رسالة إلى الشعب التونسي البطل ..

شكرا لكم يا اصدقائي
أزلتم عن عيوننا غشاوة الهزيمة
وأعدتم الأمل بأن الشعوب لا تموت

مزقتم بجسارتكم الناضحة الواضحة
كل الملخصات البايخة التي ظلت
تدور حول أن زمن إنتفاضات الشعوب
قد ولى

من سيكافئكم على الدرس الذي قدمتموه
للشعوب التي لم تنجز ينايرها بعد؟!
وانتم ترددون مع شاعركم الفذ الشابي:

إذا الشعب يوما أرادا لحياة ..

لكم الشكر والتحية

لم تنسكم حالة الفرح التي اعترتكم أن
تعلنوا عبر متحدثيكم النقابيين والحزبيين
بكل وضوح أنكم:
لن تقبلوا أنصاف الحلول ولا أنصاف أشكال
التغيير .. ولن تقبلو كذلك كلام قادة الأمس
الذين خبرتم حرثهم، عندما قالوا: أرجعوا إلى
بيوتكم ريثما نعيد لكم السلطة عبـــــر
الانتخابات الديمقراطية .. أعلنتم أنكـم
تعرفون أنها فرية لاحتواء المزاجم الثوري
العام ليخبو ..

تكثفت خبرتكم وأنتم تواجهون واقع الحياة
اليومية في تونس .. واختبرتم موازين القوى
في الواقع فأيقنتم أن (ضعف النظام اليوم
يتخفى في قوة الأمس) ولن يستطيع الصمود أمام
توحدكم ومثابرتكم فخرجتم نساءا ورجالا على
قلب واحد .. سقط الشهداء بالعشرات فأزدتم
صلابة .. شعر العسكر أنكم قد حددتم ألا عودة
فتراخت قبضتهم وبدأ الجنود ينحازون لجموعكم
تدريجيا، يا لقدرة رياح التغيير عندمــا
تهب بمزاج جماهيري غلاب قرر أن الواقع بشكله هذا
لا يمكن أن يستمر .. شكرا لكم.

عندما نهض أطفال الحجارة في فلسطين يقاومون
الآلة العسكرية الإسرائيلية كتب الشاعر
نزار قباني قائلا:

أمام أطفال الحجارة أصبحت دواوين شعرنا
كالأحذية القديمة

فماذا يا ترى كان سيقول لنا أمام هبــة
الشعب التونسي

بعض الأصوات أرتفعت محاولة تصوير الانتفاضة
بأنها مؤامرة لإحداث الفوضى .. وأي فوضى
أكثر من تجويع الناس وإذلالهم؟!

ليس بالإمكان رسم خارطة تفصيلية بملامح إنتفاضة الجماهير، فهي تبقى
كامنة في أحلام المقهورين (ككمون النار في الحجر) ريثما يتم قدحها
وإذ ذاك يصبح الشعب هو الذي يقرر شكل الحياة التي تلبي أشواقه

ثورة الشعب التونسي هي ثورة شعبية اندلعت في تونس ، بدأت أحداثها
في الثامن عشر من ديسمبر 2010 م تضامناً مع الشاب محمد
البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في 17
ديسمبر 2010 م تعبيراً عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي
يبيع عليها ومن ثم قيام شرطية بصفعه أمام الملأ (توفي محمد
البوعزيزي يوم الثلاثاء الموافق 4 يناير 2011 م نتيجة الحروق)،
أدى ذلك إلى اندلاع شرارة المظاهرات في يوم 18 ديسمبر 2010 وخروج
آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود
العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. ونتج عن
هذه المظاهرات التي شملت مدن عديدة في تونس عن سقوط العديد من
القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن،
وأجبرت الرئيس زين العابدين بن علي على إقالة عدد من الوزراء
بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادي
بحلها المتظاهرون، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات
الرئاسة عام 2014 م.[5] لكن الانتفاضة توسعت وازدادت شدتها
حتى وصلت إلى المباني الحكومية مما أجبر الرئيس بن علي على
التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد خلسةً إلى السعودية يوم
الجمعة 14 يناير 2011 م[6] وتولي الوزير الأول محمد الغنوشي
السلطة في البلاد مؤقتاً، وأعلنت حالة الطوارئ مع حظر التجول

منقول من الموسوع الحرة (ويكيبيديا)

"نظام بن علي كان من أشد الأنظمة القمعية في العالم العربي، حيث كان يستخدم قوات الأمن في فرض سطوته على البلاد، ووضع القيود على وسائل الإعلام بشكل غير مسبوق، وكبل الحريات، ولم يستفد من النمو الإقتصادي الذي شهدته تونس في عهده سوى قلة من بطانة حكمه، في حين كان الشعب يعاني من البطالة والفقر، وعمل النظام كذلك على تدمير الأحزاب السياسية، والنقابات المهنية والعمالية، دون أن يدري إن كل ذلك سيولد الإنفجار في لحظة ما. و لما حانت تلك اللحظة التي انطلقت مع إنتحار بائع من خلال إضرام النار في جسده بالشارع، انتهزتها الطبقة العاملة فرصة، وعضت عليها بالنواجز، فاندلعت مظاهرات رفعت شعار "الخبز"، ثم تضامنت معها الطبقة الوسطى، مطالبة بالحرية، ورفعت المظاهرات شعار "الخبز والحرية"، واتسعت دائرة التضامن لتشمل أفراد من الشرطة والجيش، ولم يستطع بن علي السيطرة على الأوضاع بعد أن فقد السيطرة على الشرطة والجيش، فاتخذ قراره بالرحيل إلى خارج البلاد، مما يعتبر واحد من أهم انتصارات الشعوب خلال السنوات الـ 40 الماضية، التي لم تعرف فيها المنطقة العربية سوى الإنقلابات العسكرية أو التغيير من داخل الأنظمة الدكتاتورية نفسها".


مجتزأ منقول من الوحدوي نت إيلاف

نسيت أن أقول لكم أن السودان قد شهد:

ثورة 21 أكتوبر 1964م .. وإنتفاضة مارس أبريل 1985م

وكانتا هبتين شعبيتين ناصعتين أطاحتا بنظامين عسكريين

شرسين .. ودنت السلطة وتدلت ليد الجماهير

ولكن ..

يا خسارة

ضاعتا

فلا تسمحوا لـ ينايركم أن تضيع

فتلاقي الإرادة الشعبية الجماعية لحظة كثيفة
نادرة تتيح للشعوب أن تملي إرادتها

فلا تسمحوا لهذه الجذوة المشتعلة أن تخبو
دون أن تؤسس لشكل الوطن الذي تريدون

Quote: لم تنسكم حالة الفرح التي اعترتكم أن تعلنوا عبر متحدثيكم النقابيين والحزبيين بكل وضوح أنكم: لن تقبلوا أنصاف الحلول ولا أنصاف أشكال التغيير .. ولن تقبلو كذلك كلام قادة الأمس الذين خبرتم حرثهم، عندما قالوا: أرجعوا إلى بيوتكم ريثما نعيد لكم السلطة عبـــــر الانتخابات الديمقراطية .. أعلنتم أنكـم تعرفون أنها فرية لاحتواء المزاجم الثوري العام ليخبو ..

ربما تؤسس إنتفاضة تونس لمفاهيم ثوريةجديدة..

Quote: ربما تؤسس إنتفاضة تونس لمفاهيم ثوريةجديدة..

الأخ - صلاح هاشم السعيد - تحياتي،

ربما الجديد هو الإضطراب الشامل في المفاهيم لحد أن يتساوى
الجميع في الجهل باحتمالات ما سيكون .. إنتفاضة تونس خلخـت
مفاهيم من استكان لفكرة غياب الشعوب في بلدان العالم الثالث
عن الحضور في المشهد السياسي الاجتماعي كما كان عليه الحال قبل عدة
عقود .. عاجلت إنتفاضة تونس طمأنينة الحاكمين غير المبالين
بمشاعر المحكومين لترسل رسالة قوية أن أفتحوا عيونكم واستقيموا
وإلا فيد الشعب فوق كل جبار .. والانتفاضة التونسية العفوية
العارمة ستعدي الشعوب التي أصابها الإحباط وهي تنتظر حدوث
شيء لم تهيئ له الآرض.

ومن لا يحب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر

أبو القاسم الشابي - تونس الخضراء

من يبحث عن وطن حر وديمقراطي .. فلا أقل من أن
يفي بمطلوبات ذلك الوطن المنشود من وسائل وآليات وطرق
صحيحة وصارمة وملتزمة لتحقيق ذلك الهدف النبيل

من فاتته أكتوبر وأبريل في السودان فالينظر للحيوية
الخلاقة التي أنتظمت الشارع التونسي ليرى (الثورة
عيد المقهورين) تسير في الطرقات، وتغير مزاج الجماهير
ليتجاوز محطة القهر والهزيمة ويلتقط زمام المبادرة
ويقرر مستقبله كما يشتهي.

لقد أخطات، ليس كما يشتهي، ولكن وفق
ما تسمح به موازين القوى في لحظة الإنتفاضة
مستوى التنظيم، جاهزية القوى الحية لإحلال
نفسها محل النظام القديم .. وإلا سيبرز
التوفيقيون ليقولوا:

الامن أولا : وليبقى بعض رموز النظام القديم
ويتم تطعيمهم ببعض رموز المعارضة لفترة إنتقالية
ومن ثم تجرى الإنتخابات بعد خبو آخر أثر لجذوة
الإنتفاضة حيث يعود الناس إلى بيوتهم واستكانتهم
القديمة

يا لها من فكرة بايخة تضيع دماء من ضحوا
لأجل وطن ديمقراطي تحفظ فيه الحقوق السياسية
والإقتصادية ويعاد فيه الإعتبار لجميع المواطنين
وتطور فيه الاليات المانعة للخروج عن جادة
العدل والديمقراطية .. فأحذروا تفويت
ينايركم كما ضاعت أكتوبرنا وأبريلنا من قبل

فجاءة أصبح بوعزيزي الشاب التونسي العاطل عن العمل
والذي تلقى صفعة من شرطية صغيرة بطلا قومياً ملهمــا
لثورة ممتدة .. لا زال ثيرمومتر موازين القوى يتأرجح
ولكنه وحتى اللحظة الراهنة يميل لصالح كفة القوى الشعبية،
مساء أمس ظهر محمد الغنوشي الوزير الأول الجديد في التلفزيون
وأعلن بعض الرسائل السريعة والتي مفادها:

- إنفاذ الديمقراطية عاجلا
- إطلاق سراح جميع السجناء السياسي
- تحسين الاحوال المعيشية فورا
- محاسبة من قتلوا المتظاهرين
- محاسبة المفسدين في النظام السابق

يا لسرعة ثورات الشعوب في تعديل ميزان الوطن المائل
ووضع أشواق الناس الحقيقية على رأس قائمة أجندة
الحكومة

(الثورة لا يصنعها الساسة في غرف العمليات
بل يصنعها الشعب المتحد الواع بالدم
في الشارع والساحات)

لم تكن تونس لوقت قريب على أجندة البلدان
القابلة للإنفجار .. لم تكن تتصدر عناوين
الأخبار.. إعلامها يقول كل شيء تحت قبضــة
الأنفاس على ما يرام حتى إنطلقت ثورتها
وسقط الشهداء بالعشرات بدءاً بـ بوعزيزي
الذي عبر عن غضبه بحرق نفسه وتلا ذلك تداعي
الشارع التونسي كل شهيد يسقط كأنما يصب
مزيدا من الزيت على نار الثورة .. التزم
الثوار بسلمية الثورة وتنامي خطها صوب
اهدافها مهما كان ..

علمونا كيف تراصت صفوفكم خلف بوعزيزي
تعزفون نغماً واحدا منسجما وترفعون
أجندتكم على رأس أجندة من يحاولون
سرق جهودكم التي مرت من بين فوهات
المدافع مؤكدين مقولة شاعركم الشابي:

إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر

الدرس التونسي يتواصل إلى أعمق وينزع
أظافر النمر واحدا تلو الآخر معلنا بثقة
وهدؤ أن برنامج الثورة محدد الأهداف وغير
خاضع للتحليلات الفطيرة وتهيب حدوث إنفلات
أمني ..

هي ثورة بالفعل وليس مجرد إصلاح وترميمات
على جسد النظام الذي ظلم الشعب .. اضاع
الحقوق واوغر الصدور