صحافتنا السودانية بين الموهبة والاحتراف

في البدء أشكر الأستاذ/ الطاهر التوم على برنامجه حتى تكتمل الصورة – وأخص الحلقة التي استضاف فيها عدداً من قادة الصحافة في بلادنا – أو كما وصفهم في تلك الحلقة.
فقد كان فيما قاله هؤلاء ما حفزني لابتدار هذا البوست.

الشكر كذلك للأخ اسماعيل عباس على البوست الخاص ببرنامج حتى تكتمل الصورة والتي أشار فيها للحلقة التي حملت عنوان: " هل الصحافة عامل استقرار للبلد أم خوف وزعزعة"

أكثر ما يؤلمني هو المفاهيم المغلوطة خاصت إذا بدرت ممن نظن أنهم بلغوا القمة في مجالهم. وهذا ما يعزز من قناعتي أن الموهبة تظل قابعة في دائرة الموهبــة.

الحلقة التي استضاف فيها الأستاذ/ الطاهر التوم بعض رؤساء التحرير وكان الحوار يحاول الإجابة على سؤال: " هل الصحافة عامل استقرار للبلد أم خوف وزعزعة" ... محاولة كان يمكن أن تكون مفيدة في إرساء مفاهيم صحفية صحيحة... لكن لم تفلح تلك الحلقة إلا أن تزيد قناعتي بأن هناك أزمة مفهوم حقيقية في صحافتنا السودانية..

إختلاف الإخوة اللذين تم استضافتهم حتى على أبسط المفاهيم الصحفية يجعلني أثق في قناعاتي والتي أشرت لها سابقاً.
تعريف الخبر الصحفي على سبيل المثال لم يتم الإجماع عليه من الأساتذة الكرام. فهذا يشير ببساطة أن صحافتنا تفتقد للعلميـة وتعتمد فقط على الموهبة.

هناك فرق كبير بين الحقيقة والأسطورة ... فالأسطورة تقوم على إضفاء قدر كبير من الخيال على حادثة وقعت .. أو ربما لم تقع أساساً. بينما الحقيقة هي الحقيقة ولا تحتمل شيئاً آخر.
والإعلام كمفهوم يقوم على تقديم الحقيقة للجمهور دون إضافة أو حذف أو تجاهل بحيث يمكن لهذا الجمهور بناء أو تكوين رأي أو فعل لما سمعه أو قرأه أو شاهده. وبالتالي أي معلومة صحيحة سوف تقود لأفعال صحيحة والعكس صحيح تماماً.
الخبر هو أساس ما يعنيني في هذا الخيط ... محاولاً التركيز على لغة الخبر المستخدمة في الصحافة السودانية والجوانب المتعلقة بها وذلك من واقع المشاهدات لما يتم نشره من أخبار. وما أبتغي من وراء ذلك إلا الفائدة .. خاصة منكم إخوتي ... ثم بدرجة أخرى نخرج بسفر يستطيع أن يسهم معرفياً للعاملين في هذا المجال خاصة الصحفيين حديثي الخبرة.

أهم الإفادات التي جاء بها الضيوف ما يلي:
- الصحافة توجه المجتمع حتى يتبني أفكاراً معينة
- الصحافة ليست مراءة لعكس كل شي ... هناك مسئولية للصحافة !!!
- التصريحات ليست أخبار...
- الخبر ليس شئياً مقدساً. ويمكن أن يلون ...والصحفي الذي لا يلون الخبر فليس بصحفي.
- الخبر ليس حدثاً.. هناك فرق بين الخبر والحدث..

من المبادئ الأساسية في الأخبار التزام الحياد التام في عرض الأخبار ... ووضع الأخبار في سياقها كما حدثت دون زيادة أو نقصان ... وبدون رتوش أو تلوين أو أي تصرف.
التصريحات الخبرية تقع في نفس أهمية الأخبار وتعامل بنفس المفهوم.

تحيات يا أيمن
هذا البوست يحتاجه كثيرون لاستبانة بعض الخيوط البيض في ظل السواد الذي توشت به الصحافة السودانية الحالية
جراء الجهل والجهل المركب
الصحيفة تقوم على الخبر
والخبر مقدس
واي مساس به يعني المساس بقدسية الصحافة
ما يجري حاليا لا علاقة له بالصحافة المهنية
صحافة تفتقد المعايير الاساسية الصارمة في كتابة الخبر
صحافة لا تميز بين التقرير والتحليل ومادة الرأي(عمود- مقال)
كل من هب ودب يريد ان يكتب عمودا
ثم ظهرت موضة جديدة اسمها المحلل السياسي
آخر بدعة في جعبة صحافة السودان
آراء فطيرة
لغة منحوتة من اية مفردات لا نعلم
سطحية في التناول تصيب بالغثيان
جهل بالمصطلحات لدرجة ان احد رؤوساء التحرير (الشباب) لا يميز بين مصطلح الحكومة ومصطلح الدولة
+++
الموهبة وحدها لا تكفي لأن يصبح الشخص صحفياً
الصحافة صناعة تستند في قاعدتها على العلم والمعرفة
يمكن الاستعاضة عن الموهبة بما يسمى الحس الصحفى -المقابل الموضوعي للحس الأمني- فالمهنة واحدة تتصل بالمعلومات
لكن الصحفي يعمل على نشر المعلومات بينما الامن يعلم على تضييق نطاق المعلومات
والامريكان لديهم تعريف جميل جداً للصحافة
يسمونها الـ(watchdog)
مصطلح له دلالات عميقة - تعني حراسة القيم والحقوق العامة والخاصة
لا اطيل عليك
واتمنى ان لا ينزوي هذا البوست

أخي عادل
السلام عليكم ورحمة الله..
أعتذر لتأخري في العودة إليك .. فلم ألحظ لمداخلتك إلا متاخراً.

Quote: الموهبة وحدها لا تكفي لأن يصبح الشخص صحفياً الصحافة صناعة تستند في قاعدتها على العلم والمعرفة يمكن الاستعاضة عن الموهبة بما يسمى الحس الصحفى -المقابل الموضوعي للحس الأمني- فالمهنة واحدة تتصل بالمعلومات لكن الصحفي يعمل على نشر المعلومات بينما الامن يعلم على تضييق نطاق المعلومات والامريكان لديهم تعريف جميل جداً للصحافة يسمونها الـ(watchdog) مصطلح له دلالات عميقة - تعني حراسة القيم والحقوق العامة والخاصة لا اطيل عليك واتمنى ان لا ينزوي هذا البوست

ما قلته هو لب الموضوع. فهذا ما رميت إليه. صحافتنا في السودان تقوم على الموهبة دون سواها. جل من يديرون الصحف دخلوها من هذا الباب على الرغم أن الصحافة هي علم له قواعده وأصوله ومعاييره. فلا يشفع لمن ملك موهبة الكتابة أن يصبح صحفياً. انتهى زمن المواهب إلا إذا تم صقلها بالعلم والمعرفة المتخصصة. الأمر المهم هو أن هذه الصناعة متطورة كسائر المهن الاخرى، ولا يمكن للمواهب مسايرة التطور إذا لم تكن هناك خلفية علميـة.
مهما كنت موهوباً لكن ستصل لمرحلة محددة لن تتجاوزها إذا لم تتوفر لديك أدوات المعرفة العلمية المتخصصة.
لك شكري على إضافتك الثرة .. وأرجو ان نسمع مزيداً من الآراء.