كيف لرئيس أن يهرب من شعبه ؟؟

الرمز الأول للسيادة الوطنية
القائد العام للقوات المسلحة الوطنية
قمة هرم الأمن القومى لبلاده
حكم شعبه لأكثر من ثلاثة وعشرين عاما
أُنتخب رئيسا للجمهورية خمس مرات متوالية
خاطب مواطنيه بـ(يا شعبى العزيز) فى كل خطاباته السياسية

وفى أول أزمة سياسية إقتصادية تواجه شعبه .. يهرب خلسة من شعبه !!

فما الذى كان يبيعه طيلة الـ23 عاما لبلاده وشعبه مثل هذا الرئيس ؟؟.

كيف يخدع هؤلاء الرؤساء مواطنيهم كل هذه العقود الطويلة ؟

كيف يتباهون أمام شعوبهم كالطواويس بأنهم رموز للشجاعة والعزة والكرامة ؟؟

وفى أول لحظة للحقيقة .. يهربون منهم متخفيين كالفئران ..

دكتور مهدي حبابك
يا خوي ديل ما بشر ديل مجردين من الانسانية
همهم الكرسي ورويحتهم
كل واحد يقول يا روح ما بعدك روح
قبل قليل كتبت رد في احد البوستات مستنكرة ومستغربة بجد ظاهرة الهروب المخجلة دي
الرجال ديل بي جريتهم دي ما بخجلوا ؟
ما بخجلوا من العالم ده كلو لما الواحد فيهم كان رئيس ليه شنة ورنة في بلده
احسن تموت في بلدك بي عزتك وكرامتك ولا تهرب ذليل زي اللص ؟؟
في وش تقابل بيه الناس الماشي ليهم ديل ؟
الاختشوا ماتوا حقيقي
شكرا يا دكتور لك التحية والاحترام

شكرا يا أخت أسماء

بالله مش حاجة تحًير !!



هذا (الرجل) أقسم أمام شعبه على المصحف , خمس مرات متوالية , على أن يحافظ على وحدة البلاد وأمنها , وأن يعمل على رفاهية شعبها , وعلى صيانة الدستور , وعلى أقامة العدل والنظام , وأشهد الله على كل ذلك أمامهم . ثم أقام يحكم بلاده ثلاثة وعشرين عاما , ويتخذ لها القرارات السيادية والأمنية المختلفة , ويمثلها فى المحافل الدولية , ويستقبل رؤساء الدول المختلفة .

وفى ساعات قلائل , يتخذ قرارا مخجلا كهذا , ويهرب من وطنه ويترك شعبه فى محنته ..!

كيف لنمر من ورق مثل هذا أن يحكم شعبا ثلاثة وعشرون عاما ؟؟.

وكم فى دول العالم الثالث من زعماء مثله لا يزالوا يحكمون شعوبهم كذبا وتيها وضلالا ؟؟.

وتظهر المسخرة فى قمتها , عندما تعود الذاكرة الى الوراء لأيام قلائل , حيث تصطف الجماهير على جانبى الطريق , حاملة الأعلام وهى تهتف بحياة الرئيس .. (المقدام)!!

وبالطبع , لكى تكتمل أركان الخدعة الكبرى التى يعًيشون شعوبهم فيها , لا بد من الحرص على تصوير مناسك الحج والعمرة والصلاة جماعة فى المساجد , ونشرها وتوزيعها فى كل وسائل الإعلام , وتكبيرها وتعليقها فى كل الشوارع الرئيسية للمدن , ليطمئن المواطنين على تقوى وإيمان رؤسائهم , وليناموا ملء جفونهم .

لن يصدق مواطنا تونسيا واحدا , بل لن يصدق مواطنا واحدا فى كل دول العالم الثالث , بعد اليوم مثل هذه الشعارات والملصقات البراقة ..

فلقد إستطاع (السيد بن على) أفراغها من محتواها تماما بهذا الهروب الكبير !

فى يوم الجمعة 17 ديسمبر , وأمام مبنى بلدية (سيدى أبو زيد) , سكب الشاب التونسى الجامعى (محمد البوعزيزى) البنزين على نفسه وأضرم فيها النار.

لقد يئس البوعزيزى تماما من هذه الحياة عندما صادرت هذه البلدية تحديدا عربة الخضار التى كان يدفعها ويسترزق منها . فلقد جاء المقهور بالأمس الى مبنى البلدية لتقديم طلب إسترحام لإرجاع تلك العربة مورد رزقه وتقديم شكوى فى حق الشرطى الذى صفعه أمام الملأ قبل أن يصادر عربته , ولكنه مُنع حتى من الدخول من الدخول الى مبنى البلدية .

عندما تصاعدت إحتجاجات المواطنين والشباب العاطلين عن العمل فى ولاية سيدى أبو زيد نتيجة لهذه الحادثة , وبلغت درجات المواجهة اليومية بين الشرطة والشعب أوجها , جاء زين العابدين بن على مصطحبا آلته الإعلامية لزيارة البوعزيزى فى المستشفى .

لقد جاء السيد الرئيس الحنيًن لزيارة وعيادة أحد (مواطنيه) ليخفف عنه آلامه ويسمح عنه دموعه , ولكنه جاء متأخرا قليلا , فلقد كانت رسالة البوعزيزى الى الشعب التونسى جلية وواضحة تماما: أننى أحد ضحايا هذا البن على فلا تصدقوا نفاقه وكذبه !.

لقد مات المسكين (البوعزيزى) , ولكنه مات بعد أيصال رسالته (النارية) لكل الشعب التونسى . مات بعد إندلاع نار الشرارة التى أضرمها فى نفسه لتشمل كل مدن تونس .. الخضراء !