أماسي الخرطوم وتوحيد الوجدان السوداني

هشام محمود سليمان
[email protected]
تعانقت الاصاله والمعاصرة بأرض المتحف القومي وانفعلت كباش أمون الراقدة عند
مدخل المتحف مع نغمات العندليب الأسمر زيدان إبراهيم الذي ابتدأ برائعة الشاعر إبراهيم ناجي في اشاره لا تخفي علي حصيف إن شمال الوادي لا يمكنه إن يستغني عن جنوبه والعكس، صحيح وتلك الحضارة الممتدة من البجراويه إلي الجيزة تقف دليلا دامغا على وحدة مصير شعبي وادي النيل وبهذا العناق أصبح شعار الثقافة تقود الحياة شعارا حياً لتلتقي فيه الاصاله والمعاصرة للمساهمة في حل إشكالات الحياة ، هذه المعادلة ألعصيه التطبيق في زمن ركل كل ماهو أصيل اعتقاداً بان الاصاله ماهي ألا معوق وتقليد لابد من النأي عنه بحجة التطور والتقدم ولكن أماسي الخرطوم والقائمين عليها استطاعوا إن يجمعوا بين طرفي المعادلة والعمل علي إعادة صياغتها لتفوح رائحة التاريخ وتعطر الحدث المعاصر وتضفي عليه القاً وبعداً حضاريا وهنا تجلت عبقرية القائمين علي أمر الاماسي بقيادة الوكيل الهمام عاطف عثمان العفيف الشفيف طاهر اليد واللسان وهذا قيض من فيض في حق رجل عرفنا عنه مالا يعرفه الآخرون وبه نكتفي وعوداً إلي بدء للمكان دلالات فمنه تنداح الحضارة شمالاً لا جنوباً في توقيت يتكالب فيه الكل إلي الاتجاه جنوبا حيث لا شي إلا الفقر و المرض والجوع والقبضة الامنيه لاستخبارات الحركة اللاشعبيه وهو ثالوث لم يسلم منه كثير من أقاليم السودان وهزيمة هذا الثالوث لا تكون ألا بالعمل الثقافي والفكري المؤسس والممنهج والتأسيس والمنهج لا يوجد إلا عند النظامين الذين يصمهم البعض بمعاداة الثقافة والفكر وهي مقوله لا تجد لها سنداً ولا عضداً في ارض الواقع و في اعتقادي إن سر نجاح الاماسي يكمن في اتحاد الرؤية الشاملة الاستشرافيه (الحضور السياسي للمنشط متمثلا في الوزير سمؤل خلف الله ووزير ألدوله علي مجوك المومن هذا الثنائي الرائع ) مع الترتيب والنظام الصارم والإبداع الامتناهي للمبدعين السودانيين هذا الثالوث المأهول بالإبداع والتميز هو الذي فجر ينابيع الفرح العارم في سماء الخرطوم التي ترتجف أوصالها هذه الأيام وهي تبصر بعين البصيرة مشرط جراح غير أمين غير نزيه يكاد يهوي ليقتطع جزءا من أرضها العذراء يقدمه قربانا لأسياده في الغرب وفي الشرق المتغرب المتهود إن الشعار الذي رفعته وزارة الثقافة ( الثقافة تقود الحياة) هو شعار ذكي وحقيقي ولكنه غير واقعي بالسودان لان ألدوله لاتعير الثقافة أي أهميه مقارنة بالإنفاق علي الأمن والدفاع علما بان الثقافة لأتقل في أهميتها عن الدفاع والأمن بل إن الأمن الثقافي يعتبر من الاهميه القصوى بمكان لأننا في عصر انتهت فيه الحرب بواسطة الجيوش والاسلحه وانتهجت فيه الدول ألكبري استراتيجيه جديدة ألا وهي الغزو الفكري والاستلاب الثقافي وهما من الخطورة بمكان حيث إنهما يستهدفان شباب ألامه ويضربانه في مقتل لذلك لابد من اهتمام ألدوله بالثقافة ولابد من تبني المشاريع الثقافية التي من شانها إن تحصن شباب ألامه من الانحراف والضياع لابد إن يصبح السودان منطقه عالية الضغط لامنخفضة تستقبل كل الرياح التي تهب من المناطق العالية الضغط وحتى يأخذ هذا الشعار البعد الثالث وهو الواقعية لابد للدولة من الاهتمام بالثقافة ودعمها ولابد للوزارة من تفصيل البرامج التي من شانها إن ترتقي بالذوق والوجدان السوداني البرامج التي من شانها إعلاء هوية السودان البرامج التي من شانها إزكاء الروح الوطنية وتوحيد الوجدان السوداني القومي وصهره في بوتقة التجانس تلافيا لكل مايعكر صفو الاخوه والتمازج والتعايش الوطني الأكمل كما ينبغي الاهتمام بالمراكز الثقافية بالخارج وذلك لما تلعبه من ادوار مهمة في التعريف بالثقافة السودانية والتراث القومي
هشام محمود سليمان

المبدع هشام لك التحية
ونرجو المزيد من المقالات