ثورة تونس إسلامية كانت أو ثورة في بلد إسلامي هي حلقة جديدة..على الأقل لا تنطلق ضد دين محمد [ص]!

-أستاذ..إحسان له كتاب اسمه [لا استطيع أن أفكر وأنا ارقصِ]
: ونحذف ضجيج الموسيقى.. ثم ننظر إلى الراقصين..
عندها يبدو كل شئ على حقيقته.

- وطاعون الجزائر الشهير- في رواية البير كامي- ..
يبدأ بفأر ميت تحت عتبات محكمة وهران..
- وشاب عاطل يبيع الخضروات على جانب الطريق.. في تونس..
والشاب يحرق نفسه احتجاجاً على عنف الشرطة..
وثورة تونس تنفجر..
و[بن علي] يذهب..!!
- .. ولا الفأر الميت أطلق الطاعون ..
ولا الشاب المحترق صنع الثورة..
بل هذا وهذا كان هو رأس المثلث المتراكم تحت الحدث..

- و[بن علي] الذي تحميه فرنسا..
ترفض فرنسا استقباله..
ويذهب إلى مالطا.. ثم..
- وشاه إيران الذي تحميه أمريكا..
ترفض أمريكا استقباله عند سقوطه ..
ويظل يجوس بلاد العالم يبحث عمن [يجيره]..

- وشاه إيران لما كان يستقبل هيكل في قصره ..
كان شيئا صغيرا يحدث في شوارع طهران يومئذ..
شئ في حجم فأر طهران الجزائر..
وعربة الخضار أمام الشاب التونسي في تونس..
- وهيكل على مائدة الشاه حين يعجز عن ابتلاع قطعة من الكافيار الروسي..
يوجهه الشاه إلى حوض الحمام ليلفظ اللقمة هناك..
- والمشهد – في ما بعد وفي غرفة الجلوس-..
يقود الحديث إلى ملاحظة أن الأجسام لها طبيعة فريدة في لفظ ما لا يصلحها..
وان المجتمع مثل ذلك..!!

- ولا الشاه ولا هيكل يومئذ كان يخطر له أن الشاه هذا نفسه..
سوف يكون هو من يلفظه الجسم بعد قليل ..!!
- ولا احد في العالم كان يخطر له ما حدث..
وصحافة فرنسا تنظر إلى الخميني الذي يقيم في [نوفل دي شاتوه]..
وتتساءل ساخرة عن اللحية الغريبة هذه وعما تحتها..
- وحتى هيكل.. بعد نجاح ثورة الخميني.. يكتب ليقول..
إن ثورة الخميني هي [رصاصة انطلقت من قلب القرن السابع لتستقر في رأس القرن العشرين].

- أيامها كانت أفغانستان تشتعل ضد الشيوعية السوفيتية..
- إسلام سنيّ هنا ضد السوفيت وإسلام شيعي هناك ضد أمريكا..
- قبلها بقليل كان إسلام شعبي / دون فلسفة محددة/ يقود حرب رمضان في مصر عام 1973..
التي كان اسمها حرب رمضان..
- ليس الإسلام وحده هو الذي يشتعل يومئذ..
بل [كل] فلسفات البحث عن معنى-..
وعن فلسفة حقيقية للحكم كانت تنفجر في السنوات الثلاثين الأخيرة..

- وثورة تونس الآن تنفجر في يناير..
وفي يناير 1985 كانت ثورة – على الجانب الآخر تماماً- تنفجر في عدن الشيوعية..
- وفجر الخامس من يناير 1985 كان يشهد عربات مندفعة تتوقف فجأة..
وشباب يقفزون منها يحملون الرشاشات ويدخلون بيوتاً ويطلقون النار..
- كان احد جناحي الحزب الشيوعي في اليمن يقوم بتصفية قادة الجناح الآخر..
قبل ثلاث ساعات من بداية الانتخابات هناك..!!
- بعدها.. بعدها.. وقبلها قبلها.. وانتفاضات لاحد لها في العالم الثالث..
عرباً وعجماً تنفجر تبحث عن [ارض ثابتة تقيم عليها بيتها] ..
- ودون أن ينجح احد..

- وفي السودان تنفجر ثورة أكتوبر 1964 ليتبين الناس في ما بعد..
أنها كانت ثورة تقودها الكنائس البريطانية لمنع عبود من حسم تمرد الجنوب.
- وعام 1986 انتفاضة ضد النميري ليتبين الناس في ما بعد..
أنها لم تكن أكثر من [بداية مرحلة جديدة في تفكيك السودان وإعادته إلى القبلية..
المشروع الذي يبدأ بانفجار..
حرب القبائل في دارفور وخمس جيوش تتبع لاستخبارات أجنبية ..
تجوس دارفور في بداية لصناعة قادة التمرد القبلي و..]
- الدوار.. الدوار..
- والاستطراد يصلح أن نشير إلى أن ثورات مماثلة كانت في السنوات ذاتها..
ترج فرنسا واسبانيا وانجلترا و.. و
- فالناس هناك أيضا كانوا يبحثون عن شئ [ثابت] يقيمون عليه حياتهم..

- وحادثة في حجم فأر الجزائر ترسم مشهد فرنسا..
وفرنسا التي ترتج تحت ثورة عشرين جامعة..
والحياة فيها تتوقف.. وديجول يذهب و..
- فرنسا هذه – وذات صباح هادئ –..
تجد أن فيلسوفها الأكبر – الفيلسوف الذي يعطي معنى الحياة وفلسفة الوجود والحكم –..
الفليسوف[ التوسير] يدخل مركزاً للشرطة هنا بملابس النوم..!!!
ويقول انه ذبح زوجته في نومها..!!!
- ورئيس فرنسا يصرخ :
اسكتوا –..
عار على فرنسا أن تضع عقلها في مستشفى المجانين..!!!!!

لكن الجنون كان في كل مكان.. وفي السودان يقطع شوطاً بعيداً
والإنقاذ تسبق موعدها بثلاثة أشهر وتتقدم في يوليو بدلاً عن أكتوبر..
لان الناس يكتشفون ..
أن ثلاث انقلابات [عنصرية] يكتمل استعدادها – للانطلاق ..
- لكن الدوار في الغرب لا يهدم الدولة.. لماذا؟..
لان الناس هناك تواضعوا على دستور لا ينقضه القادم الجديد..
- بينما نحن – وتحت قيادة الإعلام الغربي ذاته –..
لا يقوم حاكم جديد فينا إلا نقض كل دستور وقانون وفلسفة لمن سبقوه..
- كل هذا ومثقفونا يتبعون الإعلام الغربي مثل ماعز تتبع حزمة برسيم..
- الناس يتبعون المثقفين هؤلاء ..

- وثورة تونس إذن مثل غيرها – تصبح خطوة راقصة أخرى في رقصة الهياج المجنون..
أو..
- تصبح حلقة في سلسلة هادئة دقيقة منتظمة تماماً..
- ونجعل موسيقى الرقص تصمت وننظر إلى خطوات الراقصين..
ونجد شيئاً..

- وسلسلة استعادة العالم الإسلامي لوعيه..تبدأ..
خصوصاً أن العالم الإسلامي يشهد – في ربع القرن الأخير –..
ثورات إسلامية في كل مكان..
بينما كل الفلسفات الأخرى تنظر عاجزة تماماً..
- ثورة تونس إسلامية كانت أو ثورة في بلد إسلامي ..
هي حلقة جديدة..
على الأقل لا تنطلق ضد دين محمد [صلى الله عليه وسلم] ..
- خصوصاً أن وزير الشئون الدينية في حكومة بن علي..
كان يهاجم الآذان فوق المساجد بدعوى انه مزعج ..

- بريد
- أستاذ اسحق: إمام مسجدنا يشن هجوماً غاضباً أمس على الدولة بدعوى إنها لا تطبق الشريعة كما ينبغي..
[ع..ٍ]
- أستاذ[ع]
- إن كان إمامكم يأتي بمن يطبق الشريعة كما ينبغي فنحن معه..
والمؤتمر الشعبي كانت بداية انشقاقه اتهامه للحكومة بأنها لا تطبق الشريعة كما ينبغي..
- والشعبي ذهب وجاء بقرنق حليفاً ليطبق الشريعة كما ينبغي.






http://alraed-sd.com/portal/permalink/53199.html

تسلم ياشفيع علي المرور.

ووجد بن علي ترحيباً من الدول الغربية لأنه نفذ بنجاح باهر مخطط تصفية الإسلام في تونس..
فقد قمع بن علي بشكل لا يصدق التيار الإسلامي في تونس ، وتجرأ على الله عزَّ وجلَّ ومنع الحجاب..
ووصفه بأنه زي متخلف وطائفي وغير جدير بمواكبة العصر..
وسار في خطى أستاذه بورقيبة الذي أفطر في التلفاز في نهار رمضان..
ساخراً من الصيام وممعناً في التهكم من الدين والمتدينين..
وجد بن علي حوافز ضخمة من الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا..
خاصة في حربه المفتوحة ضد الشعب التونسي وهويته وانتمائه الأصيل وعقيدته التي لم يتراجع عنها..
أيا تكن الثورة التي اقتلعته..
فقد أعادت رموز الأسلاميين المنفيين في العواصم..
وجعلت الأسلام يتنفس من جديد في تونس..
هي ثورة لا تصب في خانة العلملنيين بأيّ حال كان.