الانفصال الامثل (Is a win win situation) ...... و لكن!!

لأجل وطن نبيل
بقلم:أبوذر عمر
[email protected]

الانفصال الامثل(Is a win win situation) ......و لكن!!



السماء السياسية على امتداد الوطن " مليون ميل " ملبدة بالغيوم، فمن العسير على المرء استقراء ماستسفر عنه الأيام القادمة أو ما ستؤول اليه عجينة الوطن المتعددة العناصر. بيد أن الصاغى للخطاب العام من كل الأطراف، و المتتبع لردود الأفعال وسط الرأى العام يخلص بكل سهولة الى أن الأصوات التى تناصر الانفصال صارت هى الأعلى و المسيطرة على الخطاب. و هاهى الأطراف المختلفة تتدارس أدوارها التى ستلعبها حال الانفصال، فيتخذ الخطاب العام من تلك الجهات (المختلفة فى كل شئ) أشكال متعددة تتمدد بين التغنى بالوحدة و التودد للآخر، الى أقصى أقاصى التطرف و الابتزاز.
الانفصال كحالة إستقرار " تجلى فيه المواقف و تحدد المسؤوليات و يتفرق السياسيون بمختلف ألوانهم الى التخطيط لقادم أفضل بعد كل هذه السنين بين الحرب و اتفاقيات السلام " لهو دفعة فى الأتجاه الصحيح. بلا أدنى شك هذه الرقعة الشاسعة " مليون ميل مربع " تتمدد فى مناخات متعددة، كيانات بشرية تختلف فى كثير من المحاور ( الأثنية، العقدية، وفى النشاطات الاقتصادية والاجتماعية ) عانت من صعوبات كبيرة ظهرة جلية فى تعثر الدولة على امتداد التاريخ فى احكام السيطرة على الحدود و توحيد الكلمة بين المركز و الأطراف، فتعثر بذلك خلق جو ملائم للانصهار و إعمال التنمية المتوازنة و تأثر بذلك تطوير التعليم فى الأطراف، انتاجية القطاعات الصناعية والزراعية. أن لايكون الوطن وحدة متجانسة تسير وفق تنمية مدروسة تؤدى الى تكافؤ الفرص للمناطق و الأفراد جعل السودان دولة كسيحة فشلت فى تفادى الحروب الاهلية، وفى ايجاد صيغة للتعايش السلمى وفق دستور يلبى التطلعات.
على ضوء ماسبق يمكن النظر للانفصال كأنه صيغة كنفدرالية تحمل نواة المستقبل الأفضل للجميع. ويظل الشرط الوحيد الذى يرهن المستقبل المشرق ( انتشال الوطن من الفقر، الجهل، المرض )؛ وقف الحرب و اختفاء ملامحها و إرهصاتها. من ثم العمل من أجل التنمية و التطور تحت ظل ديمقراطية عادلة فى شطرى الوطن.

وقف الحرب يعتبر مفتاح المستقبل، حيث يعد الصرف على الحروب من أكبر العوامل التى تؤثر على ميزانيات الدول و يبلغ نسب عالية من الدخل القومى للدول الفقيرة. من أجل وقف دائم للحرب فى السودان لابد أن تسود قيم جديدة تحكم كلا الدولتين. بدءاً بإحترام سيادة الدولة الأخرى و عدم التدخل فى الشئون الداخلية لها، مروراً بالتعاون الأمنى و الاقتصادى الى اعطاء بعض الحريات لسكان شطرى الوطن ( حرية التنقل، الامتلاك، العمل،... و غيرها ) و بالطبع دون أن يؤثر ذلك على الدولة الأخرى (يحكم وفق الرؤية التى تحددها الدولتين ).
بلا أدنى شك كل من الطرفين يحتاج يحتاج الى الآخر. و معرفة الأفراد بكل ما يتعلق بالدولة الثانية من نواحى ( البيئة الاقتصادية، الاجتماعية، اللغة، الجغرافيا البشرية، المناخ،... و غيرها ) سيسهل المهمة أمام تبادل المعرفة و الخيرات، و الاستثمار. قد يعتقد البعض أن التعاون بين الدولتين فى المستقبل طريق إتجاه واحد، بيد أن دولة الجنوب موعودة بالتنمية و يمكن أن توجد بيئة ملائمة للشركات الأجنبية، و تكون مركز تجارى مهم فى قلب القارة. بالاضافة للجامعات ( مثل الجامعة الأمريكية بجوبا ) و السياحة و غيرها. ليس من سعة الأفق الحكم على السودان ( فى شطريه ) بالفشل بعد الانفصال، فالسودان يمتلك مقومات التطور و حينها سيكون الاختلاف الذى لم نستطيع أن نستفيد منه فى الماضى أكبر نعمة لنا فى المستقبل. و تصدق المقولة ( الاختلاف اساس الانسجام ).

ارشيف من أجل وطن نبيل

"أفتقد محجوب عبد الحفيظ كثيراً" .. .. فمن لمكانه الشاغر فى حياتنا العامة؟
تساؤلات مُلِحّـة.."هل الصين حليف يعتمد عليه؟"

و يمكن أن نعبر عن ( لكن) بنقاط يجب التعامل معها بحكمة:

أولاً تجنب أن نخرج من الأنفصال بكل مافى الحياة من شكوك، سوء ظن، و ضغائن نبنى بها علاقة الجوار الوليدة و غريبة على كل أهل السودان.

ليست الدعوة هنا لتناسى الماضى بكل مراراته، لكن لنجعل من الاشياء الجميلة فيه اليد العليا التى تصوغ العلاقة بين الدولتين.

ما أكثر الجميل فى رحلة السودان خلال أكثر من مئة عام من الجهل بميزات التعدد الأثنى و الثقافى. كنا نشتهى أن نكون سودانيون فقط

بتوازن تام بين العروبة و الأفريقانية. دون أن نكترث لأثر ذلك فينا كمعيار تمايز، بل كعامل يجعل أكبر دولة فى أفريقيا، قارة بكل

معانى الكلمة (مساحة، تعدد مناخات، اثنيلت، ...). و لكن ؟؟؟

لا نستبعد أن تأتى الفرصة لاحقاً( كل العالم يسعى للتكتلات و ما الإتحاد الأروبى عنا ببعيد و لكننا أخر من يعلم و يتعلم) فلا نحكم على المستقبل بالاجهاض

الاستباقى.

* على مستوى الإعلام يجب أن لا تمرر أى أساءات و يكون السعى جاداً لأجل توطين الوئام فى العلاقة الجديدة (الجوار).

*

هنالك تساؤل مهم: كيف هو استعدادنا كأفراد للانفصال؟

و ما هو الوضع الذى نتمنى أن تكون عليه دولة الجنوب بنسبة لسكان الشمال و ليس الحكومة؟

ّ

ّ