الأستاذ إبراهيم يوسف يكتب : نزهوا الشريعة من سادية النظام !!!

نزهوا الشريعة من سادية النظام!!
ابراهيم يوسف

بمناسبة الشريط الفضيحة الذي جلدت فيه فتاة سودانية خمسون سوطا، بصورة قاسية لا يحتمل النظر مشاهدتها!! يجب أن تراجع عقوبة الجلد فيما يخص "التعزير"، ولأنه لا يصح أن ينسب للشريعة حكم لم تحدده الشريعة، بنص قطعي الورود، والدلالة فإن "التعزير" ليس سادية أو مجال للتشفي، وإنما هو حق يمارسه إمام المسلمين أو نائبه إن كان ثمة إمام!! وقد جاء في الحديث الشريف: "لا يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله تعالى" متفق عليه.. ومعلوم أن عقوبة الجلد لم تثبت إلا في حدين مع الاختلاف في عقوبة الخمر.. والحدود نفسها لا تقوم بحقها إلا في مجتمع مكفي الحاجة، ومكفول العدالة بالقدر الذي يصون من الانزلاق..
آلة الضرب في عهد السنة: "إنهم كانوا يضربون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالجريد والنعل وأطراف الثياب والأيدي، وعلى هذا فلا يصح الخروج عن هذه الآلات" كتاب الفقه على المذاهب الأربعة- الجزء الخامس صفحة 14 ..

*

بالرغم من النقد الواسع الذي وجه للطريقة المخالفة للشريعة والتي نفذ بها جالد الفناة ، مازالت سياط الجلادين تنهال علي النساء والرجال بنفس الصورة ، وحتي النقد الذي وجهته كل الجهات الحكومية لهذا العمل المشين ، لم ينظر للأمر بجدية أو عدالة ، مما يدل على نفاق المسؤولين في حكومة الإنقاذ ، وبيع الكلام ...
يوجد بوست في هذا المنبر يقول بجلد أكثر من 40 جل وإمرأة خلال شهر واحد !!!
الغريب أن الواعظ المتشدد عبد الحي ، بالرغم من تاييده لجلد الفتاة ، أفتى بأن الجلد يجب أن يكون وسطا في الشدة ولايكون من الأمام ويجب الا يرفع الجالد يده حتى يظهر إبطه ... وهو ما تقول به الشريعة ...
وهو ماخرج عليه الشرطة ولم يحاسبهم أحد ... ولكن عبد الحي وغيره لم يحركوا ساكنا في الوقوف مع هؤلاء المستضعفين والمطالبة لهم بأخذ حقهم ...

على اي حال ، إن لم ينصرهم حاكم ، فإن لهم رب سيأخذ لهم حقهم ولو بعد حين ...