ما أثر التجربـة التونسـية على واقعنـا السودانى ..؟؟

شهد العالم بأثره ثورة إندلعت فى غضون أيام وتطورت بصورة غير متوقعة
لدى كثير من المحللين السياسيين وأهل الشأن السياسى ، مما جعل معظم
الإعلام العربى بجميع آلياته ، قطع برامجه المعتادة ومتابعة هذا الحدث
الهام وغير المحسوب بهذه السرعة المذهلة ..،
إذن هى ثورة شعب خالصة خلت تماما من المؤثرات الحزبية أو الجهوية أو
حتى جهات خارجية بعينها عملت على دفعها ، وإنما كانت إرادة شعبية شبيهة
بثورة أكتوبر 1964 وأبريل 1984 عندنا تماما ..
هذا المشهد تابعه وعايشه الشباب العربى قاطبة بكل وجدانه ومشاعره وتفاعل
معه لحظة بلحظة وساعة بساعة ، كان دافع التونسيين تغيير البنية الإقتصادية
لبلادهم والوقوف ضد بطش الدكتاتورية بكل أساليبها ، ..
جاءت هذه الثورة الجماهيرية التونسية فى وقت يمر به السودان بأزمات شبيهة
واحتقان كبير يمكن أن يستفيد منه العقلاء فى سدة الحكم ويعيدون منطق الفكر
واستقامة الأمور لكيلا يستفحل الأمر لأن مسببات التجربة شبيهة بواقعنا اليوم
فالثورة الشعبية التى أحاطت بالرئيس زين العابدين بن على هى من جراء
إرتفاع السلع الغذائية وتفشى البطالة بين الشباب ، كما هو الحال فى
الجزائر ، لذلك سارعت مصر بإجتماع طارىء لوزرائها بتجميد قراراتها فى
زيادة الضرائب وفى زيادة السلع الغذائية ، كما فعلت هذا الشيء نفسه
كل من ليبيا واليمن ،
إذن فالأزمة تكمن فى المشكلة الإقتصادية فى المقام الأول ، ثم تأت أزمة
الحريات وأزمة الحقوق والواجبات على الدولة تجاه الفرد والجماعات ..
تبقى مؤشرات التغيير وتجديد الزعامات السياسية هى هاجس الشعوب
المقهورة والمظلومة ..
وتحيتى .. محمد مختار جعفر

ـ