ما اجمل البشير عندما يكون وديعا

ورجل سلام في نفس الوقت

هكذا كان او اراد ان يكون
في زيارته لجوبا من خلال كلمتين
تطابقتا حرفا ومعني مع المسودة التي كان يحملها
ويطالعها من وقت لآخر

قال ان استراتيجية السلام كانت في اليوم الاول للانقاذ
وانه كان يسعي لفتح كوة من اجل السلام مستفيدا بجهود اثيوبيا
الا ان جاءت نيفاشا التي سيحترم الفاصل الاخير منها

تجاهل تماما كل ما يمكن ان يعكنن مزاج الجنوبيين
وقدم نفسه كبطل للسلام ولم يتبق الا ان يقول انه مبعوث
العناية الالهية لانشاء دولة الجنوب الحرة المستقلة

بالطبع ليس من اللياقة او اللباقة ان يذكر البشير
الجنوبيين ان انقلابه اساسا كان لقطع اتفاق مع قرنق
ليس من بنوده تقرير المصير

لاول مرة يذكر البشير التجمع الوطني الديموقراطي
بخير عندما قال ان تقرير المصير كان خيار الشماليين جميعا
سواء في الحكومة او في مؤتمر المقررات المصيرية باسمرا

كان من حق البشير ان يفتخر بان حزبه اول من ادخل
عبارة تقرير المصير الي القاموس السياسي السوداني
ولكن قولة ان قد قبل تقرير المصير في اتفاق نيفاشا
طوعا فقد جانبه الصواب فالمتابعين لمحادثات نيفاشا
يعلمون ان دانفورث هو من كان وراي فرض هذا الشرط حيث
ان المؤتمر كان يعلم سلفا ان تقرير المصير هنايعني التفريط في الوحدة

عموما الزيارة مع التصريحات الايجابية السابقة
عززت من المناخ الايجابي للاستفتاء وهي خطوة اشادت بها الخارجية الامريكية
لانها تصب في خانة المطالب الرئيسية يضاف اليها المطلب الرئيسي الاعتراف بنتيجة الاستفتاء
وهذا ما اكد عليه البشير مجددا من ان الخيار المفضل هو الوحدة ولكن اذا اختار الجنوبيون الانفصال
نقول ليهم اهلا وسهلا

البشير الذي شعر بان الوحدة اصبحت
لحسة كوع (حسب تعبيرهم ) اصبح يمني
النفس باستثمارات مستقبلية في الجنوب باشارته
الي انهم احق من اي جهة اخري بالتعاون مع الجنوب

طرح البشير للنموذج الاوربي في الوحدة
يعني ان الرهان القادم رهان اقتصادي
وهو طرح سبق وان قدمه عبدالرحيم حمدي
عندما نادي بالاعتراف بالانفصال والعمل علي دعم الروابط الاقتصادية المشتركة