النبق .. النبق .. النبق !

يبدو ان ولاية الخرطوم اتخذت من الاغانى الهابطة - داخل وخارج السودان - خارطة طريقة لها لتحقيق الامن الغذائي ، فقد جاء فى صحيفة الرأئد ان الولاية تعتزم افتتاح عدد من مشاريع الامن الغذائي فى يناير المقبل .
وجاء فى متن الخبر أن "الامن" الغذائي الذى تعتزم الولاية تمزيق فاتورته يشتمل على 120 بيت "محمي " بمشروع السليت و20 بمشروع الجموعية و100 بيت محمي "تاني " بالري المحوري و"الهايد رفلوم " والنصيحة لله لا اعرف معنى الكلمة الاخيرة دي .. الجدير بالذكر ان مزارع الامن الغذائي التى تعتزم الولاية افتتاحها مع اعياد الاستقلال يزرع فيها القريب فروت والبرسيم والبصل و... و... ولأول مرة بالسودان يتم افتتاح مزرعة "النبق الفارسي" و"العنب" بغرب امدرمان !!
لدينا اغنية (صاعدة ) يرقص فيها الناس فى الحفلات تقول كلماتها (النبق .. النبق .. النبق .. وبس ) وهى من الاغنيات المطلوبة فى كل حفلة وتعتمد على عازف الأورغ ولا عزاء فيها للمطرب .. كما أن الافلام المصرية التى انتشرت فى القنوات، بها فيلم لسعد الصغير (على ما اعتقد ) يغني فيه العنب .. العنب .. العنب .. العنب .. العنب ..وبس ) ! !
وعندما طالعت العنوان الرئيسي فى الملحق الاقتصادي لاحدى صحفنا فى الايام الفائته والذى يقول : (المالية تضع معالجات لاحتواء ارتفاع الاسعار ) ربطت بين "معالجات " المالية و"عنب ونبق " ولاية الخرطوم وذلك على خلفية متلازمة الامن الغذائي .!
تعجبنا كثيراً لانتشار العديد من السلع الاستفزازية وغياب السلع الاساسية ، ولكن لم تكن نعتقد ان المسألة مرتبطه باستراتيجية (عديل كدة ) .. ومن الواضح ان استيراد العنب والنبق الفارسي لم يعد يكفي الاستهلاك المحلي لذلك تم ادخاله ضمن استراتيجية وزارة الزراعة بولاية الخرطوم لتحقيق الامن الغذائي وتم ربط افتتاح هذه المشاريع بشهر يناير تأكيدا ً على "استغلال" القرار وذلك استنادا ً على المثل الشائع (من لايملك نبقه لايملك قراره ) !
من يصدق ان التفاح فى شوارع الخرطوم وصلت به المهانة ذات يوم ليصبح أرخص من الطماطم ، وهذا ليس من اكتفائنا الذاتي من التفاح ولكن من انعدام "البندورة " !
لاحظ عزيزي القارئ هذه اللغة التى دخلت مجال الزراعة فى بلادنا "الامن الغذائى .. البيوت المحمية وو... شندى وكبوشية يا بلال علي " .!
وطبعا الري عن طريق "الهايدرفلوم " التى اعرف معناها ، لايمكن ان يكون للعجور والتبش والاسود والقرع ، لذلك دخل النبق الفارسي والبيتزا الايطالية والمكرونة بالبشميلا قاموس طعامنا ، واصبحت المطاعم التركية واللبنانية والسورية تقدم لنا من اسماء الاكلات ما لايقدر على كتابته سوى الدكاترة فى الروشتات تات تات تات " .
حتى الاعلانات فى التلفزيون اصبحت غريبة وعجيبة وتتخللها مصطلحات تحتاج الى تفكيك وتشظي واعادة إنتاج من جديد ، والذى ينظر الى الوجبات التى دخلت حياتنا فى السنوات الماضية بعد تفكيك امبراطورية المائدة المستديرة وإلغاء فكرة الصينية ، يجد أن ولاية الخرطوم تسير فى طريق "حوسبة " المعدة السودانية .. وبالمزيكا !
هنيئاً للبيوت" المحمية" بالعنب والنبق والمارتديلا ، ويبقى العزاء فى بيوتنا "غير المحمية" ، فى صحن البوش والسخينة وكوارع الدجاج النافق !.

الأستاذ صلاح
تحية طيبة
مقال ساخر ولكنه يمسح كبد الحقيقة ، أستغرب كيف يحدث كل هذا الضجيج عن النفط في بلدٍ تملكـ من الأرض والماء والمناخات ما ي=تنوء به القارات !!!
السودان لايحتاج الى نفط لو زرعت أراضيه الصالحة للزراعة فقط ، ولكن حتى الزراعة كما تفضلت تأتي بأولويات غير اولوياتنا ...

الى متى هذا الغياب ؟؟؟
أشكركـ