الفالق السوداني! حسان حيدر(خابز البشير وعاجنو حالتو ما سودانى)!

الفالق السوداني! حسان حيدر(خابز البشير وعاجنو حالتو ما سودانى)!


01-06-2011, 07:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=320&msg=1294293656&rn=1


Post: #1
Title: الفالق السوداني! حسان حيدر(خابز البشير وعاجنو حالتو ما سودانى)!
Author: jini
Date: 01-06-2011, 07:00 AM
Parent: #0

Quote: الفالق السوداني
الخميس, 06 يناير 2011
حسان حيدر

يضحك الرئيس السوداني عمر البشير في سره وفي العلن. لقد حقق أخيراً الهدف الذي من أجله قام بانقلاب عسكري في 1989 برعاية ودعم من الإسلاميين ممثلين بحسن الترابي وحزبه: إقامة «نظام إسلامي» في جزء من السودان بعد إخلائه من «الشوائب». لم يستطع مداراة مشاعره في جوبا التي زارها قبل يومين مودعاً. قال انه على رغم «حزنه» سيحتفل مع الجنوبيين بإعلان انفصالهم. وقد ينخدع البعض بهذا الكلام ويظن ان البشير متسامح مع اعدائه ورافضي حكمه، وانه يؤمن بحق تقرير المصير لـ «شعوب» السودان ويحرص على ان يرعى خياراتهم بنفسه. لكن الواقع هو ان الرئيس السوداني الذي سقط من شعبه في عهده بسبب الحروب اكثر مما قتلت الأمراض المستعصية، يتنفس الصعداء وهو يرى حلمه يتحقق بالتخلص من الأقليات غير المسلمة في بلاده وإخراجها من السودان إلى الأبد، بعدما ساهم بوعي وتخطيط كاملين على مدى اكثر من عقدين في دفع الجنوبيين نحو هذا الخيار برفضه مفهوم التعددية والحقوق المترتبة عليه لسائر السودانيين، اياً كان انتماؤهم العرقي أو الديني.

لكن ما يُضحك البشير اليوم ربما سيُبكيه غداً. فهذا الفالق الزلزالي الذي ساهم في حفره لا بد أن يكمل طريقه بعدما زالت من أمامه اهم العوائق، وإذا كان الحكم في الخرطوم يبارك انفصال الجنوبيين ويتبناه، فماذا ستكون حجته في حال طالب سكان إقليم دارفور بالانفصال؟ لقد توعد البشير بالضرب بـ «يد من حديد» لرد أي مطلب مماثل، لكن الحرب مع الجنوب التي استمرت عقوداً لم تحل دون انفصاله، فهل تنفعه في دارفور التي باتت قضية دولية أيضاً؟ وهل السلاح هو الوسيلة الوحيدة التي يملكها الحاكم لمخاطبة شعبه؟

وما يُضحك البشير اليوم قد يُبكي عرباً آخرين غداً. إذ لا شيء يحول دون امتداد العدوى إلى دول في المنطقة، لا سيما إذا كانت تشارك الخرطوم الأسلوب ذاته في التعامل مع أقلياتها ورفض الاعتراف بحقوقها، أو تسعى فئة فيها الى التحكم بالآخرين وفرض نموذجها عليهم.

بعض الأنظمة العربية اعتاد إلقاء اللوم على الخارج المتربص بـ «نجاحاته» او على «تطرف مستورد» لا يعكس واقع الحال ولا «الوحدة المتينة» التي تجمع بين مكوناته، لكن الواقع مختلف تماماً. فهذه الأنظمة بحكم تركيبتها وتمسكها المستميت بالسلطة مهما كانت النتائج، تضطر في معظم الأحيان إلى مسايرة المتطرفين وغض الطرف عن ممارساتهم لنيل رضاهم، أو على الأقل سكوتهم، وتسمح لهم بالتسلل إلى القوانين والمؤسسات، وبتحويل تشددهم إلى أعراف يصعب تجاوزها، ما يعمق الشرخ داخل مجتمعاتها ويؤسس للتوترات والعنف.

وقد يكون العراق الذي ينتهي احتلاله نظرياً هذا العام بين أوائل المرشحين للانضمام الى «النموذج السوداني» اذا لم تنجح قياداته السياسية المتنوعة في تجربة التعايش الجديدة بعد سنوات من الاقتتال الأهلي. وباستثناء الأكراد الذين يتمتعون منذ زمن بوضع خاص رسخه الدستور الحالي، فإن باقي مكونات الشعب العراقي تجتاز حالياً امتحاناً صعباً قد يعني الفشل فيه انتعاش فكرة تقسيمه إلى أقاليم ودويلات. وقد يكون في استهداف الأقلية المسيحية العراقية بعض ملامح هذا الاحتمال.