كان علينا الإعتماد على العمل ... وليس الإرتهـان الى الأمـل ..!!

.. من المسلمات لدى الإنسان السودانى أنه يرتهن الى الأمل أكثر من إعتماده على العمل ويعلق ألآمال العراض الغيبية فى كل ما يتعلق بشئون حياته ، ولا أدرى مرجعا فعليا حقيقيا لهذا الإرتهان ، ...!!
يقول الشاعر : وما نيل الأمانى بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ..
أقول ذلك وقد عمل إخوتنا الجنوبيين بجد نحو الإنفصال الذى ما تمنيناه يوما لخارطة الوطن الواحد وها هى مؤشرات النتائج أضحت واضحة جلية بأرقامها شبه المحسومة ، فى الوقت الذى كان على الحادبين على أمر الوحدة ومنذ وقت كان كافيا لتأصيل مبادىء التماسك والتسامح والوئام والكل يعرف أن الجنوبيون متسامحين
لأنهم جزء من طبائع أهلهم بالشمال فالتعايش والتصاهر كفل لهم تعميق هذه المشاعر والإلفة لديهم ، وهم كذلك
ولكن ربما كان لأثر التصوف والصوفية فى الإنسان السودانى عموما على مر الأزمنة الدينية العقائدية تركت فى مسلكهم وطبائعهم الإرتهان دائما الى الأمل الغائب وفى المجهول ، ... لذلك يستمسك بهذه الشعيرة وينتظر النتائج الغائبة حتى وإن لم يعمل لها ، وهنا ك الكثير من عاداتنا وأمثلتنا ما تؤكد ذلك ، ... . مثلا عندما يقول أهلنا فى الشمال :
( تجرى جرى الوحوش غير رزقك ما بتحوش ) .... والزارعها الله فى الحجر بتقوم .....و يازول أصرف ما فى الجيب ، يأتيك مافى الغيب ..... وغيره كثير وكثير كل ذلك يوكد التهاون فى الجد والعمل والإرتهان الى المجهول ،
فضياع الجنوب واحتقانات أهله تجاه الشمال كان يمكن أن يعالج بكثير من الوسائل أهمها المصداقية والتحابب .
ولكم تحيتى ...
محمد مختار جعفر

فضياع الجنوب واحتقانات أهله تجاه الشمال كان يمكن أن يعالج بكثير من الوسائل أهمها المصداقية والتحابب

ـ

من أجل القراءة

ـ

تحليللا غبار عليه ... نحن فعلا أدمننا الحلم ... دائما نقول في كل شيء بأننا أفضل الناس ونهزأ من قدرات الآخرين رغم أن الواقع الذي نهرب من مواجهته يقول عكس ذلك ... مشكلتنا أننا نسجن أنفسنا في سجن الماضي بكل جمالياته ... فقد كنا في كرة القدم ... وكنا في الرخاء الاجتماعي .... وكنا في الحضارة والتقدم ...
حقيقة كنت أرى هواتف الشارع وأنا طفل في مدينة الأبيض ... كنت أسمع عن ( الخرطوم بالليل ) ... نحن أول بلد افريقي عربي يقوم بتركيب التلفزيون الملون ... كنا نقرأ الصحف والمجلات فور صدورها من جميع أنحاء العالم ... كانت الطائرات مرتان في كل أسبوع تعج بالقادمين من بريطانيا لمشاهدة سباق الخيول في الخرطوم ... كنا أول دولة عربية أنشأت نظام مواقف سيارات البنايات المغلقة ... وكنا وكنا وكنا ... هنا نسجن أنفسنا دائما فالدول والشعوب كلها تأمل بأن تصل لمزيد من الطفرات والنمو والاذدهار بعد مضي عدد من السنين بينما نحن نتحسر على ما فات ونتمنى الرجوع لحقب الخمسينات والستينات .
لابد من أن نستيقظ ونواجه واقعنا المرير ونفكر بجدية في خطوات المستقبل .

شكرا أستاذ / عبد الدين لتفضلك بالإضافة ..