سهام وإلهام بأكاديمية الدعاية والإعلان

مقدّمة:

بدءاً أود أن أشير إلى إنّني أستخدم كلمة "أكاديمية" بالعنوان فيما يجب (؟) أن يكون كلمة "صِنعة" لكنّني أجدُ ارتباطاً لنشاط الدعاية والإعلان بالفنون الابداعية بأكثر من ارتباطه بالصِنعة وكذا أجدُ ارتباطاً لكلمة "أكاديمية" بالفنون الابداعية بأكثر من ارتباطها بصِنعة (أكاديميّات؟) التعليم والتدريب. والدعاية والإعلان تركن للفنون الابداعية مافي ذلك شك حتى إنّك لتجد في جارغون الدعائيين والإعلانيين اطلاقهم على أعمالهم أسماءً مثل “creative” و “artwork” تبدو نعوتاً في شكلها مع إنّها، في جوهرها، أسماءٌ صرفة لا تخالجها شبهة نعتٍ أو صفة.

أمّا لو قُدّر لي أن أختار سهاماً أحمّلها مسئولية حمل شُعَل الإلهام بهذا الموضوع لما اخترت أكثر من سهمين: أحدهما مداخلة ببوست والآخر بوست قائم بذاته. لكنّني أنوّه إلى إنّني أقوم بهذا التقديم لهذا الموضوع وأنا أعي نزوعي فيه إلى شيءٍ (وربّما الكثير) من المراوغة وشيءٍ (وربّما الكثير) من التطفيف وربّما الكثير من الاثنين معاً ولا أضمن أن يخلو تناول الموضوع برمّته من كلّ ذلك لكنّني أمضي قدماً في هذا التقديم متشجّعاً بعشق قديم ما زال قائماً للآية القرآنية الكريمة: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا" وقد يبدو ذلك وكأنّه استكبارٌ معتّق لكنّني أكسره بماء مسكنةٍ أنشله من بئر الثقة بقولٍ نسيت أين صادفني لكنّني أترجمه إلى "أكان داير تضحك على أهل المعلومات، فيما نحن فيه من عصر المعلومات، الشافك ضحكت على رقبتك ما كضّب"

لديّ مفهوم (بالأحرى، منجور)، "مِتْسلبِط" ومُختلَس ومُطفَّف، لماهيّة هيبة المعرفة وضرورات إعلان حالة طوارئها وهو يتمثّل في وضع المعرفة في قالب أنّها فرضُ عينٍ يقتضي أن نُعمل المنطق، وأحياناً نعطّله، لزوم تلبية ندائه. وفقاً لهذا المفهوم، فإنّ التطفيف عندي هو أن يكوّم الكائل (القائل، وإن شئت التفلسف فقُل المتكلّم) للمكتال أكثر من نصيبه من الشر وأن يبخسه (بعض) قسمته من الخير ويراوغ ما وسعته الحيلة بين هذا وذاك وكأنّه بذرة ليمونٍ بسلطة طماطم فالغاية هي حُسن (إذ من المبكّر أن أقول تزيين) بث المعلومة والرأي (المعرفة؟) للمتلقّي وإن كان ذلك بوسائل ملتوية. هذا، وإن شئنا أن نلتمس شرعيّةً اضافية بحيث تبرّر الغاية ما (قد) نتّبع من وسائل ملتوية، في الموضوع الذي نحن بصدده، فلينبع ذلك من حكمة حكاية نأمل أن تشغل أذهان العباد مفادها أن الحديث أصلاً في نقد الدعاية والإعلان؛ أي، النشاط الحائز على براءة اختراع ذلك.

هذا، ونكمل المقدّمة فيما يلي من مداخلة أو مداخلتين إن شاء الله.

ودالبدوي .. دي بي كم كرتة؟؟؟


في الجك

سعيد بي شوفتك يا حبة .. وكلامك دا برجعنا لي عوار الراص
علا يا زول ما عليك انت دفق الموية وخليها تسيل في الجدول
وبنجي نطبجا ليك ... مع كل الود البتقدر تتحملو

...كما ويُشاع أنّ الفنّان شرحبيل الفنّان قد افتتح حفل زفاف أحدهم بأغنية "ياما بكرة تندم"!

قدّر لنا، زمااان، أن نشهد أيّاماً كانت الدنيا فيها متشبّثة بما بقي من خيرها فكان معلّمونا على قدرٍ من الكفاءة يكفي لأن يعلّمك معلّم اللغة العربيّة، مثلاً، أن موضوعك للانشاء يجب أن يكون ذي مقدّمة ومتن وخاتمة ويجب أن لا تنسى أن تضمّنه استدلالاً بآية قرآنية كريمة، حديث شريف، بيت شعر، قول مأثور وما إليه إلى آخره ممّا اجتهدوا في تعليمنا مأجورين. وفي آخره يكمن، مثلاً، عدم النزوع إلى الببغائية المعهودة في ترديد العبارات المستهلكة أو الكلمات السهِكة (الكليشيهات، فيما علمت لاحقاً)...الخ.

الشهادة لله، ما قصّر معلمونا في ترسيخ ذلك بأذهاننا قط فقد طرقوا آذاننا طرقاً تطرّف بسببه بعضنا (أو كذلك خُيّل لنا) في بحثه عن قولٍ مبتكر فكان أن كتبَ أحدنا مبتدراً متن "وصف رحلة قمت بها"، وقد راج مثل هذا الوصف موضوعاً للإنشاء أوانئذٍ، قائلاً: كرينا عربيّة ودّ اللمين! فحسبناه قد غطس في بحر اللغة وقلّع بكلمة عربية فصحى وكلاسيكية في ذلك وما خطر ببالنا أنّها مما طفا ضمن "جامع السيل" الذي يشكّل دارجيّة بوادينا تلك ففينا من يعلمه وفينا من يجهله تماماً كما لم يخطر ببالنا أنّ موسيقاراً عظيماً قد قُدّر له أن يشاطر نجم الحديد "البدفورد، يا عبِد، البدفورد"، الوحيد حينئذٍ بـ"ود قرّاص"، لقبه الساحر سحر أنين "كوز" بدفورده. وإنّ لأنين "كوز" بدفورد ودّ اللمين، مقروءاً (لاحقاً، يعني) مع موسيقى ود اللمين، لسحراً لا ينغصه إلاّ طغوى زعيق "كوزٍ" آخر لكنّ بذلك التنغيص، على أي حال، طرفٌ من بلوى نقص النِعم وفيه غير قليل من البشرى بخير يتبع الصبر والاسترجاع.

وبذا؛ فإن كان لكوزي أن يصدح، أو أن أستعير كوزاً من أي أولاد اللمين شئت فيصدح بثناءٍ أسديه، ولو بأثر رجعي، لأولئك المعلّمين المعلّمين فهو أن أتوكّل على الحي الذي لا يموت وأقحم آية قرآنيّة كريمة في متن التقديم لموضوعي هذا: قال تعالى "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ". وإنّني لأجد القرآن الكريم دليلاً قطعيّاً على خطل تعريض النصوص لخطر الاستخدام المباشر لنهاياتٍ للجُملِ مبهمة من شاكلة "الخ" و"وهكذا دواليك" و"وما إليه" وما إليه وإن لم تتورّع إحدى زميلاتنا بهذا المنبر إذ بادرت إلى البصمة بابهام "الخ" في عقب ما انتزعت من كلمة أو كلمتين من آية قرآنية استدلّت بها (أم هي احتجّت بها) على ضرب النساء. لقد لصقت أختنا "الخ"ـها ولا خطر ببالها أنّ غير المتفقّه في الدين، أو المتفقّه فيه جنباً إلى جنب تفقّهه في تلقّي الحجج، قد يرقد قفا محمِّلاً المحتويات المبهمة بـ"الخ"ـها تلك دواء ما وجدت فيه داءً تماماً كما يُرجى أن يحمل أحد جناحي ذبابة تسقط بشرابك دواءً للداء الذي يحمله الجناح الآخر. لكنّ تلك قصّةٌ آخرى بل وطغيانٌ وخروجٌ عن وعلى كلّ ما أوردت وما أورد في هذه المقدّمة من نصوص.

فلنكمل المقدّمة، إذن، في المداخلة التالية إن شاء لله.

ثُمّ ومشكور يا طيفور وعمِّر الفناطيز وتعال يا طمبجناها يا كمان عِقِلنا الاتنين وهاك يا شفِط. قلنا نعركش العِرِش للناس ديل (كلّ من قال "الناس ديل" أراد، بطريقةٍ أو بأخرى، السياسيين في كلّ زمانٍ ومكان) لعلّهم يفلحون إلى فلاحة هذه الأرض من بعد ما تغطّت بالكَعَب.

Quote: التزيين بما يشبه التشيين والعكس: خارطة الدبيب

الدنيا نص ليل يا عادل بس برضو معاكـ لامن تصل

Advertisers are the interpreters of our dreams -- Joseph interpreting for Pharaoh. Like the movies, they infect the routine futility of our days with purposeful adventure. Their weapons are our weaknesses: fear, ambition, illness, pride, selfishness, desire, ignorance. And these weapons must be kept as bright as a sword. - Elwyn Brooks White

بيد إنّنا ما أوردنا ذكر خطل تعريض النصوص لخطر الاستخدام المباشر لنهايات الجُمَل المبهمة المحتويات إلا ونحن راقدين لنا فوق راي وذلك رأي لا نطالبكم بأن تستأنسوا به بقدر ما نرجو أن تسمحوا له أن يمضي، على علاّته، إلى غايته في أن يُدرِج في "الْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ"، ولو بمنظورٍ ما لسهام وإلهام الدعائيين والإعلانيين، كلّ ما لم يُذكر صراحة من الشهوات التي تقرّر الآية الكريمة أنّ حبها قد زُيّن للناس. وبما إنّه قد تراءى لي أنّ التزيين هنا مبنيٌّ للمجهول، فلربّما حقّ لنا (ونسأل الله أن يغفر لنا ذلك وما قبله وما بعده) أن نمضي إلى توريط (!) الدعائيين والإعلانيين بأن نبهتهم بالقول أنّ فهمهم (أكان بالحق أكان بالباطل أكان بالحِوا) للآية هو إلهامٌ أزليٌّ وباقٍ ما بقي ما يقترفون من اجرامٍ من المهد إلى اللحد (وآسفين، يا جماعة، فهذه مجرّد مشاغلة بحكمٍ تعميمي مبكّر) كما ويرافق ذات الإلهام هياجهم الهمجيّ (مشاغلة أخرى) حين يجوبون فيافي الميديا (ملتيها عبر ماسها إلى هايبرها) مسلّحين بأشكالٍ وألوانٍ من العُصي قطعوها في مسيرٍ لا يأبهون فيه لأحد ولا يرحمون ولا يعفون لا عن غصنٍ لينٍ أو يابس ولا عن غصنٍ عديلٍ أو أعوج بفرعٍ بشجرةٍ بغابةٍ من مختلف غابات الفنون الابداعية.

وبعد؛ فإن كان موضوعنا هذا قد تأهّل إلى أن يقدّم فرضيّة ثم يعمل جهده سعياً في فحصها، فإنّني أحسبها تكون أنّ من ذكرنا من مزيّني الشهوات حاصدي العطايا الجسام مسؤولون عن خربشة الترتيب المستقر (جدلاً) لرغبات وأولويّات المستهلكين وبذا فإنّهم مسؤولون عن وقوف دعايتهم وإعلانهم عقبة كؤود ليس أمام رُشد سلوك أولئك المستهلكين فحسب وإنّما أمام رُشد سلوك المجتمع برمّته. تنشأ هذه العقبة حين يزيّن الدعائيّون والإعلانيّون للمجتمع شهواتاً تنتخب المنفعة الفردية على حساب المنفعة الجمعيّة، السلع والخدمات الخاصة على حساب السلع والخدمات العامّة والأنانيّة، في نهاية الأمر، على حساب الايثار. وغنيٌ عن القول أن جائزةَ مثل هذه الأنانية ليست سوى سيادة ما نشهد من الفساد والافساد وسيلة لغاية "الْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ" فغيرها ممّا يزيّن الدعائيّون والإعلانيّون من الشهوات وسيلةً لغاية مخدّميهم المتمثّلة في حصد المزيد من "الْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ" فأنانية جائزتها سيادة ما نشهد من الفساد والافساد وهكذا دواليك إلى أن يولد، أو يُبعث حيّاً، من يستطيع أن يُثبت أنّ آدم سميث لم يكن محقّاً في قوله: "لا يأتينا عشاؤنا من رفق الجزّار أو الخبّاز أو صانع البيرة بنا وإنّما نتيجةً لحرص هؤلاء على مصالحهم الذاتيّة".

لكنّ هذه الفرضيّة، على فداحتها، قد تمثّل ثيمةً عرضيّة تهدف إلى جذب الانتباه للثيمة الرئيسية للموضوع ودعمها. محور الثيمة الرئيسية للموضوع هو سوء استخدام (وربّما إهدار) الموارد (وربّما القِيَم) في أنشطةٍ أفضل ما يمكن أن يُطلق عليها أنّها "دعايات ساكت" لا تني عن السعى بين الناس تروّج وجهاً مزوّقاً بينما الوجه الكالح للعالم، جرّاء ما قد أسيء استخدامه وأهدر من الموارد والقِيَم، يكابد كلكلَ ليلٍ طويلٍ من مساحيق الكذب والتزييف والتزيين.

هذا، وإلى لقاءٍ نرجو أن يكون قريباً.

سلام يا عمران. لقد وددت لو أُخضع الجزء الأخير من المقدّمة للمزيد من التنقيح لكنّه عزّ عليّ أن يروح سهرك هدر. دحين الحَضَر (من التنقيح) حَضَر والما حَضَر البوست سَدَر.

كان أوّل ما زيّن لي الشغف بالدعاية والإعلان إعلانٌ بمحطة سي إن إن وقد كان ذلك في منتصف العقد الأخير من القرن الماضي والطريف أنّ السلعة التي كان ذلك الإعلان يروّج لها هي الدعاية والإعلان ذاتها! فقد كان ذلك الإعلان يرمي إلى توعية (!) المستهلك بأهمية الدعاية والإعلان في حياته وما زِلت أذكر الـtagline الذي ينتهي به الإعلان وهو: Advertising; your right to choose

ثمّ كان أن وقفت، ربّما بنفس المحطة في ذات الأيّام، على حقّي (يا لضياع الحقوق أوان سطوتها) في أن أختار هاتفاً متنقّلاً (ما ضروري يكون موبايل فنحن في العام 95 أو 96 وعلى بعدد سنين، وددت لو أقول ضوئية، من استهبال شركات الاتصالات). المهم، يا زول، قول حقّي في أن أختار جهاز هاتف وايرليس بدلاً من المساسقة إلى حيث التلفون مربوط بذلك السلك الغابر. لقد بصّرني الإعلان إلى حقّي الذي ذكرت وإن كان ذلك بطريقة ما حلوة لكن لا مفر من أن أحكيها فالإعلان يبدأ بواحد قاعد يتسيّر والما عارفين معنى الكلمة الله نجّاهم أمّا العارفين فليس في وسعنا إلاّ أن نواسيهم بالقول أنّ العزاء أنّ الرجل كان قاعد على مقعد "تسيُّر" فخم ربّما إنّه ماركة فيلوري آند بوخ.

الرجل قاعد، إذن، لكن قوم إنتِ يا تلفونو تَرَنَنْ تَرَنَنْ رِنْ. وبما إنّ صاحبنا ممثّل إعلانات فما تتوقّعوا منّو يجلّي المكالمة فقام، وبنطلونو وربّما ما هو أصغر من ذلك، ناصل وفيما هو يتعثّر ليصل إلى تلفونو فإذا بالرنين ينقطع لكنّ الحاجة الملحّة إلى أن تُقضى ما انقطعت ولا رُفِعت النواصل ولا جفّت أي حاجة...قام زولنا قعد يواصل مشروعو لكنّ التلفون الما مخلّيهو تاني تَرَنَنْ تَرَنَنْ رَنَّ فوقفنا مرّة أخرى على سباق ركض النواصل ذاك وكان يمكن أن نواصل في تلك المساسقة لو لم يتجوّد منتجي الإعلان على الرجل بتلفون وايرليس فشاهدناه متوهّط تَبْ فوق ذلك المقعد وهاك يا...نِقّة!

المغزى من هذه القصّة هو أنّ ناس الدعاية والإعلان ما عندهم قشّة مُرّة وفي وسعهم استغلال كلِّ ما يخطر ببال إنسان في حياة الإنسان وفي موته أيضاً وإن كان الهدفُ الترويجَ لتمجيد الحياة الأسريّة (في "حفل" جنازة عميدها) عبر استدعاء تلك الهنّات الصغيرة التي تجعل من نحب يبدون كُمّلاً في نظرنا، شوفو كِدا:

ولِمَن شاء الاستزادة فعليه أن يبحث يوتيوب مستخدماً العبارة: Funeral Commercials أمّا من شاء الاستعانة بهؤلاء العباقرة (قاهري المستحيل) في أن يقيم زيجته برسمٍ وقدره تسع وتسعون دولاراً أو جنازته بنفس الرسم أو الإثنان معاً برسمٍ مخفّض وقدره مائة وخمسون دولاراً فليعلم أن مافي مشكلة تَبْ:



وليرقد قفا ولا يبتئس كلُّ من فتح عليه ذلك (مثلي) باب أكولة السؤال الحارق: بذا، كم يا ترى تكلّف (التحفة) "أربع زيجات وجنازة"!

 

(*)

شَلْ شَلْ كبّ لَـيْ جالون، ما بكُبّو ليك! هديك الطرمبة ما بعيدة عليك!

طيّب الفايدة شنو! جالون وما بِتْكُبّو لَـيْ والطرمبة ما عميان منّها وإنت ذاتك، بعضمة لسانك وبكلّ مساخة، بتقول لَـيْ "ما بعيدة عليك"! لا، بالجد، الفايدة شنو! ما الفائدة التي يُرجى أن يجنيها المستهلك (والمجتمع) من الدعاية والإعلان؟

لن ترضى عنك "ساء شي وساء شي"* والعشرة الكرام وأنت تتقوّل بهذا الكلام كما ولن ترضى عنك إن أنت قلت بأن يهبها من تحلق لهم عطيّة مزيّن مقابل جهدها في تزيين الشهوات التي تمثّل عصب تجارة هؤلاء الخلوق المحلوق لهم فدخل هؤلاء العشرة الكرام يبلغ المئات من ملايين الدولارات المليّنة ببلايين الدولارات المبذولة للتزيين والتشيين ولا غرو فالخير باسط:

لقد تضاعف (تضاعف شنو يا زول قول تساخف) سوق الدعاية والإعلان حوالي خمسين ألف (ما تنسى الألف بالله) مرّة في خلال مائة عام وذلك من نصف بليون دولار مطلع القرن الماضي إلى 236.3 بليون (بِلـ...يون) دولار مطلع القرن الحالي. وقد أُنفق في الصين وحدها 64.8 بليون دولار في العام 2008 ويتوقّع أن يكون هذا الانفاق قد وصل إلى سبعين بليون دولار في العام 2009 وقد يسأل سائل: في الصين! في شِنو!

إذا تغاضينا عن الخدمة المجّانية التي يقدّمها هذا الموقع (سودانيز أونلاين) والمواقع المشابهة، من فيسبا إلى فيسبوك، مقابل حصول أصحاب هذه المواقع على مال الدعاية والإعلان كثر أو قلّ؛ فإنّ ما يساق من أوجه الخيرات بالدعاية والإعلان يبقى مشكوكاً في خيريته. فتمدّد المنافسة التي يُرجى أن تؤدّي إلى فوائد للمستهلك تتمثّل في انخفاض أسعار السلع قد ينتج عنها العكس إذ لا يحسبنّ المستهلك أنّ مُنتج السلعة سوف يكون أكثر رفقاً به من رفق الجزّار والخبّاز وصانع البيرة بأخينا آدم سميث فيبلع تكلفة الدعاية والإعلان بكلّ أريحية وخيرية فالشاهد أنّ هذه المصاريف تُدرج خصماً بحساب الأرباح والخسائر والمستهلك قطعاً لا يرضى الخسائر لأخيه المنتج ولن يقبل المنتجُ بذلك حتى ترضى"ساء شي وساء شي" والعشرة الكرام بعطيّة مُزيّن.

قد يقول قائلٌ أن ليس كلّ الدعاية والإعلان شر وأنّ هنالك الرعاية لأنشطة يأتي خيرها للمجتمع بأكمله لكنّنا نقرّر أنّ ذلك لا يتجاوز، في أغلب الأحيان، أن يكون مجرّد أحمد يرعى حاج أحمد (أي، نشاطٌ رأسمالي يرعى نشاطاً رأسمالياً) لكنّنا نعود لهذه النقطة بعرضٍ أوسع حين نتناولها بالموضوع: "في الفؤاد ترعاه العناية فيا حليلك يا دار الرعاية" قريباً بهذا البوست.

وقد يمضي آخرُ إلى القول أنّ خيرية الدعاية والإعلان تتبدّى في الترويج للأعمال الخيرية والأنشطة غير الهادفة للربح...إععععع: يقدّر اجمالي الانفاق السنوي على التسويق بالولايات المتحدة الأمريكية لكافّة الأغراض بمبلغ 730 بليون دولار...(بِلـ...يون) دولار! واحد (واحد، عكّاز، بَسْ) في المائة منها هو إنفاق القطاع غير الهادف للربح على الترويج لاستقطاب الخيّرين لدعم أنشطته وحتى هذه الواحد بالمائة تتقلّص إلى ربع بالمائة (الشي عُشُر رُبع العُشُر حق الزكاة!) حين استبعاد الأنشطة التي لا تخلو من أطماع بزنسية (الجامعات والمتاحف وما إليه) لكنّنا سنعود لهذه النقطة حين نخصّص موضوعنا "خيرية هانم بتّ الدعاية والإعلان" قريباً بهذا البوست لعرض المقال الممتاز الذي نشره أخونا دان بالوتا بمدوّنات هارفارد بزنس.

لكنّ قائلاً (هسّع دا القائل الكَم بالله!) قد يخرج علينا بذريعة بث المواد التثقيفية للمستهلك كما تحاول الجميلة بالفيديو في أعلاه أو الوحش** بالفيديو في أدناه أو إعلانات أخرى "تثقّف" المستهلك حول "فوائد" متنوّعة لا تبدأ بمنتجات العناية بالجسم إلى منتجات العناية بالقلب (عضواً وعاطفة) إلى الصحّة العامّة ولا تنتهي بمنتجات الصحة الجنسيّة (عَرَضاً ومباشرةً) لكنّ أغلب هذه الرسائل التثقيفية لا تخلو من دسّ سمِّ التضليل بدسم التثقيف ولنبدأ بشرب دواء الإعلان للموية في أدناه وذلك في موضوعنا التالي، إن شاء الله.

لك الشكر يا كمال على ما أبديت من اهتمام بهذا الموضوع فإلى لقاءٍ قريبٍ إن شاء الله.

___________
* "ساء شي وساء شي" هي ترجمتنا لـSaatchi & Saatchi وهي شركة دعاية وإعلان بريطانية مقيمة ضمن العشرة المبشّرين (بل المتمركزين) بأعلى جنّة الدعاية والإعلان وسوف أخصّص لها عرضاً بموضوع على الأقل بهذا البوست لاحقاً.
** إنّ "نستلةَ" وحشٌ ما في ذلك شك فهي تبقى أنصع مثال لما يمكن أن يُطلق عليه الرأسمالية العدوانية قليلة الحياء وذلك موضوع أظلُّ مقتنعاً بأنّه يجب أن يُفرد له بوستاً منفصلاً لكنّني أعمل جهدي في عرض وحشيّة "نستلة" في موضوعين بهذا البوست أوّلهما: "نستلة بيور لايف ترو لايز: موية زرقاء من أمّ ناب أزرق" وثانيهما: "نستلة وناس لالا" وقد أعرض للوحش لاحقاً حين أتناول سلسلة "ابتذال النجوميّة" بهذا البوست أيضاً.

إن نجوت من نقمة الاطّلاع على العرضحال الذي تقدّمه نستلة دحضاً للـ"شائعات" التي تنتاش الماء (بالأحرى ماءها) المعبأ، وإن أنّبني ضميري بسبب عدم إعطاء هذه الشركة "المحترمة" فرصتها الكافية للدفاع عن "معتقداتها"، فإنّ الفضل في ذلك يرجع لنعمتين مرتبطتين بالانترنيت (ثلاثة، في الواقع؛ إن أخذنا معدّل مشاهدة فيديو ماء إيفيان في أعلاه، ولابدّ من عودة لذلك وإن طال العطش):

أولاهما أن أكتفي بإيراد الرابط (اللنك...اللنك) للمهتمّين ببراءة نستلة ثمّ أرميهم في غيابة جبّها إذ حتماً تلتقطهم "سيّارة" من "سيّارات" العلاقات العامّة بنستلة وما أكثرها وما أفخمها واللهم لا حسد وبذلك ما يسعدني إذ يجد لي مخرجاً عِوضاً عن رهق فلفلة عرضحال الرئيس التنفيذي لمياه نستلة بأمريكا الشمالية فذاك عرضحال طويل (فرّيتو لقيتو أكثر من خمس صفحات إيه فور) وأنا ما عندي زمن، عموماً، وفي حالة نستلة مافي زمن دُتْ، أفلّي بيهو نضمي قدُر دا.

الفضل الآخر هو فضل الظهر الذي يبرّنا به أخونا "ياهو" ما غدينا إلى مكتب بريده أو رحنا. يلاقيك أخونا (الأصغر؟) "ياهو" بباب بريده محمّلاً بالشمار الحار يبثّه إليك بحماس طفولي: شفتا يا عمّو! قالوا في طيّارة أثيوبية وقعت. تتخلّص من تشبّثه بجلاّبيتك وتدخل على صناديق البريد تلقاه مِنتكِل على واحد منّهن: والله، يا عمّو، ناس هاييتي ديل...مساكين ياخي. تمرق تخلّي ليهو مكتب البريد وما فيهو تلقاهو راجيك في الناصية جايب ليك شمار موية نستلة، وبقيّة مويات الدعاية والإعلان، أخدااار ويقدّم ليك أربعة أسباب تدعوك لأن تشرب موية الماسورة بدلاً عن موية نستلة وناس إفيان (الكلام دا للأمريكان ومن حذا حذوهم باحسان، ناس الهوامش نصحناهم زمااان)*:

1. موية الماسورة يتم فحصها يومياً ويمكن للمستهلك الحصول على نتائج الفحص لدى موقع انترنيت حكومي فيما تفحص الموية المعبّأة اسبوعياً ولا يمكن للمستهلك الحصول على نتائج الفحص.

2. الموية المعبّأة تكلّف حوالي خمسمائة مرّة بالمقارنة بتكلفة موية الماسورة وإذا كنت مغرماً بالماركات الهايلايف فإنّ ماءها يكلّف حوالي ألف مرّة بالمقارنة بتكلفة موية الماسورة.

3. موية الماسورة تحافظ على الأسنان بمكافحتها التسوس وذلك لما فيها من فلور.

4. موية الماسورة حلوة، طاعمة يعني، وهذه معلومة أدعمها بالحنين لموية من الزير في بيتنا فهي من جوف الأرض مباشرة للماسورة ثمّ لجوف الزير تبرد فتبرّد جوف المكتوين بالسعي الدؤوب بين ماء الحياة وسرابها.

قد يغريك إعلان موية نستلة الشفناهو في الموضوع السابق أو إعلان موية إفيان (وإفيان مقروءة بالعكس تبقى ناييف وفي ذلك نكتة، بالمناسبة) لأن تعتبر أنّ الدعاية والإعلان تقدّم، فعلاً، معلومات مفيدة للإنسان (وإن كان ذلك مدعوماً بأولئك الصغار الراقصين على أنغام الراب) وقد يغريك الإعلان فتغيّر عاداتك الشربمائيّة إلى الماء المعبّأ بدلاً عن موية الماسورة وممكن يغريك تغيّر لموية نستلة أو إفيان بدلاً عن أي ماء معبأ آخر...يا أخوي بطريقتك، أنا موية نستلة دي تبقى لي بي زاد أكان صدّقتهم وألاّ قريت عرضحال ريسهم من أصلو. من ناحية لأنّي، مفروض يعني، أكون في عداء مع الدعاية والإعلان ولأنّو نستلة (مجرّد نستلة) ما بتتشكّر لي لا في الخريف ولا في غيرو وحكاية إنّها ما بتتشكّر دي حا نحاول نبيّنها في موضوعنا التالي: "نستلة وناس لالا"، إن شاء الكريم.


_________
* أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد!

هل فيكم من هو على استعداد لأن يفوّت فرصةً تمكّنه من التهام كيكته والاحتفاظ بها في نفس الوقت؟ لا أعتقد، ونستلة ليست استثناءً فهذه الشركة التي بلغ اجمالي مبيعاتها في العام 2008 مائة وخمسة عشر بليون (بلـ...يون) دولار حقّقت منها ربحاً صافياً قدره حوالي تسعة عشر بليون دولار (أكثر من 16% من الإيرادات؟ أمّا عيني باردة صحيح!). أقول هذه الشركة تحرق ورقة الأمومة (ونشوف الحكاية دي تحت) وتحتفظ بها في نفس الوقت فرغماً عن كلّ شيء إلاّ إنّ للأم حضور ملحوظ بإعلانات نستلة الخاصة بمنتجاتها المتعلّقة بتغذية الأطفال...كم مرّة، بالله عليك، شُفتَ ليك واحد من الأبوات حايم ليهو في إعلانات زي نيدو وألاّ سيريلاك! الأمر حتماً مقصود فالأم في مثل هذه الإعلانات هي منبع الحِنِيّة على أطفالها وبذلك فهي أجدر بالثقة وثقتها بمنتجات نستلة، إذن، أجدر بأن يصدّقها الجميع: الآباء والأمّهات وحتّى العدو دا القاعد يلاوي في بلاوي الدعاية والإعلان عموماً وبلاوي دعاية نستلة على وجه الخصوص.

لكنّ نستلة وحش لا يتورّع عن نهش الأمومة في أبرز تجلّياتها: الرضاعة الطبيعية. عدوان منتجات نستلة في هذا الشأن عرّضها للمقاطعة عدييل من قبل وما يزال وربّما إنّ نستلة أكثر شركة تمّت مقاطعتها بسبب ذلك:

Evidence shows that Nestlé advertised and still advertises its formula as a risk-free substitute (or even a preferable alternative) to breastmilk, resulting in increased use and often replacing available breastmilk. There is a substantial body of evidence on the risks of the use of formula. Risks stem from the intrinsic problems of use of a non-human substance as a food for the human infant, the risks of contamination of the product itself with chemical contaminants or pathogenic bacteria or the risks of incorrect or unsafe preparation or storage and use of formula in bottles. The risks of formula are much greater when used in the developing world, and it is estimated that 1.5 million deaths a year are attributable to a lack of breastfeeding. However, deaths also occur in the developed world, especially among premature infants who are at increased risk of necrotising enterocolitis when fed with formula.X

لكنّ ذلك جانبٌ من مصائب نستلة إذ لدى ويكيبيديا الخبر (اليقين؟) عن قوة عين نستلة وقلّة حيائها كمان:

1. في ديسمبر من العام 2002، طالبت نستلة دولة إثيوبيا (معروفة بأنّها واحدة من أكثر الدول فقراً بالعالم) بمبلغ ستة ملايين دولار تعويضاً عن مصالح لها قام منقستو بتأميمها عام 1975 وقوّة عين نستلة تتجلّى في رفضها مبلغ التعويض الذي عرضته عليها الحكومة الأثيوبية (مليون ونصف محسوباً وفقاً لسعر الصرف السائد في العام 2002) مصرّة على أن يتم التعويض وفقاً لسعر الصرف السائد في العام 1975 لكنّها أخيراً قبلت المبلغ الأقل وخصّصته (مشكورة؟) لمساعدة ضحايا المجاعة بالمنطقة.

2. في سبتمبر 2008 أعلنت حكومة هونق كونق أنّها اكتشفت تلوثاً بمادّة الميلامين في ألبانٍ أنتجتها نستلة بالصين لكنّ نستلة سارعت إلى النفي فأعلنت حكومة تايوان، مطلع أكتوبر من نفس العام، أنّ ستّة أنواع من اللبن المجفّف تنتجها نستلة بالصين تحتوي آثار ميلامين فرضخت نستلة وأعلنت أنّها سوف تسحب منتجاتها من تلك الألبان.

هذان نموذجان ولمن شاء الاستزادة فلينظر ويكيبيديا في ذلك ولا شكّ أنّه يجد أشكالاً وألواناً من وحشيّة نستلة وعدوانها وقوّة عينها وقلّة حيائها من شَكَل مع الناشطين في مجال المحافظة على مصادر المياه بكندا وأمريكا (خشية تجفيفها عبر عدوان موية نستلة المعبّأة عليها) إلى شرائها مواد خام لصناعة الشوكولاتة تم انتاجها بمزارع تستخدم عمّالاً بنظام السخرة وتشغيل الأطفال (مزارع كاكاو بغرب افريقيا – ساحل العاج تحديداً)، إلى التآمر لتثبيت أسعار الألبان باليونان إلى بيع آلاف الأطنان من طعام حيوانات أليفة ملوّث...بفنزويلا. هل يجوز القول: يا للعولمة!

الحديث عن وحشيّة نستلة وعدوانها وقوّة عينها وقلّة حيائها يطول لكنّنا نكتفي بهذا القدر ونبذل للمهتمّين مادّةً للبحث ندرج رابطها بقاع هذه المداخلة كما ونهديهم الفيديو في أدناه لكي ننتقل، انتقالاً نرجو أن يكون سلساً، إلى تناول أمر الرعاية في سلسلة تبدأ بـ: "في الفؤاد ترعاه العناية فيا حليلك يا دار الرعاية"، بموضوعنا التالي، إن شاء الله.

http://boycottnestle.blogspot.com/2007/05/watch-film-fr...hilippines-here.html

إذا كان الضمير في "ترعاه" يعود للدوري الممتاز، فإنّ العناية المذكورة أبعد ما تكون من العناية الالهيّة وأقرب للمقدرة الدعائية، بل المقدرة المالية، لشركة اتصالات لا يبدو أنّ لها منفعة لا في رعاية الوطن العزيز ولا في رعاية مواطنيها (يمكن أن تقرأ مشتركيها) الأعزّاء أو أنّ تلك المنفعة (إن وجدت) لا ترقى لمنافع ترجوها إثر رعايتها الكورة وصخبها.

ومن غضب الربّ على العبد ومن صخب الكورة بأذنيه أن يعتر الريموت في جمعة من جمع الله، فيما العبد يعاين لحلّة باميته بالطوالة، ببرنامج برز فيه دكتور يدير الترويج بشركة اتصالات سودانية ليعلن بكلّ فخر أنّهم قد أنفقوا مليون دولار على رعايتهم لدوري (ممتاز) لكرة القدم...مليون دولار! ممتاز، فذلك المبلغ جدير بتوفير مئات الآلاف من الوجبات لأطفالنا الذين ينهض معظمهم في عتمة البكور وبطونهم خاوية كما خراتيهم من جنس سنتدويتشات وقريشات ورعايات. ياخي شبّعوا الناس دي وليكم علي يشبّعوكم كلام لامن تقولوا بَسْ، مُشْ إنتو بيّاعين كلام! وما تقول لي الناس ما جعانة فبلد جاعت فيها الدندر (الدندر...الدندر الكان جاعت، الشاف السودان دا عِدِم طفّاي النار ما كضّب). كم وددت لو أقول في هذا المقام: الكلام وقف؛ لكن كيف السبيل إلى ذلك ومعظم مصالحكم مربوطة بهذه الحبال الصوتيّة فكيف الدبارة والكورة أفيون الشعوب وكذا الدعاية والإعلان فتأمّل في الخروج من براثن "ليلين واجتمعوا"!

والرعاية، يا من لم تتفتح بصائركم عليها، من أنبل ما تفتّحت آذاننا عليه من كلمات. سمعناها، أوّل ما سمعناها، كقول سمح في خشوم أمهاتنا وخالاتنا إذ يشددن الرحال إلى رفاعة في يومٍ معلوم وربّما في يومين من أيّام الأسبوع ينشدن دارها (دار الرعاية، ويا لدفء الكلمتين) ينشدن استشارات في أمور الحمل والولادة وتغذية الحوامل والرضّع والأطفال ومكافحة الاسهالات وربّما التطعيم ضد أمراض الطفولة فيرجعن محمّلات باللبن المجفّف والفوليك أسيد وأملاح التروية...أقعدوا إنتو أرعوا لينا في الكورة ووسائل التزجية.

"كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته" فسواء كنت شركة اتصالات أو شركة مشروبات أو شركة سجم رماد، فإنّه تقع عليك مسئولية ويلزمك تدبير دارٍ ما للرعاية الاجتماعية فأين احساسكم بالمسئولية والكورة لا تصلح رعيّة لكم ولا هي من بقيّة أهلكم. لا بالجد، متى نشهد لوحة عملاقة تقرأ "دار الرعاية الاجتماعية بقنّب – برعاية سوداني" تم تليها تاقلاين تعلن "سوداني...قنّب تعال ما تبتعد". الظاهر لي، والله يكضّب الشينة، أن ذلك لن يتحقّق حتى تحج البقر بقرونها فتتداعى هذه الشركات وتتناحر لرعاية الحدث الغريب.

قال المغنّي: "ليه ما أرعى الوطن الرعاني!" فقال عبد الله: "تفاءلوا بالوطن تجدوه" فلم يتقدّم لرعايته أحدٌ ممّن يرعون الدوري الممتاز وبرامج التلفاز وآذان العصر! فأمراض العصر الذي يستضيفنا كثيرة ليس أقلّها أن يقول الشاعر: "يا صديقي وراء الباب، في أي عصر نحن"! وإنّما هو أجلّها. وبما إنّ الدنيا قبايل انتخابات فحسبنا أن نقول: هسسس...سكوت، ها نصوّت...بي واحد راسنا.

أرجو أن نواصل في تناول أمر الرعاية من منظور آخر وذلك في موضوعنا التالي: "طايقر يلوّث عُشّه"، إن شاء الله.

بالاضافة إلى الدَيْن الذي يتراكم على عاتقنا منذ أن وقعت أعيننا على بدعة الانتنيت؛ فأنا مدينٌ أيضاً من بعد السي إن إن، التي ألهمني بثّ دعاية بها فكرة هذا الموضوع، لزميلينا بالمنبر الأستاذين محمد عثمان ابراهيم وعثمان موسى.

لقد ألهمني الأستاذ محمد عثمان ابراهيم عنوان هذا الموضوع "طايقر يلوّث عُشّه" ويا له من تاقلاين سلبي ما كان ليرضى بأقل من عظيم الشأن لو كان الرعاة الحراف المتطاولون في البنيان يدفعون مقابلاً للدعاية السلبيّة ولبعنا، أنا وأخوي الجمل، عيش القضارف دا بي خُمّة القروش. أمّا الأستاذ عثمان موسى فقد أغناني عن الخوض في سيرة أبي المضرب البلالي هذا وهي سيرة لا تلزمني إلاّ بما يلزمنا جميعاً من ترصّدٍ لشمار حار عن رجلٍ فاجأته شمس النجومية وقد غرّبت طاحت حين طاح سرواله فراح يلتمس العزاء (تقرأ الاختباء) لدى الديانة البوذيّة.

عرفنا، من ثلاثين ثانية تمثّل أحد اعلانات طايقر وودز، أنّ الرجل لديه كِباش في رأسه تملي عليه ضربات مضربه، وقطعاً دريبات قشّه، فما بال النسوة اللاتي قطّعن مصارينهن بالمغسة من عمايل طايقرَ الذي قد لوّث عُشّه؟ وهذا سؤال لا أحرى له، بالطبع ولحاجة في نفس يعقوبي، اجابة مثل اجابة النسوة صويحبات امرأة العزيز بقدر ما أحرى له اجابة تكمن في تعليق أحدهم على تهافت نسوة، في حادثة مشابهة، على ديفيد ليترمان بتاع "ليت نايت شو" (يا له من اسم لبرنامجٍ للرجل) حين قال: هي إز جصت أ ريتش صن أوف أ بيتش!

تكاد تصنّف رعاية المشروبات الكحولية والتبغ وغيرها من المكروهات (؟) للأنشطة الرياضية بخانة المحرّمات في ملّة نقّاد الدعاية والاعلان فما أثر معكوس ذلك؟ أي، ما أثر رعاية (وإن شئت فقل معاقرة) الرياضيين لمثل هذه المكروهات على نجوميتهم بسوق الدعاية والاعلان؟ والجواب أن اطمئنّوا فأهل الدعاية والإعلان ينطبق عليهم القول: "البياكلك أشدّ منّك" ولذا فقد انضمّت عملاقة الاتصالات "إيه تي آند تي" لشركة "أكسنشر" في التخلّي عن طايقر بعد أن تجاوزت ضرباته ملعب الجولف إلى مخادع النساء لكنّ الرجل ما زال يعافر مستفيداً، ربّما، من القول المأثور المكسور "حامل جرثومة الخيانة الزوجيّة ليس بخائن" لكنّ طريقه للعودة، عودة بطل في شاشة، ما زال طويلا.

آمل أن نختم تناولنا لأمر الرعاية بموضوعنا التالي: "شقاء المستهلك: الاتصالات السعيدة بالمملكة السعودية"، إن شاء الله.

يجب أن أقر بأنّ الإعلان بالفيديو في أعلاه من أفضل ما وقعت عليه عيناي من إعلانات مؤخّراً فثيمته مؤثّرة وبه أشكال وألوان من الأشكال والألوان والحركات البهيجة فضلاً عن التاقلاين المعبّر: البعض يبحث عن السعادة والبعض الآخر يصنعها.

لكنّ سعيي وراء سعادة من خدمة توفّرها شركة اتصالات (قول يا زول شركة الاتصالات) كانت أس أساي وشقائي! فقد زيّن لي إعلانٌ في العام ثمانية وألفين (زي ما بقولو ناس نشرة التلفزيين) أن أرتقي إلى عالم الدي إس إل فالتأسيس، على أي حال، مجاناً وكذا المودم واشتراك شهرين. اتّصلت على الشركة وتحمّلت "اللطعة" بكل ما فيها بجَلَدٍ أوصلني إلى عبارة "إنّ جميع من بقي من منفّذي الخدمات مشغولون الآن بتشييع زملائهم الذين قضوا نحبهم إثر اصطدام هيليكوبتر يقودها مشترك غاضب بمبناهم وقد يستغرق الرد على مكالمتك عمرك كلّه"...تحمّلنا "اللطعة" فما كانت اللطمة بأقل أسى: يسري العرض فقط للتأسيس الجديد للهاتف! تذكّرت صديقي الذي طلب تأشيرة زيارة لوالده فقالوا له أنّ النظام يسمح بالحصول على تأشيرة الزيارة للآباء للمقيمين من الأطباء دون غيرهم من "أولاد الحلال"! فقال لهم: يعني أمشي أقرأ ليكم تمانية سنين من أوّل وجديد عشان أجيب أبوي بتأشيرة زيارة! إنتو نظامكم دا كاتبو الشيخ فرح ود تكتوك!

قال الشيخ فرح ود تكتوك: ياهو دا الكلام بالخيوت قدّامك، ثم استدرك: ويمكن بلا خيوت كمان فالمودم وايرليس...ادفع الشرتيت يا زول. لم أضطر إلى دفع أي شيء وإنّما اخترت السرعة فقُيّدت القريشات، بما فيها مما على الموديم من أقساط، ضد معلوم تصله الفاتورة حتى لو كان "رومينق" بين أسقاط وألقاط...وما هي إلا أيّام حتى غنينا ورقصنا عشرة بلدي: وشبكنا الدي إس إل، يا سيدي، وبئينا أرايب...ومين ع الأرابة، يا روحي، ح يا يفضل يعايب!

لكنّ السرعة التي رجوت أنّها تسعدني كانت مع السما (معسّمة، يعني) فلجأنا إلى قوم "اللطعة" مرّة أخرى فتمخّض الشيل دُقْ... شيل دُقْ معاهم إلى أن زارني فلبيني مرتّب لم يصرف معي كثير "تاقالوق" وإنّما عالجني بالصدمة حين عاجلني قائلاً: مافريند، كبينة بعيد...مافي فايدة! طيّب، والدبارة يا أبو فيليب! هل أرفع السرعة؟!...يو ويل بي ويستنق يور موني، يو هاف تو ويت!

الشكيّة لي أب إيداً قويّة لكن كلام أبو إيميليانو أصلو ما وقع واطـا...فانتظرت بجَلد أقوى من جلد التمساح فتم، أخيراً، تحديث المقسّم فسارعت إلى رفع السرعة إلى أربعة ميقا وما أن قُيّدت القريشات الاضافية ضد معلوم تقديره العبد لله حتّى داهمني ما أنساني الفاتورة وهمومها الاضافية: إعلانٌ يقول "برودباند بسرعة أربعة ميقا بأربعة ريال في اليوم!" 120ريال في الشهر! يا أولاد الإيه! ياخي أنا الأربعة ميقا دي اشتريتها منّكم قبّال كم يوم بأكثر من ضعف المبلغ دا!...اتّصلت تاني على أهل "اللطعة" لعلّ وعسى وتاني تلقّيت الصفعة: يسري العرض على التأسيس الجديد لكن ممكن نعدّل اشتراكك لبرودباند فتدفع 240 ريال في الشهر بدلاً عن 259 (يعني توفّر 19ريال في الشهر) وتكلّم أي هاتف ثابت في المملكة مجاناً وتحصل على خصم 25% على مكالماتك الدوليّة للبلد المفضّل الذي تختاره...كلاماً لهواتف ثابتة ما عندي، لكن دار أبوك كان خربت...اخترت السودان ودي براها فايدة ثابتة!

شركات الاتصالات السعيدة بالمملكة السعودية أربع جميعها مدرج بسوق المال السعودي وجميعها (ربّما فيما عدا اتحاد عذيب التي تعافر لترعى نفسها حتى يقوم ليها ريش فتكاتل في حلبة الرعاية) متعاقدة على رعاية تتراوح من أندية محليّة لأندية عالمية وبمئات الملايين من الريالات لكنّ رعايتهم للمستهلك (عبر حسن خدمته) أقرب إلى محلّك سِرْ وليس ذلك بسِرْ كما يؤكّد تعليق احدى المشتركات على خبر توقيع ريال مدريد عقد رعاية مع شركة الاتصالات السعودية:

Quote: الكاتب قصده اني انا موقعه عقد مع الريال مدريد لأن فلوس الرعايه من فــــــواتري حسبي الله عليهم انا ادرس برا وجوالي ذاك نفس الفاتوره ماتغيرت من لما كنت بالسعوديه تصدر نفس المبلغ ولاه وطالعين بعملاء التميز وقلت خلوني استقبل المكالمات مجانا والا يسحبون علي وفجأه اصك الحد الأتماني وانا هنا ويفصلون جوال فصل نهائي واطالبهم بالتوقيف المؤقت ويقولون ان شاءالله ويسحبون علي فكرت اسحب عليهم وما أدفع لكن ماأحب اخلي شيء بذمتي وهم مو مسامحتهم ماأقــــــــــــــــــــــــــول إلا يالبــــــــــــــى موباااااايلي قول وفعل بالضبط مثل شريكها ماتهايط على الفاضي

http://www.aljamaheir.net/news.php?action=show&id=15819

الاخ عادل البدوى

تحياتى وامل ان تكون بالف خير

متابعة للموضوع بتركيز واستمتاع بس ماتغطس منو شهرين وترجع ليهو تانى

سلام يا أمحد أحمد ولعلّك في نعم الحال.

بدءاً أود أن أعزّيك، ومنعم، في فقدكم أبيكم وقد تهيّأت لي (ما خلتها) فرصة أن ألتقيك بصالة المغادرة عند نهاية زيارتك الأخيرة القصيرة للسودان لكن اتضح (الله يجازيك يا ود علي الطيّب) أنّ رحلتك قد سبقت رحلتي بيوم. الدوام لله يا أخي والبركة فيكم وفي وليداتكم.

ياخي براك عارف شقاء المستهلَـك بالمملكة السعودية وليتها تبقى على كلّ شهر أو شهرين بنفر أو نفرين ما تقوم تجينا أزمة منتصف العام ونبقي في "الحول بي زول".

أسعدتني زيارتك وأعدك بأن ندخل سويّاً على فصلٍ جديد من هذا الكتاب قريباً إن شاء الله فإلى اللقاء.

العزيز العزيز أديل بداوي ... ما هو لوْنُك؟
هل تذكر بروفيسور الإحصاء Chen? قرأت موضوعك هذا بتركيز كأني على موعد مع واحد من كوِزّاته (Quizzes) الصباحية. عليه البَهْلة*.

في عام صفر هجرية، الموافق كم وتسعين من القرن المنقرض، أُتيح للعالمين في عَدْوة هكّايسان المباركة الاشتراك في جريدة الشرق الأوسط (عليها البَهْلة برضو) عبر الإنترنت. وكان وريثك قيس بن صالح من أوائل المشتركين في خضراء الدمَن، وكنت برلومَهُ، فأرخى لي "المَقَادَة". في تلك الجريدة المنفصمة اطّلعت على موضوع عن يهود العراق القدامى ... ومن بينهم هذا الاسم: ساعاتي. وفي أول زيارة لي لأرض الملكة اليصابات في أواخر تسعينيات القرن الوارد ذكره أعلاه مررت وصديقي البريطاني بالقرب من أحد مكاتب الدعاية الفخمة .. ولم أعره اهتماما، لكن صديقي لفت نظري إلى الاسم Saatchi & Saatchi وأوضح لي أن هذا الاسم عراقي، ويعني ساعاتي.

كل الكلام أعلاه فائض عن الحاجة. الأمر الأهم هو ود علي الطيب الذي قرأت اسمه هنا. أين هذا الرجل وماذا فعل بدنياه؟ وهل أكمل "عقاب" دينه؟ ربما أزور السودان الشغيغ قريباً (قريباً دي أنا عندي معناها سبع سنوات بلياليها)، وأرجو أن التقي بفخامته.

قبل بضعة أيام رأيت ود عطا المنّان ... لكن رؤية كُضّم كُضّم وأكتفيت بها. رأيته في صورة لزواج أحد الأصدقاء ... ويظهر في الصورة جنجا وليس في رأسه مزعة شعر ... و أنور حسين وليس في وجهه مزعة أنور ... وآخرين لا أعلمهم والله يعلمهم. يا زول جاني إحباط ... وقلت بعد ده غير السبحة ما في دبارة.

* البَهْلة، على ذمّة المعرّي تعني اللعنة، لكن في بطانة أب علي حاجة مختلفة خالس. شن جاب بَهْلَة الضان للنعْلة!!!

شنتير! نبلت من وين آشقي! محسن قال لي إنّك على مرمى نيسان باترول الجديدة كليّاً أم أربعميّة حصان (شفت السوّتا فينا محن الدعاية والإعلان) تقطع بنا تلّة الربع الخالي وهوبّا على مضاربكم. محسن قال لي كمان كمّلت "عقاب" دينك وأدّيتهم أكان هوادة أكان هوادتين فألف مبروك.

Chen دا ما اتذكّرتو، ياهو الشغوف بالعربات ويقول ليك آي لايك ذا هاندا آند ذا وولوو! لكن اتذكّرت كويزّات "جونغ" لاسيّما كويزّه السخيف لاحدى أخواتنا وهو كويز شالتني، على إثره، الأمازيغية (باقي محسن قال ما تنتكلو على "الهاشمية" دي كتير) فقلت ليهو ياخي الكلام دا عيب عليك فقال "وإنت بتتصنّت مالك"...والله كمان ياهو، ياها ذاتا "مكتّحني مالك"! الزول مكتبو (متذكّر مكاتب التيوبليس طبعاً) ليترالي فوق عنقرتي ودايرني أسد دي بي بلف ودي بي بلف.

ود علي الطيّب "عب" كبير في تجارة الأراضي بمنطقة شرق النيل، تاجر آرقيِّـق* مو سمسار، وقد قضيت معه أجمل الأيّام أثناء زيارتي الأخيرة للسودان وإن كان نقصت بالفشل في زيارة مزرعته بشندي فقد طلبت منه أن أشاور جماعتي فرجع لجماعتو قال ليهم الزول قال داير يشاور جماعتو فألقمتنا أم علي حجراً: ما دام شورتكم بِقت عند النسوان، واطاتكم أصبحت. أي نعم، الرجل أكمل "عقاب" دينو وزاد وهو خير زاد لك في زيارتك المرتقبة (شُفتَ الابتزاز بالمرتقبة دي كيف) للسودان.

ود عطا المنّان ما لاقيتو والله لكنّه في أحسن حال وناس جنجا تراهم بنشوفهم في صور الأعراس وآخرها عرس العمدة أب شوك (الذي متّعنا بيومين، ليلتين في الواقع، حين شارك بمؤتمر بالرياض مؤخّراً) أمّا أنور فآخر عهدنا به الميدان الشرقي الأخضر.

ياخي أجدع لنا تلفونك خلينا نسولف فيما يلي لوننا ولون من عفا عنه كلب الزمان العقور من الناس.


* "آرقيِّـق" دي كليشيه ود علي الطيّب الجديد: سَوْ داك آرقيِّـق، ما تسوْ داك آرقيِّـق. متذكّر طبعاً الكليشيه السابق بتاع الوهمان المفتعل ببراعة.

هلا يا هلا
بروفيسور Chen كان أطول صيني في بلاد الواق واق. أظنك غادرت حين مجيئه.

بالله ود علي الطيب بقى من أقنان الأرض. تعرف أنا راسي مليان في أراضي السودان الوطن الواحد ده ولم أجد من يُفتِني فيها، محل ما قبّلت. و"جَزَمْ" خائف ما ألقى فيه ذلك الشبر المعلوم (الشر بعيد). أكان كدي زيارتي المزمعة دي يجب التعجيل بها ... قبل الزول ده ما يخلي شغل الأراضي ويبقى مزارع دواجن. غايتو لو ما مرقت لي منّو بجدعة جدعتين ما بديه فرقة يتنفّس بيها.

الذي علمته أن ود عطا المنان هو من أصبح من عتاة صغار رجال الأعمال.

المقدّم الله ... أنا بكرة من الدغش سأكون على سفرٍ (وقيل على suffering) ... ولأتصلنّ بكم بعد العودة إن شاء الله.

ياخي عالم الدعاية عالم مجنون وعينو قوية. أذكر في واحد جاتو نفسيات من كثرة الدعايات والـ fliers التي تطارده أينما ارتحل داخل طوكيو أو خارجها .. فغادر اليابان بكل نعمها ونعيمها.

العبد لله يتقي شر الدعاية بادّعاء الطرَش، والموت أحياناً.

ياخي معقول الزول ينسى لازمة ود على الطيب "آرقيِّق" ... ولوازمه السرية الأخرى.

Quote: غايتو لو ما مرقت لي منّو بجدعة جدعتين ما بديه فرقة يتنفّس بيها

لا ود علي الطيّب بمشهدك تَبْ. الرجل يمارس الشغلة بفهم ودراسة للخرائط والطبيعة والمحيط والتخطيط وللنيوز كما يضارب المضاربون في أسواق المال وليس كما يضارب السماسرة في سوق خبط عشواء. عجّل بالزيارة فور عودتك، بالسلامة، من سفرك ولن تندم.

نواصل، آرقيِّـق، في عرض شر الدعاية أب عيناً قوية من بعدما قدّمنا من واجب الدعاية لمكتب ود علي الطيّب وندلف حين أعود، قريباً كما أرجو، إلى مغارة التزييف عبر بوّابة صانع المعجزات الحريف: الفوتوشوب. وزعمُنا أنّ التزييف، لاسيّما عبر الفوتوشوب، يتجاوز تزييف الصور إلى تزييف الإرادة وتقدير الذات، وربّما الهويّة. نتناول، في ذلك، ثلاثة نماذج وقد أضيف نموذجاً رابعاً يُعنى بالهويّة إن توفّر الزمن والمزاج والريليفانص:

1. في الستّين وما خايفين وفي الستّين وما خايفين...أولاي، أولاي، أولاي!

2. ديمي مور ناقصة وركٍ ومصداقيّة!

3. أجِيْ آرالف! المسلوعة دي ما أنا.

فإلى اللقاء، إذن.

وددت لو أنّه تسنّى لي أن أعدّل الهتاف الحار بالعنوان إلى الهتاف الأثير لدينا حين نغلب "أولاد" هندسة في دوري الجامعة وكثيراً ما كنّا نفعل: تاني تجي، التوووبة؛ هَيْ تاني تجي، التوووبة. لكنّ زملاءنا المصريين كانوا، على الرغم من حماستهم في التشجيع، يلحنون ذلك الهتاف الأثير إلى: تاني تيقي، إتّوووبة؛ تاني تيقي، إتّوووبة.

جزءٌ من الحقيقة في البيان القصير في أعلاه أنّه باستثناء معلّمي الرياضيّات والفيزياء الذين درّسونا بمدرسة رفاعة الثانوية؛ فإن أوّل مصريين سمعتهم (من دون أن يكون التلفاز أو الراديو وسيطاً بيننا) كانوا عمّال شركة مصر للأسمنت وقد كان ذلك بعد تخرّجنا من الجامعة، على أي حال. سمعت أحدهم (غصباً عنّي والله فقد كانوا يشاركونني الجلوس على مسطبة محطة تمانية ببري انتظاراً لتلك الباصات المربّعة). سمعت الرجل يشكو لأخيه طلبات المدام المتكرّرة أن يرسل لها المصاريف. فاض به فلم يراع لمشاعري وإنّما صفعني وأنا لسّع خرّيج جديد قعد خمسة سنين ساكن (لو وقعت مني حلمة لما سقطت إلا بشارع الجمهورية) ماكل شارب قاري ومرفّه على حساب الدولة: هيّ فاكراني مغترب في الكويت وألاّ إيه!...إييييه. ثم أتى على الانسان حينٌ من الدهر (هسّع دي في اجازتي الفاتت دي) أضحت السودان (هيّ مؤنّثة ليه بأة) كويت المصريين لكنّني سمعت أحدهم (غصباً عنّي برضو) يشكو بثّه وحزنه إلى الأمجاد أن لم يوفّق في الحصول على أنواع معيّنة من البوهيات ليستخدمها لعمل ديكورات، تدعى "ستوك"، بمكتب أخينا ود علي الطيّب: أهِي الأمقاد تِشهَد أهِي! من صباحيّة ربّنا وأنا عمّال اتنطّط...مفيش!

لكن، على قول شنتير، كل الكلام أعلاه فائض عن الحاجة ولن ينوبنا منه إلاّ أن نلحن الهتاف، الأثير لدينا حين نغلب "أولاد" هندسة في دوري الجامعة، فوق لحن زملائنا المصريين المفترى عليهم إلى: تاني تويقي، إتّوووبة؛ تاني تويقي، إتّوووبة!

وتويقي (Twiggy) دي، صاحبة الصورة في أعلاه يا أهلنا، قد تجاوزت الستين من عمرها الطويل بإذن الله. وتويقي، بسم الله ما شاء الله، ما زالت تنعم ببشرتها الناعمة (الخالية من التجاعيد) بإذن أولاي. لكنّ المشكلة أنّ تويقي دي ما تويقي بتاعت الستّين ولا البشرة الناعمة دي بفعل مشيئة كريم أولاي للعناية بالعيون فالعيون التي ما في طرفها ولا فوقها ولا تحتها لا تجاعيد لا اسوداد لا انتفاخ ولا دا ولا داك إنّما هي نتاج فعل حريف من فوتوشوبرٍ متشوبرٍ ومسلّط.

قامت أولاي، في صيف العام 2009، باطلاق حملتها الخاصة بكريم Definity للعناية بمنطقة العيون وقد ظهرت فيه العارضة تويقي بالمظهر البديع الذي يبدو في الصورة فخرجت النساء في مظاهرات هتافها ما أوردناه بعنوان هذا الموضوع: في الستّين وما خايفين وفي الستّين وما خايفين...أولاي، أولاي، أولاي!

معليش يا أخوانّا واضح إنّو دي جاكة ساكت فالشاهد أن الاعلان قد أزعج الكثيرين بما فيهم البرلمان البريطاني لما فيه من تضليل يكمن في وجه ستينية خالٍ من التجاعيد يروّج لمستحضر يستهدف المتقدّمات في السن. بل إنّ المشرّعين البريطانيين دعوا لحظر الإعلان بنهاية ذات الصيف وتلى ذلك، في الشهور اللاحقة، وصول مئات الشكاوى إلى هيئة المقاييس الدعائية بالمملكة المتّحدة تدّعي أنّ إعلان أولاي يفتقر للمسئولية الاجتماعية وأنه يمكن أن يحمل أثراً سلبياً عن تقدير الناس لذواتهم عبر صورهم الجسدية فكان أن حظرت هيئة المقاييس الدعائية بالمملكة المتّحدة كافة المواد الدعائية، المبنية على صورة تويقي المعدّلة بفعل الفوتوشوبر المتشوبر المسلّط، مشيرة إلى أنّ التعديل قد يضلّل المستهلك فيما يخص الأثر الذي يمكن للمستحضر أن يحدثه. لكنّ إجراءً لم يتّخذ فقد أقرّت أولاي بالتعديل الفوتوشوبي (الطفيف) وسارعت إلى سحب المواد الدعائية المتّهمة وعاش الجميع في تبات ونبات وفي كنبات المشجّعين ولسان حالهم يهتف: تاني تويقي، إتّوووبة؛ هَيْ تاني تويقي، إتّوووبة!

وددت لو أنّه تسنّي لي أن أعدّل الجوبيك الحصل داك قبّال ما أرسل، لكن لعلّه حصل خير.

السلام عليكمنقول سلام ومرور وكن بخير

وعليكم السلام ورحمة الله، يا دكتورة.

تشكري على المرور ولك من الأمنيات أفضلها.

"I had an extreme obsession with my body. I made it a measure of my own value. I tried to dominate it, which I did, and I changed it multiple times over. But it never lasted and ultimately it didn't bring me anything but temporary happiness. Does being thin resolve anything? No. The irony is that when I abandoned that desire to dominate my body, it actually became the body that I always wanted. But it only happened when I stopped trying to control it. At the end of the day, this kind of obsession is pointless and meaningless."…Demi Moore to the May issue of UK's Elle Magazine

على الرغم من بيان ديمي مور الواضح والصريح في أعلاه، إلاّ إنّنا نرى أنّ نظرة ديمي مور لجسدها، في أفضل حالات حسن الظن، مضطربة إن لم تفتقد للمصداقية.

كان أوّل تعرّفي بالشابّة* ديمي مور (فيلموغرافيّاً، يعني) بفيلم "شبح" الذي أُنتج في العام 1990 ثم تلى ذلك فيلمها مع توم كروز وجاك نيكلسون "حفنة رجال طيّبون" والذي أنتج في العام 1992 ففيلم "عرض غير لائق" والذي أنتج في العام 1993 ثم تتلّحتني* مؤخّراً حتى كلّ متني: من صورة الورك الناقص إلى قصة "نوتوريوس نود" وتأرجح مصداقيّتها بين هذا وذاك فيما أنا معلّق (من أكاتفيني) بخيوط قصص كل ذلك.

"قصّتنا" هي أن قد ظهرت صورة للشابة ديمي مور "مهبوشة" بالفوتوشوب. أها، ديمي مور غالطت الناس حمل جمل إنّو ياها دي خلقتي الخلقني بيها ربّ العالمين وقامت نزّلت الصورة الفوق دي (تأكيداً على ذلك...ياتو ذلك، إنتَ وشوفك!) بحسابها بـ"تويتر" قائلة:

Here is the original image people my hips were not touched don't let these people bull s--- you! I love the pic and can only say I wish I had good lighting like that following me around all day!! Haha, I have no hips!X

أها، شِنْ قولكم! قولنا نحنا إنّكم ما حا تعدموا ليكم عكاليت يساعدوكم شويّة مُشْ بَسْ بالصورة في أدناه والتي تتم فيها المقارنة بصورة عارضة لبيت الأزياء المدعو "بالمين" فالثوب هو نفس الثوب لكنّ فرق الورك، الناقص من الما ناقص، أوضح من عين الشمش. يزوّدكم هؤلاء العكاليت أيضاً بملاحظة أنّ وجه هذه الشابة التي على أعتاب الخمسين خالٍ تماماً، في الصورة المهبوشة، من أي تجاعيد. دا غير إنّو ممكن يجيبو ليكم كلام العارضة سيليتا إيبانكس والممثّلة كيت وينسليت يؤكّدن لكم أنّ صورهنّ هي في الغالب مهبوشة مهبوشة والناس يمسكوا تَبْ في حبل إنّو الصور دي ما حقيقية ويقرّطو على كدا:




لكنّ الصورة قيد الدرس ليست أخطر صورة للشابّة ديمي مور فقد سبقتها صورة (غلاف مجلّة فانيتي فير أغسطس 1991) قلبت الموازين حرفيّاً وأثارت جدلاً كثيفاً وما تزال. لكنّ ما يهمّنا في صورة ذلك الغلاف ما يلي:

1. قول ديمي مور تعليقاً على ذلك الغلاف إنّه " feminist statement" وهو قول يبقى اعترافها الأخير، الذي أوردناه أعلى هذا الموضوع، ردّة في مقابله لاسيّما وأنّ ديمي مور كانت قد ركبت، أيّامها، موجة أنّ بصورة ذلك الغلاف تعزيز لقدرات المرأة وذلك في مواجهة منتقدي الصورة من حيث إنّها تسليع للمرأة عموماً وتسليع غرائزي للشابة ديمي مور، من حيث إنّها رمز جنسي أصلاً، على وجه الخصوص.

2. (نعتقد أنّ) الصورة أسهمت في رفع دخل ديمي مور من 350 ألف دولار في فيلم "شبح" الذي أُنتج في العام 1990 إلى ثلاثة ملايين دولار عن دورها بفيلم "حفنة رجال طيّبون" والذي أنتج في العام 1992 ثم خمسة ملايين دولار عن الدور الواحد في كلا الفيلمين الذين شاركت فيهما في العام 1994 والعام 1995 ومن الوضح أنّ تعزيز القدرات الذي استهدفته (؟) مختلف عن أي بيان نسوي فيما يظل التسليع الذي ذكره منتقدي الغلاف ليس ببعيد عن الحقيقة ويبقى قولها لمجلة Elle Magazine مؤخّراً أنّ عبارتها "I want it all"، والتي قالتها أيام صورة غلاف فانيتي فير، أنّها لم تنبع من منبع الجشع وإنّما من رغبةٍ في التوازن...تبقى العبارة موضع شكّ لدينا إذ نعتقد أنّ الجشع حاصل.

3. الصورة شكّلت "فتحاً" في مجالها إذ تم تحويرها في بعض الأعمال الدعائية كما واعتمدت الكثير من الأعمال الدعائية على ثيمتها بل إن سوق توثيق الحمل فوتوغرافياً قد انتعش بفضلها.

4. **

خلاصة رأيي أنّ ديمي مور قد تعرّضت لإغراء زيّف ارادتها فيما يخص الصورتين (صورتها لغلاف مجلة فانيتي فير، وفقاً لتصريح أدلت به ديمي مور نفسها في العام 2007، لم تلتقط لأغراض النشر أصلاً وإنّما كانت إحدى جلسات التصوير الخاصّة بديمي مور و"بناتها"). وخلاصة قولنا أنّ صورة ديمي مور الخاصة بـ"قصّتنا" هذه مهبوشة لهدف فيما تبقى صورتها الخاصة بغلاف مجلّة فانيتي فير مهبوشة هبشة تانية وبرضو لهدف أمّا خلاصة الخلاصة فهي: هوس ديمي مور بجسدها أقرب لأن يكون مناورة بزنسية منه إلى المرض. المشكلة لو فرضنا إنّو مرض وإنّها تعافت منه مؤخّراً حين اعتبرته بلا هدف وبلا معنى، البِقنِع الديك*** منو!




* أحد تتلّحات ديمي مور لي كان موضوعٌ عن مشاهير النساء (وألاّ يجب أن أقول النساء المشاهير أو الشهيرات او المشاهيرات فحسب!) اللائي يظهرن أصغر بكثير (وبعضهنّ أكبر بكثير) من أعمارهنّ الحقيقية. تصدّرت ديمي مور القائمة التي تضم سوزان ساراندون، مادونا، سارة بولين...إيلين ديجينريس فيما كانت إيما واينهاوس وليندسي لوهان في الطرف الآخر من القائمة.
** استخدمت الصورة في نقاشات تتعلّق بمشروع قانون أمريكي يُعنى بالرقابة على عدم الحشمة والفُحش في المواد المنشورة عبر الانترنيت (CDA؛ 1996) لكن القانون لم يرَ النور آنئذٍ وليس هذا المقام بمقامٍ له ليُحظى ببصيص قبس.
** يطلق على أسراب البوم وصف برلمانات! وحكمة الله البومُ طائرٌ معتزلٌ بين الواحد منّهم وأخوهو الفارقة واللامّة...فِرِد سرب ما عندو خلّي عنّك أسراب. لكنّ لـ"الديك" برلماناتٌ وبرلمانات.

"For over 42 years we have built a brand based on quality and integrity. After further investigation, we have learned that we are responsible for the poor imaging and retouching that resulted in a very distorted image of a woman's body. We have addressed the problem and going forward will take every precaution to ensure that the caliber of our artwork represents our brand appropriately." A statement by Ralph Lauren Company

المسلوعة الفي الصورة دي هي فيليبا هاميلتون (عارضة الأزياء التي عملت مع رالف، لورين، منذ أن كان عمرها خمسة عشر عاماً حتى فُصلت وهي في العام الثالث والعشرين من عمرها) وهي في نفس الوقت ليست فيليبا هاميلتون! ويعتمد حلّك لهذه الفزّورة على الشخصيّة التي تتقمّصها حين شوفك للصورة: هل هي شخصيّة رالف لورين سيد اللّسم أم شخصية فيليبا هاميلتون ست الصورة المهبوشة. لكن لعلّ اعتذار شركة رالف لورين الذي أوردناه في أعلاه، بما فيه من اعتراف بأنّ الصورة مهبوشة، يعينك في مهمّتك. وإن لم يفعل فلعلّ صورة أخرى للغارضة فيليبا هاميلتون نوردها في أدناه تفعل:



أمّا إن لم تفعل الصورة فلعلّ معلومة أنّ هذه العارضة قد فُصلت من عملها بدعوى أنّ وزنها زائد تفعل! (وزن هذه العارضة هو حوالي خمسين كيلو مقابل طولها الذي يقارب للمائة وثمانين سنتيميتر) وفي ذلك ما نرى أنّه محاولة ابتزاز يحمد للعارضة أنّها واجهتها بقوّة:

I think they [Ralph Lauren] owe American women an apology, a big apology, I'm very proud of what I look like, and I think a role model should look healthy.X

ونحن أيضاً نعتقد في ذلك من غير اسراف في التعليق.

انتهت نماذج الفوتوشوب أو كادت فلنجنح (حلوة نجنح دي صاح!) إلى باب آخر في موضوعنا وذلك بتناول أقوامٍ نتصوّر أنّهم شالو أصبع النجومية طبظو بيهو عيونهم فيما نرى (أو يرى جموح حبّنا لأعمالهم وعظيم تقديرنا لذواتهم) أنّه محض ابتذال لنجوميّتهم:

1. ابتذال النجومية (1): الحقيقة وراء الراقص مع ذئاب التيركيش.

2. ابتذال النجومية (2): نستلة (تاااني!) وناس لا لملك الموت.

3. ابتذال النجومية (3): بهت الدعائيون المشاهيرَ أنّهم لا يطالون البيرة.

4. ابتذال النجومية (4): جيمس بوند مسكينا! نهاية ابتذال النجومية/بداية الاختباس الدعائي.

فإلى لقاءٍ نرجو أن يكون قريباً.

بوست متعة و فايدة
سلامات يا عادل و ضيوفك الكرام
في بحث التخرج للمجاستير، كتبت البروبوسال علي اساس انه مادة البحث حا تكون عالم البيزنز و المحاسبة في الدعايات، و تم شراء مستلزمات البحث من فيديو كاسيتز و نوت للتدوين و ايسكريم و كراكرز، و قووم يا عم الراجل المشرف بمجرد عرف اني مسلمة يقضي الساعات الطوال يناقش معاي القمار و هو حرام ليه، مرو تلاته اجتماعات وشهر كامل و ما فتحنا خشمنا في الدعايات، كله الاسلام و القمار الاسلام و الربا حرم ليه، لمن سالت عن دكتور جوني قصته شنو مع القمار، قالو لي هو مدمن و بيتعالج حاليا من حكاية القمار دي، قلت في عقل بالي، والله ما ظني كملت الماجستير بالطريقة دي و انا شغاله البنش باق حقت المشرف المغبون ده، فغيرت المشرف و البحث معاة، لانه المشرف الجديد ما عنده فكرة عن عالم الميديا

بعض الدعايات من شدة جمالها، لا تستطيع ان تنساها، و لكن كمان ما تتذكر المنتج العليه الدعاية كان شنو

دعاية الفيكس دي عاجباني بشدة و اطبقها lol

٠٠٠٠٠٠٠
بخصوص الكذب في الدعايات و استعمال الفوتوشوب و غيره من المحسنات، اخر قضية كنت اذكرها في المملكه المتحدة كانت عن ماسكارا، تقوم بالدعاية ممثلة هندية جميله جدا، و لكن طلع انها مركبة رموش صناعية في الدعاية، من يوم ما رفعو عليهم قضية، بقو كلهم بيكتبو بخط باااهت في الاسكرين تحت انه الممثلة دي مستعملة رموش صناعية في الدعاية دي، لوووول، اها سمح و فايدة الماسكارا شنو؟

.............
زميل في المجال ذكر لي انه من اكثر الدعايات تميزا هي دعايات البيرة، و اذكرك مرة حضرت برنامج كامل في البي بي سي عن الدعاية ادناة و كانت قصة في غاية الروعة و الدقة
تفاصيل انتظارهم للموجة دي و علاقتها بالمدة اللازمة لرغوة البيرة لتتحول لسائل، حاجه كده زي ال clockwork

سلام يا رحاب ومشكورة على الطلّة والاطراء والاضافة.

لقد بثّت فيّ مداخلتك أشواقاً ثلاثة:

1. شوقٌ للجدِّ في سبر غور الخيط الرفيع بين أكاديمية الدعاية والاعلان وامبراطورية التسلية والترفيه وهذا موضوع مخطّط له بهذا البوست...ربِّنا يسهّل بأة:

الخربشات الأولية التي أضعها حين الفكرة وأرجع إليها بعد حين تقول عن ذلك: يمثّل الإعلان الذي أوردناه في أعلاه بعضاً من حاضر فنون الدعاية والاعلان وأرجو أن لا أشطح حين أقول وكلَّ مستقبلها فالإعلانات التي تهتم بأن يرسخ بذهن المشاهد اسم المنتَج (خلِّ عنّك اسم مُنتِجِه أو "هواتفنا على الشاشة") عبر "فنون" مملّة، قد أضحت ماضياً لن يبكي عليه لا الدعائيّون والاعلانيّون ولا المستهلك لهذا الفتح الترفيهي.

2. شوق للنظر في أمر "القمار الجديد" وربّما ثمّة توارد خواطر بين الذكرى (الأليمة) الخاصة ببحث ماجستيرك وخاطرة خطرت لي أمس فيما كانت محطّة (محطّات، في الواقع) إم بي سي تسدُّ الآفاق بإعلانات "يا تلحق يا ما تلحق" الخاصّة بـ"مسابقة الحلم" وهي لا تتعدّى، في رأيي، "كرتلّة" الله أعلم إن كانت مضمونة ومبرشمة أم لا لكنّها على نطاق أوسع ومثل هذه الإعلانات كثير بالتلفاز وبالصُحُف ولن نتجنّى على أحد إن اعتقدنا أنّ برامج جوائزها بالملايين تموّل بمثل هذا "الاحتيال"!

3. شوقٌ للبيرة! ههه. فبالباب الذي نحن بصدده إعلان بيرة طريف ليس من حيث إنّه إعلان وإنّما من حيث أنّ فكرته تكاد تكون سُرِقت بضبّانتها في إعلان بيرة سودانية يتوسط حرب إعلانات البيرة في ذلك البلد الذي انتشر به، قديماً، هزجٌ مبتكرٌ ومتوافقٌ مع إيقاع النوبة: "الحاج حجّ وجا شراب البيرة* ما خلاّ" وإن لم يفطن أحد لإعادة اختراعه حين أعيد اختراع البيرة ودعاياتها خوفاً، ربّما، من تعقيدات اضافة عبارة "من غير كحول" لهذا الإيقاع البيرفيكت. أفلا يستلهمون الكوشرثيا، ولو من جانب الإيقاع والنغمة، أم على قلوبٍ أقفالها.

لكِ الشكر مرّة أخرى وإلى اللقاء.


* راسي كان خمير، من غير بيرة طبعاً، في حكاية إنّو المشكلة وين لو الحاج حجّ وجا شراب البير ما خلاّ...ما ياها دي الناس كلّها بتشرب من البير! كُنت صغيراً في السن وفي سوء الظن!

أوردنا "إعلان الخدمة العامة – Public Service Announcement " بالفيديو في أعلاه احتفالاً (عجااااايب) بيوم التبصير بالجوع الذي يوافق غداً وتبصيراً بالنجم الثاقب الناشط شون بين ولا على كيف ملكة جمال فنزويلا السابقة (الممثّلة لاحقاً) ماريّا كونشيا ألونصو، ولا على كيف رسالتها المفتوحة لشون في شئون دعمه للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. دَعَم شونُ شافيزَ دعماً وصل إلى حدّ الدعاء بالسجن على الصحفيين الذين يعتبرون شافيز دكتاتوراً فشافيز، في نظر شون، رئيسٌ منتخبٌ عبر عمليّة انتخابية نزيهة ولعدّة مرّات وإن كانت ألونصو ترى أنّ تلك الانتخابات مخجوجة مخجوجة وبالكمبيوتر كمان وإلاّ فلماذا رفضت السلطات الفن...زويلية إجراء عملية العد اليدوي للأصوات.

حقّاً، الجعان يقرّض الدلكة...ويخج فتيل الخمرة ذاتو وأريتو بعد دا يجيب "خمرة" تام زينو!

الداير يقرّض النميمة دي بي شمارها؛ وبالمرّة يشوف ملكة جمال فنزويلا، السابقة، يغتّس يدّو في القدح دا. أنا بجيكم راجع بعد شهرين (وربّما أكثر) أكان فكّانا الجوع للسعي في أثر "أكل العيش" لننظر في أمر ابتذال نجومية شون الآخر (كونري)، جينيفر أنيستون، جورج كلوني وكيفين كوسنر.

سلام أخي عادل

شاهدت هذا البوست البديع الآن فقط. شكرا لك.
آمل أن أتمكن من العودة اليه.

أما بخصوص الإعلان المرفق
تقوم فكرته على افتراض شائع أو قل (ستريوتايب) في الثقافة الأمريكية
بأن الجميلات البلوند
أقل حصافة من بقية النساء.
فها هي مرسيدس تقيم إعلانها علي هذا التنميط.

أشكرك أخي أحمد أن شرّفتني بهذه الزيارة،

Quote: فها هي مرسيدس تقيم إعلانها علي هذا التنميط.

لو كانت السيّارة المعلن عنها مرسيدس S350 لما كان في امكاني سوى أن أسد حنكي وانطم ولو من باب الاذعان لما يقترف الدعائيّون من اجرامٍ من المهد إلى اللحد. لكن مرسيدس إي تلاتمية! أبشّرك، حا أقل أدبي ع الآخر بَسْ عن تجربة:

خرجت الأسبوع الماضي مع مديري الجديد إلى حيث نلتقي مديري القديم لدى وكالة نيسان حيث يقوم القديم بتقديم الجديد لأهل نيسان ومن ثم ننطلق (ثلاثتنا) إلى وكالة مرسيدس فوكالة بي إم دبليو لذات الغرض. قضينا غرضنا لدى نيسان وكرينا عربيّة ودّ الزين (مديري القديم، هوّ مُشْ قديم أوي يعني إذ لم يمضِ عليه وهو في حالة كونه مديري السابق سوى أمس واليوم). المهم، يا زول، كرينا عربية الزول واضطرّينا نترك عربية مديري الجديد (مرسيدس إي تلاتمية موديل 2010 موضوع هذا النزال) لدى وكالة نيسان بحيث نرجع فنأخذها بعد انتهاء برنامجنا.

قضينا وقتاً طيّباً بين حسان مرسيدس وهنّ طبعاً من النوع المابدّوهو لي زولاً مسيكين، عِلاّ...الخ. الشهادة لله، الغُنية دي تنطبق على الحسان ديل حرفيّاً، فواحدة من تلك (شفتَ تلك دي كيف) الحسان سعرها قرابة الثلاثة ملايين ريال وهي بالكاد تسع صاحبها لاسيّما حين يكرّش وزول مقرّش زي دا لا محالة مكرّش! ما علينا، اللهمّ إلا الاعتذار عن التطفيف بالتنميط.

لدى وكالة بي إم دبيليو، تحمّس مدير المبيعات للفئة الخامسة الجديدة كليّاً (نزلت للأسواق في مارس 2010) وأسهب في شرح ميزاتها شرحاً وصل حدّ الغزل وانتهى إلى القول أن: حرّم ما دام جيتو ما ترجعو قمحانين ولّع ليهم آجنى الخمسمية تلاتة وعشرين دي خلّيهم يجرّبوها. وقد كان؛ فتوهّط مديري الجديد بمقعد القيادة حين مضى مديري القديم إلى حال سبيله، ما ياهو عاد حال الدنيا. ركبت المؤنسيّة دي جمب الكبتِن، الجديد (كليّاً) طبعاً، وبقينا في عرض عرض الميزات على الطبيعة ومن ثمّ انطلقنا إلى حيث يرميني (تو دروب مي؛ ذات إز) فآخذ المرسيدس إي تلاتمية إلى المكتب فيما يتجدّع هو بما لاحظنا، في الطريق القصير إلى نيسان، من البيوتي والبرينز الصحي صحي والتي حبى بها الألمان تلك البي إم. كانت برينز البي إم تهمس لها أن ترخي كراعها شوية كل ما شافَت ليها (آآآي شافَت ليها، ما بكمرتها الأمامية شنو!) عربيّة قريبة منّها وخافت (آآآي خافت، شنو!) تصدمها فترخي الكراع (ليترالي وأوتوماتيكالي) طائعة مختارة. يا زول الداهية مرّات بِقَت تدحّش عديييل لامِن ينجلي ما أمامها من خطر وأكان ما أخاف الكِضب أقول أكان شافت ليها عربية قرمبعة تكبّ الزوغة فَدْ مرّة وربّما تقول، عبر شاشة النافيقيشن العريضة أمامنا أو عبر النظام الصوتي أبو البرينز الما خمج: "إيه الأرف دا!".

وصلنا إلى حيث ربضت سيّارة مديري وخشية أن يتركني الرجل في تلك الخلوة المختلسة مع المرسيدس إي تلاتمية فأحتاس من وين أمسك فرامل يدّها (في البي إم الركبناها، فرامل اليد كتلت للنكتة السريّة ديك الدُش في يدّها حين صارت إلى محض زر) وألاّ وين تاكلة عصاية جربوكسيها وألاّ كيف يضمّني مقعدها حتى تترضرض عضامي فلا تتردّد هذه الجميلة في أن تدلّك لي ضهري (دي ميزات موجودة في السيّارات الفخمة، بالمناسبة) ويا ربّي مكيّفها حا يشيل ليهو هبّابة يهبّبني بيها وألاّ حا يلفحني بي سموم زيّو زي "مكيّف" بصّ الهُدى! قُمت يا زول سألت مديري عمّا إذا كانت هنالك ميزات خافية عنّي بهذه المرسيدس إي تلاتمية كما خفيت عنه فرامل اليد (الزر) بالبي إم فقال: أي ميزات الله يهديك! أخوي ساق ها المتعوسة وقال ما تفرق عن الكريسيدا* شيء. أقول، شغّل...شغّل واركب ذا الخط!


* الكريسيدا دهجت لامِن الله غفر ليها لحدّي ما وقفت سنة ستّة وتسعين...شِنّ البيوتي وشِنّ البرينز القاعدين في ستّة وتزعين!

هديّة (ورضيّة):

أرجو أن يتوفّر لكم الوقت لمتابعة الفيديو في أدناه إلى آخره...البرينز البصِّح في قعر الفيديو:

Quote: سلام يا رحاب ومشكورة على الطلّة والاطراء والاضافة. لقد بثّت فيّ مداخلتك أشواقاً ثلاثة: 1. شوقٌ للجدِّ في سبر غور الخيط الرفيع بين أكاديمية الدعاية والاعلان وامبراطورية التسلية والترفيه وهذا موضوع مخطّط له بهذا البوست...ربِّنا يسهّل بأة: Adil Albadawi

و عليكم السلام يا عادل
اريتك و الاسرة بكل خير
طبعا شفت الارشفة و تذكرت الكلام ده، لوول، شفت الطمع؟
من باب التسهيل: غايتو ادينا خبر كان لسه الاشواق التلاته موجودات ولا راحن مع مشاغل الدنيا دي
انا ما تاكدت في بوست الارشفة لو الرابط موجود

سلام عليك يا رحاب ولك الشكر على إحيائك هذا البوست عند الأرشفة كما ولك الشكر على تحاياك التي نردّها بأحسن منها. ثمّ وتصوموا وتفطروا على خير.

أرجو أن تجدي لي عذراً في التأخير في الرد (على مشارف الأرشفة!) ففضلاً عن انشغالي قد قطعتني عن المتابعة "تعقيدات بصريّة"...قولي يا زولة؛ الشوف قليل وطاحت فيه جلوكوما! مع إنّ العذر الأفضل قد يكون التكهّن بإيثار السلامة تفادياً لرسالة من بكري تقول ستاي أواي فروم نستلة إثر تعليق بكري لإعلان لأحد منتجات الوحش الذي سبق وأن تناولنا مع إنّه ما زال في البال شيءٌ من نستلة!

ومع ذلك فما أنا ناسي المشاريع المعلّقة بموضوع البوست...بل إنّ تلك المشاريع ما فتئت تتمأبب بَبْ بَبْ... بَبْ بَبْ إلى ما لا نهاية ومن ذلك الموضوع الذي أود أن أجري به تسخينة الموسم (في نهايته!): "مرمطتني الميماروبيليا وماني غرقان في (حب) مكدونالدز" وهو موضوع أرجو أن أوفّق إلى طرحه بمجرّد أن أفرغ من جولة مخطّط لها أن تغطي أسواق الأشمغة (جمع شماغ وهو غطاءٌ لغطاء الدماغ) راجياً أن لا تردني رسالة من بكري تردعني بالقول ستاي أواي فروم مكدونالدز! فترجعني إلى أوجاع ابتذال النجومية من غيرما تسخينة.

إلى اللقاء

سلامات يا عادل
و في الانتظار متي ما تيسر :)

دعاية شاهدتها اثناء الlaunch للاي فون 4 و انا في انجلترا و حاولت انزالها مباشرة هناك، لكن ما وفقت

من ناحية الدعاية بسيطة وما فيها حاجة شاذة من ناحية الفكرة، عاطفية و توضح مواقف الاستعمالات العادية لتلفون مجهز بكاميرا
the choice of Louis Armstrong's "When You're Smiling" with lots of happy faces, is very effective, you just want to be one of the good news bearer via an iPhone :)
و لكن اكثر ما اعجبني هو لفت النظر لاستعمال التلفون من قبل فاقدي النطق في الدقيقة الواحدة و تسعتاشر ثانية (علي ما اظن)
كيفتني فكرة انه في تلفون لمن فقد القدرة علي النطق و الفكرة دي حد زاتها اجدها oxymoronic

I also noticed how the advert left a remarkable time stamp marking the times we live in now, where the guy in the military uniform can also see his unborn baby's first images, very moving. Presumably this soldier is in Iraq or Afghanistan or some such place, a scene that would not have meant a lot some years ago! Thanks Bin Ldaen for making this possible!!x

http://www.youtube.com/watch?v=a5cgiFttbsQ

سلام يا رحاب ومشكورة على نبش البوست وعلى الوفاء بما وعدتِ.

حكمة الله العيد القريب دا زازاني بائع مسلّط في شأن نوكيا N8 فتخارجت منه بكرامة أنّ استخدامي للموبايل لا يتعدّى الاتصال الصوتي والرسائل النصيّة فأفلح إلى أن يبيعني نوكيا E52 بداعي أنّني شبه عميان وفي حاجة للحروف الكبيرة الحجم.

استهبال شركات الاتصالات ومنتجي أجهزتها يعتمد، في تقديري، ومنذ عصور في الاتّصالات سحيقة (انظري القصّة التي افتتحنا بها، تقريباً، هذا البوست) على تضخيم ما ينقص الناس بحيث يُنتج ذلك ارتباكاً يغلب، مقروناً مع الكسل الكامن في كلّ واحدٍ منّا، الرُشد في سلوكنا كمستهلكين. تقدري (!)* تقولي كم جهاز موبايل اقتنيتِ منذ أن بدأت هذه الهيجة؟ تقدري تحدّدي الفروق بين هذه الأجهزة أو عدد الميزات المتوفّرة بالحديث منها والتي استعملتيها فعلاً وبدرجة تبرّر هذا الأبقريدنق المتسارع؟ أنا غايتو القصّة دي عندي شغف ليس إلاّ لكنّه شغف مرهق بالمقارنة بالشغف (المجّاني؟) بالعربات مثلاً.

Quote: و في الانتظار متي ما تيسر

ديسمبر دا (قاتل الله الديدلاينز) بَقْضى ليك "ابتذال النجومية" وقد أخَفِس إلى "الاختباس الدعائي"...آآي "الاختباس" بالخاء ما تقومي تعتمدي على بهتان بيّاعين الموبايلات كمان!

لك الشكر مجدّداًً وكلّ عام وأنتم بخير


______________________________
* علامة التعجّب دي قد تقرأ: أجِيْ آولدي!

زازاني بائع مسلّط في شأن نوكيا N8 فتخارجت منه بكرامة أنّ استخدامي للموبايل لا يتعدّى الاتصال الصوتي والرسائل النصيّة...، وبكري ما كضّب خبر!

...وإعلانٌ عن احتجاجي على إيقاف بث برنامج Top Gear على إم بي سي آكشن واستبداله بنسخة عربيّة ماسخة لا ترقى لبلاوي جيريمي كلارسون وريتشارد هاموند وجيمس ماي.

كبّح أنّقوم أشتري الحلقات من مكتبة جرير...لقد أفسدتم ثلاثاءاتنا!

والله لو ما موفّر "أكاد لا أصدّق" للشديد القوي لأطلقتها الآن! كيفين كوسنر في إعلان لدرجة رجال الأعمال، ولا الدرجة الأولى كمان، بالتيركيش إيرلاينز!

كيفين كوسنر! النجم السينمائي والمغني والموسيقار والمنتج والمخرج! الفنّان الذي فاز بجائزتي أوسكار وجائزتي قولدين قلوب وتمّ ترشيحه لثلاث جوائز بفتا!

كيفين كوسنر! الراقص مع الذئاب، روبين هود والمنافح بـ The Untouchables وبـJFK الذي هو، أيضاً السجين الهارب، (بفيلم A Perfect World) الذي أحببناه رغماً عن اختطافه طفلاً احتفظ به كرهينة فما حمل جرمه والمطاردة البوليسية رفيعة المستوى (بقيادة كلينت إيستوود) التي انطلقت تطلبه إلاّ ظاهر الفيلم فيما احتلّت مطاردة العلاقات والروابط الانسانية عصب باطنه!

هذا هو نجم كيفين كوسنر يتوهّج فيما لم يظهر لنا من التيركيش إيرلاينز إلاّ ما يمكن ان نُطلق ("نُـ" دي راجعة لحماة المستهلك غصباً عنّو، بالمناسبة) عليه بالراااحة Feel Like a Crash حين ننوّه إلى كراش التيركيش 737 فعلياً والذي تحطّمت فيه إلى ثلاث قطع على مرمى ثلاثة أميال من مدرج المطار بأمستدردام في فبراير 2009 كما وننوّه لكراش التيركيش الآخر في شيل الحال الذي أسماه الصديق محسن خالد (تلطّفاً) شيل الترانزيت...أتتنشن بليز، على المسافر محسن خالد الاطّلاع على التعليق المدرج بالرابط بتاريخ 14/5/2009 في الساعة الثالثة وسبع وعشرين دقيقة.

" />" target="_blank"> خبر سخفي:

الأخبار الصحفية هي إحدى الوسائل الدعائية وهي مدفوعة القيمة إمّا مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عبر الإعلان أو الوعد بالإعلان في الصحيفة الناشرة للخبر ويمكن للقارئ أن يلاحظ الفرق بين الخبر الصحفي والخبر العادي في تمجيد الجهة التي يدور الخبر الصحفي حولها، مناسبتها المخبر عنها و/أو منتجاتها.

ومن باب لا تبخسوا الناس أشياءهم؛ الشهادة لله، الميوزيك بالإعلان مبالغة.

فكرة رشوة الموت قديمة قِدَم وصف شيخنا الطيّب صالح زواج ود الريّس من حسنة بِتْ محمود برواية موسم الهجرة إلى الشمال. لكنّ تلك قصّة أخرى فالإعلان في أعلاه وسلسلة من الإعلانات المشابهة (التي يشارك فيها جون مالكوفيتش، الملاك حقّاً، جورج كلوني سفير البراند المعلن عنه) تصبّ، فضلاً عن الترويج لما تُعلن عنه، في ما أسميناه "الفتح الترفيهي" بأكاديمية الدعاية والإعلان.

لكنّ جورج كلوني وجون مالكوفيتش، ياللأسف، يبتذلان نجوميّة مقدّرة (الواقع أن جورج يبتذل نجوميته فيما يبتذل جون ملائكيته) في إعلانٍ لمخلبٍ من مخالب الوحش المسمّى نستلة يكاد يكون الأشدّ فتكاً! فحسب ويكيبيديا، فإنّ نستلة تحتكر هذا المنتج المسمّى "نيسبريسو" (مكينة الإسبريسو وكبسولات القهوة) عبر محاصرته بسبعين براءة اختراع تحول دون تقديم خدمة مشابهة من شركات منافسة في أي وقت قبل انتهاء صلاحيّة براءات الاختراع هذه. ومع إن انتهاء صلاحيّة براءات الاختراع تلك مقررٌ لها العام 2012 إلاّ إنّ نستلة تعمل عملاً حثيثاً حالياً لتفادي هذا الوضع وهي، في تقديري، لابدّ ناجحة ومصدر الثقة في القول؟! الفقرة في أدناه:

ونستلة لا تسمح باستخدام كبسولات قهوة من منتج آخر على المنتج الذي تحتكره مما يوفّر لها احتكاراً شبه كامل لسوق كبسولات قهوة "النيسبريسو" وهو سوقٌ لو تعلمون...أقول شنو! هل تعلمون أن نستلة قد باعت عشرين بليوناً من هذه الكبسولات في ظرف عشر سنوات. واعلموا أنّ متوسّط سعر بيع الكبسولة الواحدة هو نصف دولار،؛ أي متوسّط المبيعات، من هذه الكبسولات فحسب، يصل إلى بليون (بِلْـ...يون) دولار سنويّاً، فاعذروا نستلة، إذن، على سعيها الحثيث للتشبث بهذا الاحتكار.

خلاصة الأمر: لا تتورّع نستلة، وقد ورد في إحدى نُسخ دعاية "مكينة النيسبريسو" أن سفير براند "النيسبريسو" لا يتورّع، من رشوة ملك الموت في سبيل التشبّث بهذه الحياة؛ وقيل، في سبيل أن تنشب نستلة مخالبها في وجه هذه الحياة!

ما الحكمة في أن يتحوّل اهتمام صبي (أو حتى صبيّة) إلى البيرة في وجود قوام جينيفر أنيستُن؟! الأكيد أن الزوغة من هذا السؤال ممكنة عبر سؤال أهمّ منه لكنّه سؤال لا يسأله إلاّ غشيم أو زول، زي حالاتي، عدائه للدعائيين مقيم؛ والسؤال هو: هي جينيفر أنيستُن دي ذاتا منو؟! والجواب يكفيك، على الأقل لأغراض هذا العرض، عنوانو المتمثّل في القول أنّ جينيفر أنيستُن هي ممثّلة أمريكية انتخبت للقب أكثر النساء جاذبية (على وجه الأرض فقانون الجاذبية على وجه القمر مختل) ثلاث مرّات.

أها الجواب دا يقتضي سؤالاً ملحّاً: زول مطشّش لدرجة إنّو عينو لي جينيفر أنيستُن تتناطى ليها لقزازة بيرة ولا تطالها فيتجاهل كلّ ذلك ويجازف القزازتين! باقيلكم دا البيرة شِنْ بدوربها! نحنا غايتو الواحد أكان سكّروهو عرقي، العرقي البِرمي في الشوك داك شفتي كيف، يقعد يفتّش لي سكرتو سما واطـا في حضرة الدريفونة الجنيفيرة! ويقول ليك: بهت الدعائيون المشاهيرَ، أنّهم لا يطالون البيرة!

ممكن أهدي؟!

إن كان لي أن أهدي هذه الدعاية لما أهديتها إلاّ للصديق عبد الرحمن فضل، مدير مبيعات ستيم بعموم السودان (أو ما كان يُعرف بعموم السودان). فكرة واحدة من دعايات الشامبيون (ههه، شُفتَ سطوة البراند يا عبدو!) بتاع ستيم تكاد تكون مشفوفة بي ضبّانتها من دعاية "أختنا" جينيفر أنيستُن.

جينيفر أنيستُن! آنِستي ونوّرتي، وقيل ابتذلتي نجوميتك ذاتو، إلاّ الشامبيون الكُنتي بتتناطي ليهو دا ماركتو شنو بالله!

أكاد لااااا أُصدّقووو ترات ترارا! وأُطرقوووو ترات ترارا! ولااااا أصدّقوووو!...شون كونري في دعاية ستّاتيّة! (تطفيف، يا جندريّات، تطفيف)؛ ما فَضَل إلاّ يجينا أنطوني هوبكينز في دعاية لمنتجات ناين ويست وألاّ كمان نشوفو يقدل كأحد ملائكة فيكتورياز سيكريت!

التنمية المستدامة! ها هاي! قايل رقبتك البنك الدولي ياخَيْ! إنتا يا كريديت آقريكول ياخي، زيّك زي هذه المصارف التي تدّعي (دعائيّاً) أنّها تهتم بحبس الهواء الفاسد (ومن قال أن ثاني أكسيد الكربون هواء فاسد فهو أحد مكوّنات غذاء النبات) برئات الكون المتمثّلة في غاباته خدمةً مقدّمة للأجيال القادمة؛ لكنّها تتغاضى عن حبسها الهواء (فاسده ونقيّه) عن رئات الناس الذين يأكلون الطعام ويمشون، حاليّاً، في ردهات المصارف يطلبون أدوات هذا الحبس من قروض وبطاقات إئتمان. دحين ما تشكّر لي ثمار منتجاتك في المدى الطويل فللمدى الطويل رجاله ونساؤه وفوق ذلك إنتو ونحنا بنكون، حينها، في عالم تاني: يا إمّا هبّ جانا النسيم عليل وألاّ كمان لفحنا سمومٌ من السعير ثقيل.

والاخْتِباسُ، بلسان العرب، أَخذ الشيءِ مُغالَبَةً. وهو أيضاً الظلم؛ خَبَسه مالَه واخْتَبَسَه إِياه. والاختباسُ الدعائي وضع مال البشريّة فيما ليس فيه نفع لها (على الأقل في المدى الكافي لأن يبقيها على وجه هذه الأرض) هذا إن نجت من آثار جانبية بالاختباس الدعائي تضرّ بها. وأنصع الأمثلة على الاختباس الدعائي، في تقديري، المال الذي ينفق في أفيال درء الاحتباس الحراري. هذا المال يقصّر أحياناً فيضطر المستهلك المسكين أن يدفع الفرق (أو يُنهب ريع تلك الأفيال، في الواقع) لا إيدو لا كراعو اللهمّ إلاّ عبر الاستجابة إلى دعايات ساكت يبتذل فيها قومٌ مثل عمّنا كونري نجوميّتهم. الاختباس الدعائي، ببساطة، هو الخم وليس سواه.

لن أقع هذه المرّة في فخّ ترتيب ما أود تناوله بهذا الباب إذ عطّلني بما فيه الكفاية فيما سبقه من أبواب فأرجو أن أنحو نحو بابٍ مفتوح لتناول المواضيع في أدناه (أو ما يتيسّر منها) حسب التساهيل ودون الالتزام بترتيب ما:

الاختباس الدعائي – ركوب المقاشيش: "عربات...خضراء، ولا عربات".

الاختباس الدعائي – ركوب المقاشيش: إحنا اللي طحنّا الهوا طحن.

الاختباس الدعائي – ركوب المقاشيش: إحنا اللي ضربنا الهوا صلفر دايوكسايد.

الاختباس الدعائي – ركوب المقاشيش: انفلونزا الخنازير وحروب التطهير.

الاختباس الدعائي – تمجيد الاحتيال: "يا مواسم توهيني وزيدي في عيني أساي".

الاختباس الدعائي – تمجيد الاحتيال: "عدم العروض جفا".

الاختباس الدعائي So, who is messing!; what is missing