتها النظام في أشد حالات تشدده وعنفوانه ، تجييش وهوس ديني ،حور عين وشهداء وتشنج واعتقالات واغتيالات وسيخ وتخويف وقتل ، الترابي يغزو البلاد بمخابيل المؤتمر الاسلامي العالمي وارهابيين عرب وافغان ومن العالم مجاميعه يطلقون علينا النار في مظاهرات طلابية، يشنون حرباً جهادية باسم الاسلام ضد تحركات الجيش الشعبي في جنوب السودان ، صيف العبور والخيول مُسرجة والميل اربعين . انخرطنا في الجامعة في عمل سياسي جبهوي كبير تحالف طلاب الجبهة الوطنية الافريقية ANF وطلاب ديمقراطيين وشيوعيين في الجبهة الديمقراطية DF وطلاب وطنيين من احزاب أخرى، يجمعنا قبل الاتفاق حول ميثاق اسمرا وعلمانية الدولة والحكم الامركزي إنتماءنا الي جامعة جوبا نفسها - وجامعة جوبا جامعة سياسية من الدرجة الأولي فهي نتاج اتفاقية اديس ابابا 1972- بدأنا- قل واصلنا- العمل المشترك الجماهيري والتنظيمي ، تنسيق و دراسات مشتركة مدارس كادر وعمل فكري ومناقشات كتب تاريخ سياسي وورش تفاوض وخطابات سياسية ، حتي اننا خلقنا اقوي تحالف طلابي ممكن في حينها ، دخلنا معارك كبيرة اتذكر جيداً تجربة لجان الاستفتاء علي إجازة دستور اتحاد الطلاب المجمد من قبل الإدارة وحققنا اكبر نسبة إجازة للدستور 98% ومن ثمة الي معركة الاتحاد نفسها التي لم تحتمل ادارة الجامعة نتيجتها بفوزنا العظيم في كل الكليات علي قائمة الاسلاميين التي يدعمونها فجمدت الادارة النتيجة واستدعت جهاز الامن والشرطة لفض الطلاب وضربهم، واتذكر كيف حمينا بعضناالبعض جنوبيين وشماليين ، في بيوت أسرة سودانية في أركويت والصحافات فتحتها لحمياتنا من عصابات الأمن ومن وحشية الشرطة.

كانت أيام صعبة بمعني الصعوبة نفسها ، جامعة مشردة ومغضوب عليها وضعها يشبه وضع النزوح نفسه ، كلية الطب في وسط الخرطوم وكلية الموارد في الكدرو والاقتصاد في مدارس الشباب والديم والتربية في مدارس الفلاح بالعرضة أمدرمان والتنمية في قوز الرميلة والادارة في اركويت ، تفرقة مقصودة وصعبة ، ولكننا استطعنا وبقوة التحالف اياه ان نخلق حالة من النشاط السياسي والفكري بالعمل المشترك، فتكونت وصارت بيننا مشتركات أكبر من إستعارة المراجع والشيتات وتصوير مواد السمسيتر والشرح والاتندنس ، كان بيينا المشروع الديمقراطي ، مشروع سودان موحد علماني وديمقراطي ، كان بيننا مشروع جامعة لردم الهوة بين الجنوب والشمال وتصحيح المفاهيم الثقافة عن بعضنا البعض ، وكان بيينا اقتسام الرغيف والأُسر والداخليات وتكاليف الحماية .

اتسأل لو كان هو الحظ هو الذي تدخل ليجمعنا بانبل واصدق وأقوي البشر عبر جامعة جوبا التي علمتنا ان ننظر الي الجنوبيين بشكل مختلف وان نتعرف علي ثقافاتهم وحكاياتهم واشواقهم ، وان يعرف الجنوبيين ان بين احفاد الزبير باشا من تطوروا وصار لهم حزب تقدمي ينادي بالعدالة والمساواة " علي قولة عبدالخالق محجوب"، وان يكتشف اولاد الدينكا ان المندكورو ليس كلهم "شكل منقة"، ساعدتنا الجامعه علي ان نخلق علاقات وصداقات أبدية عبر الجامعة مع شباب جنوب السودان المثقف الحر، اتذكر ياجونسون "الكلشر ديهCulture Day " وكيف كان الطلاب الجنوبيين والشماليين معاً يترقبونه وينتظرونه بفارغ الصبر ، يوم الثقافة الجنوبية ، الرقصات والاغاني والازياء والحكايات والقصص الافريقية والأكل والجمال والمريسة والحُب الشديد .

الأن - علي مابعد دولة جنوب السودان- تذكرت حوار "ونسة" مع مكير صديقي الودود في "بلفم" وبلفم لمن لايعرفه هو اسم اول معسكر للجيش الشعبي ، في الكدرو كانت هناك تعريشة- كافتريا- يسميها طلاب الجنوب "بلفم" تمسكا وإعزازاً لمقاتليهم . تحدثت مع مكير هناك عن حق تقرير المصير ( سيلف ديترمنيشن كما يحب)الذي ورد في ميثاق اسمرا ووقعت عليه قوي المعارضة حينها ، قلت له ان تقرير المصير قد يؤدي الي انفصال الجنوب ياكومرت ، كانت اجابته لي متماسكة ومنطقية "انو ياكومرت لو حكومة جاب علمانية ومافي حزب ولادستور ديني وتحول ديمقراطي حقيقي سيلف ديتمرنيشن بجيب وحدة وجنوب بكون مرتاح في خرطوم، ده ماكلام دكتور ذاتو ". قاصداً دكتور قرنق طبعاً.

الأن ياصديقي الكبير وبعد ان مات قرنق وصلتم الي تقرير المصير وقررتم مصيركم ، ولكنه ليس بالظبط تقرير المصير المتفق حوله ، تقرير مصير مفرغ من محتواه الديمقراطي ، وهو لايشبه باي حال من الاحوال تقرير المصير الموضوع في أسمرا ، ففي اسمرا كان مربوطاً بالتحول الديمقراطي وبانتخابات برلمانية حرة ونزيهة ، ودستور علماني ، تقرير مصير مربوط بشروط الوحدة في أسسها الجديدة تقرير مصير لجنوب السودان ذلك الحق الذي دافعنا عنه معكم سويا وجنبا الي جنبا ليس هو نفسه تقرير المصير الذي يرعاه انكل رياك وامريكا وبمباركة البشير ، وأي مصير هذا ، هو تقرير المصير الذي يفصل ويهزم المشروع الأساس سودان موحد وديمقراطي .

لا اعني انني لست منفعلا ولست مع تحرر الشعوب وتحديدها لمستقبلها وهويتها ، بل بالعكس تجدني سعيداً جداً بدولة جنوب السودان الوليدة بل واتمني لها النجاح والتقدم - بل كما انني مستعداً لدعمها باي شكل استطيع- ولكني اشير الي ان المسؤلية اصبحت اكبر فانتم ورثتم دولة لم يختارها اهلها بقدر ما حددها رياك وباراك اوباما البشير وأخرين ، عليكم ان لاتنسوا وعد بلفم وقسم التحرر من مرارات العنصرية والقبلية وتجاوزات كرامة الانسان ، وقد أعجبني كلام سلفاكير عنه انهم غفروا للشماليين كما غفر المسيح في الصليب لمعذبيه ، عليكم ان تبذلوا الغالي الذي هو أغلي من ذلك لحماية أرض الجنوب بالتوعية والتعليم وتحموها من الفساد السياسي والنهب والسرقة والعنصريات ، عليكم ان تضربوا صف الافكار القبلية الانتهازية وان ترفعوا راسنا وتسندونا في معركتنا الطويلة المستمرة مع عقول سادة شمال السودان المغلقة والمريضة وان لاتسمحوا لاعداءكم -بان يشمتوا في حلفاءكم وتريحوا توقعاتهم الشامتة بفشل دولة جنوب السودان .

يا قرمبوز


ازيك يازول ... البلد بقت خلا يافردة

سلامات لخضر، وينك ياخضر ؟
عارفك بتكون تونس رافعة معنوياتك في السماء!عقبال باقي الشعوب المقهورة والمصادرة دي.
اها ماقلت لي وانتو كمان كنوبيين ماجهزتوا حركة مطلبية بتقرير المصير أرض النوبيين لسه ؟

نحنا حدنا الميس بس يا قرمبا
التوانسة سرو بالي
لكنها الثورات لا تتكرر بالكربون
كدي خلينا ننتظر كتابنا الجاي حيكون شكلو كيف ؟

ـــــــــــــ
انت قاعد وين يازول ؟ أي زول افتقدوا اليومين ديل بلقاهو في بلداً خليهو ساي

تحياتي يا إبراهيم

واصل ... كتاباتك علي قلتها طاعمة و بترد الروح رغم الحزن
السائد علي ضياع البلد ، البلد كوووولها يا إبراهيم مش الجنوب براهو
و يااااحليل الكان إسمو السودان لامينا و ضامينا شماليين
و جنوبيين غرابة و شرقيين .. بعد كدة وطنك بس أوضتك العايش
جواها و قافل بابها عليك ( إن وجدت !! )





خارج النص : الله يخلي رشا شيخ الدين البتخلينا نشوفك

بحثت عن سبب واحد يدعو لنشر هذا الموضوع هنا بدلاً عن "سودانفوراول" فلم أجد.

Quote: لا اعني انني لست منفعلا ولست مع تحرر الشعوب وتحديدها لمستقبلها وهويتها ، بل بالعكس تجدني سعيداً جداً بدولة جنوب السودان الوليدة بل واتمني لها النجاح والتقدم - بل كما انني مستعداً لدعمها باي شكل استطيع- ولكني اشير الي ان المسؤلية اصبحت اكبر فانتم ورثتم دولة لم يختارها اهلها بقدر ما حددها رياك وباراك اوباما البشير وأخرين ، عليكم ان لاتنسوا وعد بلفم وقسم التحرر من مرارات العنصرية والقبلية وتجاوزات كرامة الانسان ، وقد أعجبني كلام سلفاكير عنه انهم غفروا للشماليين كما غفر المسيح في الصليب لمعذبيه ، عليكم ان تبذلوا الغالي الذي هو أغلي من ذلك لحماية أرض الجنوب بالتوعية والتعليم وتحموها من الفساد السياسي والنهب والسرقة والعنصريات ، عليكم ان تضربوا صف الافكار القبلية الانتهازية وان ترفعوا راسنا وتسندونا في معركتنا الطويلة المستمرة مع عقول سادة شمال السودان المغلقة والمريضة وان لاتسمحوا لاعداءكم -بان يشمتوا في حلفاءكم وتريحوا توقعاتهم الشامتة بفشل دولة جنوب السودان .

شكرا ياهبة الماحي وحسين وياأميرة الشيخ علي المرور ، كانت لنا فعلاً أيام قوية ونشطة مع طلاب جامعة جوبا ، بل اننا كسرنا المقولة المورثة التي كان يلقيها علي مسامعنا الانفصاليين الجنوبيين" Mandkoro is Mandkoro and even if he is a communist he is the brother of Muslim"والتي تعني بالبلدي حتي لو كان الشمالي شيوعي فانه في نهاية الأمر أخو الشمالي المسلم " عملنا وسط هكذا اراء موروثة وسعينا الي تفتيتها مثل سعينا الي تفتيتها مثل سعينا الي تفتت كلام " أولاد البلد " ، عموما الشئ الذي اود ان اقوله ان المعركة لم تنتهي بعد وانها طويلة وستطول أشبه فيما تشبه معارك التحرر الوطني العتيقة .

تحياتي وشكري مجدداً

الأخ إبراهيم الجريفاوي (كده مظبوط الاسم)
تحية طيبة
سيرة جوبا وجامعة جوبا ستظل معنا
غادرنا مباني جامعة جوبا (في جوبا) في أخريات العام 1988

Quote: دخلنا معارك كبيرة اتذكر جيداً تجربة لجان الاستفتاء علي إجازة دستور اتحاد الطلاب المجمد من قبل الإدارة وحققنا اكبر نسبة إجازة للدستور 98%

لا حولااااااااااا
كانت قد تكونت لجنة تعديل الدستور قبل مغادرتنا لجوبا المدينة (1988) وكنت أحد أعضاءها عن تنظيم الطلاب المستقلين
وحتى سنة تخرجنا في العام 1991 لم نستطيع سوى إنجاز القليل من ذلك الدستور نسبة لمماطلة تنظيم جماعة الدعوة الإسلامية حينها
وقد استخدموا كل السبل والطرق الممكنة لتعطيل عمل هذه اللجنة ولكنها نجحت فيما قامت من أجله رغم ذلك كله
نتمنى أن يسع ما بقي من الوطن لأبناء الوطن جميعاً
لنصلحه ثم نسعى لتوحيد الوطن مرة أخرى

thanks Mr.J.Moheldeen i will be back to
your postive text-post when i get an Arabic keyboard

stay cool brother

يافرمبوز ..جامعه جوبا سيره من الرهات السياسي الذي اعتقد انا لم نخسره بعد ..فهي صاحبه (الكعب العالي ) في بوصله الخط السياسي العام و(رمد) عين السلطه كان لايري فيهم الا طابور خامس كما سمعنا من مفردات يصتك لها الذهن وتضحك الاذان ...فلي عوده (علي مهلنا) فلنقل عصف الذاكره قبل ان يدهمنا ( الما في الليد)

Quote: فهي صاحبه (الكعب العالي ) في بوصله الخط السياسي