السماني أحمد البدوي الشيخ الطيب (حفيد راجل أمرحي).. صديقي الثمانيني ..!!

(*)

آه ياصديقي العجوز ..
كأن هذه البلدة اللئيمة الملعونة تقتات من أجساد أحبائي ..
فما أدركت منكم أحداً ..
نصف تحت ترابها ونصف تتأبطه المعاناة ويقارعها في صبر ..

أخوتي الكبار :
نادر السماني
معتز السماني

إسمحوا لي اليوم أن أكتب عن حبيبي وصديقي وسمير أمسياتي
والدكم ..

صديقي العجوز السماني أحمد البدوي ..

(*)

سنوات طويلة عفت مجالسة أندادي وأستمتعت بصحبة عم السماني ..
عم السماني مدرسة تعلمت منها الكثير ..
لطفه , إبتسامته التي لاتفارق وجهه ..
تلك الإبتسامة التي تعود أن يرد بها على المحسن والمسئ ..
عم السماني كان دنيا جميلة نهرب إليها من دنيواتنا التي علاها قبح آخر الزمان
وماجلاها سوى وجوده أمامنا كلما خرجنا إليها , تجده دائماً قلبه مشرعاً لمحبيه
وكارهيه ..

غبت عنه ثلاث سنوات ..
عدت لوداع جدتي الراحلة فما وجدته على سرادق العزاء ..
غريب أمر غيابه فما تعود أن يفوت واجباً ..

تركت سرادق العزاء لأتفقد صديقي الذي نصب السرادق أمام بيته ومجلسه وغاب ..
فوجدت أن الزمان قطم من كبدي قطمة موجعة أخرى ونال من عم السماني ..
فأقعده وألجم لسانه ..
...

(*)

عم السماني ..
فاقد لقدرته على النطق ..
فاقد لقدرته على الحركة ..

يبدو أنه علم أن حديثه الطلي بضاعة كاسدة في زمان قبيح ..
فصمت ..

آه ياصديقي العجوز ..
تلك البقعة من الأرض أنت من جعلتنا نرى فيها جمالاً لا وجود له
هو أنبعاث أنفاسك المحبة ..

لم تكن كثير الكلام .. لكنا فقدنا أجمل القول ومجمله وعمقه بصمتك ..
لم تكن كثير الحركة .. لكن الأرض توقفت عن الدوران حين أقعدك المرض ..

عم السماني رجل عظيم ..
أحببناه لأنه محب ..

(*)

هذا هو عم السماني ..
والد الأستاذ نادر السماني ..
ومن يرى نادر يعرف أي أب عظيم أنشأ هذا الرجل ..