السودان – الحقيقة والتاريخ

تحدث يوسف ود الهندي في كتابه تاريخ السودان عن شخصيات زعم أنهم أبطال وأنهم من صنع تاريخ السودان متفقا في القول مع كثير من المؤرخين الذين رصدوا ودونوا تاريخ السودان .. فعلى ماذا اعتمد هو أو غيره في ذلك التدوين ؟ من كان مرجعهم ؟ وماذا فعل من حُسِبوا على السودان أبطالا سواء أن كان المهدي أو التعايشى أو الميرغني أو غيرهم سوى الاعتداء على المواطنين أهل البلد وظلمهم بالرغم من أنهم احتضنوهم بينهم بطيبة أهل البلد عندما نزحوا للسودان فالتعايشى أصله تشادي والمهدي نيجيري والمراغنة من إيران وعلى الميرغني دخل السودان كضابط مع الجيش الانجليزي .. فأصبحوا بين ليلة وضحاها مُلاك أراضى لم يرثوها عن آباءهم أو أجدادهم لأن أصولهم ليست سودانية بل ملكوها بحكم المنفعة والمصالح المشتركة .. فلماذا تناول تاريخ السودان قصص غير السودانيين وخلدهم كأبطال مزيفين وتجاهل بالذكر السودانيين الاصليين كأبطال حقيقيين للسودان ؟ لماذا لم يذكر التاريخ العركيين ونضالهم المرير عبر التاريخ ضد الظلم والظلمة ليس في السودان فقط بل وفى العالم كافة .. لماذا تم تجاهلهم وهم أول من رفع شعار الإنسانية ونادي بالدفاع عن حقوق الإنسان قبل الاوربيين أنفسهم .. كيف يتم تجاهل أبطال مثل الشيخ محمد ود الطريفى (البحروا عميق ومابتعام) وهزيمته لسندس الذي أتى غائرا من بلاد المغرب .. والشيخ يوسف ابشرا والشيخ محمد (أب إيداً طويلة) والشيخ احمد الريح السجاد الذي دحر الفونج والشيخ حمد النيل (أب قيد) الذي وقف لوحده عندما تخاذل الجميع في وجه المهدية والتعايشى الذي قام بوضع الشيخ حمد النيل في السجن مكبلا بالقيود وبالرغم من ذلك لم ينكسر ولم يخضع له .. والشيخ عبدالباقى ازرق طيبة (سيد الاسم) الذي كان صاحب العصر في زمنه .. ولماذا لم يذكر التاريخ تاج الدين البهارى وسبب قدومه الحقيقي للسودان حاملا أمانة وليس طريقا ..
أيترك التاريخ أصحاب الفضل الحقيقي ويتحدث عن المهدي! لو كان المهدي صادقا ويستحق مانُسب إليه من بطولة فلماذا لم يقود ثورته من جزيرة لبب حيث ولد ونشأ ولا من بربر حيث درس فيها بخلاوى الغبش ؟ لماذا لم يسانده أهل منطقته ولا زملائه إن كان على حق! أم لأنهم كانوا أهل قرآن وعلم ومعرفة ببواطن الأمور وكانوا من أصحاب القلوب المستنيرة فلم ينقادوا لظلام المهدي ويساندوه .. وأين كان المهدي عندما درس الشيخ عبدالله العركى القرآن عند أولاد جابر؟ وأين كان عجيب المانجلق ؟ وأين كان اليعقوباب والصادقاب والتجانية والسمانية وغيرهم من باقي الطرق عندما فعل العركيين مافعلوا بالكتمان فحارب العركيين وحصد غيرهم الغنائم وتم نسب بطولاتهم لآخرين لا يستحقونها وبالرغم من ذلك يأتي أصحاب تلك الطرق ويتحدثون عن التصوف! أيحسبون التصوف وجاهة وزيا ؟ ويحسبون أنفسهم أبطال وماهم بالأبطال .. وأنهم أصحاب المدد وماصدقوا .. فالمدد مدد العركيين وهم من طلق النفحات .. ألقوا نفحاتهم فملأت أرجاء الدنيا وفاضت على الآخرين .. فما يتباهى به الآخرين مصدره المدد العركى وحتى الشيخ برير عندما أتى للشيخ التوم ود بانقا أتاه مشبعا فقد قضى قبل مجيئه إليه 12 عام في ابحراز برفقة الشيخ احمد الريح السجاد (العركى) يعنى أن الشيخ برير وكل السمانية اصل مددهم عركى مثلهم مثل باقي الطرق...ِ