معدل التحول الديمقراطي في العالم الثالث

ان الذي أتى بلعنة الاستعمار السياسي.. فألقى بأفريقيا في احضان الانجليز والفرنسيين عبر الزمان البعيد الذي لا يمكن قياسه والتاريخ لأحداثه الا بعمق مأساة وتراجيديا الرق.. حينما كان يساق اجدادنا الأفارقة والزنوج وتبحر بهم سفن البيض عباب البحار والمحيطات. ان الذي خطط لغزو هذه القارة وانتهك سيادتها البكر، ما يزال يرسم ويخطط للاحتفاظ بجنرالات وحكام العالم الثالث حتى بعد أن نالت معظم دول افريقيا استقلالها.. نضالاً كان ثورياً أم منحة استعمارية بدم بارد ولسان شامت..
ان حكام افريقيا وجنرالاتها لم يتركوا منفذاً للقوى والصفوة والطليعة السياسية الناهضة بعد الاستعمار.. لم يتركوا لهم منفذاً يبث في الانسان الافريقي معنى ان يمارس حياته على نحو ديمقراطي يعبر فيه عن تطلعاته وتصوره لقضايا السلطة والحكم.
ولأن معظم جنرالات وحكام افريقيا (العسكرية) قد استفادوا من كون القارة متعددة ثقافياً ومتنوعة اثنياً ومختلفة في عاداتها وسلوكها، مما باعد بينهم وبين الخطاب السياسي الذي لم تلتق وتتفق حوله النخب.. ساعد عسكر افريقيا على البقاء على صدر الشعوب وايديهم على زناد بنادقهم ان يعي الشعب بحقوقه الشرعية وحقه ان يحكم نفسه بنفسه.. بهذه المقدمة سنقدم احصائية في مقالات لاحقة معدل التغيير الديمقراطي في افريقيا التي ما تزال تسير تحت قبعات وخوذات العسكر.
نواصل

up