فذرني أبادرها بما ملكت يدي..

انتصر التوانسة..لأنهم كسروا رقبة الخوف "كع كدة"..فبال الظلم شووو على رجليه..الخوف..أول وأهم حاجز دفاع ..تقيمه الدكتاتوريات وتحافظ عليه ما استطاعت..وترجموا بواقع فصيح..إذا الشعب يوما أراد الحياة..وكذلك ما سطره الشاعر المجنون بالإبداع "طرفة بن العبد" قائلا: إن لم تستطع درء منيتي** فذرني أبادرها بما ملكت يدي..
كم تعجبني جسارة طرفة ولغته في هذا البيت..والذي بعدما "قنع" من خير الذين استجار بهم..أو الذين كان واجبهم حمايته..تحدى الموت النائم بان "طقعه" بالحجارة..وانه مستعد لقتال الموت بما في يده ولن يستسلم هكذا بلاش..وسيموت وهو ممسكا بشي في يده "إن شاء الله طرقة نيمة"..كما استشهد في مدفعه عبد الفضيل في شارع الجامعة..فالشعب الذي يقتله الجوع..متله متل ذلك الذي تقتله..الملاريا..وذلك الذي يموت عاطلا بشهاداته..مثلما مات محمد البوعزيزي حرقا..على حكامه الذين لم يستطيعوا حمايته من "المنايا"..أن يتركوه يقاتل صنوف المنايا لوحده..وسيهزمها..المرض من المنايا..الجهل من المنايا..و الفساد..وكذلك العطالة وقلة الشغل..
قال ابن علي أن بعض المسئولين "غالطوه"..المغالطة عند التوانسة تعني "الغش"..معقولة يا ابن علي..معقولة يا ابن "حواء"..أنت جلست 23 عاما تحكم ولدينا أمثالك..إذا كان هناك "بعض" المسئولين يغالطوك..وأنت لا تدري..هذا يعني أن "كل" المسئولين غالطوك طوال هذه الفترة..معقول ياسيادة الرئيس!!..أم أنكم "كلكم" كذلك تغالطونا..أم أنك تستغفل التوانسة والسامعين!! وكانت محاولته الطيش..قبل أن تطش به طائرته..بين فالتا ومرسيليا..
رأينا دموع محمد الهاشمي الحامدي..في قناته "غير المستقلة" يبكى على سقوط إحدى قلاع الدكتاتوريات..وربما يبكى على أن احدى مواسيره السرية "كُسرت"..هذه القناة التي ما فتأت تكيل المديح والرديح لدكتاتوريات الخرطوم..رغم انو الراجل يعيش في لندن عز الديمقراطيات..انه "يُدلك" الدكتاتوريات..و"يشيل" لها الشعر كمان..
كان ثمن الدم باهظا بالحساب الفردي..رخيص بحساب الشعوب..فلتنتقل عدواك يا شعب تونس..ونبادر المنايا بما ملكت أيدينا..يشاع أن زعماء الدكتاتوريات يخشون حتى متابعة ما يجري في تونس..وأن بعضهم جهز الأمصال الفاسدة..واشترى النصائح من البلاك وتر..