الاستاذ محمد عبد الله آدم الانصاري ... الملائكة تعيش احياناً بين البشر ...

من الصعوبة ان تكتب عن شخص من العائلة او جزء من اسرتك ... الا اني ساكتب عنه اليوم كمعلم درست علي يديه كآلاف من تلاميذه ... علي مستوي السودان ... مروي ... سنار ... كسلا ... ابو جبيهة ... المؤتمر ... الفاشر ... او حتي خارجه ... وفي جامعتي الاحفاد والاهلية وغيرها من المدارس والجامعات التي درس بها .... اعتقد ان استاذ الانصاري شخص جدير بالاحترام وهو من الشخصيات النادرة في كل شئ ولا يشبه البشر العاديين الا في ملامحه ... وله الكثير من البصمات في كل مكان ذهب اليه ... ويستحق ان نحيه وفاء له وعرفاناً لما قدمه ... لان مثله يتوارون عن الاضواء في وقت تسلط فيه علي كل نكرة .... مثله مثل الكثيرين من ابناء هذا الوطن ...ابناءه الحقيقيين ... الذين يعملون في صمت ...

علي قناعة بان الكثيرين من اعضاء هذا المنبر قد درسوا علي يد هذا المعلم الفاضل ... والقدوة التي اثرت في كثير من اشياءهم ... هي دعوة لهم ولكل من عرفه من اجل التوثيق له لتكون سيرته نبراساً للاجيال القادمة ... وتكريماً له في حياته ... وفي قمة عطاءه ... ووفاءً لما قدمه لتلاميذه ووطنه ...

ولد الانصاري في تنقاسي السوق ... مركز مروي في اربعينيات القرن الماضي حسبما افترض ... والده عبد الله ادم ووالدته بت سعيد ... كان والده تاجراً ... اشتهر بسماحة الاخلاق والطيبة .. والتي كانت مضرب الامثال في تلك الاصقاع .... اشقاءه العوض وهو تاجر لا زال مقيماً في تنقاسي ،عثمان مهندس جيولوجي ... ثم شقيقاته البنات ... توفي والده في سن باكرة ... رغم اليتم المبكر ... الا ان دفء العلاقات الانسانية في تلك الاصقاع ... اضافة للترابط الاسري والعلاقات ا########دة بين فرع المفنخاب الذي ينحدر منه كان له الاثر في تخفيف المصاب ... فعاش بين اعمامه كابنهم تماماً ... وظلت هذه العائلة تحافظ علي قيم التكافل الي يومنا هذا ... بشكل يثير الدهشة والاعجاب في آن واحد ... قد يثير الاسم كثيراً من الدهشة ..... لان تلك المنطقة معروف عنها بانتماءها لطائفة الختمية وتعتبر معقل رئيسي له ... فكيف تعيش اسرة انصارية كجزيرة وسط هذا المحيط الختمي ...الا ان قيم التسامح اضافة لصلات القربي تجعل الامر اكثر سهولة وانسجاماً وان لم تخلو من مشاحنات متباعدة بين الحين والآخر ...

Quote: فكيف تعيش اسرة انصارية كجزيرة وسط هذا المحيط الختمي ...الا ان قيم التسامح اضافة لصلات القربي تجعل الامر اكثر سهولة وانسجاماً وان لم تخلو من مشاحنات متباعدة بين الحين والآخر ...

أخي زهير لم نرى تناقض قط في الميول السياسية في السابق في السودان إلا بعد

مجي الانقاذ و بداوا بتصنيف الناس حسب ولاءهم السياسي مولي و غير موالي

فكون هذا الاشم الانصاري ان يعيش في كنف الختمية فهي حال السودان كله في

أي مكان نعيش مع بعضنا و نحترم بعضنا و لا نعرف للانتماء السياسي إلا في

محافل الانتخابات او الندوات السياسية و كيف لا و تعلم اخي اننا في القريب العاجل

كان يسكن قائد الجبهة الديمقراطية الاخ الشنقيطي مع رئيس الاتجاه الاسلامي محمد

ابراهيم ادروب في شقة واحدة و ميز واحد و حياة واحدة رغم الاختلاف السياسي ؟؟

واصل و نأسف علي المقاطعة !!

يا موسي قيم التسامح والتعايش ... لم يدنسها الا هؤلاء .... رغم كل المناوشات التي كانت تحدث سابقاً الا ان الجميع يعود كما كان ... وهي قيم يجب علينا ان نقوم باحياءها لانها هي الركيزة التي يقوم عليها وطن متعدد في كل شئ .... ساتحدث عن الانصاري الشخص الذي يندر ان يجود الزمان بمثله من حيث النزاهة والاستقامة وحسن الاخلاق ....

درس المراحلة الاولية بالشمالية ... ثم مدرسة وادي سيدنا في اول الستينيات ... ثم جامعة الخرطوم حيث درس اللغة الانجليزية والجغرافية ... بعد تخرجه عمل بالمدارس الثانوية ...ثم انتدب الي انجلترا للدراسات العليا ... فعاد بعد ان اكمل بعثته دون ان يتاخر يوماً واحداً .... ثم انتدب لسلطنة عمان في نهاية السبعينيات ... حيث قضي اربعة اعوام ... في العام الاول وجد كثير من المبعوثين ان المرتبات التي يتقاضونها في السلطنة اقل مما هو متوقع فعاد منهم الكثير ... الا انه اصر علي اكمال بعثته التي حضر من اجلها ... وحينما اكمل السنوات الاربع ... عاد الي وطنه رغم بداية الانهيار الاقتصادي للبلد ... رغم ان كثير من زملائه آثر ان يواصل في الاغتراب ... ورغم العروض الكثيرة التي قدمت له من اجل ان يبقي .... لينقل مباشرة لمدينة ابو جبيهة في ولاية جنوب كردفان مديراً لمدرستها الثانوية ....

للمشاركة من خارج البورد ...

[email protected]