متى يفيق هذا الشعب ؟؟

حينما تجانبنا الحكمة ونفتقد بوصلة التوجه ، يتجلى فينا الإستسلام وننصت ببلاهة لساذج القول ، والذى يسرى فى سمعنا وقد صرنا من فرطه أمةً ضمَرت وتقازمت فيها مكامن الحركة والإنفعال ، فصارت تدمن فى براعة الصمت والسكون.
كثيرة هى بلا شك الدوافع والأسباب المحفزة لإظهار هذه المعدلات التراكمية من الإحباط والإختلالات النفسية التى خلفتها على مدى عقدين من الزمان إسقاطات الواقع المزرى للوطن وعلى رأسها تداعيات الراهن التى أكدت بجلاء إفتقاده العزة والكرامة فى وضح النهار الأبلج، حيث إرتضى شعبه التقوقع والركون ذليلاً فى خضم الإنكسار فى عجز تام. الآن ونحن فى رحاب الذكرى الخامسة والخمسون للإستقلال وليس بيننا وإجراء الإستفتاء على مصير جنوب السودان إلا أسبوع واحد والذى بمقتضى نتيجته الراجحة والحتمية سينفصل الجنوب كدولة قائمة بذاتها ويبقى الشمال بإسم دولة السودان ، ولكم هو مؤلم أن يدور بالخاطر حجم التجنى على ذلك الشعور بالإعتزاز بتلك المساحة الشاسعة لأرض السودان والتى لطالما كانت مصدراً لتفاخر هذا الشعب فى التباهى بها ( بلد المليون ميل مربع ) لتأتى الأسئلة ماذا سندعو الجزء المتبقى من مساحة هذا السودان بعد إنفصال الجنوب؟ وهل سيكون للجزء المتبقى ذات الميزة والدلالات ؟ وهل سترضى عنا أرواح أولئك الأبطال الذين روت دمائهم الطاهرة ثرى هذا الوطن ؟ فقد كان لهم شرف النضال فى صنع الوحدة ة والإستقلال اللذان ورثناهما وعشنا فى رحابهما دون أدنى مجهود منا فى سبيلهما ،