تصالح مع الذات....سلمى الشــيخ ســلامة

فلتسمح لى الأخت الكريمة الأستاذة سلمى الشيخ سلامة بنقل يوم من يومياتها(فقرة يوم الأربعاء) التى تنشر بعدد الجمعة فى صحيفة (اجراس الحرية) تحت عنوان (اوراق من الدنيا الجديدة).
اهدى الموضوع للذين يوهمون انفسهم بانهم عرب واولهم ريسنا الملياردير والى اولئك الذين يعتقدون بأن العرب يعتبرونهم عرب من اصلو.
المقال :
مددت بأوراقى التى طلبت الى الموظفة ان احملها لها,كان ذلك العام 2004 فى مدينة واشنطن دى سى .كان المكتب محتشدا بالشباب العاملين يدخلون ويخرجون من باب الى آخر يتحدثون بأصوات عالية ضحكاتهم صاخبة,تلك الضحكات التى كانت دليل عافية لهؤلاء الشباب ,هكذا قلت لنفسى .
نظرت الموظفة الجالسة خلف المكتب ترتدى بنطالا وبلوزة خفيفة,فالصيف هو سيد الموقف.كانت لمدة طالت تنظر فى اوراقى التى امامها, رفعت رأسها تجاهى قائلة فى لهجة تشى انها لبنانية :
شـو المطلوب ؟
قلت لها لقد تقدمت بطلبى لملء الوظيفة التى اعلنتم عنها فى الصحف الصادرة هنا فى واشنطن, وحين اتصلت بالمكتب قالوا لى ان هذه الأوراق هى المطلوبة .
تفرست فى وجهى بطريقة فظة وسألتنى بطريقة مقززة :
من فين حضرتك ؟
قلت لها من السودان.
سألتنى بأستنكار
وين هاالسودان ؟
اشرت الى موقعه فى الخريطة التى امامها والتى لم يكن فيها موجودا فيها السودان بطبيعة الحال, قلت لها انه جنوب مصر وليبيا.
قالت : اعرف ليبياومصر لكن ماحصل انى سمعت بال..اسمو ايه ده؟ السودان ؟
قالت فى استنكار كل ماقالت,اشرت على الخريطة التى تقعد على سطح مكتبها,فأدركت اننا خارج الخريطة ومعنا(موريتانيا والصومال وجيبوتى), قالت فى صلف هذه المرة :
هادى خريطة العالم العربى ومتل ماشايفة لافيها السودان اللى بتحكى عنه,ايش لون انتى من السودان هذا وتحكى عربى ؟
من طربقتها فى الكلام علرفت انها لبنانية ومن الخريطة فهمت الرفض الكامل بل والذى لايدع مجالا للشك انها حتى عنصرية .
خرجت صافعة الباب من خلفى وحملت خيبتى ومنذ ذلك اليوم بت اطلب من اى كان ان ينادينى سودانية فقط فلم احس بأنتماء عربى قط . فالأفارقة هم من جهة اخرى يرفضون التعاطى معنا لأنهم ينظرون الينا اننا عربا..والعرب يقولون اننا افارقة . فلماذا لا ننحاز لبلادنا فقط ؟
حكى لى زميل فى العمل, قال انه كان يدرس فى بولندا وكانت مجموعة من الأفارقة والعرب بصدد اقامة دورة رياضية فلما ذهبنا الى الأفارقة طردونا وقالوا (امشوا لأهلكم العرب) وهكذا فعل (اهلنا العرب) . فما كان منا الا ان تقدمناعلى اساس اننا سودانيون وتم قبولنا على هذا الأساس .
من اكثر مايعجبنى فى الأمريكى انه حين يسألك عن من وين انت؟ فأنه يعنى من اى الولايات انت ؟ ايا كان لونك .
انتهى المقال.
شكرا ياسلمى ومعك اسأل (لماذا لا ننحاز لبلادنا ونكون سودانيين وبس .اكرر ( وبس ؟)

فوق

[B]شكرا ياصبرى على المرور . والمقال ومعه مقالات اخرى تجده بعدد الجمعة31\12\10 بصحيفة اجراس الحرية .
مع تحياتى .

هادى خريطة العالم العربى ومتل ماشايفة لافيها السودان اللى بتحكى عنه,ايش لون انتى من السودان هذا وتحكى عربى ؟ من طربقتها فى الكلام علرفت انها لبنانية ومن الخريطة فهمت الرفض الكامل بل والذى لايدع مجالا للشك انها حتى عنصرية .